All Chapters of طرقنا تفترق بعد الزواج: Chapter 41 - Chapter 50

100 Chapters

الفصل 41 هل اعتذارك بلا قيمة

طوال فترة الطيران، ظل بشير نائمًا بنفس المدة.لم تكن سارة متأكدة إن كان ذلك بسبب خجله من "الثلاث دقائق السوداء" أم خوفه الحقيقي من الطيران.على أي حال، كان نائمًا بارتياح، ووضعية نومه لم تكن مستقرة؛ رأسه مضغوط على كتفها، ويده تمسك بيدها، وجسده مائل كأنه يريد أن يتشبث بها.لو لم يكن ذلك متعمدًا، لكان الوضع غريبًا بعض الشيء.تذكرت سارة الليلة الماضية حين ناما معًا على نفس السرير، هل كان يتخذ نفس الوضع حينها؟لكن للأسف، نامت هي ولم تعرف كيف كان نومه.عندما هبطت الطائرة، لم يتغير رد فعل بشير عن وقت الإقلاع، لكن هذه المرة هو من اقترب إليها أولًا.سألته سارة مباشرة دون مواربة: "هل تخاف من الطيران؟"أجاب بشير بلا توقع: "نعم، أعاني من رهاب."كان هذا الجواب صادمًا بالنسبة لها؛ هذا الرجل الكبير يخاف من الطائرة؟ فكيف يجري كل تلك المفاوضات في أنحاء العالم؟سألته متشككة: "هل لا تطير عادةً إذًا؟"بشير هو من احتمى بها الآن، لا كما في السابق حين كانت سارة من بادرت، بل بدا هذه المرة كطفل مذعور يتعلّق بعنقها، وقربه منها كان أشد مما كان عليه في لحظة احتضانها له من قبل.كان تنفسه الدافئ يلامس بشرتها، يثير
Read more

الفصل 42 غيرة خفية

كان السائق مطيعًا للغاية، فأوقف السيارة أمام باب المطعم، أما سارة فلم يكن لديها شهية حقيقية، كانت فقط مجرد كلمات قالتها لتُحرج نورة قليلًا.قالت: "في الحقيقة، لست جائعةً كثيرًا."كل ما كانت تتمناه الآن هو أن ترى ليان بسرعة.منذ لحظة نزولها من الطائرة، كانت مشاعرها تتأرجح بين الرغبة في اللقاء والخوف من ذلك.حين قال بشير: "أنا جائع"، كان السائق قد فتح له باب السيارة بالفعل.رجل طويل القامة يرتدي بنطالًا أسود رسميًا وحذاءً أسود لامعًا تحت أضواء الشارع، وقف منتصبًا، حجب ضوء الباب خلفه.غطى الظلام حدته في عينيه، مما جعل نظرته تبدو أعمق، كأنها بحيرة مظلمة وعميقة.تلاقيا بنظرات متبادلة.سألها بلهجة ساخرة: "هل أنتِ متأكدة من أنكِ لستِ جائعة؟ لا تسمحي لنفسك بالبكاء بعد ذلك."البكاء؟لماذا يخطر في باله أنها قد تبكي؟هل يعتقد في قرارة نفسه أن حادث ليان كان من مسؤوليتها؟تذكرت سارة أن هناك الكثير من الأسئلة التي لم تسألها بعد، فرفعت جسدها ونزلت من السيارة.حين مدت يدها لتفتح باب المطعم، مد بشير يده بأدب كامل، كان مزاجه يتقلب كل لحظة، حتى النساء في أيام الحيض لا يكن بمثل تقلبه.لم تتصرف سارة بتكلف،
Read more

