كانت تحدق في لينا، شاردة النظر بها لوهلة طويلة، قبل أن تستعيد صوتها أخيرًا، وقالت: "سيدة لينا، هل تعرفين من هي والدتكِ؟"وجدت لينا الأمر غريبًا، أن السيدة هبه التي فقدت ابنها للتو، أول ما نطقت به كان سؤالًا عن والدتها، لكنها رغم ذلك هزت رأسها بصدق: "لا أعرف..."تراخت ملامح السيدة هبه المتوترة بشكل واضح، فجهلها كان أمرًا مطمئنًا، فبعد موت رهف، من الأفضل أن تُدفن أسرار عائلة المحمدي إلى الأبد، وأما هذه اليتيمة التي لا تعرف شيئًا، فلا داعي للخوف منها.بعد أن تلقت جوابها، لم تنظر السيدة هبه إلى لينا مرة أخرى، بل استدارت ودخلت المشرحة، تاركة الرجل في منتصف العمر يواجه لينا: "علينا استعادة جثة جاسر."عبست لينا، وشعرت بالحرج: "لقد ترك صهري وصية، وهو يريد أن يُدفن بجوار أختي، أخشى أنني لا أستطيع السماح لكما بأخذه."لاحظ السيد مجدي والد جاسر أن صوتها ناعم، لكن نبرتها كانت حازمة، فعبس وقال: "إنه ابني، ومن حقي أخذه، ثم إنه لم يتزوج من رهف، فبأي حق تدعينه صهري؟"أجابت لينا بهدوء ودون أي انفعال: "لقد تزوجا بالفعل."كانت قد عقدت الزواج باسم أختها مع جاسر، زواجًا رسميًا وبأوراق قانونية، وله فعالية قا
Leer más