All Chapters of عيد لها، جنازة لي: Chapter 421 - Chapter 430

493 Chapters

الفصل 0421

كان عالم سليم وكأنه قد غطي بستار رمادي كئيب، حتى باتت الحدود بين الواقع والحلم ضبابية وغير واضحة.في المكتب الواسع، كانت أضواء المدينة المتلألئة تلمع خلف النوافذ الممتدة من الأرض إلى السقف، والمركبات تتدفق كالأنهار، ولكن كل هذا فقد لونه في عينيه، وأصبح مشوشا وضبابيا.كان يعاني من الأرق باستمرار، وحتى إن غلبه النعاس أحيانا، فكان يستفيق مذعورا من كوابيسه.في أحلامه، كانت أميرة الصغيرة تتخبط وسط بركة من الدماء، بينما كانت صرخات ورد المليئة باليأس تتردد في أذنه كتعويذة شيطانية.استفاق فجأة من كابوسه، وجبينه يتصبب عرقا دقيقا، وكان قلبه يخفق بشدة، وكأنه يريد القفز من صدره.راح يلهث بأنفاس متلاحقة، يحاول أن يهدئ خوفه الداخلي، لكنه كان يدرك أن محاولاته كلها عبث لا طائل منه."حبيبي سليم، هل رأيت كابوسا مجددا؟" جاءه صوت جميلة اللطيف في أذنه، وكانت ترتدي رداء نوم حريري، وعلى وجهها نظرة قلق، "هل حلمت بأميرة مرة أخرى؟"لم يتفوه سليم بأي كلمة، واكتفى بإغلاق عينيه بإحكام، محاولا طرد تلك الصور المرعبة من ذهنه.ضمته جميلة إلى صدرها برفق، وهمست بصوت مطمئن: "حبيبي سليم، لا تخف، لقد مر كل شيء، أنا هنا بجا
Read more

الفصل 0422

"لا تقلقي، أختي، لقد تخلصت من ذلك الطبيب، وهو لا يجرؤ على قول أي شيء." قال فارس، "لكن... أختي، هل تنوين حقا المضي بهذا الشكل؟ ماذا لو اكتشف سليم الأمر؟""فليكتشف، وماذا في ذلك؟" ردت جميلة بضحكة ساخرة، "هو الآن مجرد حطام إنسان، ولا يملك أي قدرة على مواجهتي. تذكر يا أخي، يجب أن نستغل هذه الفرصة جيدا، فهذا هو طريقنا الحقيقي نحو حياة أفضل.""تمام، أختي، سأنفذ ما تقولين." أجاب فارس، وكان صوته مليئا بالطمع والطموح.أنهت جميلة المكالمة وعادت إلى الغرفة، ونظرت إلى سليم النائم على السرير، ومرت في عينيها لمحة من المشاعر المتضاربة.من أجل الحصول على سليم، ومن أجل امتلاك مجموعة عائلة عباس، عليها ألا تتردد في استخدام أي وسيلة كانت.جلست ورد في مكتبها، تحدق في التقرير الذي بيدها، ووجهها يعلوه التوتر والقلق.كان التقرير يحتوي على تفاصيل دقيقة عن تحركات جميلة الأخيرة.وقد وصلها هذا التقرير من سكرتير عادل.اكتشفت أن جميلة كثيرا ما تزور عيادة خاصة، ويبدو أن الطبيب في تلك العيادة له علاقة غير عادية بها."ورد، هل تعتقدين أن هناك مشكلة في هذه العيادة؟" سألها سيف وهو يجلس أمامها، يدير قلمه بيده بينما يتحدث.
Read more

