Tous les chapitres de : Chapitre 401 - Chapitre 410

600

الفصل 401

لكن نور لم تكن في مزاجٍ للتأمل الآن، فقد حدّقت إليه مندهشة: "ستخرج أيضًا؟"ألقى مالك نظرة سريعة عليها."رأيتكِ متعبةً البارحة، خشيت ألا تملكي القوة لقيادة السيارة."نور: "..."دائمًا ما كان مالك يستطيع نطق مثل هذه الكلمات الوقحة بتلك السمة الجادة.أطبقت شفتيها صامتة، وسارت خلفه نزولًا إلى الطابق الأرضي.كان المنظر في وقت الفجر بديعًا.كانت تلك اللحظة هي نقطة التقاء الظلمة مع النور.حتى أن نور استطاعت رؤية ذلك اللون الذهبي على حافة الأفق.ولكنها لم تكن في حالة تسمح لها بتقدير جمال هذا المنظر الجميل، بل كانت حريصة على الوصول إلى المستشفى لترى ما الأمر مع سهيلة.الرسالة التي وصلتها لم تذكر التفاصيل، كل ما فيها كان كلمة واحدة: "أسرعي".نور تعلم أن أسلوب سهيلة في الكلام يكون أكثر إيجازًا عندما يكون الأمر أكثر خطورة.لهذا كانت قلقة جدًا.بينما تحدث مالك بجوارها فجأة: "هل تبحثين عن رائد لتوقيع عقد؟"ارتاعت نور لهذا السؤال.أدارت رأسها نحوَه وقالت: "نعم."رفع مالك حاجبيه متعجبًا: "وضع شركة كرم ليس جيدًا حقًا.""ولكن ربما لديكِ خيارات أخرى غير اللجوء إلى رائد."كانت نبرة الرجل هادئة وعادية، وكأ
Read More

الفصل 402

كانت ذراعها لا تزال مُجبَّرة، لكنها تقبع متكورة في زاويةٍ خارج باب غرفة العمليات، بعينين بائستين خاويتين."سهيلة، ماذا حدث؟" نادتها نور.فالتفت سهيلة التي كانت في حالة شرود، ثم اندفعت فجأة نحو نور وعانقتها بقوة."نور...آه..."أحست نور بمعاناة صديقتها، فربتت برفق على ظهرها."لا تتعجلي، أخبريني ماذا جرى؟"بكت سهيلة لبعض الوقت قبل أن تروي القصة بتقطع.كانت الأحداث بسيطة.لكنها كافية لأن تتمزق لها القلوب.ففي الليلة الماضية، تحسنت حالة والدة سهيلة، لكن المفاجأة كانت عندما قفزت من الطابق العلوي فجأةً في منتصف الليل.كانت سهيلة نائمة بجوارها، ولم تستيقظ إلا على صوت سقوط والدتها.عندما نظرت من النافذة ورأت والدتها على الأرض، انهارت تماماً.لم تفيق من صدمتها إلا عندما سمعت صرخات الناس.نظرت إلى نور بنظرة حزينة."لقد مضى على دخول والدتي إلى غرفة العمليات ساعتان أو ثلاث، وقد سلّمني الأطباء عدة إشعارات بالخطر.""يا نور، أنا خائفة جدًا!"كانت سهيلة تعيش مع والدتها منذ طفولتها، دون وجود أصدقاء أو أقارب.وكانت نور هي الوحيدة التي تستطيع سهيلة أن تفضي إليها بمكنونات قلبها.عضّت نور أسنانها الخلفية، و
Read More

الفصل 403

نظرت نور إليها، وترددت لبرهة قبل أن تستدير وتغادر في النهاية.كانت تدرك أن سهيلة تحتاج إلى أن تبقى وحدها الآن.مشيت بحذائها ذي الكعب العالي خارج الغرفة، وأغلقت الباب برفق خلفها.وفي اللحظة التالية، انهمرت من الغرفة صرخات سهيلة التي تهز الجدران.شعرت نور بطعنة في قلبها، وانهمرت دموعها هي الأخرى.لكنها لم تغادر، بل جلست على المقعد بجانب الباب تنتظر حتى تهدأ سهيلة.بعد مضي وقت طويل، عادت نور حاملة صندوق الطعام إلى غرفة سهيلة.ربما كانت سهيلة قد أنهكها البكاء.كانت منكمشة على السرير بلا حراك، مجرد رؤية ظهرها أوجعت قلب نور.عضّت شفتيها، ثم تقدمت نحو السرير ووضعت صندوق الطعام أمام سهيلة."انهضي وتناولي بعض الطعام."لم ترد سهيلة، وعيناها جامدتان كبركة ماء راكد بلا حياة.تألمت نور لحالها، وقطبت حاحبيها."لو كانت تراكِ والدتكِ على هذه الحال، لأحزنها الأمر في عالمها الآخر."لم تُبدِ سهيلة أي رد فعل.عضت نور شفتيها، ثم تقدمت ورفعت اللحاف عن جسد صديقتها بقوة.ارتجفت سهيلة، وأخيرًا حركت عينيها ونظرت إليها."أنظر إلى حالكِ الآن! أليس هذا بالضبط ما تريده لوجين؟""لو كنت مكانكِ، لعشتِ بحياة أفضل، ولسل
Read More

