جميع فصول : الفصل -الفصل 490

492 فصول

الفصل 481

عقد مالك حاجبيه، وأخرج هاتفه بهدوء وأرسل رسالة إلى رائد.نظر رائد إلى الشاشة، وحدق في ما أوكله إليه سيده، وخطر في رأسه سؤال كبير:؟؟؟التحقق من هوية والد الطفلة في حفل المئة يوم.لماذا يهتم سيده فجأة بمدير شركة صغيرة مغمورة؟لم يستطع رائد أن يفهم قصد سيده، لكنه لم يجرؤ على التردد أمام أوامره، فباشر التحقيق بسرعة. لم يمر عشر دقائق حتى وصلت معلومات إلى بريد مالك الشخصي تخص ساهل العكواني.ما زال ضحك فادية والطفلة الصغيرة يتردد في أرجاء الحديقة.أما ساهل وزوجته فقد راقبا من الجانب، كانا يبتسمان، لكن في ملامحهما ظلال من القلق لم تختف.كان مالك منشغلا بقراءة ملف ساهل، وأخذ صورة عامة عنه.قدراته لا بأس بها، لكن الحظ لم يحالفه، فمشروع الشرائح الإلكترونية في شركته هو بالضبط ما تهتم به مجموعة الراسني في قطاع التكنولوجيا.ربما الطفلة الصغيرة لعبت بحماس زائد، وبدأت تشعر بالجوع.حين سلمت فادية الطفلة إلى زوجة ساهل، لم تخف شيئا من عدم رغبتها في فراقها."لنلتقط صورة تذكارية." قال مالك فجأة.الرجل الأول في مجموعة الراسني، والذي يشاع أن الراسني الثالث لا يحب الظهور أبدا، كيف يطلب بسهولة صورة مشتركة؟فاد
اقرأ المزيد

الفصل 482

شعر مالك بالفراغ وكأن شيئا ضاع منه، لكنه كان يدرك أن جعل فادية تقع في حب "الراسني الثالث" لن يكون أمرا يحدث بين ليلة وضحاها.لكنه لم يكن في عجلة، المهم أن تمنحه فادية فرصة.وبينما التقط نظرات ساهل وزوجته الموجهة إليه، التفت مالك إليهما، شعر بقلقهما عليه، فابتسم بمرارة وأخرج هاتفه ليرسل رسالة إلى رائد مرفقة بصورة التقطوها للتو.عندما فتح رائد الرسالة، أصيب بدهشة كبيرة.لكن سرعان ما تمالك نفسه، فاتصل مباشرة بقسم الإعلام الجديد في مقر مجموعة الراسني في العاصمة، وأمرهم بنشر الصورة على أكبر منصات التواصل.ومجموعة الراسني بصفتها من أبرز ثلاث عائلات في العاصمة، كانت دائما محط أنظار الجميع.وما إن نشرت الصورة حتى تناقلتها حسابات التسويق بسرعة شديدة، لم تمض عشر دقائق حتى امتلأت الشبكات بالصورة ولقطة شاشة من الحساب الرسمي على فيسبوك الخاص بالمجموعة.الحساب الرسمي للشركة أرفق الصورة بعبارة واحدة: السيد الثالث مع صديق.فانفجرت نسب المشاهدة، وفي التعليقات لم يهدأ رواد المنصة:"السيد الثالث؟ هل هذا حقا الراسني الثالث؟ وسيم للغاية!!""يا إلهي، وسيم جدا! أشعر أن ملامحه مألوفة… كأنه يشبه أحد المشاهير!"
اقرأ المزيد

