All Chapters of عيد لها، جنازة لي: Chapter 81 - Chapter 90

100 Chapters

الفصل 81

نهضت جميلة من على الأرض ونظرت إلى سليم بنظرة بائسة."أنت تعرف أن ليس لي سوى هذا الأخ الصغير، إذا أصابه مكروه، فلن أستطيع العيش بعده!""سليم، أرجوك ساعدني، ما دامت الآنسة ورد يمكنها التنازل، فأنا مستعدة لفعل أي شيء تطلبه."وبينما كانت جميلة تتحدث، بدأت دموعها تتساقط، ثم اندفعت نحو حضن سليم، تمسك بخصره وتدلله بلا توقف.رؤية جميلة بهذه الحالة جعلت قلب سليم ينقبض، وفي النهاية لم يستطع سوى أن يتنهد بمرارة."سأحاول إيجاد حل."فهي في النهاية المرأة التي طالما احتلت مكانة في قلبه، وحتى إن بدأت مشاعر الضيق تتسلل إليه، إلا أن رغبته في حمايتها كانت شبه فطرية.بمجرد سماع هذه الكلمات، تنفست جميلة الصعداء، وأمسكت بيد سليم: "نحن لا نعرف حتى الآن ما الذي يحدث بالداخل، سليم، يجب أن تساعدني، فارس مريض منذ صغره، لا يستطيع تحمل العذاب، أرجوك!""حسنا."لطف سليم من نبرة صوته، ومرر يده على رأس جميلة بنظرة مفعمة بالحنان."سأوصلك إلى البيت أولا."في هذه الأيام، لم تعد جميلة بحاجة للبقاء في المستشفى، لذلك كانت تقضي معظم وقتها بجانب سليم، لكن اليوم، كان لدى سليم أمور أخرى يجب أن ينهيها، فلم يكن أمامه سوى إعادتها
Read more

الفصل 82

رغم أن ورد لم تكن تهتم أبدا بحياة سليم أو موته، إلا أن جليل لا يزال في مركز الشرطة، لذلك كان عليها أن تذهب بنفسها.ما إن وصلت إلى باب مركز الشرطة حتى اندفعت جميلة بجنون وصفعت ورد بقوة: "أيتها الحقيرة الخبيثة، ألم يكفك أنك أوقعت بأخي؟ هل تريدين الآن تدمير سليم أيضا؟ كم أنت عديمة الحياء!""هل أنت مجنونة؟" أمسكت ورد بمعصمها، وردت لها الصفعة بقوة وهي تعض على أسنانها: "بأي حق تصرخين في وجهي؟ أخوك هو من باع كرامته، استحق العقوبة القانونية، ما علاقتي أنا بذلك؟""أنت! أتركي يدي!" حاولت جميلة سحب يدها بكل قوتها.لكن مهما حاولت، لم تكن ندا لورد على الإطلاق.دفعتها ورد بعيدا عنها بقوة، ثم أطلقت همهمة ساخرة، ومضت بخطى واثقة على كعبها العالي إلى الداخل."الآنسة ورد، أخيرا وصلت، المدير سليم هو..."ما إن رآها عادل حتى هرع إليها والقلق يملأ ملامحه، وبدأ بالكلام بسرعة.لكن ورد بقيت بوجه بارد تماما، وقالت بهدوء: "أنا جئت لرؤية جليل، أما سليم، فسيجد من يهتم لأمره."وما إن أنهت كلامها حتى أطلقت سخرية خفيفة، وتجاوزت عادل بخطوات حاسمة.وفي هذه اللحظة دخلت جميلة، وأمسكت بعادل الذي كان على وشك المغادرة: "أين
Read more

