All Chapters of طرقنا تفترق بعد الزواج: Chapter 11 - Chapter 20

100 Chapters

الفصل 11 بانتظارك وأنت تحمل باقة الفاونيا لتتزوجني

ارتفعت نافذة السيارة ببطء، ولم يرَ مراد سوى طرحة بيضاء تتلاشى خلف الزجاج..."من التي تحدثت معكِ قبل قليل؟" سأل مراد بجانب نورة، التي كانت ما تزال مشوشة.عادت إلى وعيها، ونظرت إليه بذهول، ثم إلى باقة الزهور التي كانت في يدها.كان اسم "سارة" على طرف لسانها، لكنها لم تجرؤ على نطقه.كانت خائفة، خائفة من أن يعلم مراد بالحقيقة، فيفتح باب السيارة في اللحظة التالية ويهرع نحو السيارة المقابلة ليأخذها.كانت تعرف أن مراد يحب سارة، هذا واضح تمامًا لها.لم تكن تعلم لماذا اختار الزواج بها، ربما بسبب مكانتها العائلية، فزواجه منها يعني الحصول دعم عائلة نورة،وهذا ما سيمنحه نفوذًا وفرصًا أكبر في مستقبله.قالت نورة وهي ترفع الباقة أمامه، محاولة صرف انتباهه:"مراد، انظر، هذه باقة العروس من الجهة المقابلة... أليست جميلة؟"لكن عيني مراد كانتا لا تزالان معلّقتين على السيارة الأخرى،رغم أن النوافذ أُغلقت، ولم يعد يرى شيئًا،لكنه لم يستطع أن يحوّل نظره، وكأن هناك شيئًا يربطه بذلك الاتجاه.رفعت نورة الباقة مجددًا أمامه، فنظر إليها، وتجمّدت نظرته.دوى صوت سارة في أذنه، في ذلك اليوم عند صخرة العهود الثلاثة، عندم
Read more

الفصل 12 سارة أين أنتِ

رمق السكرتير مراد بنظرة غريبة وأجابه: "المساعدة سارة طلبت من السيد مراد أن يبدأ الحفل أولًا!"تنفس مراد الصعداء، فهذه الكلمات تعني أن سارة هنا، وأنها حضرت بالفعل، فارتاح قلبه.نزلت نورة من السيارة وهي تشعر بالقلق، تخشى أن يتركها مراد فجأة ويغادر.كان زفافًا مهيبًا وفخمًا لم يشهد له مثيل، وأي هفوة صغيرة قد تجعلها محط السخرية.لذا، كانت عازمة على إتمام الحفل على أكمل وجه، متجاهلةً أي شيء آخر.بمبادرة منه ودون أن يطالبه أحد، بدأ مراد بإعطاء التعليمات لانطلاق الحفل. ومع انطلاق الموسيقى وصوت المذيع الهادئ والجذاب، تقدمت نورة ببطء وهي تحمل باقة الزهور نحو مراد.لكن عينيه لم تكن مركزة عليها، بل ظل يبحث عن سارة، راغبًا في أن تراها بعينيها هذه اللحظة، وهذا هو تفسيره الوحيد لذلك.قال المذيع: "والآن نرجو من العريس استقبال عروسه، فليتقدم العريس نحو العروس."لكن مراد لم يتحرك، نظرته لم تكن عليها، بل كانت متجهة إلى الحشد، يبحث بقلق عن شيء ما.الآخرون لا يعرفون، لكن نورة كانت تعلم جيدًا من كان يبحث عنه.نادت عليه نورة محاولة تخفيف التوتر، وركضت نحوه، "مراد، قلت لك اليوم هو يوم زفافنا، وسأركض إليك."ا
Read more

