كان عالم سليم وكأنه قد غطي بستار رمادي كئيب، حتى باتت الحدود بين الواقع والحلم ضبابية وغير واضحة.في المكتب الواسع، كانت أضواء المدينة المتلألئة تلمع خلف النوافذ الممتدة من الأرض إلى السقف، والمركبات تتدفق كالأنهار، ولكن كل هذا فقد لونه في عينيه، وأصبح مشوشا وضبابيا.كان يعاني من الأرق باستمرار، وحتى إن غلبه النعاس أحيانا، فكان يستفيق مذعورا من كوابيسه.في أحلامه، كانت أميرة الصغيرة تتخبط وسط بركة من الدماء، بينما كانت صرخات ورد المليئة باليأس تتردد في أذنه كتعويذة شيطانية.استفاق فجأة من كابوسه، وجبينه يتصبب عرقا دقيقا، وكان قلبه يخفق بشدة، وكأنه يريد القفز من صدره.راح يلهث بأنفاس متلاحقة، يحاول أن يهدئ خوفه الداخلي، لكنه كان يدرك أن محاولاته كلها عبث لا طائل منه."حبيبي سليم، هل رأيت كابوسا مجددا؟" جاءه صوت جميلة اللطيف في أذنه، وكانت ترتدي رداء نوم حريري، وعلى وجهها نظرة قلق، "هل حلمت بأميرة مرة أخرى؟"لم يتفوه سليم بأي كلمة، واكتفى بإغلاق عينيه بإحكام، محاولا طرد تلك الصور المرعبة من ذهنه.ضمته جميلة إلى صدرها برفق، وهمست بصوت مطمئن: "حبيبي سليم، لا تخف، لقد مر كل شيء، أنا هنا بجا
Read more