الفصل 0423

"حبيبتي ورد، أ أنت؟ هل عدت أخيرا؟" قال سليم وهو ينظر إلى جميلة أمامه بعينين ضائعتين وصوت مرتجف.تصلب جسد جميلة قليلا، وومضت في عينيها لمحة من الارتباك، لكنها سرعان ما استعادت هدوءها، فاحتضنت سليم بلطف وقالت بصوت ناعم: "حبيبي سليم، نعم، أنا، أنا حبيبتك جميلة، ألا تذكرني؟""حبيبتي جميلة؟ لا، أنت حبيبتي ورد، أنت وردي." قال سليم بعناد، وعيناه تغمران بالألم والصراع، "حبيبتي ورد، لماذا تركتني؟ هل تعلمين كم أشتاق إليك؟"تغير وجه جميلة، وظهرت في عينيها لمحة من الحقد والغيرة.لم تكن تتوقع أنه حتى الآن، ما زال قلب سليم مليئا بورد."لا، أنت لست هي، لست حبيبتي ورد." فجأة دفع سليم جميلة بعيدا، وعيناه تنضحان بالألم واليأس، "حبيبتي ورد، أين أنت؟ لماذا تركتني؟ عودي إلي، أرجوك!"سقطت جميلة على الأرض بسبب دفعة سليم، واصطدم معصمها بطرف الطاولة، فشعرت بألم شديد يخترق جسدها.نظرت إلى وجه سليم المليء بالعذاب، وامتلأ قلبها بالغضب والرفض.لكنها سرعان ما تماسكت واستعادت رباطة جأشها.ولوم نفسها على استخدام هذه الأساليب القذرة لم يعد واردا، فالحقيقة... سليم مؤخرا جعلها تشعر بتهديد حقيقي.طالما أنه سيعتمد عليها ا
Read more

الفصل 0424

نظر سليم إلى وجه جميلة المليء بالقلق، وبدأت نظراته تستعيد وضوحها تدريجيا، وقال بصوت خافت: "حبيبتي جميلة، هل قلت شيئا غير منطقي قبل قليل؟""لا، حبيبي سليم، لم تقل شيئا غير منطقي." قالت جميلة بلطف، وكان صوتها مليئا بالعزاء، "أنت فقط متعب جدا وتحتاج إلى الراحة."نظر سليم إلى جميلة بنظرة معقدة، وقال: "حبيبتي جميلة، هل أنا... هل أنا عديم الفائدة؟""لا، حبيبي سليم، أنت لست عديم الفائدة، أنت فقط مرهق للغاية." همست جميلة وهي تحتضنه برقة، "لا تقلق، سأظل بجانبك دائما، وسأساعدك على تجاوز هذه المحنة."عانق سليم جميلة بقوة، وكأنه يتمسك بآخر قشة نجاة.كانت جميلة تراقب ردات فعله في الخفاء، ورأت أن حالته النفسية تتدهور أكثر فأكثر، فشعرت في أعماقها بنشوة خفية."حبيبي سليم، هل تشعر بالكثير من الضغط مؤخرا؟ هل تريدني أن أدلكك قليلا؟" همست جميلة وهي تداعب صدغيه بأطراف أصابعها."نعم." أجاب سليم بصوت خافت مليء بالإرهاق.ارتسمت على شفتي جميلة ابتسامة باهتة لا تكاد تلاحظ، ثم فتحت درج المنضدة الجانبية وأخرجت زجاجة صغيرة، سكبت منها حبة دواء وقدمتها لسليم: "حبيبي سليم، خذ هذا الدواء، وبعدها خذ قسطا من النوم."تنا
Read more

الفصل 0425

"حبيبي سليم، ماذا تفعل؟ لا تفعل هذا، لا تؤذ نفسك!" صرخت جميلة وهي ترى سليم يؤذي نفسه، وقد شعرت بالخوف في داخلها، إذ كانت تخشى أن يصيبه مكروه يفسد خطتها.حاولت منعه من إيذاء نفسه، لكن سليم ظن أنها ورد، وبدأ يصرخ في وجهها بشتائم جارحة."ورد، أيتها الحقيرة، لماذا تركتني؟ لماذا خنتني؟" صاح سليم بغضب وحنق، "هل أنت مع ذلك الوغد جليل؟ هل كنت تخونينني منذ البداية؟"وأثناء حديثه، صفع سليم جميلة على وجهها."أنت... أنت ضربتني؟" قالت جميلة وهي تمسك بخدها، غير مصدقة، وصوتها مملوء بالظلم والغضب، "حبيبي سليم، أنا حبيبتك جميلة، ألا تذكرني؟"لكن سليم تجاهلها، واستمر بضرب صدره بجنون، بينما يسب ورد بلا توقف.نظرت جميلة إلى وجه سليم المجنون، وشعرت برعب عميق في قلبها. لم تكن تتخيل أن سليم سيصل إلى هذا الحد."حبيبي سليم، اهدأ، لا تفعل هذا، اسمعني." حاولت جميلة تهدئته، لكنه لم يكن يصغي لها إطلاقا.وإذ لم تجد سبيلا آخر، سكبت كوبا من الماء البارد على وجهه.أفاق سليم فجأة من تأثير الماء، ونظر حوله بذهول، وقال: "حبيبتي جميلة؟ أنا... ما الذي حدث لي؟""حبيبي سليم، أنت... كنت على وشك إيذاء نفسك." قالت جميلة بصوت مخ
Read more

