All Chapters of طرقنا تفترق بعد الزواج: Chapter 61 - Chapter 70

100 Chapters

الفصل 61 هل بينهما عداء؟

"لماذا أنت وحدك؟ وأين زوجتك؟"استند بشير على المقعد، لا يزال يتخذ وضعه الكسول المعتاد، جلسته مريحة ونبرته هادئة. مع ذلك، لم تبدُ تصرفاته غريبة في هذا المطعم الفاخر.قال أمجد، جالسًا بشكل مرتب جدًا، ويداه موضوعة فوق الطاولة بطريقة منظمة على عكس بشير تمامًا:"هي ليست هنا، وأنت تعلم ذلك جيدًا."رفع بشير حاجبيه بخفة وقال: "أخشى أنك كزوجها لا تعرف أين هي؟"هذه الكلمات... أليست وكأنها تطعن في الصميم؟وهي موجودة أيضًا، فكيف لا يكترث لمشاعر الآخرين على الإطلاق، حتى لو كان أخاه؟نظرت سارة برأس مائل إلى أمجد، ورغم أن وجهه لا يظهر شيئًا، إلا أن العبوس بين حاجبيه كان أشد.قال أمجد محاولًا تخفيف الحرج: "احفظ لي بعض الكرامة أيضًا أمام زوجتك."شعرت سارة ببعض الإحراج، وكادت تخدش قدم بشير تحت الطاولة.التقط بشير النظرة ونظر إليها بعينيه السوداوين التي بدت كدوامة تجذبها، فسرعت بتحويل نظرها وسحبت ساقها إلى مكانها.قال أمجد: "سارة، بشير، هذا هدية الزواج مني."كانت سارة على وشك الرفض بأدب، لكن بشير تدخل وقال بسخرية: "ما هذه الهدايا؟ كأنها هدايا للعشاق!"كادت سارة تضربه بركلة، كيف له أن يقول ذلك؟قال أمجد ب
Read more

الفصل 62 إنه أكثر قبولًا منك

"ما بك؟ هل بدأتِ تشعرين بالشفقة؟"بشير لا يُنتظر منه كلام حسن.قالت سارة كما شعرت: "لقد تماديتَ.""هل قلتِ كلامًا طيبًا لنورة من قبل؟"سألها بشير فجأة.العلاقة بينها وبين نورة واضحة، وسؤال بشير معناه مفهوم، فكلماتها علقت في حلقها.أيعقل أن الشقيقين بشير وأمجد يحبان نفس المرأة؟تذكرت سؤاله لأمجد في بداية اللقاء عن زوجة الأخ، فتعمّقت نظراتها إليه.لكن الأمر لا يبدو هكذا، أليس هو من يكنّ مشاعر لليان؟كيف أصبحت زوجة أخيه ضمن القصة؟أم أن أمجد نفسه لديه مشاعر نحو ليان؟شعرت سارة أن العلاقة بدأت تتشابك، أرادت أن تستوضح، لكنها أدركت أن فضولها قد يوقعها فيما لا يعنيها، فآثرت الصمت."هل تحبين نوع أخي؟"بشير لا يترك فرصة تمر دون أن يفاجئها بسؤال صادم.لم تفهم سارة من أين استنتج ذلك، لم تتبادل مع أمجد أكثر من ثلاث جُمل."لا أقول إنني أحببته، لكنه بالتأكيد أكثر قبولًا منك."قالت الحقيقة كما هي، على الأقل، حديث أمجد مريح.ابتسم بشير ابتسامة متهكمة: "يعني لا تزالين معجبة به."هو بارع في ليّ الكلام، سارة لم تعد تكترث للرد، حبها من عدمه لا يعنيه.لم تواصل الحديث، فالكلام معه متعب."أين رأيته جذّابًا؟
Read more