الفصل 83

نظر الشرطي إلى بطاقة هويتها، وظهرت على وجهه علامات الاستغراب: "لكن، أليست زوجة سليم؟""نعم، لكننا في إجراءات الطلاق حاليا، ما يخصه لم يعد من شأني.""أيها الشرطي، من فضلك قم بإتمام الإجراءات، زميلي في الجامعة لم يسبق له أن جاء إلى مكان كهذا، هو غير معتاد عليه."وجه ورد بقي هادئا، فقلبها مات منذ زمن، خاصة حين يتعلق الأمر بسليم، لم تعد تشعر تجاهه بأي شيء.وقبل أن يتمكن سليم من فتح فمه، اندفعت جميلة نحوه دون تفكير، واحتضنته وهي تبكي: "سليم، لقد ظلموك كثيرا، لا تقلق، سأفعل المستحيل لإخراجك بسرعة، سأنقذك."كان الشرطي في البداية غير مستوعب لتصرفات ورد، لكن عندما رأى ملامح الحزن والدموع على وجه جميلة، فهم كل شيء، ولم يسأل شيئا، بل بدأ فورا بإجراءات الكفالة، وبعد دفع خمسة آلاف، وافقوا على إطلاق سراح جليل، مع تنبيه شفهي بعدم اللجوء للعنف مستقبلا.ابتسمت ورد ابتسامة خفيفة، لقد كان ظنها في محله. فحتى لو لم تكن من أقربائه، طالما دفعت الغرامة، يمكن لأي شخص أن يخرج سجينا، وسليم إذا أراد، كان بإمكان أي أحد آخر أن يخرجه، دعوته لها لم تكن سوى وسيلة من وسائله المعتادة.بل وربما كان ينتظر أن تشعر بالامتنا
Read more

الفصل 84

"هل تظن نفسك رئيس الدولة فعلا؟"عاملة النظافة ازدادت حماسا، وبدأت تسخر من سليم بنبرة مليئة بالتهكم، حتى أصبح وجه سليم شاحبا أكثر فأكثر، وعندها فقط غادرت وهي راضية تماما، تمسك بممسحتها، فقد كان هدفها من هذه المناوبة هو المتعة فقط!حتى الشرطي الذي كان واقفا جانبا كاد أن ينفجر من الضحك من تصرفاتها، رغم أنهم مدربون تدريبا مهنيا يمنعهم من إظهار ردود فعل كهذه إلا في الحالات القصوى.سليم أيضا أدرك أن الاستمرار في هذا الوضع لا يعني سوى المزيد من الإهانة، فلم يكن أمامه سوى أن يمسك بيد جميلة ويغادر معها.بعد كل هذه الفوضى، فقد سليم ماء وجهه وكبرياءه بالكامل، فغضبه كان طبيعيا، لكنه لم يستطع التحكم في نفسه، فراح يفرغ كل مشاعره السلبية على جميلة، دون أن يهتم إن كانت قادرة على اللحاق به بكعبها العالي، ومضى وحده بخطواته الطويلة في الأمام غير ملتفت لها على الإطلاق.وكان يظن أن سلسلة المصائب قد انتهت، لكنه لم يكن يتوقع أنه ما إن خرج من باب مركز الشرطة، حتى اندفعت جموع الصحفيين نحوهما، وأسلحتهم من الكاميرات والميكروفونات توجهت مباشرة إلى يديهما المتشابكتين، الكل يسابق الزمن لنيل سبق صحفي."يا سيد سليم،
Read more

الفصل 85

هؤلاء الصحفيون، قد تكون قدراتهم في الكتابة متواضعة وتأتي في ذيل القائمة، لكن قدرتهم على إثارة الجدل بلا شك من الدرجة الأولى. الآن بعد أن قدمت جميلة لهم مشهدا كاملا وموضوعا ساخنا، لم يكونوا ليتركوا الفرصة تمر بسهولة، فراح كل منهم يضغط على زر الكاميرا بجنون، في قمة حماسهم.وجه جميلة لم يظهر أي خلل، لكن يديها على الجانبين كانتا قد انقبضتا بقوة وتحولتا إلى قبضتين مشدودتين.كانت جميلة تعلم منذ وقت طويل أن سليم رجل لا يعتمد عليه، لكنها لم تكن تتخيل أبدا أنه سيكون بهذا القدر من الخذلان حتى قبل أن تتزوجه. انتظرت بصبر حتى غادر جميع الصحفيين، ثم استدارت أخيرا وتوجهت نحو مركز الشرطة.بعد جهد كبير، تمكنت جميلة أخيرا من رؤية فارس."أختي، أرجوك أنقذيني، كل ما فعلته كان لأجلك، لأنتقم لك، لا يمكنك أن تتركيني الآن!"كان فارس عندما رأى جميلة كأنما رأى طوق النجاة، فاندفع نحوها بجنون، وقد بدا عليه الذعر الشديد.لكن عندما نظرت جميلة إليه وهو في هذا الحال، لم تشعر إلا بالسخرية، ووجها أصبح غائما ومخيفا: "هل تعرف المصيبة التي سببتها لي؟ لماذا يجب أن يكون لي أخ غبي مثلك؟ غير جلب المصائب، ماذا تجيد أيضا؟ ماذا ي
Read more

