طوال فترة الطيران، ظل بشير نائمًا بنفس المدة.لم تكن سارة متأكدة إن كان ذلك بسبب خجله من "الثلاث دقائق السوداء" أم خوفه الحقيقي من الطيران.على أي حال، كان نائمًا بارتياح، ووضعية نومه لم تكن مستقرة؛ رأسه مضغوط على كتفها، ويده تمسك بيدها، وجسده مائل كأنه يريد أن يتشبث بها.لو لم يكن ذلك متعمدًا، لكان الوضع غريبًا بعض الشيء.تذكرت سارة الليلة الماضية حين ناما معًا على نفس السرير، هل كان يتخذ نفس الوضع حينها؟لكن للأسف، نامت هي ولم تعرف كيف كان نومه.عندما هبطت الطائرة، لم يتغير رد فعل بشير عن وقت الإقلاع، لكن هذه المرة هو من اقترب إليها أولًا.سألته سارة مباشرة دون مواربة: "هل تخاف من الطيران؟"أجاب بشير بلا توقع: "نعم، أعاني من رهاب."كان هذا الجواب صادمًا بالنسبة لها؛ هذا الرجل الكبير يخاف من الطائرة؟ فكيف يجري كل تلك المفاوضات في أنحاء العالم؟سألته متشككة: "هل لا تطير عادةً إذًا؟"بشير هو من احتمى بها الآن، لا كما في السابق حين كانت سارة من بادرت، بل بدا هذه المرة كطفل مذعور يتعلّق بعنقها، وقربه منها كان أشد مما كان عليه في لحظة احتضانها له من قبل.كان تنفسه الدافئ يلامس بشرتها، يثير
Read more