All Chapters of طرقنا تفترق بعد الزواج: Chapter 21 - Chapter 30

100 Chapters

الفصل 21 الحب الإلكتروني نادرًا ما ينتهي بخير

تحدث وكأنه شخص ضعيف لا يقدر على مواجهة أي عاصفة. كانت سارة تدرك تمامًا مدى قوة تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في هذا الزمن، فخبر سلبي واحد قد يهدم شركة عمرها مائة عام. فكرت به بهدوء: "حتى لو تزوجتني، سيظل الناس يتحدثون بسوء."أمسك بشير بيدها مرة أخرى وقال: "لا أريد أن أعيش تحت ألسنة الناس. الأنظار علينا كثيرة، وإذا لم تتزوجيني، سيظنون أنك ندمت وتريدين العودة إلى مراد."نفت سارة بسرعة: "أنا لم أندم."ابتسم بشير بخفة، وقال مطمئنًا: "إذن لا تقلقي، اتركي الأمر لي."ضغط على يدها بقوة أكبر، ونظر إلى الحضور بعينين سوداوتين تملؤهما الهيبة. لم ينطق بكلمة، لكن الجميع سكت، وصمتهم كان ثقيلًا، كأن الهواء في القاعة قد تجمد.عندما شعر الجميع بثقل وجوده، وكادوا يختنقون، قال أخيرًا: "أيها الأقارب والأصدقاء، أشكركم على حضور حفل زفافي اليوم. هذه هي المرة الأولى والوحيدة التي أتزوج فيها خلال حياتي التي دامت ثلاثين عامًا. المرأة التي بجانبي هي زوجتي، وهي الوحيدة التي أحببتها وسأظل أحبها طوال حياتي."تابع قائلًا: "كنت أحبها سِرًّا منذ زمن بعيد، وأنتم ترونني أمسك يدها اليوم، لكنكم لا تعلمون أنني انتظرت هذا ال
Read more

الفصل 22 أمسك عليك لسانك

أقامت عائلة راشد اليوم حفل زفاف على الطريقة التقليدية، وكانت سارة تحب هذا النوع من الزواجات في قلبها.سألها بشير: "حضرت لك أيضًا زي الزفاف التقليدي، هل تريدين تغييره وارتدائه؟"كانت سارة تعلم أن هذا الزواج كان خطأها، لكن بشير وكل عائلة راشد بذلوا جهدًا حقيقيًا للتحضير له.من مكان الحفل إلى تصوير الزفاف، وحتى الملابس المصممة خصيصًا لها، كلها كانت دليلًا واضحًا على ذلك.صعد بشير معها إلى الطابق العلوي، وهناك قابلوا فتاة رقيقة تبدو في السابعة عشرة أو الثامنة عشرة من عمرها.نادته الفتاة بـ"أخي"، لكن عينيها لم تفارقا سارة، وكانت عينان صافيتان تحملان حمرة خفيفة عند الأطراف، كأنها قد بكت للتو.كانت تلك هي بلقيس راشد، أخت بشير الصغيرة، الأميرة الصغيرة للعائلة، وهي معلومة معروفة للجميع، ولم ترها سارة من قبل، لكنها أدركت أنها هي.سألها بشير بصوت لطيف: "إلى أين تذهبين؟"أجابت بلقيس: "أريد الذهاب لرؤية والديّ بالخارج،" لكنها لم تزل تنظر إلى سارة.قال بشير وهو ينظر إلى سارة: "اذهبي لتبديل زي الزفاف، سنذهب لاحقًا."وأضاف بحنان: "هذه بلقيس، أختي الصغرى."هزّت سارة رأسها بخفة، وتقدمت لتحية بلقيس: "بلق
Read more