الفصل 13 لن تسامحك بعد الآن

"مراد!"صرخت نورة من خلفه، وكأن قلبها يتمزق."مراد، اليوم هو زفافك، ماذا تفعل؟" جاء والد نورة ليوقفه.بعدها تجمع أفراد عائلة نورة حوله، محاصرين مراد بالكامل.توقف مراد، ونظر إلى نورة التي صارت في حالة ذعر، ثم نظر إلى من حوله، وكاد أن ينسى الأمر المهم."نورة، أنتِ كنتِ تعرفين الأمر منذ زمن، أليس كذلك؟" تقدم نحوها.هزت نورة رأسها، وأنكرت بعناد: "لا أعرف، لا أعرف شيئا، كل ما أعرفه يا مراد هو أننا اليوم سنتزوج."نظر مراد إلى عينيها التي اكتظت بالدموع، وفكر فيما إذا كانت سارة قد بكت هكذا في الأيام الماضية."نورة، لا بد أنكِ تتساءلين لماذا أنا في الحقيقة..."لم يتم مراد كلامه حتى اندفعت نورة نحوه فجأة لتقبل شفتيه.عانقته بشدة، وشفتاها الحمراء تلامسان أذنه، "مراد، ألم تلاحظ أن هذا المكان، إلى جانب سارة، ينقصه شخص آخر مهم جدًا؟"ضاقت عينا مراد فجأة، والنظرة فيهما توشك أن تتّقد.اقتربت نورة من أذنه، وهمست بصوت منخفض: "والدتك... وضعتها تحت رعايتي. ما دمت تُتم هذا الزواج كما ينبغي، ستعود إلى بيتها سالمة، دون أن يمسّها سوء".قبض مراد على ذراعها بقوة، حتى برزت العروق في يده بوضوح.كان الألم شديدًا،
Read more

الفصل 14 لن تجد سارة بعد الآن

بغض النظر عمّا كانت تخطط له، كان عليه أن يجد سارة، وأن يشرح لها كل شيء بوضوح، ويطلب منها أن تنتظره قليلًا.لقد كانت دومًا تفهمه، لذا فهو واثق بأنها ستسامحه، ولن تغضب منه.لكن فجأة، همست نورة بصوت منخفض:"مراد، أنت لن تجد سارة بعد الآن."لم يعِرها مراد اهتمامًا، وظن أنها تحاول التلاعب به مجددًا.ولما رأت أن مراد لم يصدقها، ابتسمت ابتسامة باهتة وقالت:"ألم تسألني قبل قليل عمّا إذا كنتُ قد رأيت من كان في تلك السيارة؟ سأخبرك، لقد كانت العروس في تلك السيارة هي سارة، هي الآن زوجة بشير."اهتز جسد مراد الطويل بشدة، وحدّق بعينيه الحادتين في وجه نورة، و ترددت في أذنيه تلك العبارة التي سمعها قبل قليل: "أتمنى لك السعادة..."لا عجب أنها بدت مألوفة.لا عجب أنه سمع صوت سارة في تلك اللحظة.اتضح... أنها كانت هي حقًا.شعر مراد وكأن قلبه قد سُحق فجأة، وتفتّت إلى شظايا، تتساقط واحدة تلو الأخرى في هاوية لا قاع لها.لكن في اللحظة التالية، هزّ رأسه بعنف.لا!هذا مستحيل!هذا لا يمكن أن يكون!سارة لن تتركه، ولن تتزوج غيره.هي لا تعرف بشير، كيف لهما أن يتزوجا؟لا شك أن نورة قد اختلقت هذه الكذبة لتخدعه، كي تمنعه
Read more

الفصل 15 هل أنت مستعد أن ترد الدين بنفسك

كانت ساحة بيت عائلة راشد الواسعة على الطراز القديم، تملؤها ألوان الفرح والاحتفال، يتزين كل ركن فيها باللون الأحمر الزاهي.إلى جانب سيارة الزفاف الممددة بطول ثمانية أمتار، وقف صفان من الجميلات يرتدين فساتين ضيقة موحدة الطول، كل واحدة منهن تحمل صينية تحتوي على رزم من النقود الحمراء.بينما يعلو صوت من الجهة الأخرى:"إذا نادت العروس أمي، تحصل على ثمان مئة وثمانية وثمانون ألفًا وثمان مئة وثمانية وثمانون دولارًا... وإذا نادت أبي، تحصل على سيارة، منزل، وبالفيلا."كانت هذه طريقة للضغط عليها لكي تترجل من السيارة، فقد تم تجهيز مراسم خاصة لتلك اللحظة.لكن سارة كانت تمسك بمقبض باب السيارة بإحكام، لا تجرؤ على فتحه.منذ أن رأت بشير، لم تكف عن التساؤل: "كيف لهذا الشاب أن يكون هو من كانت تنوي الزواج منه؟"وقبل أن تتمكن من طرح المزيد من الأسئلة، جاءت جدتها مبتسمة، وضعت الطرحة الحمراء على رأسها على عجل، ودفعتها للجلوس داخل السيارة..في الداخل، شعرت سارة بأن شيئًا ما ليس على ما يرام.الشخص الذي كانت تراسله عبر الإنترنت لعشر سنوات، كيف له أن يكون وريثًا لعائلة راشد؟ هناك خطأ ما بالتأكيد.عندما فتحت هاتفها
Read more

