في قاعة الحفل، كانت الموسيقى العذبة تنساب في الأجواء، والضيوف يرفعون كؤوسهم المتصادمة، يتبادلون الأحاديث والضحكات.وتحت ثريات الكريستال التي بعثت ضوءا وديعا، غمر البريق القاعة بألوان البذخ والرفاهية.وظهرت ورد برفقة جليل في وسط ساحة الرقص، تبادلا نظرة باسمة، ثم انطلقا في رقصة متناغمة.كان جليل يحيط خصرها بذراع رفيق، يقودها في دورات أنيقة وسط القاعة.أما خطوات ورد فكانت خفيفة رشيقة، كفراشة ترفرف بجناحيها.وقد ارتدت ثوب سهرة بنفسجيا فاتحا، يتماوج ذيله مع خطواتها، كأنه زهرة بنفسجية متفتحة.توافقت حركاتهما بانسجام تام، فكل التفاتة تحمل جمالا.ولم يلبث أن انشدت إليهما كل الأنظار، وصارا محور الاهتمام في القاعة.من بعيد، كان سليم يتابع بعينيه صورة ورد.رآها بين ذراعي جليل، يعلو وجهها بريق السعادة، فغمرت قلبه غيرة غامضة وحزن مكتوم."سليم، ما الذي تنظر إليه؟"ارتفع صوت جميلة في أذنه، قاطعا شروده.وقد لمحت اضطرابه، فانقبض صدرها غيظا."لا شيء." استعاد سليم وعيه، محاولا إخفاء اضطرابه."أ أنت ما زلت تفكر في ورد؟" سألت جميلة، وفي نبرتها مرارة.سألتها كاختبار، تحمل كلماتها شيئا من الغيرة."كلا." أنكر
Baca selengkapnya