الفصل 23 أنتِ من أريد

كان بشير واقفًا عند النافذة، جسده مشدود، وظلّه المسقط من نور الشمس بدا كخط فاصل بين عالمين؛ أحدهما ينبض بالفرح والصخب، والآخر يلوذ بالصمت والسكينة.صدر صوت من خلفه وقال:"بشير، ذاك الذي يُدعى مراد، لا يزال خارج الفيلا، هل نطرده؟"حدّق بشير إلى الرجل الملطخ وجهه بالدماء، الواقِف على بُعد عشرات الأمتار، وقال:"لا داعي، دعه يشهد كل شيء بعينيه، ليموت قلبه تمامًا."أومأ سامي عيد بخفة، وقال:"لطالما أجدت القتل النفسي ببراعة."اختفت الرقة التي كان يُعامل بها سارة عن وجه بشير، وغشّت عينيه الحادتين هالة من برودٍ صامت."هل قال الضيوف شيئًا؟"أجاب سامي:"لقد قلت كلمتك قبل قليل، من يجرؤ أن يتكلم؟ لكن السكوت لا يمنع الناس من أن يتحدثوا في الخفاء."ثم عبس قليلًا، وقال:"بشير، ما فعله مراد قبل قليل، عليك أن تستعد لما سيترتب عليه."لم يرد بشير، ولم يتحرك، كأن الزمن تجمّد، مثل فيلم توقف فجأة عن البث.قرص سامي نفسه وقال:"بشير، أخبرني، أي نوع من النساء لا تستطيع الحصول عليه؟ لماذا هي بالذات؟ وما فعلته اليوم يعني أنك أصبحت في مواجهة مباشرة مع مراد."ظل بشير صامتًا، مما يعني أنه لا يحب سماع مثل هذا الكلام
Read more

الفصل 24 ما الذي عانته فعلاً؟

"هل أنتِ حزينة؟"كانت تلك لحظة غفلة عابرة من سارة، لكنها لم تمر على حدة ملاحظة بشير؛ رصدها بدقّة كعادته.هزّت رأسها بخفّة، وحدّقت في ذلك الرجل الذي بدا غريبًا وأليفًا في ذات الوقت، رجل يشع من هيئته علوٌّ وسُمُوّ، حتى خصلات شعره توحي بهيبةٍ فطرية؛ رجل لا يبدو أن أحدًا يمكنه أن يرقى للوقوف بجانبه.ومع ذلك، كانت هي واقفة بجانبه، عن طريق الخطأ، بلقيس لم تكن الوحيدة التي لم تتقبّل ذلك، حتى سارة نفسها شعرت بأن ما يجري لا يتسق مع المنطق.لكن، لحسن الحظ، كل ما يجري ليس حقيقيًا.أبعدت نظرها، تنهدت بخفة، وقالت: "لا، نحن لسنا حقيقيين، ولن أهتم بما تفكر به أختك."لمع شيءٌ ما في عيني بشير، وقال بنبرة هادئة: "لنذهب، وإلا سنفوت الوقت المناسب."كانت مراسم الزفاف بسيطة، وخلالها لم يفلت بشير يدها، وكأنه يمدّها بالأمان بطريقته الخاصة، فكلّ ما يحيط بها اليوم، من أشخاص ومواقف، كان غريبًا عنها باستثناء جدّتها."سارة، أنتِ جميلة جدًا، وستكونين سعيدة بالتأكيد..." لم تكرر جدّتها سوى هذه العبارة، لأنها كانت أهم ما ترغب في قوله."بشير، اعتنِ بسارة جيدًا من الآن فصاعدًا، فهي أصبحت جزءًا من حياتك،" قالتها والدة بش
Read more

الفصل 25 لا وضوح بعد الآن... فقط رماد

"هل تتذكر المرة الأولى التي أحضرتِ فيها سارة إلى منزلك؟" جاء صوت نادر بجانبه.لم يرفع مراد رأسه، فأعاد نادر صياغة السؤال بصورة أوسع: "هل تتذكر تلك السنة؟ هل تعرف ما الذي عانته سارة في ذلك العام؟"دفعت تلك الكلمات مراد ببطء إلى رفع رأسه، وجهه مغطى بالدماء، وعيناه حمراوان مشحونتان بغضب متأجج.لم يكن يعرف، ولم يسأل، ولم تخبره سارة قط.نادر، الذي عرف مراد منذ سنوات، لم يرَ له هذا المظهر المنهار من قبل، فسأله:"هل تريد أن تذهب إلى المستشفى أولًا؟"بصوت خافت ومبحوح، قال مراد:"ما الذي حدث بالضبط؟"تبادل الاثنان النظرات لثوان، ثم بدأ نادر يتحدث بصوته المألوف المفعم بالقوة والتأثير:"أنت تعلم أنها بطلة أولمبية، لكنك لا تعلم أن ذلك العام كان نهاية مسيرتها الرياضية. عندما التقت بها، كانت تمرُّ بأظلمِ لحظاتِ حياتِها."تنفس مراد بعمق وضغط يد نادر بقوة:"كفى كلامًا فارغًا، قل لي الحقيقة كاملةً".ترك نادر يده وتردد قليلاً، ثم قال بهدوء:"لو كنت تحبها بصدق، لما احتجت أن أخبرك، كنت لتعرف بنفسك".تساءل مراد بصمت: هل هو لا يحبها حقًا؟وأضاف:"من تعتقد أنك حتى تحكم علي؟ ماذا عانت هي حقًا؟"ومرت أمام عيني
Read more