الفصل 483

تجمد الأمين لثانية، فجاءه مجددا صوت المدير عبر الهاتف بنبرة مستعجلة: "أريد العنوان، خلال دقيقة واحدة فقط، أرسله إلى هاتفي."بعد أن أنهى حديثه، أغلق الهاتف.لم يفهم الأمين أصلا ما الذي يجري، لكنه لم يجرؤ على التأخر عن أوامر المدير ولو لحظة.حين أرسل العنوان إلى هاتف المستثمر الكبير، كان الأخير قد أدار سيارته خارج المرآب متجها مباشرة إلى الوجهة المحددة.في الوقت ذاته، شهدت مدينة الياقوت حركة غير عادية، سيارات فارهة انطلقت من كل مكان متوجهة إلى نفس الوجهة.لم يمر نصف ساعة حتى أصبحت العشرات من السيارات الفاخرة متوقفة أمام أحد الفنادق التي تضم حديقة خاصة.كان كل الحاضرين من كبار مجال الاستثمار والتكنولوجيا في مدينة الياقوت. وفي العادة إذا التقوا تبادلوا المجاملات والتحيات، لكن هذه المرة وجوههم متوترة وكأنهم مقبلون على أمر جلل.يا للمهزلة!فكل الحاضرين معا لا يساوون شعرة واحدة من رأس السيد الثالث.جميعهم جاءوا لهدف واحد: التعرف على الراسني الثالث.لكن وقت وجهد الراسني الثالث محدود، فهل سيتاح للجميع أن يقتربوا منه؟هنا باتوا خصوما، من يسرع أكثر ويظهر أولا أمام الراسني الثالث، يكسب المبادرة.و
اقرأ المزيد

الفصل 484

"السيد ساهل…""السيد ساهل…"شعر ساهل بالارتباك من كثرة مناداته.الابتسامات الودودة التي أحاطت به جعلته أكثر حيرة.قبل لحظات كان المكان خاليا، والآن صار مزدحما، والجميع يتسابقون نحوه وكأنهم يريدون منحه الأموال.ما الذي يحدث؟ساهل لم يستوعب الأمر، لكنه كان يعرف جيدا أنه إن قبل أي عرض من هؤلاء الحاضرين فستحل أزمة شركته المالية مباشرة.لكن ما يجري بلا سبب واضح جعله يشعر بالقلق.قال بابتسامة مجاملة: "لا داعي للاستعجال، لا داعي للاستعجال." وهو يحاول الرد على الحضور.وفي هذه اللحظة، كان مبلغ مالي كبير قد أودع بالفعل في حساب شركته.خارج الفندق.لم تفهم فادية لماذا مالك لا يخرج من المدخل الرئيسي كالمعتاد، بل أخذها من الممر الخلفي وكأنهما يتهربان من شيء ما.عن ماذا يختبئان؟نظرت بتساؤل إلى الرجل بجانبها، فاكتشفت تحت أضواء خافتة، أن ملامحه المهيبة كانت تتلألأ بابتسامة هادئة، كأنه يضيء من داخله. مرة أخرى وجدت نفسها تحدق فيه مأخوذة دون وعي.سارا بخطى سريعة، حتى عبرا زقاقا ودخلا شارعا صاخبا بالأضواء والموسيقى.لعلها كانت تراقبه بتركيز شديد، فتوقفت خطواتها فجأة، كأن قدمها عجز عن التقدم.حينما أسقطت ن
اقرأ المزيد

الفصل 485

وأما ذلك الرجل...من البداية وحتى النهاية، لم ير علاء وجه الرجل بوضوح، بل فقط ظهره. وذلك الظهر كان يشبه كثيرا ظهر الرجل الذي رآه عند خروجه من الفيلا خارجا من المنتجع.ليان كانت قد قالت له من قبل، إن فادية تزوجت.فهل ذلك الرجل هو زوج فادية؟تخيل علاء في ذهنه المشهد الذي انحنى فيه الرجل قبل قليل ليحمل فادية على ظهره ويغادر، وكان من الواضح أنهما يعيشان علاقة ودية.شعر علاء بضيق مفاجئ في صدره، حتى إنه لم يعد يرغب في متابعة الحديث مع ليان، فاستدار ودخل إلى البار.ذلك التجاهل البارد شعرت به ليان تماما.فكان يعاملها بحرارة، وحتى أمام أصدقائه من مدينة الياقوت، لم يتردد أن يضع ذراعه حول كتفها. ورغم أنه كان يناديها دوما بابنة العمة، إلا أن تصرفاته كلها كانت تخبر الجميع أن العلاقة بينهما ليست عادية.لكن لماذا هذا البرود المفاجئ الآن؟ليان نظرت إلى الاتجاه الذي كان ينظر إليه علاء منذ لحظة، وبدت عليها علامات التفكير العميق.وما إن حاولت استيعاب الأمر حتى رن هاتفها.كانت هناء هي المتصلة.في تلك اللحظة، لم تكن ليان راغبة في الرد، لأن تفكيرها كان كله منشغلا بعلاء، لكن حين تذكرت أنها بحاجة إلى هناء، أج
اقرأ المزيد