الفصل 404

"نور، أحتاج بعض الوقت للهدوء، لا تبحثي عني."حدقت نور في شاشة الهاتف، وتوقفت للحظة.واكتفت بالرد بعبارة واحدة: "انتبهي لسلامتك."وُضعت جثة والدة سهيلة مؤقتًا في ثلاجة المستشفى، وبما أن نور ليست من الأقارب، لم يكن لها الحق في اتخاذ أي قرار.أطلقت تنهيدة.وغشى البرود ملامحها.يا لوجين!عضت أسنانها وهي تهمس باسم لوجين، وعيناها تلمعان ببرودة.اهتزاز الهاتف المفاجئ قطع تدفق أفكارها.رفعته لترى أن يمنى هي المتصلة."سيدة نور، أتذكرين أن لديكِ موعدًا مع السيد رائد هذا الصباح، هل تريدينني أن ألتقيكِ الآن؟"تذكرت نور فجأة أن لديها عملًا مهمًا.بعد تردد قصير، قالت: "التقيني مباشرة عند المستشفى."كان عليها العودة إلى المنزل لتغيير ملابسها أولًا، كما أن رائد ليس في هذا المستشفى.همت يمنى بالموافقة وأنهت المكالمة.نزلت نور، وأوقفت سيارة أجرة، عندما وصلت إلى المنزل، كان المكان هادئًا بشكل غريب.المنزل الذي كان في فوضى عارمة البارحة، أصبح الآن مرتبًا وأنيقًا.لكن عدد التحف المنزلية قد قل بشكل ملحوظ.لم يكن قلبها متوجهًا لهذا الآن، فصعدت إلى الطابق العلوي دون الالتفات إلى ما حولها، لتقابل فجأةً كرم ذا
Read More

الفصل 405

عند وصولها إلى المستشفى، كانت يمنى قد وصلت بالفعل."سيدة نور."اقتربت يمنى حاملةً صندوقي هدايا."هل تظنين أن هذا كافٍ؟"تأملت نور بعينين ثاقبتين، وتذكّرت نظرات رائد الجليدية، فضمّت شفتيها."ليس من الأكيد إنه سيوافق على مقابلتنا."همت بصوت ساخر.وبينما كانت تقترب من باب غرفة المستشفى، اعترض طريقها حراس الأمن.كان حارس رائد يبدو متجهمًا كأنه يقول "ممنوع الاقتراب".لم ينطق بكلمة، واكتفى بمدّ ذراعه لمنعها من الدخول.تقدّمت يمنى للأمام: "لو سمحت، هذه نائبة رئيس مجموعة كرم، أتت لزيارة سيد رائد.""غير مسموح."بقي الحارس متجهمًا، وكأنّ الجميع مدينون له."هل يمكنك تيسير الأمر؟" أضافت يمنى: "أو ربما تستشير سيد رائد؟""لا داعي، سيد رائد غير متاح."عندما سمعت نور رد الحارس، أدركت الحقيقة على الفور.يبدو أن رائد قد أوصى بعدم استقبالها تحديدًا.لكن هذا متوقع، فالموقف الليلة الماضية كان محرجًا حقًا.رجل متكبر مثل رائد نادرًا ما يظهر جانبه الضعيف أمام الآخرين.ويا للصدفة، كانت هي الشاهدة على ذلك.لا شك أن رؤيته لها ستذكره بمظهره المحرج البارحة.الأرجح أنه يفضل الابتعاد عنها بأقصى ما يمكنه، فكيف يوافق
Read More