الفصل 63 الجواب واحد فقط

كان أسلوبه في السؤال ناعمًا جدًا، لكن النفس الذي يزفره قوي وسيطرته واضحة.هذا الرجل تأثر الليلة، ليس فقط لأنها مدحت أمجد، بل منذ اللحظة التي رأى فيها أمجد."حسنًا!" وافقت سارة بسرعة.كان داخله صراع من مشاعر متضاربة، وكلما رفضته أكثر، ازداد إصرارًا. أدركت أن الأفضل أن تملي عليه الأمور.بعد أن قالت ذلك، رفعت أصابعها ودفعته جانبًا، لكن لم تلبث أن اقترب منها مرة أخرى، واضعًا كتفه فوقها، وقال بكلمتين:"لا تتكلمي."أغلق بشير عينيه، وظنت سارة أنه يريد أن يستريح، لكن مع تزايد ثقله على كتفها، غلبه النوم حقًا.يا لهذا الرجل، لماذا لا ينام إلا مستندًا على كتف أحد؟هل هو بلا أمان؟شعرت بالضيق من هذا الضغط، لكنها لم تحرك نفسها، نظرت إليه بجانب عينيها، عظمة أنفه مرتفعة، رموشه كثيفة وطويلة، تحت عينيه خط جميل وكأنه مرسوم بعناية.هذه الوجه، في أي وقت ومن أي زاوية، يبقى مثاليًّا بلا عيوب.لو سألوها عن "ما الجيد فيه؟" سيكون جوابها واضحًا: مظهره فقط.بشير يشبه أمجد كثيرًا، لكن بسبب اختلاف الطباع، يبقى أقل منه.لكن فمه...وقعت عين سارة على شفتيه، كانت نصف مفتوحة، رغم أنه نائم ولا يغلقهما، ربما لسانه الساخر
Read more

الفصل 64 إشارة التعافي تزداد وضوحًا

"هذه زوجتي!" قدّم بشير الطبيب إلى سارة أولًا.أومأ الطبيب لها باحترام، فردّت سارة التحية بالمثل.قال بشير للطبيب: "أدخلونا."أشار الطبيب بإيماءة دعوة، لكن بشير لم يتبعه مباشرة، بل مد يده نحو سارة.ارتبكت سارة من تصرفه المفاجئ، لكنها ما كان أمامها سوى الدخول، فهي ليست مريضة ولا تحتاج للطبيب.أعطت يدها له، وكأن هذا الفعل أصبح طبيعيًا بينهما.بينما كان بشير يمسك بيدها ويمشي بها، صاحبهم الكلب الذي كان السائق يراقبه بدأ ينبح مجددًا.نظرت سارة جانبًا لترى كلبًا بنيًا ضخمًا جدًا.لم تعرف نوعه، لكنه كان مخيفًا بعض الشيء."خائفة من الكلاب؟" لاحظ بشير توترها."لست خائفة، لكنه ضخم جدًا، لم أرَ مثله من قبل."قالت ذلك وقد رغبت في أن تتجاهل الأمر."سأعرفك على أكبر منه لاحقًا." قال بشير مبتسمًا.تمنت سارة لو أنه يكف عن المزاح، فهي قد تخاف أكثر!وهذا المكان إن كان مستشفى، لا يمكن أن يُسمح بوجود كلب، فكيف إذن؟دخلت سارة إلى البيت الخشبي، لم يكن مختلفًا عن بيت عادي، به أريكة وأثاث، لكنه أنيق وذو طابع تقليدي ممزوج بذوق غربي، يشبه إلى حد ما منزل بشير نفسه.يبدو أن هذا منزل آخر له، لكن لماذا يصطحب معه طبيب
Read more

الفصل 65 كأن الزمان توقف

"تفضلي، سيدتي."فتح الطبيب الباب، وشعرت سارة بأنفاسها تتوقف، تقف عند العتبة وتُحدق بالداخل.سطع سرير كبير في وسط الغرفة، ومن زاوية النظر، بدا كأن شخصًا يرقد عليه بهيئة شحيحة، غير واضحة تمامًا. لكنها أيضًا لم تَحِد عن يقينها — كانت ليان، الشخص الذي لم تره منذ سبع سنوات.التوتر في العودة إلى هذا المكان، بهذه الطريقة، كان قاسيًا عليها بشكل لا يوصف. ورغم أنها تاقت لرؤيتها مرارًا، إلا أن رؤيتها الآن تزرع الخوف بدل الفرح. لماذا؟ لا تُجيب عن سؤالها.وقف الطبيب باحترام إلى جانبها، ينتظر بصبر.بعد نحو دقيقة، استجمعت سارة شجاعتها واستنشقت نفسًا عميقًا، لكنها لم تتقدم نحو السرير مباشرة، بل استدارَت نحو الطبيب وسألته: "هل علي الانتباه لشيء؟"ابتسم لها بلطفٍ، وقال: "لا، فقط كوني بجانبها كما لو أنها نائمة. يمكنكِ التحدث، أو حتى مكاشفة يدٍ بلطف."أومأت سارة برأسها، ثم دخلت. أغلق الطبيب الباب وراءها برفق.لم تشعر يومًا أن ساقيها كانتا بهذا الثقل. خطواتها نحو السرير، رغم قصر المسافة، بدت وكأنها تستغرق عمرًا كاملًا.وحين وقفت بجانبه، أحست أن الزمن توقف — كأنها عادت إلى ما قبل سبع سنوات، حين كانت ليان بخ
Read more