الفصل 43 انتقام أم ثأر

كان الموقف محرجًا للغاية هذه المرة.ضحك بشير بسخرية وقال مازحًا: "هل ما زالت السيدة سارة تحب مص أصابعها في هذا العمر؟"كانت حرارة الجمبري الحار تجعل جسد سارة دافئًا، وعندما سمعته، شعرت بإحراج واضح، فبدأت قطرات العرق تتجمع على طرف أنفها تحت ضوء المصباح.حاولت تبرير نفسها بحذر: "ليس كذلك... الصلصة هي التي تضفي الطعم، هي سر اللذة في الجمبري."اللحظة الأكثر متعة في أكل الجمبري هي حين يدخل اللحم الفم، لتتفجر العصارة بنكهاتها الغنية.لاحظ بشير إحراجها ولم يتركها تفلت، وقال مازحًا: "إذا كنتِ ستمصين أصابعك، فلماذا تنكرين ذلك؟"شعرت سارة أن نكهة الطعام تلاشت في لحظة سماع تلك الكلمات، وبدأت تفكر في التوقف عن الأكل.لكن حين خلعت القفازات، رأته يرتدي أحد قفازاتها، ثم قشر قطعة جمبري ببراعة، ومد يده ليضعها في فمها.حدقت فيه بدهشة، لكنه بدأ يقشر قطع الجمبري الأخرى بهدوء وتنهد متذمرًا: "يقولون إن النساء يصعب إرضاؤهن، وهذا صحيح، بكلمة واحدة يفسد مزاجهن."لم تكن لتجادله، لذا قررت تجاهل كلامه.لم تعد تقشر أي جمبري بنفسها بعد ذلك، بل تحول الجمبري الأحمر إلى قطع بيضاء ناعمة تدخل فمها بسهولة. كان المدير الك
Read more

الفصل 44 عاصفة تثير الغبار فوق مرقد أجدادك "

أوه، إذًا يمكنِكِ أنتِ أن تتهميني ظلمًا؟"قال بشير بصوت خافت يحمل في طياته ما يشبه التبرير والشفقة.هل هو ممثل بارع؟ كيف يتقن هذا الأداء؟أصبحت سارة مرتبكة، ولم تعرف ماذا تقول.طرقات!نقر بشير بأصابعه النظيفة على طبق الطعام أمامه، حيث كان يحتوي على قطع الجمبري التي قشرها ووضعها في طبقه الخاص."لقد قشرت الكثير من هذه القطع، لكن أنتِ أول من يحظى بها غيري."هل هذا تبرير؟ ولماذا يشرح لها؟لم تستطع سارة فهم مقصده، لكنها أجابت ببساطة:"أنا حقًا محظوظة."قال بشير، بابتسامة مغرورة:"ارتباطك بي كمن يثير عاصفة فوق مرقد أجدادك". كان بشير واثقًا بنفسه، بلا أي خجل أو خضوع.ومع أن سارة لم تفهم نواياه بالكامل، إلا أن الحوار أوضح سبب زواجه منها.قالت:"رجل كبير مثلك بإمكانه بسهولة اللعب والتلاعب بامرأة مثلي، فلا داعي لكل هذه التمثيليات."ثم وقفت سارة، ومشت خارج المطعم.كان ليلُ دولة القرن باردًا، وزال تمامًا ذلك الدفء الذي شعرت به فور نزولها من الطائرة.كان برد القلب أشرس من برد المدينة.زواج بشير منها مجرد انتقام، أو ربما أكثر من ذلك.كان يلعبها بطريقة راقية، يستطيع أن يمنحها أقصى درجات الحنان والاح
Read more

الفصل 45 هل يتلاعب بها؟

لم يرد بشير عليها، وكانت سارة تدرك تمامًا ما يعنيه ذلك.رغم ذلك، رفعت ساقها وتقدمت للجلوس مقابله. "بشير، أنت جئت بي لأراها، وأنا فعلاً أريد أن أراها الآن، أريد أن أعرف كيف حالها."كانت كلماتها مخلصة، وبدأت عيناها تدمعان قليلًا.كان في عينيها شعور مكبوت، مظلوم، وترقب طال انتظاره.قال بشير بهدوء: "نحن في منتصف الليل، هل تعتقدين أن هذا وقت مناسب لزيارة المريض؟" كانت جملته كافية لتخبرها أن لقاء ليان اليوم مستحيل.لكن حينما كانت في بلدها، بمجرد أن سألت، حملها على الطائرة فورًا.كان ذلك الرجل مختلفًا تمامًا عمن أمامها الآن، وإن لم يكن يعاني من اضطراب في الشخصية، فلا بد أنه يلعب بها، مثل قطة تمسك فأرًا لا تقتله بل تتلاعب به.كان الشعور سيئًا للغاية، رغم أنها لم ترَ ليان منذ سبع سنوات، وها هي الآن قريبة منها، لكنها غير قادرة على رؤيتها، كان ذلك يؤلم قلبها كما لو أنه يحترق.احمرّت جفونها، وكانت سارة ذات بشرة ناصعة البياض، شفافة تقريبًا تحت الضوء، مما جعل احمرار عينيها أكثر وضوحًا.كانت عيناها سوداوين، لكنهما تلمعان بالدموع من شدة الغضب، تنظر إليه وكأنها تبكي دون دموع حقيقية، وقالت: "بشير، حتى و
Read more