الفصل 486

والمرأة التي بجانب الراسني الثالث...كما قالت هناء، حتى وإن كان مجرد ملامح جانبية للوجه، فهي تستطيع أن تتعرف عليها فورا، إنها فادية!في الصورة، فادية تنظر إلى الراسني الثالث، والراسني الثالث غارق في ابتسامة مليئة بالحنان، حب واضح للعيان، جعل ليان تشعر وكأن سكينا يقطع قلبها.وفي تلك اللحظة، وقع بصرها على علاء في داخل البار.وبعد أن فكرت قليلا، أغلقت ليان الصفحة، قبضت على هاتفها ودخلت البار.في هذا الوقت، كان علاء ممسكا بهاتفه، مأخوذا بصورة أمامه."علاء، أنت تتصرف بغرابة! ما الأمر؟ هل هناك ما يثير الريبة في صورة الراسني الثالث؟ أنتما، عائلة الهاشمي وعائلة الراسني، من بين الثلاث عائلات الكبرى في العاصمة، هل بينك وبينه معرفة شخصية؟"الجميع امتلأ فضولهم حيال الراسني الثالث، بل تمنوا أن يتمكنوا من التعرف عليه عبر علاء.لكن حتى علاء نفسه نادرا ما حظي بفرصة لرؤية الراسني الثالث الحقيقي.ولكنه بدا وكأنه رآه للتو!في الصورة، المرأة بجانب الراسني الثالث ترتدي نفس الفستان الأحمر الذي ارتدته فادية. لو كان الأمر مجرد ملامح جانبية، لكان مجرد تخمين، لكن بعد أن رآها للتو بعينيه، لم يعد لديه شك.اتضح أن
اقرأ المزيد

الفصل 487

أرادت أن تنتزع نفسها منه، لكن الطمأنينة التي منحها لها في تلك اللحظة كانت كالسحر القوي، يشدها لتغرق فيه بلا قدرة على الإفلات.وما دامت لا تستطيع التملص، فقد استسلمت مؤقتا لذلك الانغماس.حتى فادية لم تدرك متى تخلت تماما عن المقاومة، ولم تعد تمانع أن يحملها على ظهره.بل إنها ارتمت بكامل جسدها عليه، وقد اعتادت منذ زمن طويل على أنفاسه ورائحته، وعندما ارتخت عضلاتها الآن، اجتاحها شعور بالنعاس.وخلفها، تسللت أنفاس منتظمة تشير إلى نومها، فعرف مالك أنها قد غفت."تنامين بهذا الشكل... يا قليلة الإحساس!" تمتم مالك وهو يتنهد بحنان، دون أي أثر للعتاب الحقيقي.ومن أجل أن تنام مرتاحة، خفف خطواته عمدا.وفي تلك اللحظة، أحس لوهلة أن المكان خال من الناس، وأن حملها على ظهره بهذا الشكل يمنحه شعورا عميقا بالرضا، حتى تمنى أن يحملها هكذا طوال عمره.هبت نسمة ليلية، فانعقد حاجباه.فادية ترتدي فستانا، ومن المرجح أن تبرد.ورغم تعلقه الشديد باللحظة، إلا أن قلبه لم يقبل أن يراها تتعرض للبرد، فاتصل برائد ليأتي بالسيارة.وصل رائد بسرعة خاطفة إلى العنوان الذي حدده مالك.وحين رأى السيدة الراسني برداء زوجها، وهي تنام في
اقرأ المزيد

الفصل 488

قبل قليل، كان يحتضن فادية وكأنها أثمن ما في الدنيا.لكن لماذا فادية بالذات!جنى عضت شفتها، وفجأة سمعت صوت خطوات من الطابق الأسفل، فالتفتت لا إراديا، لتلتقي مباشرة بنظرات يوسف المليئة بالتحذير.ارتبكت جنى وأبعدت عينيها بسرعة، ثم أدركت بعد لحظة أن يوسف قد تعمد إصدار صوت خطواته ليجذب انتباهها، كي يرسل لها تحذيرا.هه!يوسف، يوسف!أليس من الواضح أنه معجب بفادية؟ألم ير بعينيه كيف كانت بين ذراعي مالك؟ كيف أعلن مالك أمام الجميع وجودها، وأعلن أنه يحبها؟ومع ذلك، ما زال يجد وقتا ليحذرها؟أليس هو من المفترض أن يكون مثلها، يغلي قلبه من الغيرة؟ضحكت جنى بسخرية، وتذكرت كيف تصرفت بخوف قبل قليل حين تهربت من نظرته بشكل مخز، فرفعت رأسها بسرعة محاولة تعديل الموقف، ونظرت مجددا إلى يوسف أسفل الدرج.لكنها اصطدمت مرة أخرى بتلك النظرات التحذيرية.يوسف الذي كان معروفا بهدوئه ولطفه، بدا الآن بوجه متجهم، وازدادت ملامحه قسوة وحدة، وكأن نظراته تقول:إن فكرت بإيذاء فادية بأي شكل، فلن يدعها تفلت.كانت جنى تعلم أن يوسف حين يصبح قاسيا، فهو لا يقل خطورة عن مالك.تحت وطأة تلك النظرات، وجدت نفسها تنهزم مرة أخرى.لكنها ر
اقرأ المزيد