الفصل 66 شعور سيء، كأنك قطعة على رقعة الشطرنج

"نبض الآنسة ليان بدأ يتغير، يتسارع..."لاحظ الطبيب هذا التغير، وارتاحت ملامحه بعدما تأكد من توقعه.ألقى بشير نظرة هادئة على شاشة مراقبة القلب، ثم وجه نظره إلى الشاشة الكبيرة حيث كانت سارة تهمس في أذن ليان، واضحة هي كلماتها التي تحفز ليان على الاستجابة.لكن ما الذي قالتْه؟ ولماذا كانت تهمس حتى لا يسمعها الآخرون؟رفع بشير يده التي كانت ترتكز على ذراع الأريكة، وفرك صدغيه قائلًا: "في هذه الحالة، متى من الممكن أن تستيقظ بسرعة؟"أجاب الطبيب بحذر: "حاليًا، وضع ليان يسمح لها بالاستيقاظ، لكن المدة الزمنية غير محددة، ولا أستطيع تقديم جواب دقيق."الطبيب يُدعى لؤي حازم، أستاذ الطب المتكامل بين الغربي والصيني، وطبيب ليان الخاص، ليس فقط لأن بشير يدفع جيدًا، بل لأن أبحاثه تعتمد على حالة ليان كدراسة سريرية.رد بشير بصوت قصير يدل على عدم رضاه.قال لؤي: "سيد بشير، ليان حاليًا تستجيب بشكل قوي للمؤثرات الخارجية، خاصة من السيدة سارة. نأمل أن تبقى سارة لتتحدث معها أكثر وتتفاعل معها."سأل بشير مباشرة: "تريد أن تساعدك زوجتي في ذلك؟"انحنى الطبيب قليلاً وأجاب: "هذه هي أفضل وسيلة لتسريع استيقاظها."عاد بشير ينظ
Read more

الفصل 67 سارة، أنتِ جميلة جدًا

كان يجلس في الخارج، ومع ذلك يعرف تمامًا ما يجري داخل الغرفة.هي كانت تحت المراقبة.ذلك يعني أنه لا يثق بها، أو أنه يخشى أن تؤذى ليان.وبشير، بطبيعته، لا يخفي ذلك، يفعل ما يريد ويقول ما يريد، لا يتكلف ولا يوارب.وسارة لم تشعر بالضيق، فقد كانت تدرك جيدًا سبب زواجه منها.قالت: "كنت أتحدث معها عن أسرارنا الصغيرة."أعطته إجابة، لكنها لم تكن إجابة فعلًا.مرت في عيني بشير لمحة ابتسامة خفيفة بالكاد تُلحظ.بدأت سارة تتصرف أمامه بطبيعية أكبر، وكأنها أصبحت أكثر تحررًا.قال بنبرة مهتمة: "يبدو أن أسراركما فعّالة جدًا."وبما أنها لم تجبه قبل قليل، فهذا كان دليلًا واضحًا على أنها لا تنوي إخباره بشيء.لذا تجاوزت الأمر وسألته مباشرة:"يعني هذا أنك وافقت أن أبقى؟"رغم أن أهدافه باتت واضحة، لم تكن سارة واثقة من أنه سيتركها هنا.فهو شخص مليء بالمراوغة، تصرفاته غير متوقعة، ويفعل دائمًا ما يحلو له.قال: "ألم تقولي إنك سترجعين غدًا؟"كانت سارة قد قالت ذلك فقط لاختباره؛ لم تكن قد حجزت تذكرة بعد، ولا تظن أنه يجهل ذلك.هو يعرف تفاصيلها تمامًا، فما بالك بتذكرة سفر؟كان فقط يناور بالكلمات، لكنها قررت أن ترد عليه
Read more

