All Chapters of لا تعذبها يا سيد أنس، الآنسة لينا قد تزوجت بالفعل: Chapter 181 - Chapter 190

466 Chapters

الفصل 181

تذكرت مريم أن لينا طلبت منها ألا تلومه، فلم تتكلم كثيرًا، بل التفتت جانبًا لتحضر الماء وتجاهلته.وقفت باسل عند الباب، ينظر لجسدها النحيل الضعيف على السرير، وامتلأت عيناه تدريجيًا بالدموع.ثبت جسده المرتجف، وزم على قبضتيه، وسار نحو السرير بخطوات ثقيلة.ولينا التي لا تبصر، شعرت أن أحدهم يقترب، ظنت أنها مريم قد عادت، فمدت يدها لتمسك بملابسها."مريم..."لم تمسكها بعد، فأمسكت بها يد عريضة وأصابع طويلة، وضمها في راحة كفه.كانت اليد التي تمسك بها ترتجف قليلًا، وكأن لديها آلاف الكلمات لتقولها، لكنها لا تتكلم، فلم تتمكن سوى أن تمسك بها بقوة.شعرت لينا أنها يد رجل، وظهر وجه أنس البارد الوسيم في ذهنها، لكنها شعرت مرة أخرى أنه مستحيل أن يكون هو.فجربت أن تنادي: "وليد..."لم يتوقع باسل أنها ما زالت قادرة على التعرف عليه، بل وبعد أن تعرفت عليه لم تترك يده.جعل هذا قلبه المنهار أن يشعر بالذنب أكثر، أمسك بيدها بقوة، وجلس أمام السرير.لم ينطق بكلمة، مد أصابعه الطويلة نحو وجه لينا، ومررها ببطء من أعلى لأسفل وكأنه يرسم ملامحها بعناية.لم تبعده لينا أيضًا، بل سمحت له بلمسها وكان قلبها هادئًا كبحيرة.على ا
Read more

الفصل 182

بدا وكأن باسل قد فهم، لماذا كان كلامها قاسيًا من قبل.لأنها خشت أن يراها بعد أن تموت، وأنه سيحزن وسيشعر بتأنيب الضمير، فأرادت أن يرحل.اتضح أن لينا لم تتغير أبدًا، ما زالت تفكر فيه حتى وفاتها.لكنه ظن أنها أحبت أنس، لذلك كانت تعامله بقسوة.تملكه الشعور بالذنب، وجعله يرتعش وهو يمسك بيدها.شعرت لينا بعجزه، فمدت يدها برفق وضغطت برقة على راحة يده: "وليد، لتعد الآن، ما رأيك؟"رفع باسل يده ليلمس وجهها الشاحب، وقال برقة: "لينا، هذه المرة، لا يهم ماذا ستقولين، فلن أرحل، سأبقى بجانبكِ طوال الوقت، سأرافقكِ دائمًا..."كلمة "دائمًا" كانت ثقيلة، هي لن تتحمل، لكنها لا تريد أن تؤذيه.أخذت نفسًا عميقًا من الأكسجين، وبعد أن خففت من شعور الاختناق، قالت له: "وليد، لم تعد لدي طاقة للكلام، سأنام قليلًا، حسنًا؟"أومأ باسل بحزن: "حسنًا، لتنامي، سأبقى بجانبكِ، حسنًا؟"سأل بحذر وكأنه يخشى أن تبعده مجددًا.أومأت لينا برأسها ردًا عليه، ثم أغلقت عينيها.جلس باسل بجانب السرير، ولم يتحرك، يحدق في وجهها الشاحب.انتظر حتى نامت تمامًا، حتى أخرج هاتفه واتصل بأمير.وأمير الذي كان يزعج منى في مكتبها، عندما رأى مكالمته، ذ
Read more