الفصل 46 هل ستأخذينني إلى عيادة الرجال

هل لا تعني ليلة الزواج الأولى أن يبيت معها؟وربما كان زواجه منها والنوم معها أحد وسائل انتقامه. وكما يقول المثل: "من جاء فلا يتردد"، وبما أنها تزوجته فقد أعدت نفسها لذلك، ولم تشعر بأي خجل أو إحراج.قالت: "لم أنسَ، هل سيد بشير سيفي بواجبه كزوج الليلة؟"هل هي التي ستنام معه وليس هو معها؟!منذ القدم، يُعتقد أن المرأة هي الخاسرة في العلاقة، وأن الرجل يستغلها.لكن سارة لا ترى الأمر هكذا، فهما يشتركان في الأمر، والمرأة تستمتع وتحصل على المتعة الجسدية والنفسية، فكيف تكون هي الخاسرة؟توقفت يد بشير التي كانت تستند على ذراع الأريكة فجأة، وعيونه العميقة كليل ضاقت قليلًا بسبب كلام سارة، قال: "هل تعيدين قولك الآن؟"عرفت سارة أنه سمعها جيدًا، لكنه شعر بأن كلامها قلب توقعاته.ربما لا توجد امرأة تجرؤ على قول شيء كهذا له.سألت بشجاعة: "هل هناك مشكلة في أن أسأل سيد بشير عن الليلة؟"ضحك بخفة واضحة ونقية وقال: "يبدو أنني ظلمت السيدة سارة البارحة؟"كان كلامه مليئًا بالسخرية، لكنها اعتادت عليه، فقالت: "كان السيد مشغولًا البارحة، وهذا مفهوم، وإذا أردت الراحة اليوم فلا بأس، فأنا..." توقفت عمدًا وأضافت: "في
Read more

الفصل 47 لا تطيقين النظر إلى وجهي

شعرت سارة بدوخة فجائية، وكان بشير فوقها، يضغط بجسده، يد تسند السرير، والأخرى تعبث بربطة عنقه، وعيناه السوداوان تراقبانها كصياد يتربص بفريسته.في تلك اللحظة، أدركت سارة الحقيقة؛ لم يكن يلعب معها، بل كان ينوي ابتلاعها.رغم أنها جهزت نفسها نفسيًا، إلا أن شعورًا عميقًا بالرفض والرعب ارتفع داخلها.لو كانت مجرد زوجة عادية، لكانت سلمت نفسها له.فهي قد قطعت ماضيها ومستعدة لبداية جديدة.لكن بشير ليس كذلك، فقد تزوجها من أجل الانتقام.وكانت كراهيته لها في نظرها ظلمًا غير مستحق.قالت له: "هل فكرت جيدًا، يا سيد بشير؟ ألا تخشى أن تخون ليان؟"ابتسم ابتسامة باردة، ورمى ربطة عنقه في زاوية السرير، ثم شد من طوق قميصه، كاشفًا عن عقدة عنقه الجذابة، وقال: "هل أنت خائفة لهذا السبب؟"عرفت سارة أن اللعب بالمشاعر أمامه لا يجدي، فقالت: "لا، أذكرك فقط كي لا تندم لاحقًا."قال وهو يبتسم ببرود: "هل سأندم؟ سنعرف عندما يحدث."نزلت يده على جانب وجهها، ومرر ظهر أصابِعِه بلطف، لكن ذلك اللطف جعل جسدها يتصلب.لم تتهرب، فهي من بدأت، وكانت تعتقد أن بشير يلعب معها لعبة نفسية.هذه المعركة النفسية، من يصمد فيها يربح.شعرت ببرود
Read more