الفصل 26 لا يتعدى كونه مقارنة عابرة بسارة

في قاعة حفل زفاف عائلة سعيد، كان الضيوف منهمكون في الحديث بصوت منخفض أو يتابعون حفل زفاف سارة وبشير عبر هواتفهم.قال أحدهم: "عائلة راشد فعلًا سخية جدًا، فقط مراسم التقبيل والركوع والهدايا النقدية تتجاوز من مئة إلى مائة وتسعين مليون، أليس كذلك؟"أضاف أحدٌ آخر: "هذا ليس كل شيء، المهم هو مكانة عائلة راشد. السيد راشد قال إن سارة نزلت من مكانتها لتتزوج هنا. هل 90 سبق أن رأيت فتاة من عائلة مرموقة تُعامل هكذا عند دخولها إلى عائلة راشد؟ حتى زوجة الابن الأكبر لعائلة راشد تزوّج ابنة أغنى رجل في العالم، لم تحظَ بهكذا تقدير."أضاف ثالث: "لا بد أن سارة أضاءت شمعة الحظ لأجيال كثيرة حتى تحصل على هذه النعمة."رد رابع: "الأمر ليس هدية فقط، بل بفضل نفسها. عائلة راشد، تلك العائلة الكبيرة، ليست بحاجة إلى المال، بل إلى الهيبة. وهي بطلة عالمية، وهذا الشرف لا يُشترى بالمال. وجود عروس مثلها يعزز مكانتهم كثيرًا."ثم قال آخر: "لكنني لم أتوقع أن سارة تعمل بهدوء وتنجز كل هذا، لم أكن أتوقع أن أن تكون على علاقة ببشير، الابن الثاني لعائلة راشد، كنت أعتقد أنها معجبة بمراد."تابعوا: "كان مراد بالتأكيد يحاول انتزاع الز
Read more

الفصل 27 كان أعمى البصيرة حينها

كانت نورة تضغط على راحة يدها بأظافرها المطلية بعناية، وهمست بصوت خافت:"حين نركع بعد قليل، أمك ما زالت تدين لي بهدية التغيير بالاسم."كلماتها كانت تحمل في طياتها أكثر من معنى، تلميح مباشر لمراد كي لا يضعها في موقف مُهين.هي لم تكن تسعى فقط لعقد القِران، بل أرادت كل ما يليق بها من احترام وهيبة.لم يكن مسموحًا لها أن تنهزم أمام سارة بشكل يُذلّها، حتى لو كانت تعلم جيدًا أن منافستها أصبحت في موقع أعلى؛ فالرجل الذي ارتبطت به سارة يتجاوز بكثير مكانة الرجل الذي يقف الآن أمامها.لطالما قيل عن بشير أنه زاهد في النساء، حتى إن البعض جزم بأنه سيبقى أعزبًا مدى الحياة، لكنه قلب كل التوقعات وتزوج بالمرأة الوحيدة التي لن تغفر لها.كان مراد يحدّق في هذه المرأة التي تحمل وجهًا بريئًا، لكنها لا تتردد في إطلاق أكثر الكلمات قسوة.في تلك اللحظة، استوعب كم كان أعمى حين ظنها يومًا ما طاهرة ونقية.ندمه لم يكن له حدود، خاصةً لأنه، ومن أجل الانتقام، اتخذ قرارًا أحمقًا كلّفه خسارة المرأة التي أحب.قال لها بنبرة حاسمة: "حسنًا!"فهم ما ترمي إليه، وقد قررت هي خوض هذا الزواج، لذا منحها ما أرادت، لكنه في المقابل، لم ي
Read more