الفصل 183

خلال هذه الأيام، كان وقت نوم لينا أكثر من وقت يقظتها.حتى عندما تستيقظ، لم تتكلم كثيرًا، فقط تغط في النوم مرة أخرى.كان باسل يجلس أمام السرير ولا يتحرك تمامًا، كان وجهه شاحبًا مغطى باللحية، بدا منهكًا للغاية.حاولت مريم أن تقنعه ليذهب ويرتاح، لكنه لم يرغب بهذا، لم تستطع مريم فعل أي شيء له، فلم تهتم لأمره.خشت أن بعد استيقاظها، سترغب لينا في تناول بعض الحساء، بالرغم أنها لم تستطع تناوله، لكن أرادت مريم أن تجهزه لها.قالت لباسل أنها ستذهب لشراء الحساء، وغادرت الغرفة إلى الطابق السفلي.بعد مغادرتها بوقت قصير، استيقظت لينا، تورم أطرافها الأربعه، جعلها غير قادرة على الحركة.خمنت أن على الأغلب تورم وجهها أيضًا، ومظهرها هذا بالتأكيد بشع للغاية.شعرت بباسل يمسك بكلتا يديها بإحكام، مما أراح قلبها قليلًا.ابتلعت ريقها وقالت بصوت أجش: "وليد... هل الشمس أشرقت؟"أومأ باسل برأسه، ثم تذكر أنها لا ترى، فرد عليها بسرعة ولطف: "أشرقت..."نظر بعينيه الحمراوين من النافذة، كان الثلج يتساقط بغزارة، فأين للشمس أن تُرى في مثل هذا الجو؟لكن خلال هذه الأيام، كلما استيقظت لينا، كان أول شيء تسأله عنه هو هل الشمس أ
Read more

الفصل 184

عندما سخرت من نفسها، ضاق مجرى تنفسها فجأة وبدأت تسعل بعنف، وفي لحظة، امتلأ قناع الأكسجين برغوة دموية وردية اللون."لينا!"شحب وجه باسل، وضغط على الجرس بسرعة ليستدعي الطبيب، ثم ركع على ركبة واحدة وأخرج منديلًا، وخلع قناع الأكسجين، ومسح الدم الذي سعلته.لطخ أصابعه الدم الذي كان بالمنديل، فارتجف جسد باسل كله.رفع يده الأخرى ليساعدها على مسح الدم من زاوية فمها، لكنه كلما مسح، كلما زاد الدم أكثر...تدفق الدم على خدها، وتساقط حتى بلل قميصها والوسادة.ذلك اللون القرمزي طعن قلبه بقسوة، فارتجف جسده دون أن يستطيع السيطرة عليه...عندما سمعت الممرضة الجرس، دعت الطبيب المعالج والمديرة.برؤية منى للينا تسعل هكذا، أمرت الطبيب فورًا بدفعها لغرفة الطوارئ.كل من بالغرفة كان يتحرك مسرعًا، ودفعوا السرير للخارج في عجلة، باسل هو الوحيد الذي ظل راكعًا على الأرض.كما لو أن العالم كله ساده الصمت، ولم يتبقَ سواه وحيدًا، يحدق في الدم الذي على يديه في دهشة...ذلك الجسد الطويل المستقيم، لم يسعه سوى أن يرتجف، وكأن جسده كله باردًا، كما لو كان عالقًا في الهاوية دون قوة للمقاومة.كثقبٍ أسود، ابتلعه تدريجيًا، وجعله يدر
Read more

الفصل 185

استند باسل على الحائط ودخل لغرفة الطوارئ خطوة بخطوة.جسدها النحيل الهزيل الذي كان مستلقي على طاولة العمليات، بدا وكأنه بلا حياة.لولا أن رموشها الطويلة التي كانت تغطي عينيها ما زالت تتحرك، لظن من يراها أنها فارقت الحياة بالفعل.كان قد جف الدم في وجهها، ليكشف عن وجهها الشاحب المريض.كانت جميلة كما كانت في السابق، كزهرة نمت على ضفاف نبع صافٍ، تتوهج بجمال ساطع.لكن مع الأسف هذه الزهرة ليست بهذا العالم، مقدر لها أن تعود لحيث تنتمي عندما تكون في أبهى حالاتها."لينا..."ركع باسل على ركبة واحدة أمام طاولة العمليات، وانحنى بجسده وخفض صوته، ونادى بهدوء في أذنها.تلك النبرة الحنونة، أعادت لينا التي كانت على وشك الاختفاء.فتحت عينيها المنهكتين ببطء، أرادت أن تلقي نظرة أخيرة على وليد، لكنها لم ترَ شيئًا."وليد..."نطقت اسمه بصعوبة، كان وعيها مشوشًا وصوتها أيضًا.اقترب من شفتيها حتى سمع أن ما تقوله، هو اسمه."أنا هنا."أمسك بيدها بإحكام، ليعطيها بعض القوة.تنفست الأكسجين الذي يبقيها على قيد الحياة، وكانت تقول بشكل متقطع: "اعتني، اعتني، بمريم..."تغادر دون أي طلب آخر، بل كل ما تمنت هو أن تكون مريم،
Read more