الفصل 86

من الظاهر أن جميلة نقلت إلى المستشفى للتعافي، لكن في الحقيقة الأمر لا يختلف كثيرا عن الإقامة الجبرية، من الواضح أن سليم لن يكون لديه وقت للاهتمام بها في الفترة القادمة.في الجهة المقابلة، كانت ورد قد شاهدت المقابلة التلفزيونية بسرعة، وعندما حدقت في وجه سليم على الشاشة، لم تستطع إلا أن تضحك بسخرية لا حدود لها.كانت محقة في كل ظنونها، سليم لا يحب جميلة، ولا يحبها هي أيضا، الشيء الوحيد الذي يحبه هو نفسه، هو مركزه، ومصلحته الجوهرية فقط!في الماضي، عندما كان كل شيء يسير بسلاسة، كان سليم يمنح جميلة أفضل ما لديه، أما الآن وقد تغيرت الأوضاع، أصبحت مكانة جميلة مهددة بشكل خطير ولا يمكن الحفاظ عليها.مجموعة عائلة عباس الآن تعاني من مشاكل داخلية وخارجية، وتسريبات حول تلاعبه بأسهم الشركة وتحويل أصولها بدأت تكشف، وهو يتعرض لهجوم شرس من مجلس الإدارة، وفي هذا الوضع، فإن أسهم جده التي ورثها وعلاقته الزوجية مع ورد، هما الشيء الوحيد القادر على إنقاذه.حتى لو كان يشعر بالاشمئزاز، فعليه أن يتحمل ويبتلع هذه الذبابة الميتة دون تردد.لاحظ جليل أن ملامح وجه ورد بدأت تتغير، فشعر بالقلق وسألها: "هل أنت بخير؟""ل
Read more

الفصل 87

كانت ورد تحدق في صورة أميرة، والألم في صدرها لم يخف ولو قليلا.تنهدت بعمق، ثم همست بصوت منخفض: "أميرة، يا حبيبتي، يا كنز ماما، مر تقريبا شهر على رحيلك، كيف استطعت أن تكوني بهذه القسوة، لم تعودي ولو لمرة واحدة لتري ماما؟ هل التقيت بجدي وجدتك؟ هل حصلت على حلوى الشعير التي تحبينها؟"وهي تتحدث، لم تستطع ورد منع دموعها من الانهمار.مسحت دموعها بقوة، ثم ابتسمت قائلة: "يا حبيبتي، هل ترين ماما من السماء؟ هل رأيت ذلك؟ ماما كانت فتاة مطيعة، وتحاول أن تعيش حياة جيدة! حبيبتي، ماما تشتاق إليك كثيرا، تعالي إلى حلمي الليلة، ماما تود أن تراك، وتعرف إن كنت بخير أم لا."كلما حاولت ورد مسح دموعها، ازدادت الدموع أكثر، لم تستطع السيطرة عليها، رغم أنها أرادت أن تكون مبتسمة أمام أميرة اليوم، لكنها لم تتمكن من التحكم بمشاعرها.كان سليم يقف غير بعيد، مرتديا معطفا طويلا أسود بالكامل، مما جعله يبدو طويلا وقوي البنية بشكل لافت.كان على وجهه المليء بالزوايا الحادة مزيج من اللامبالاة والسخرية، لكنه ما إن التقت عيناه بعيني ورد، حتى تحولت ملامحه فجأة إلى الحزن.اقترب بخطوات واسعة من ورد، ووقف إلى جانبها، ثم رمق جليل
Read more