الفصل 0426

أخذ سليم زجاجة الدواء، وأخرج منها حبة وابتلعها مع الماء. "حبيبتي جميلة، لا أنكر، هذا الدواء فعال فعلا، أشعر بتحسن كبير بعد تناوله." قال سليم، وكان في صوته لمسة من الارتياح.نظرت جميلة إلى وجه سليم الذي بدأ يرتخي تدريجيا، لكن قلبها امتلأ بالخوف شيئا فشيئا.لم تكن تتوقع أن الدواء الذي أعطاها إياه فارس سيسبب مثل هذه الآثار الجانبية الخطيرة.عليها أن تجد حلا لهذا الأمر في أسرع وقت، وإلا فإن العواقب ستكون وخيمة.سرعان ما غفا سليم، وجلست جميلة تنظر إلى وجهه النائم، وقلبها يعج بمشاعر متضاربة.تنهدت بهدوء، ثم خرجت من الغرفة واتصلت بفارس."فارس، هل تدرك أنك كدت أن تقتلني؟" قالت جميلة بصوت خافت ممتلئ بالغضب والخوف."أختي، ماذا جرى؟ أنا أعطيتك الدواء لكي تسيطري على سليم، كيف تلومينني؟" جاء صوت فارس من الطرف الآخر، وكان فيه نبرة من الضجر."ما هو هذا الدواء الذي أعطيتني إياه؟ لماذا بدأ سليم يهلوس ويشك في إصابته بالاكتئاب؟" صاحت جميلة، وصوتها مفعم بالاتهام."أختي، لا تقلقي، الدواء الذي أعطيتك إياه قوي قليلا لا أكثر." رد فارس باستهانة، "ربما سليم بدأ يهلوس لأنه مرهق نفسيا هذه الأيام.""كلام فارغ! هذا
Read more

الفصل 0427

دفعت والدة سليم باب غرفة النوم بغضب، ودوى صوت "طراخ" عال كسر سكون الغرفة تماما.رأت سليم مستلقيا على السرير بعينين مغمضتين، يبدو في نوم عميق، لكن وجهه كان شاحبا بلا لون، وعرق دقيق يتصبب من جبينه."ابني! ابني!"ركضت والدة سليم بخطوات سريعة نحو السرير، وهزت جسده بقوة محاولة إيقاظه.استفاق سليم على وقع هذا الاضطراب المفاجئ، وفتح عينيه فجأة، وفيهما نظرات من الحيرة والغضب.حاول أن يرفع جسده بصعوبة، وشعر بصداع شديد، وكأن آلاف الإبر تنغرز في رأسه."أمي؟ لماذا أتيت؟"كان صوت سليم مبحوحا ضعيفا، ممتلئا بالتعب والانزعاج."كنت بالكاد قد نمت، لماذا أيقظتني!"كان في صوته غضب واضح، وكل ما يريده الآن هو النوم، دون أن يزعجه أحد.تفاجأت والدة سليم من ردة فعله الغريبة، فلم تره يوما بهذا الشكل، وسيطر عليها قلق شديد."ابني سليم، ما بك؟ هل تشعر بتوعك؟"كان صوتها يحمل الكثير من القلق والذعر، ومدت يدها لتلمس جبينه، لكنه دفع يدها بعيدا بعنف."أنا بخير، دعيني وشأني!"قال سليم بعصبية، فلم يكن يرغب بأي أحد حوله الآن."ماذا فعلت به؟!"التفتت والدة سليم نحو جميلة التي كانت واقفة بجانبها، وحدقت بها بغضب وهي تصرخ علي
Read more

