تذكرت مريم أن لينا طلبت منها ألا تلومه، فلم تتكلم كثيرًا، بل التفتت جانبًا لتحضر الماء وتجاهلته.وقفت باسل عند الباب، ينظر لجسدها النحيل الضعيف على السرير، وامتلأت عيناه تدريجيًا بالدموع.ثبت جسده المرتجف، وزم على قبضتيه، وسار نحو السرير بخطوات ثقيلة.ولينا التي لا تبصر، شعرت أن أحدهم يقترب، ظنت أنها مريم قد عادت، فمدت يدها لتمسك بملابسها."مريم..."لم تمسكها بعد، فأمسكت بها يد عريضة وأصابع طويلة، وضمها في راحة كفه.كانت اليد التي تمسك بها ترتجف قليلًا، وكأن لديها آلاف الكلمات لتقولها، لكنها لا تتكلم، فلم تتمكن سوى أن تمسك بها بقوة.شعرت لينا أنها يد رجل، وظهر وجه أنس البارد الوسيم في ذهنها، لكنها شعرت مرة أخرى أنه مستحيل أن يكون هو.فجربت أن تنادي: "وليد..."لم يتوقع باسل أنها ما زالت قادرة على التعرف عليه، بل وبعد أن تعرفت عليه لم تترك يده.جعل هذا قلبه المنهار أن يشعر بالذنب أكثر، أمسك بيدها بقوة، وجلس أمام السرير.لم ينطق بكلمة، مد أصابعه الطويلة نحو وجه لينا، ومررها ببطء من أعلى لأسفل وكأنه يرسم ملامحها بعناية.لم تبعده لينا أيضًا، بل سمحت له بلمسها وكان قلبها هادئًا كبحيرة.على ا
Read more