الفصل 406

لو تسرب ما حدث البارحة، لتحول الأمر إلى فضيحة تتصدر عناوين الأخبار."لو حدث ذلك حقًا، لما اقتصر الأمر على إصابتك البسيطة هذه، أليس كذلك؟"توقفت أصابع رائد الطويلة عن تقليب الصفحات.وأخيرًا وضع الكتاب جانبًا ورفع عينيه لمواجهة نور.اخترقت أشعة الشمس النافذة المجاورة، فانعكس نورها في عينيه بلون كهرماني مبهر.لو لم تكن نظراته جليدية إلى هذا الحد، لكان المشهد أكثر روعة.أدركت نور بوضوح أن نظرات رائد تحمل تقييمًا حادًا.لم تتحرك، وقفت بثبات تاركةً إياه يتأملها كما يشاء.بعد صمت طويل، ضحك رائد ساخرًا: "لم أتوقع أن تكون السيدة نور بهذه البراعة الخطابية، يبدو أن بنات عائلة كرم لسنَ جميعًا حمقاوات."ارتجفت نور داخليًا.لم تكن تعلم أن رائد قد التقى مريام من قبل، لكن الأمر يبدو منطقيًا.ففترة عمل مريام في شركة كرم أطول بكثير منها.بصفة رائد أكبر عميل لمجموعة كرم حاليًا، لا بد أن مريام قد اتصلت به من قبل.لكن من ظاهر كلامه، يبدو أنها عادت خائبة.ابتسمت نور: "إذن سيدي رائد، بصفتي نائبة رئيس المجموعة الآن، هل يمكننا مناقشة تعاوننا القادم؟"رفع رائد حاجبيه محدقًا بها."أريد أن أعرف لماذا رفضتني البار
Read More

الفصل 407

"مريض نفسي!"همست نور بهذه الكلمات وهي تُغلق الباب.اقتربت منها يمنى متسائلة: "كيف سارت الأمور، يا سيدة نور؟""ليس بالشكل الجيد، لنعود إلى الشركة."كانت تعلم مسبقًا أن التعامل مع رائد صعب، لكنها لم تتوقع أنه سيكون بهذا السوء.ارتاعت يمنى للحظة، فقد ظنت أن المقابلة ستُثمر بشيء ما.ألم تحقق أي تقدم على الإطلاق؟لكنها لم تجرؤ على الاستفسار أكثر نظرًا لانزعاج نور، فتبعتها خارج المستشفى.داخل الغرفة، رسم رائد ابتسامة خفيفة وهو ينظر نحو الباب.ظلّت عيناه هادئتين، يصعب على أحد قراءة ما يدور في عقله.دخل الحارس الذي كان يقف بالخارج: "لقد غادرت الآنسة نور، يا سيد رائد."ثم نظر إلى رئيسه مترددًا قبل أن يُخفض رأسه.قال رائد بينما يحتسي الماء: "قل ما تريد."ابتلع الحارس ريقه: "عند مغادرة الآنسة نور، بدا أنها سبتك وقالت انك مريض نفسي!""مريض نفسي؟" كرر رائد الكلمة.اخترقت موجة من الاهتمام برودة عينيه."ممم، هذا مثير للاهتمام." رفع حاجبه قليلًا.لم يستطع الحارس فهم رد فعل رئيسه، فلم يسبق له أن رأى أحدًا يبتسم عندما يُشتم."جهز أوراق الخروج من المستشفى، واحضر لي كل ملفات شركة كرم.""ولا تنسَ التغييرا
Read More

الفصل 408

كانت نور تتصفح المستندات.عندما رفعت رأسها مع سماعها صوت حركة، واجهت عيني كرم المحمرتين.لا تعرف إن كان ذلك بسبب قلة النوم أم بسبب الغضب.طوت الملف في يدها: "هل أتيت لرؤيتي لأمر ما؟""من سمح لكِ بالإبلاغ للشرطة؟"استفسر كرم بصوت غاضب: "أسألكِ، من أعطاكِ الحق للإبلاغ للشرطة من تلقاء نفسكِ؟"وقفت نور على قدميها مبتسمة لكرم: "أنا نفسي فعلت ذلك.""ألم تنسَ أنني الآن أدير الشؤون المالية والموارد البشرية للشركة؟ هل هناك أي مشكلة في الإبلاغ للشرطة عند اكتشاف وجود أخطاء في الحسابات؟"مقارنة بغيظ كرم الشديد، بدت نور أكثر هدوءًا بكثير.غيظ كرم من موقفها ونبرتها بشدة.رفع يده مرتجفًا مشيرًا إليها: "لا تنسي من يدير هذه الشركة الآن."رفعت نور حاجبيها نظرت إليه مبتسمة بنبرة مشرقة."لم أنسَ بالتأكيد، أنت بالطبع.""ولكنك أنت أيضًا من جعل شركة كرم تصل لحافة الهاوية وكادت تفلس، لا تنسَ أن هذه الشركة ليست ملكك وحدك.""ألا تزال تحمل أملًا في سعاد بعد كل ما فعلته؟"كرم يُسرِعُ إلى هنا بهذا الاستعجال، لا شكَّ أن السبب هو سعاد وابنتها.تذكَّرت ذلك المرَّة السابقة حين منعها كرم من التحقيق في الحسابات، فأدركت
Read More

