يوسف ارتبك قليلا، ثم عاد ملامحه إلى طبيعته تدريجيا.وبعد لحظة قصيرة، ارتسمت على وجهه ابتسامة دافئة وهو ينظر إلى فادية بعينين مليئتين بالحنان والدلال: "أنا بخير، لا يهم أنك لا تتذكرين الماضي، في المرة القادمة حين نلتقي سأحدثك بهدوء عن كل شيء. الجو بارد في الخارج، عودي إلى البيت الآن."لقد أصر أن تعود إلى منزلها.حتى مالك، لم يستطع إخفاء لمحة دهشة مرت في عينيه."أوه." قالت فادية وهي تحدق مرة أخرى في يوسف: "هل أنت متأكد أنك بخير؟"فقد بدا قبل قليل وكأنه على وشك السقوط، ضعيفا جدا.ضحك يوسف بخفة أكبر: "طبعا لا يوجد شيء."أي شيء قد يحدث له؟لا شيء سوى شعور بالذنب، قلب يعتصره الألم. لكن كل ذلك لا يقارن أبدا بما مرت به فادية.ذلك الحادث... جعلها تخسر ذاكرتها!فادية بقيت مشغولة البال عليه، ولم يتبدد التوتر.حين رأى يوسف الموقف، التفت إلى مالك وقال: "اعتن بها جيدا."ثم استدار ومضى إلى سيارته الفاخرة المتوقفة بجانب الطريق. أغلق الباب، وانطلقت السيارة بسرعة مبتعدة، بينما بقيت فادية ومالك واقفين في مكانهما مستغرقين في أفكارهما.كانت تفكر بكلام يوسف.المرة القادمة سيخبرها شيئا فشيئا.لكن متى ستكون ت
Read more