الفصل 0428

كانت تشعر أن هناك شيئا مريبا في هذه الحبة، لكنها لم تستطع تحديد ما هو بالضبط."انتظر! لا يجوز أن تأخذ هذا الدواء!"مدت والدة سليم يدها لتمنعه، لكنه دفع يدها بقوة."أمي، ما الذي تريدينه بالضبط؟ هذا الدواء وصفه الطبيب، لماذا لا أتناوله؟"قال سليم بصوت حاد، وكانت نظراته مشتعلة بالغضب.كان كل ما يريده الآن هو تناول الدواء لتخفيف الصداع، ولم يعد يحتمل ثرثرة والدته."ابني سليم، لا تسمع لها، هذا الدواء فيه مشكلة، لا تأخذه!"قالت والدته بلهفة، وكان في صوتها ارتباك وقلق شديد."كفى!"صرخ سليم غاضبا، ثم وضع الحبة في فمه وابتلعها مع الماء دفعة واحدة."هل أنت راضية الآن؟"كان صوته باردا كالسيف، يخترق صدر والدته كالطعنة.رأت جميلة أنه ابتلع الحبة، فظهرت على شفتيها ابتسامة خفية باردة بالكاد تلاحظ.اقتربت منه بهدوء، وبدأت تدلك صدغيه برقة لتخفيف ألمه."حبيبي سليم، لا تغضب، خالتي فقط قلقة عليك، لا تلومها."قالت جميلة بصوت ناعم ومريح، وكأن في نبرتها سحرا هدأ سليم شيئا فشيئا.أغمض سليم عينيه واستسلم لتدليكها، وشعر أن صداعه بدأ يخف بالفعل.نظرت والدة سليم إلى المشهد أمامها، وكانت مشاعرها متداخلة ومعقدة."ح
Read more

الفصل 0429

حين فتح سليم عينيه من جديد، شعر وكأنه قد استيقظ من كابوس طويل.حرك جسده قليلا، فاجتاحه ضعف شديد، وكان رأسه ثقيلا وضبابيا.استدار بشكل لا إرادي، فرأى جميلة جالسة بجانب السرير، تنظر إليه بلطف.كان حول عينيها بعض السواد، وعلى وجهها علامات التعب، لكنها ما إن رأت أنه استيقظ حتى أظهرت له ابتسامة دافئة."حبيبي سليم، هل استيقظت؟ كيف تشعر؟" جاء صوت جميلة ناعما كنسيم الربيع.نظر إليها سليم، وفي لحظة ضبابية، شعر وكأنه وجد أخيرا قشة النجاة الأخيرة.مد يده وأمسك يد جميلة بشدة، وقال بصوت مبحوح: "حبيبتي جميلة، أشعر بتحسن، فقط لا أملك الكثير من القوة."شدت جميلة على يده بلطف، وكانت نظرتها مفعمة بالحنان، "أعلم أن الأمر صعب عليك، لا تقلق، كل شيء سيتحسن، وسأبقى إلى جانبك دائما."نظر سليم إلى ملامحها الرقيقة، وشعر في قلبه بموجة قوية من التعلق.كان يشعر كأنه طفل تائه، ولا يستطيع إيجاد طريقه إلا من خلال التمسك بجميلة."حبيبتي جميلة، أشعر أنني لا أحتاج أي شخص آخر، فقط أنت، لا أستطيع العيش من دونك." قالها سليم بصوت هش مملوء بالاعتماد.سعدت جميلة سرا بهذا التعلق، لكنها أخفت مشاعرها خلف ابتسامة أكثر لطفا وحنانا
Read more

الفصل 0430

كان سليم يتدلى على كتف جميلة كقطة وديعة، مغمض العينين، يستمع بهدوء إلى صوتها الدافئ.تسللت أشعة الشمس عبر النافذة، وغطت الاثنين بضوء دافئ، ناشرة جوا من الهدوء والسكينة.بعدما أنهت قراءة ديوان الشعر، فتح سليم عينيه فجأة، وسحب من درج الطاولة بجانب السرير علبة مجوهرات فاخرة.فتح العلبة، فظهرت أمام جميلة قلادة ألماس متلألئة تخطف الأنظار.توهجت القلادة تحت أشعة الشمس، وكان بريقها ساحرا لا يقدر بثمن."حبيبتي جميلة، هذه القلادة هدية لك." قال سليم وهو يقدمها إليها، بنظرات مفعمة بالحب والدلال.نظرت جميلة إلى القلادة، وظهر في عينيها بريق من الدهشة، لكنها سرعان ما أخفته وأظهرت بدلا منه تأثرا وفرحا حقيقيا."حبيبي سليم، هذه الهدية ثمينة جدا، لا أستطيع قبولها." قالت جميلة بنبرة متدللة، تتصنع الرفض.لكن سليم أصر على وضع القلادة في يدها، وقال: "ليست ثمينة، فمهما غلت قيمتها فهي لا تساوي طيبتك معي، حبيبتي جميلة، شكرا لأنك بقيت إلى جانبي واعتنيت بي طوال هذا الوقت."اغرورقت عينا جميلة بالدموع، وتظاهرت بتأثر شديد."حبيبي سليم، لماذا تقول هذا؟ من واجبي أن أعتني بك، أنا أحبك، ومستعدة لفعل أي شيء من أجلك." قا
Read more
PREV
1
...
4142434445
...
50
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status