الفصل 48 أنكمل أم لا؟

حين رنّ الهاتف، كانت ردة فعل سارة الفورية أن تمد يدها لإغلاقه، لكنها لم تكد تلمسه حتى سبقتها يد بشير الطويلة وضغط على زر الرد."سارة..." جاء صوت مراد من الطرف الآخر، مبحوحًا، منخفضًا، وكأنه كان قد شرب.لكن هذا الوقت لم يكن مناسبًا لأي مكالمة. حاولت سارة مجددًا إنهاءها، لكن شفتي بشير باغتتاها، أنفاسه الممزوج برائحة الصنوبر غمرتها، وهو يطبع قبلة قوية عليها.توقفت يدها في الهواء، واتسعت عيناها وهي تحدق في بشير، الذي كان يقبلها بسطوة، قبلة تسلب أنفاسها."سارة؟ تسمعينني؟ ماذا تفعلين؟" سأل مراد عبر الهاتف، وكأنّه التقط من صوتها ما لم يكن طبيعيًا، ما كان يعرفه جيدًا.حين استوعبت ما يحدث، أدركت سارة غاية بشير: لقد تعمد أن يجعل مراد يسمع.كان في ذلك إذلالًا لها، فرفعت يدها تدفعه.لكن كلما حاولت دفعه، زادت شراسة قبلته، وامتدت يده إلى خصرها..."مم..." خرج منها صوت خافت، مكبوت.طقطق- صوت إغلاق الضوء.وفجأة، غرق المكان في الظلام، لقد أطفأ بشير الضوء، ذلك الضوء الذي طلبت إطفاءه سابقًا. ولم يتبقَ إلا وهج شاشة الهاتف، يضيء الرقم وعداد المكالمة، وصوت مراد المنهار: "بشير... سأقتلك..."من الواضح أنه أدرك
Read more

الفصل 49 كيف سيواجهها؟

هل هي مستعدة بكل قلبها؟يبدو أن انتقام بشير لا يقتصر على امتلاك جسدها فقط، بل يريد قلبها أيضًا.هل هو واثق بنفسه بشكل مبالغ فيه، أم متغطرس إلى حد كبير؟غادر بشير، وترك الغرفة الواسعة لسارة وحدها، وكان الهواء بارد، حتى أن بشرتها المكشوفة شعرت بقشعريرة خفيفة. سحبت الغطاء لتدفئ نفسها.ما زال هاتفها يرن، فأغلقته فورًا."عذراً، الرقم الذي تحاول الاتصال به غير متاح حاليًا..."سمع مراد الصوت الآلي، ثم ألقى هاتفه بغضب.جلست نورة بهدوء، ترتشف من كأسها وكأنها متفرجة بعيدة عن جنون مراد."لم أتوقع أن تكون سارة بهذا الذكاء، بعد يومين فقط جعلت بشير مولعًا بها."صرخ مراد في وجهها وعيونه محمرة: "اصمتي!"ابتسمت نورة بثبات: "مراد، حتى لو لم أقل شيئًا، فقد سمعت. سارة الآن بين ذراعي بشير، لقد خسرتها تمامًا.""لا، هي لي، فقط تعاقبني..." هز مراد رأسه بعنف. "سأذهب إليها، وستعود لي حتمًا."كان في حالة سكر، يتمايل وهو يخرج، لكنه لم يخطُ بعيدًا حتى اصطدم بخزانة وسقط على السجادة.كان وجهه مليئًا بالجروح، والآن بدا محطمًا تمامًا. لم ترَ نورة هذا الجانب منه من قبل، حتى في أصعب أيامه، كان كالنبلاء.لكن سارة جعلته ي
Read more

الفصل 50 أخشى أن يخطفك أحدهم

حين نزلت سارة للطابق الثاني في صباح اليوم التالي، لم تجد سوى الخادمة، ولم ترَ بشير.لم يعد للمنزل ليلة البارحة، ولم تكن تعرف أين ذهب، ربما ذهب لمرافقة ليان.بعد ليلة من التفكير العميق، أدركت سارة الكثير، كانت صادقة مع نفسها فيما يخص ليان، أما من ظنّ بها سوءًا أو أراد أن يتصرف كيفما يشاء، فكل ما عليها هو مواجهته بصراحة.فالذي لم يرتكب ظلمًا لا يخشى طَرقَ الخوف على الباب."صباح الخير يا سيدتي." قالت الخادمة باحترام.ردت سارة: "صباح الخير!"ثم سألت بلا مبالاة: "أين بشير؟"كان هذا مكانه، ولم يكن لها أحد تعرفه هنا غيره، حتى وإن لم تكن راغبة في مصاحبته، لكن وجوده كان يمنحها شعورًا بالأمان.ربما بسبب غياب والديها منذ صغرها، كانت تعاني من نقص شديد في الأمان، فكل من عاملها بلطف كانت ترد له بكل ما تملك، لكن تجارب الحياة علمتها أن الأمان يجب أن تمنحه هي لنفسها، فالآخرون قد يسحبونه في أي لحظة.ومع ذلك، تبقى الحاجة المتجذرة في أعماقها تظهر بلا إرادة، كما حدث حين سألت عن بشير.ظهر فجأة بشير كما لو كان مزودًا بجهاز استشعار، قال وهو يقترب بثقة مرتديًا ملابس المنزل الرمادية، وشعره المبلل يتدلى على جبين
Read more
PREV
1
...
34567
...
10
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status