الفصل 28 هكذا تؤكل معكرونة المحبة

مع انقضاء صخب النهار، بدا الليل أكثر وحدةً وسكونًا.كانت عينا سارة محمرتين، ولا يزال صدى كلمات جدتها لحظة عودتها إلى مركز العلاج يتردد في أذنيها:"سارة، لقد نلتِ السعادة، والآن يمكنني أن أطمئن أمك حين ألقاها."هي لا تريد لجدتها أن تموت وفي قلبها حسرة، كما أن الجدة لم ترد لابنتها في العالم الآخر أن تبقى قلقة.سارة لم تكن تعرف من هو والدها.في صغرها، سألت جدتها مرة، فكان الرد: "لقد مات."هاتان الكلمتان جعلاها تدرك أن والدها لم يكن ميتًا، بل لم يكن موجودًا في حياة جدتها من الأساس.ومنذ ذلك الحين، لم تسأل مجددًا، واعتبرت أن والدها مات فعلًا.في حياتها، لم يكن لها سوى أم لا تذكر ملامحها، وجدتها فقط."سيدتي." جاء صوت طرقٍ على الباب من الخارج.مسحت سارة دموعها بسرعة وقالت: "ادخلي."دخلت الخادمة وهي تحمل صينية حمراء، عليها وعاء من المعكرونة وزوج من عيدان الطعام الحمر:"سيدتي، هذه معكرونة المحبة."هذا تقليد قديم، حيث يأكل الزوجان "معكرونة المحبة"، لتكون حياتهما منسجمة ومتحدة حتى المشيب."شكرًا، أتعبتكِ"، قالت سارة وهي تضع ظرفًا أحمر في الصينية.غادرت الخادمة، ودخل بشير.مرت عيناه الهادئتان على
Read more

الفصل 29 المهم أنك تتدارك الأمر لاحقًا

قدّم القدر ما طال انتظاره، فكل ما هو مكتوب سيأتي لا محالة.كانت سارة مستعدة، رغم أن قلبها كان ينبض بسرعة، لكنها حاولت أن تهدّئه.بشير تزوجها، وحقق أمنية جدتها، ومنحها الكرامة التي كانت تفتقدها. وبسبب هذا، لم تعد ترى فيه شيئًا مرفوضًا.كانت في الماضي تعتقد أن الصداقة أغلى من كل شيء، لكن تلك الفكرة تحطّمت، فالناس فهموا طيبتها بشكل خاطئ، وأساءوا لها.مراد علّمها درسًا قاسيًا: من الأفضل أن تصدق بوجود الأشباح على أن تصدق الرجال.والآن، لا صداقة لديها، ولا حب، فقط واقعها الحالي، وهذا كافٍ بالنسبة لها.أو ربما، يكفي أن تعيش كل لحظة بلحظتها.ما حدث قبل سبع سنوات علّمها أن لا أحد يعرف أيّهما سيأتي أولًا: الغد أم ترتيبات القدر؟ولذلك، لم تعد تفكر كثيرًا في المستقبل، ولا ترغب في أن تقلق نفسها.وإن كان بشير يريدها، فلتمنحه نفسها، دون أي تردد.خرج بشير من الحمام، في الوقت الذي كانت سارة قد أنهت فيه صحن المعكرونة، ولم تترك حتى قطرة من المرقة.قال ضاحكًا: "أول يوم لك في بيت عائلة راشد، وها أنت جائعة. يبدو أنني زوج غير كفء."كان شعره لا يزال مبللًا، ويرتدي عباءة سوداء للنوم، أما بشرته البيضاء فبدت ناص
Read more

الفصل 30 لنفعل شيئًا يساعد على النوم

حينما خرجت سارة من الحمام، كان بشير يتكئ على سريره نصف جالس، يقرأ كتابًا، وقد وضع نظارات طبية بلا إطار على أنفه، فخفّفت العدسات الدقيقة من حدة ملامحه القوية.ومع ذلك، ظلّ قلب سارة ينبض بسرعة تفوق طاقتها.كانت مستعدة لكل شيء، لكن الاستعداد شيء، والقيام به شيء مختلف تمامًا، خاصة وأن مثل هذا الأمر لا يمكن أن تبدأ به هي بنفسها.رفع بشير عينيه نحوها وقال بهدوء:"هل تنوين الوقوف هناك طوال الليل؟"كانت ترتدي البيجاما التي أُعدّت لها في هذا المكان، لم تكن مثيرةً للغاية، لكنها من الحرير، بأكتاف مكشوفة وظهر عارٍ، وعندما نظر إليها، شعرت بأن بشرتها المكشوفة تشتعل.أخفضت سارة عينيها متجنبة النظر إليه، ثم سارعت للدخول إلى الغرفة، ومرّت بجانب السرير لتصعد من الجهة الأخرى.على الرغم من نعومة جسدها وخفته، غاص السرير الكبير قليلًا تحت وزنها، حتى أن الكتاب في يده تحرك.استلقت سارة على طرف السرير، مغطية نفسها بحافة الغطاء، وكانت المسافة بينها وبين بشير كأن نصف الأرض يفصل بينهما.لم يتكلم، ولم يحرك ساكنًا، استمر فقط في قراءة كتابه بتركيز.لم تعرف إذا كانت تستلقي أو تقلّده وتبحث عن كتاب، لكنها لم تجد شيئًا
Read more
PREV
123456
...
10
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status