الفصل 186

هذه المرة رأت بوضوح، كان أنس يرتدي بدلة سوداء ودخل من خارج غرفة الطوارئ.كما كان في لقائهما الأول، سار تجاهها بخطوات ثابتة خطوة بخطوة.مد إليها أصابعه النحيلة، وأخفض رأسه وقال بلطف: "لينا، أنا أتيت..."بنبرة حنونة...لم يتكلم معها بهذه النبرة من قبل.عادت لينا لوعيها تدريجيًا، وفتحت عينيها مرة أخرى، لم يكن هناك سوى الظلام الدامس.يُقال أن الإنسان قبل الموت يصاب بهلوسة، ما رأته للتو، كان مجرد خيال.كانت تتمنى في أعماق قلبها رؤية أنس للمرة الأخيرة، لكن مع الأسف، لم يظهر أبدًا...رأى أن مريم التي كانت تنتظرها قد جاءت، لكنها ما زالت تنظر تجاه باب غرفة الطوارئ، ففهم باسل شيئًا ما.لم يستغرق صراعه الداخلي بضع ثوانٍ حتى قال لمنى بسرعة: "اتصلي بأنس، اطلبي منه أن يأتي لرؤيتها للمرة الأخيرة!"صُدمت منى قليلًا، لم يسعها الوقت لتفكر كثيرًا، فأخرجت هاتفها واتصلت بأنس، لكن نبهها الصوت الآلي أن الهاتف مغلق...نظرت للينا التي كانت تتطلع للمكالمة، ثم اتصلت بسرعة بسامح، وكان مغلقًا أيضًا.فوضعت الهاتف جانبًا وقالت بعجز: "الهاتف مغلق..."ومريم التي بح صوتها من البكاء، وجدت أن لينا وهي تلفظ أنفاسها الأخير
Read more

الفصل 187

صوت صفير - -أصدر جهاز تخطيط القلب نغمته الحادة.وهكذا رحلت من كانت على طاولة العمليات.بكت مريم حتى فقدت وعيها، شعرت منى بالقلق الشديد، فأخذتها لتسعفها.لم يتبقَ سوى باسل كما كان راكعًا على الأرض، لم يحرك ساكنًا، وينظر لها على الطاولة.بعد أن حدق بها لعدة دقائق، حمل جسدها الضعيف واتجه خارج الغرفة.رأته منى التي كانت في غرفة طوارئ مجاورة، وحاولت منعه بسرعة: "مدير باسل، كانت أمنية آنسة لينا الأخيرة هي أنها تريد حرق جثتها فورًا..."نظر لها باسل في خدر: "أعلم."أخفض رأسه ونظر بعمق لوجهها الشاحب الصغير، وهمس قائلًا: "أنا فقط أريد أن أبدل لها ملابسها."تلطخت ملابس لينا بالدماء التي كانت على يديه، لينا تحب الجمال، هي بالتأكيد لن توافق أن تذهب للمحرقة بهذه الملابس.مظهره الثابت والهادئ صدم منى قليلًا، أليس باسل يحب لينا كثيرًا؟ كيف له أن يكون بهذا الهدوء؟نظرت منى لظهره وهو يبتعد، فكرت أن باسل على الأقل وافق أن يودعها للمرة الأخيرة، لكن أنس، هي حتى لم تعثر عليه.تلاشت الصدمة في قلبها تدريجيًا، الرجال دائمًا بلا قلب هكذا، لا ينبغي أن نأمل بهم كثيرًا...حمل باسل لينا لغرفة المرضى، وساعدها في تن
Read more

