ارتفعت نافذة السيارة ببطء، ولم يرَ مراد سوى طرحة بيضاء تتلاشى خلف الزجاج..."من التي تحدثت معكِ قبل قليل؟" سأل مراد بجانب نورة، التي كانت ما تزال مشوشة.عادت إلى وعيها، ونظرت إليه بذهول، ثم إلى باقة الزهور التي كانت في يدها.كان اسم "سارة" على طرف لسانها، لكنها لم تجرؤ على نطقه.كانت خائفة، خائفة من أن يعلم مراد بالحقيقة، فيفتح باب السيارة في اللحظة التالية ويهرع نحو السيارة المقابلة ليأخذها.كانت تعرف أن مراد يحب سارة، هذا واضح تمامًا لها.لم تكن تعلم لماذا اختار الزواج بها، ربما بسبب مكانتها العائلية، فزواجه منها يعني الحصول دعم عائلة نورة،وهذا ما سيمنحه نفوذًا وفرصًا أكبر في مستقبله.قالت نورة وهي ترفع الباقة أمامه، محاولة صرف انتباهه:"مراد، انظر، هذه باقة العروس من الجهة المقابلة... أليست جميلة؟"لكن عيني مراد كانتا لا تزالان معلّقتين على السيارة الأخرى،رغم أن النوافذ أُغلقت، ولم يعد يرى شيئًا،لكنه لم يستطع أن يحوّل نظره، وكأن هناك شيئًا يربطه بذلك الاتجاه.رفعت نورة الباقة مجددًا أمامه، فنظر إليها، وتجمّدت نظرته.دوى صوت سارة في أذنه، في ذلك اليوم عند صخرة العهود الثلاثة، عندم
Read more