الفصل 409

عندما سمع مالك هذا الكلام، أغمض عينيه الضيقتين الطويلتين قليلًا."حقًا؟"مشى وجلس مقابل رائد، ثم رفع نظره إليه: "أي نوع من الأشخاص يستطيع أن يلفت انتباه السيد رائد؟ أنا فضولي حقًا."نبرة صوته كانت هادئة، بينما رفع الكأس من على الطاولة وشرب رشفة.اتكأ بجسمه بكسل على ظهر الأريكة، وألقى نظرة جانبية إلى رائد.ابتسم رائد عند سماع هذا: "المضحك في الأمر أن هذا الشخص يعرفك أيضًا يا سيد مالك."لمع ضوء خافت في عيني مالك الضيقتين الشبيهتين بعين طائر العنقاء.لكن وجهه بقي بلا تعبير: "حقًا؟ هذا يزيد فضولي أكثر."أدار خاتمه على إبهامه الأيسر بلطف، بنظرة غامضة.رفع رائد جفنيه ونظر إليه.وبعد صمت طويل، ضحك ضحكة ساخرة: "لا يهم، بما أن الأمر لم يحسم بعد، فالأفضل عدم الحديث عنه حتى لا أُسيء إلى سمعة تلك الفتاة.""ألا توافقني الرأي، سيد مالك؟""السيد رائد فعلًا متروٌّ في تفكيره." قال مالك وهو يغمض عينيه قليلًا، ثم حوّل الموضوع: "قل لي، ما هو سبب زيارتك لي اليوم؟"اتكأ رائد بجسمه الطويل على ظهر الأريكة عند سماع السؤال."بلغني أنك تتابع مشروعًا لتجديد مدينة وادي النور القديمة مؤخرًا، هل لديك رغبة في تعاون م
Read More

الفصل 410

رفع مالك يده وأخذ نفخة من سيجاره.ثم ألقى بنظرة باردة تجاه ضيفه: "إذا كان السيد رائد يرغب في التعاون، فلا مانع لدي."كان رائد شديد الدهاء، فاستوعب فورًا ما يعنيه مالك.ضحك بخفة: "يُقال إنك لا تعرف المجاملة في العمل، لكن لم أتوقع أنك قد تُسهّل الأمور عبر العلاقات الخاصة أيضًا.""ولكن بما أنك قد طرحت الفكرة، فلا مشكلة لدي بالطبع."فالتعامل مع الأذكياء لا يتطلب أبدًا الكثير من الجهد.ارتفعت زاوية شفاه مالك في ابتسامة خفيفة، ورفع كأسه تجاهه قليلًا: "إذن، نتمنى أن يكون تعاوننا مُيمّنًا."أبدى رائد ابتسامة: "أعتقد أن الآنسة نور ستبلغ غاية السعادة عندما تعلم بكل ما قدمته من أجلها."كان كلامه ظاهره المجاملة، لكن لمحة خفية من الظلام عبرت في أعماق عينيه.ظلّت عيناه العميقتان ثابتتين على مالك دون انقطاع.أخذ مالك رشفة من نبيذه، متذكرًا صورة نور وهي في السيارة.وقال بصوت هادئ: "لا داعي لإخبارها بأن لي علاقة بهذا الأمر."أغمض رائد عينيه قليلًا، وقد بدا في نظره اهتمام واضح."يبدو أنك حقًا شخص تنقاد وراء مشاعرك يا سيد مالك."رفع مالك يده ونظر إلى ساعته: "بوجود هذه الفاتنة في انتظاري، لن أطيل الحديث م
Read More
Dernier
1
...
3940414243
...
60
Scanner le code pour lire sur l'application
DMCA.com Protection Status