ما إن أنهت سكرتيرة ياسمين القراءة، حتى انهمرت دموعها.غير أن حزنها لم يلامس الرجل الذي فقد ذاكرته.لم يكن يرى شيئا، ولا يذكر شيئا؛ يعيش في عالمه الخاص، عالم لا يعرف نهارا ولا ليلا، سوى وجود رجل واحد يرافقه… مهار.وفي الليل، كان هدير المد يعصف بجانب النهر الأزرق، تضرب أمواجه الضفاف بقوة.ولم يستطع سهيل النوم على غير عادته.نهض في الظلام، وقال بصوت خافت: "عمي مهار…"فجلس مهار فورا: "هل تشعر بألم؟ هل تريد الماء؟"هز سهيل رأسه، وقال بصوت منخفض: "هل ارتفع المد الليلة؟ صوت الماء وهو يضرب الشاطئ… يخنقني. عمي مهار… هل يمكن أن تأخذني لأرى النهر؟"لم يكن يرى شيئا، لكنه أراد الخروج…وإلا سيظل قلبه مضطربا.فلبى مهار رغبته، وساعده على ارتداء ثيابه، ثم ألبسه معطفا أسود.وغادرا الكوخ آخر الليل، يمسك مهار بيد مصباحا، وبالأخرى يسند سهيل، يمشيان بخطوات غير ثابتة نحو ضفة النهر.وعند الضفة، كان بعض الطلاب يقيمون حفلة نار، تتوهج ألسنة الضوء فتصبغ السماء بلون أحمر.وكانت هناك أغنيات… عذبة ومؤثرة.أمال سهيل رأسه، يصغي.ثم تابع السير مع مهار إلى أن وصلا إلى مشارف النهر الأزرق.قال مهار وهو يلتفت إليه برفق: "ا
Read more