الفصل 188

ومع حلول الليل، فُتح الباب الحديدي، وخرج أحد الموظفين وهو يحمل جرة."تم حرق جثة لينا المتوفاة، من هنا من أقاربها؟ ليتفضل ويأخذ الجرة."حارس باسل الشخصي تقدم فورًا وأخذ الجرة وبطاقة الهوية.بعد استلامها، أمسك الحارس الشخصي برفاتها وانحنى ليسلمه لباسل، الذي كان فاقدًا لوعيه."مدير باسل، حان وقت إعادة آنسة لينا للمنزل، وإلا فلن تعرف طريق العودة، وستصبح..."ستصبح روحًا متجولة.لم يتجرأ الحارس على قول هذا، لكن كان هذا كافيًا ليحفز عقل باسل.تحركت عيناه الحمراوان ببطء نحو الجرة.عندما فكر في الشخص الذي كان حيًا، وتحول لرماد في لحظة، جعله هذا يغرق في ظلمة من اليأس.كانت السماء تمطر بغزارة بذلك الوقت، تمامًا كتلك الليلة التي تعرض فيها للحادث، كانت قطرات الماء بحجم حبة الفاصوليا، وتتساقط بقوة.تبلل شعره ووجنتاه، لكنه لم يبالِ، خلع ملابسه وغطى بها الجرة.بعد أن أجبر نفسه على الهدوء، رفع يديه المرتعشتين ليأخذ الجرة، لكنه لم يستطع أن يمسك بها..."لأفعلها أنا."مد أمير يده ليأخذ الجرة، لكن باسل أوقفه.حاول بكل جهده أن يثبت يديه المرتعشتين، وحاول الإمساك بالجرة.بعد أن ثبت يديه، أخذ الجرة بإحكام في
Read more

الفصل 189

أعاد باسل لينا إلى الفيلا، كانت قد جاءت إلى هنا من قبل، سيجعلها هذا تشعر بالأمان.عندما رأته العمة رباب يحمل جرة بها رفات ووجهه شاحب كالميت، انتفض قلبها رعبًا.لكن عندما رأت وجه الدكتور أمير والحراس الشخصيين وقد اعتلى وجوههم شعور بالحسرة، فهمت الأمر تدريجيًا.بالرغم أنها لم تعرف لمن الرفات الذي بالجرة، لكن بالتأكيد هو أحد أقارب السيد."سيدي، سأذهب لأحضر قاعة العزاء..."لم يرد باسل، لكن عندما التفتت العمة رباب لتغادر، ناداها."لتعُدي لها شاهد قبر، واكتبي اسمها عليه."سألت العمة رباب: "سيدي، ما اسمها؟"أخفض باسل رأسه ونظر للجرة، ورد بمودة: "زوجتي، لينا."صُدمت العمة رباب، لينا؟ تلك الآنسة لينا التي قابلتها من قبل؟تلك الفتاة الجميلة الضعيفة بعض الشيء، هل تلك الفتاة الصغيرة؟لم تجرؤ العمة رباب أن تسأل، فردت بـ"حسنًا"، ثم غادرت فورًا للتجهيز.وضع باسل الجرة على الطاولة، ثم استدار لينظر لأمير."لتذهب أنت، لا داعي لمرافقتي."أراد أمير أن يرفض، لكن قاطعه باسل: "أريد أن أرافقها في هدوء."مستحيل أن يتركها بلا قبر، لينتظر حتى يرافقها قليلًا، ثم سيدفنها بيديه.برؤية أمير له بهذه الحالة، فلم يُصر
Read more

الفصل 190

بكت طويلًا طويلًا حتى بح صوتها، ثم أجبرت نفسها على النهوض من الأريكة.ما زال يجب عليها أن تضب أغراض لينا، لن تتركها تذهب للعالم الآخر بدون ملابس.نهضت واستجمعت نفسها، واختارت ملابس جميلة للينا.سارت مريم بخطوات ثقية لغرفة لينا.عندما رأت أن أغراضها ما زالت هناك، لكنها رحلت، فانهمرت دموعها من جديد.بعد أن غطت وجهها وبكت قليلًا، مسحت دموعها وبدأت في ضب أغراض لينا.أخرجت بعض الملابس والأحذية من الخزانة، وضبت بعض أغطية السرير.أما باقي الأغراض، لم تلمسها مريم، لم تقوَ على حرقها، فتركت جزء كبير كذكرى.ضبت الأغراض جيدًا واستدارت لترحل من الغرفة، ثم توقفت مريم فجأة ونظرت إلى المكتب.وكأن حدث لها تخاطر أجبرها أن تتوجه نحو المكتب، وبشكل غريب فتحت الدرج.كان خاليًا ونظيفًا من الداخل، كان هناك فقط دفتر ملاحظات، وظرف مكتوب عليه "رسالة وداع".عندما رأت مريم هذه الكلمة، احمرت عيناها مجددًا.اتضح أن لينا كانت تستعد لمغادرة هذا العالم، فقط هي من لم تكتشف.لو أنها اكتشفت بوقتٍ مبكر، لقضت وقتًا أطول مع لينا، ولما شعرت بكل هذا الندم الآن.أخرجت رسالة الوداع بيدين مرتعشتين، وفتحت الظرف، ثم فتحت الرسالة بب
Read more
PREV
1
...
1718192021
...
47
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status