الفصل 16 أخبريني، هل ما زلت تحبينه

لم يظهر أي أثر للعاطفة على ملامح بشير الوسيم، وكأن حضور مراد لم يُحدث أي صدى بداخله.لكن كلماته وحدها كانت كافية لأن تُظهر لسارة بجلاء أنه على دراية تامة بماضيها مع مراد.وهذا زاد من ارتباكها أكثر، وجعلها تتساءل مرارًا عن الدافع الحقيقي وراء رغبته في الزواج منها."بشير، أنت تعرف أن لدي ماضيًا، فلماذا ما زلت مصرًّا على هذا الزواج؟" لم تُرِد سارة أن تظل حبيسة الظلال.إن كانت هذه العلاقة مجرد اتفاق متبادل، فلن يكون الأمر عبئًا نفسيًا عليها. أما إذا كان هناك ما هو أعمق، فلن ترضى لنفسها أن تُستخدم كأداة في لعبة لا تفهمها."أنتِ بحاجة إلى الزواج، وأنا اتفق أنني بحاجة إلى زوجة." بدا تبرير بشير هشًا، خاليًا من أي عمق.نظرت سارة إلى ملامحه، حاولت أن تقرأه، أن تنفذ إلى أعماقه، لكنها وجدت نفسها أمام بحر غامض، لا يُرى له قاع.وبهدوء مريب، حرّك خصلات شعره التي انسدلت على جبينه، وقال بنبرته الهادئة المتكاسلة:"إذا كنتِ مصرة على معرفة السبب، فاعتبري أنني كنت أراقبك منذ وقت طويل."هل يعتقد أنها فتاة صغيرة في الثالثة من عمرها؟يراقبها منذ متى؟ ولماذا؟ما الذي يستحق هذا التربص فيها؟ليس تقليلًا من شأنها
Read more

الفصل 17 اترك لنفسك شيئًا من ماء الوجه

ترددت سارة لوهلة، لكنها في النهاية مدت يدها.كانت راحة يده جافة ودافئة، شعور لم تعهده من قبل، وعندما غمرت يده الكبيرة يدها، بدا كأنه يحتضنها بالكامل، كأنه يضم كل قلقها وكل خوفها.نظرت إليه، وشعرت فجأة أن هذا المشهد مألوف لها، مألوف لدرجة كأنها عاشت هذا الموقف من قبل في حياةٍ سابقةٍ.يقول البوذا إن لكل علاقة جذور تمتد عبر حياةٍ سابقةٍ وحياة أخرى تليها، وربما في قصتها التي تمتد عبر ثلاثِ حيواتٍ، لم يكن مراد هو الشخص الحقيقي المقصود.وبالطبع، لم يكن الرجل الذي يقف أمامها كذلك، فكل هذا ما هو إلا خطأ صنعته هي، مجرد صدفة خاطئة لا أكثر.حينما رأى مراد سارة ترتدي فستان زفاف أبيض، تمسك يد رجل وسيم القامة وذا حضور قوي، يسيران معًا، يدًا بيد، خطوة بخطوة... في طريقهما نحوه.في تلك اللحظة، شعر وكأنه غارق في كابوس.سارة هي عروسه، كيف لها أن تكون بجانب رجل آخر؟اندفع مراد نحوها، أمسك بيدها وقال: "هيا، لنذهب، سآخذك معي."لكن سارة سحبت يدها برقة، "مراد، ارحل."قالتها بهدوء، بنبرة ثابتة، بنظرة خالية من التموجات، لا غضب فيها، ولا حب، فقط... سكون.هز مراد رأسه بعنف، وقال: "سأذهب معك، سارة، قلت لك أنني س
Read more