الفصل 88

خلف جميلة جاء أفضل الأطباء النفسيين والممرضين، بالإضافة إلى أربعة ممرضين مختارين بعناية من قبل السكرتير عادل، كل واحد منهم كان يبتسم بلطف محاولا تهدئتها: "الآنسة جميلة، كوني مطيعة، تعالي معنا إلى البيت، هل توافقين؟""لا، لا أريد، أنتم تريدون قتلي!""سليم، أنا خائفة، عانقني بسرعة!"اندفعت جميلة بجنون نحو أحضان سليم، ولفت ذراعيها بقوة حول خصره.هي في الأصل لم تكن تعاني من شيء حقيقي، لكن مع هؤلاء الناس الذين أحاطوا بها بهذا الشكل، بدأت تشعر فعلا أنها ستجن، وخاصة أن الجميع في المستشفى يعرف الآن أن السيد سليم قد جن بسبب ورد.وبينما ترى أن مكانتها على وشك الانهيار، بدأت تشعر بالذعر الحقيقي، ولم يكن أمامها إلا استخدام مثل هذه الأساليب الرخيصة لإغواء سليم مجددا.لم تتخيل جميلة يوما أن يأتي اليوم الذي تكون فيه مضطرة لأن تذل نفسها بهذا الشكل أمام سليم، فقط من أجل أن تحظى بلحظة من انتباهه.لكن للأسف، هذه المرة لم تكن كما في السابق، سليم لم يحن عليها، ولم يحتضنها، ولم يهمس بكلمات دافئة، بل فتح ذراعيه وقال ببرود: "خذوها.""ماذا؟" نظرت جميلة إلى سليم بصدمة لا تصدق، دموعها بدأت تنهال بجنون، وبدأت تهز
Read more

الفصل 89

نظر سكرتير جمال إلى جليل بابتسامة ماكرة، ولا يمكن إنكار أن هذه الخطوة من جليل كانت قاسية فعلا، ومن المرجح أن جميلة لن تستطيع التماسك طويلا."الخبراء هناك هم الأقدر، وهم يعرفون كيف يتعاملون مع المرضى النفسيين، أخبرهم ألا يكونوا لطفاء كثيرا، فصحة السيدة المستقبلية لعائلة عباس هي الأهم."وبينما يتكلم، لم يستطع جليل كتم ضحكته، فقد أصبح يستطيع تخيل ما سيؤول إليه حال جميلة، وكان الأمر برمته يثير سخريته إلى أقصى حد.ورؤية جليل يضحك بهذه الطريقة، جعلت جمال يتنفس الصعداء، وقال بصوت منخفض: "سيدي المدير جليل، ماذا نفعل الآن؟""نقوم بما يجب علينا فعله، وإذا احتاجت ورد شيئا هناك، فستبلغني." أجاب جليل بابتسامة وهو يعود إلى عمله.لقد كان يقصد استهداف جميلة والسيطرة عليها، لم يكن يريد أن يجعل حياتها سهلة، وكل ما يفعله الآن هو تماما ما يريد فعله.وفي اللحظة التي استيقظت فيها ورد على سرير المستشفى، كانت نظرتها باردة تماما، وامتلأت عيناها بالكره لرائحة المعقمات التي تملأ أنفها.منذ أن مرضت أميرة، أصبحت ورد تكره المستشفيات، تمقتها بشدة، لكنها الآن مضطرة للبقاء فيها."استيقظت."جاء صوت سليم، وكان كافيا ليز
Read more

الفصل 90

"حقا؟" رفعت ورد رأسها، وعيناها المتلألئتان تحدقان في سليم بترقب.لم يفهم سليم نفسه، كان يجلس هنا وهو يكتم شعوره بالاشمئزاز، وكان مضطرا لأن يلين.لكن حين قابل تلك العيون اللامعة، لم يستطع أن يقول أي كلمة قاسية، وكأن قوة خفية جعلته يومئ برأسه بالموافقة.في تلك اللحظة، شعرت ورد بسخرية أكبر في قلبها، ونظراتها إلى سليم أصبحت أكثر دفئا، لكنها كانت نظرات مشبعة بالاستهزاء.لم يستطع سليم تحمل تلك النظرات، فتمتم بأنه عليه العودة إلى الشركة، وهرب من الغرفة.كانت هذه أول مرة يفقد فيها سليم توازنه أمامها، ففي السابق لم يكن يكترث بها، فكان دائما متماسكا، أما الآن... حتى هو لم يعد يفهم نفسه.غادر غرفة المستشفى وصعد مباشرة إلى الطابق العلوي للقاء جميلة.كانت جميلة مربوطة بالأحزمة على السرير، في حالة يرثى لها، وما إن رأت سليم يدخل حتى بدأت تهتز بحماس، ودموعها تنهمر بلا توقف.تقدم سليم منها، وفك القيود عن جسدها، وأزال الشريط اللاصق عن فمها."سليم، أخيرا جئت! هل أتيت لإنقاذي؟""هم يفعلون هذا من أجل مصلحتك، مرضك أصبح خطيرا الآن ويحتاج إلى علاج."كان سليم يمرر يده برفق على شعر جميلة، ونظراته مفعمة بالحنان،
Read more
PREV
1
...
5678910
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status