الفصل 489‬

هذا ما كان يوسف يخشاه أكثر من أي شيء.مقارنة بعائلة الهاشمي، فإن شؤون عائلة الراسني أعقد بكثير.حتى وإن كان مالك قد مكث عقودا في الخفاء قبل أن يصبح يوما ما صاحب السلطة في مجموعة الراسني، إلا أن المعركة الأخيرة على النفوذ جعلت جميع فروع عائلة الراسني تهاب أساليبه.لكن أبناء الأعمام والأخوة لعائلة الراسني، هل يمكن أن يسلموا هذا الكيان الضخم بسهولة؟هذه المرة هم من اختاروا الصمت والمكيدة.هم يتخفون في العتمة، بينما كان مالك ظاهرا للعيان، وفادية بقربه، وهذا لا بد أن يجلب أخطارا مجهولة.حين أدرك مالك أنه وقع في حب فادية، كان قد فكر في كل ذلك مسبقا.قال بصرامة: "لن أسمح أن يمسها أي أذى!"رجال عائلة الراسني لن يظلوا هادئين.منذ قدومه إلى مدينة الياقوت، كان هناك من حاول الاعتداء عليه، لكنه فقط قطع عنه مصادر قوته.لو لم يقابل فادية، أيا كان ما يفعلونه، لكان رد بقدر محدود، فللرابطة العائلية وزنها، ولم يكن ليمس جوهر الأمر.لكن مع وجود فادية، لم يعد يجرؤ أن يراهن على طيبة أفراد عائلته.وبعد لحظة صمت، تابع بصوت أعمق جدية: "إن استدعى الأمر، فلن أتردد ولن ألين!"في الواقع، مالك لم يكن يوما رجلا رحيما
اقرأ المزيد

الفصل 490

تحت أنظار الجميع، جلست فادية في مكانها بهدوء وبدأت تتناول فطورها رويدا رويدا.مضى وقت طويل، ورغم أنهم أنهوا طعامهم، لم يظهر أحد أي نية للانصراف.رفعت فادية عينيها أخيرا، وقد ضاق صدرها: "هل هناك شيء على وجهي؟"تجمدوا قليلا، ثم صرفوا أنظارهم عنها.في الأوقات العادية، كانت جنى وليان تلقيان بعض الكلمات العابرة، لكن هذه المرة كلتاهما تبادلت نظرة صامتة ثم ابتسمتا بصوت مكتوم.غادرت جنى مائدة الطعام أولا، وبعدها تبعتها ليان.فهما تعرفان أنهما إذا بقيتا قليلا، لن تستطيعا كبح نفسيهما من طرح سؤال عن صورة الأمس.كما أنهما تعرفان الآن أن فادية تزوجت من الراسني الثالث.ولم ترغبا أن تريا في عينيها تلك النظرة المليئة بالزهو.إذا، الأفضل أن ترحلا دون إطالة المقام.لكن علاء ظل جالسا في مكانه، وحين خلا الجو لهما وحدهما، لم يكن لديه أدنى تحفظ وهو يرمق فادية قائلا: "ملامحك الجانبية... بالفعل فاتنة."الواقع أجمل من الصورة!كانت جملة مديح غريبة للغاية جعلتها مرتبكة، فارتسم على جبينها ملامح ضيق صارخ.وبينما يحدق علاء في عينيها دون ارتباك، حذرته فادية بنبرة صارمة: "ألم تخبرك ابنة عمتك لولو أنني متزوجة؟ لقد قلت
اقرأ المزيد
السابق
1
...
454647484950
امسح الكود للقراءة على التطبيق
DMCA.com Protection Status