الفصل 18 التهديد بالموت

قال بشير بصوت بارد، بينما عيناه كانتا تراقبان مراد وهو يمسك يد سارة في صمت طويل:"سيد مراد، زوجتي قد أوضحت موقفها، أرجو منك أن ترحل."رد مراد بعينين محمرتين، وفي نظراته برودة قاتلة:"لا شأن لك يا بشير، أفلِت يدك عن امرأتي."ومع تلك الكلمات، حاول أن ينتزع يد بشير من يد سارة، لكن سارة وقفت أمامه، بثبات واضح، وقالت:"مراد، بشير هو حبيبي الآن، هو الشخص الذي سأقضي معه حياتي القادمة، لا يحق لك أن تلمسه."شحب وجه مراد وهو يسترجع ذلك اليوم الذي دخل فيه شجارًا مع أحدهم، حينها كانت سارة من وقفت لتحميه، وقالتها بوضوح: "هو لي، لا يحق لأحد أن يمسه."واليوم هي تحمي شخصًا آخر.شعر مراد وكأنه غارق في بحر متجمّد، يتسلّل برده إلى أعماقه، حتى بات كل عصب في جسده يتلوّى وكأن إبرة باردة تخترقه."سارة..." ناداها، بصوت مكسور.لكن سارة قالت بهدوء، بلهجة من حسم قراره منذ زمن."مراد، ارحل، هناك الكثيرون يشاهدون، احتفظ بما تبقى لك من كرامة."ارتجفت عينا مراد الممتلئتان بالدموع، ثم فجأة، التفت إلى والدي بشير، وقال بحرقة:"السيد راشد وزوجته، أنتما شاهدتما وكل شيء واضح، سارة كانت مساعدتي، وكانت أيضًا امرأتي، أرجو من
Read more

الفصل 19 لم أتعرف عليه حقًا

لم تكن سارة تتوقع أن يكون مراد متطرفًا إلى هذا الحد، فقد قال للتو إنه يحبها، وربما كان هذا هو دليله، لكن قوله جاء متأخرًا، وفعل ما فعله أيضًا جاء متأخرًا.الآن ما يفعله لم يعد حبًا، بل أصبح إزعاجًا وضغطًا عليها، كما أنه سبّب إحراجًا لبشير، وعائلة راشد.لطالما كان مراد يهتم بنفسه فقط، ولم يفكر بها أبدًا، ففي الحب هو يحب نفسه أولًا، ثم الآخرين بعد ذلك.بعد صدمة الحضور، توجهت أنظار الجميع إلى بشير، نظرات تشبه مشاهدة مسرحية، مليئة بالإثارة والترقب.معظم الضيوف اليوم هم من أهل النفوذ والمصلحة، جاءوا من أجل سلطة وثروة عائلة راشد، يظهرون الاحترام والتودد، لكن في السر يترقبون سقوط العائلة وخزيها.هذا هو قبح الطبيعة البشرية، وكما يقول المثل: لا يطيقون رؤيتك ناجحًا، ولا يتمنون لك الخير، حتى لو حققت النجاح، كل ما يريدونه هو ألا تتفوّق عليهم.هؤلاء الناس اعتادوا رؤية بشير كإله متوج فوق الجميع، ولم يروا له لحظة سقوط أو ضعف من قبل.بالنسبة لأي رجل، زوجته هي أعظم عنوان له، وأحيانًا تكون أكثر بريقًا من نفسه.لكن حفل الزفاف اليوم كشف للجميع أن الزوجة التي سيتزوجها كانت مع رجل آخر، بل إن ذلك الرجل حاول
Read more

الفصل 20 زواجٌ لم يكن خيارها

غمر الألم قلب سارة كأن شيئًا مزّقه من الداخل، حتى اختنقت أنفاسها، سحبت يد بشير التي كانت تمسك بها، واستدارت نحو مراد وصفعته على وجهه.نظرت إليه وهي ترتجف، وكانت عيناها تهتزّان كذلك، وقالت: "مراد، أنت حقًا بلا حياء."نظر مراد إلى يدها التي صفعته، والتي ما زالت ملطخة بدمه. كان يعلم أن ما فعله دنيء، لكنه لم يجد خيارًا آخر، فهذه كانت الطريقة الوحيدة لمنعها من الزواج ببشير.طالما يستطيع إيقافها، سيظل يحاول استعادتها.عينا بشير السوداوان، اللتان بقيتا هادئتين طوال الوقت، امتلأتا بغضب قاتل، وساد الجو حوله صمتٌ مربك، وكأن كل من في القاعة حبس أنفاسه في لحظة واحدة.بشير هو وريث عائلة راشد المرموقة، حتى الكلاب تتفادى طريقه، لكن تعرّض للإذلال للمرة الأولى اليوم.عندما ظن الجميع أن بشير سينقضّ على مراد ويدمره مهما كلّفه الأمر، رأوه يعيد إمساك يد سارة، ويمسح الدم عن أصابعها بوشاحه الحريري الفاخر.لم يلتفت إلى مراد، وكأن وجوده لا يستحق حتى النظر، ثم قال:"كلام السيد مراد محاولة لإثارة غضبي كي أترك سارة، لكنك مخطئ. طالما قررت الزواج منها، سأقبل بها كما هي، بما في ذلك ماضيها. وأنت تدّعي أنك تحبها، لكنك
Read more
PREV
123456
...
10
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status