الفصل 68 هذا الرجل عاطفي ووفِي

اندهشت سارة، لم تتوقع أن يفهم بشير سبب بقائها بهذه الطريقة المغلوطة.كم هو مريض بالشك والقلق؟وهي ترى جدية تعبيره، مرت أمام ذهنها كلمات قالها لها ذلك اليوم على العشب، وفهمت فجأة من أين جاءت شكوكه.يقال إن النساء حساسات، لكنه هذا الرجل يفوق النساء في ذلك.لم تذعر سارة ولم تشتت ذهنها، رفعت ذراعها الرقيقة ببطء وسندتها بلطف على عنق بشير، وجذبته نحوها قليلًا.قالت: "سيد بشير، اطمئن، قبل أن تقول إن الأمر انتهى، لن أفعل أي شيء يضر بك."كانت يدها ناعمة، وكلماتها رقيقة، فتلاشى الاستياء في قلبه، واقترب من الشامة عند أذنها وهمس: "طيب!"كانت تلك الكلمة تعني أنه قد رضِي عنها وقبل بقاءها.سحبت يدها وأعادها إلى مكانها، ثم وقف بشير قائلًا: "لنذهب."رغم سماحه لها بالبقاء، إلا أن ذلك لا يعني أنها تقيم هنا؛ فلكلٍّ منهما موضعه الخاص، وهذا المكان تحديدًا يعود لليان.أعادهما السائق، وقد خيّم الصمت على الطريق طوال الرحلة، لكن بشير، هذه المرة، لم يغمض عينيه. كان منشغلًا بهاتفه، يكتب أو يبعث برسائل، كما بدا.كانت سارة يقظة، تحدّق بصمت في العالم خلف النافذة.قطع الصمت صوت بشير قرب المنزل:"هل تستخدمين الفيس بوك
Read more

الفصل 69 هل ما زلت تريدين اللحم

الكلام كان واضحًا.هز بشير رأسه بلا مبالاة، وسأل: "وماذا يجول في قلبك؟"زالت ملامح الخداع عن وجهها، لكن القلب لا يكذب.أدركت سارة أن بشير يريد أن يفهم أمر الفيسبوك الذي تحاول إخفاءه، لكنها لم تستطع.فقررت أن تواجهه، تخفف ثقل الذنب، وقالت: "بشير، اسأل مباشرة ما تريد."دخلت السيارة طريقًا مظلمًا، أضواء المباني اختفت، وبقيت لمبات الشارع، فخفّ النور وزاد الشعور بالثقل.تساءل بشير: "ما هي الأسرار المخفية على فيسبوك؟"ردّت مترددة وكأنها على شفا الألم: "بشير..."قالا معًا في آنٍ واحد: "لماذا حذفت التطبيق؟"ابتلعت سارة ريقها الجاف وقالت: "لم أعد أحتاجه."أومأ بشير برأسه مكتفيًا بكلمة "فهمت"، لكنها شعرت بتوترٍ خفي في أعماقها، إذ كان يعلم أكثر مما قال.ثم بدأ بصوت بطيء ومتعمد، كأنه يختبر صبرها: "في النهاية..."كانت تنتظر ما سيأتي بعد ذلك، لكن الكلمات تأخرت، فتعمق الصمت في السيارة وكأن الهواء أصبح خفيفًا.فجأة، أمسك بشير يدها التي كانت تمسك هاتفها، فارتجفت أكثر.نظر إليها بعينين غارقتين في ظلمة الليل، وقال بهدوء: "في النهاية، أنتِ... قد أمسكت بي."توقفت سارة للحظة، متفاجأة من فهمه الخاطئ، فهل ظن
Read more

الفصل 70 هل تظنين نفسك حقًا ابنة العائلة الكبرى؟

في ظلال السيارة المظلمة، التفتت نورة نحو مراد، الألم ظاهر في عينيها، تساءلت بصوت منخفض يكاد يكون همسًا:"مراد، كم مرة يجب أن يموت قلبك، قبل أن تُسلِم وتترك الأمر؟"في اليومين الماضيين، لم يقترب مراد من سارة، لكنه لم يبتعد عنها أيضًا، ظل يتتبعها بصمت، ونورة كانت بجانبه طوال الوقت.رأت بعينيها كيف ينهار كلما رأى سارة وبشير في مشهد من الودّ، كيف يشتعل فيه الألم، وكيف تخنقه الغيرة.كانت في البداية تغار، لكن مع الوقت أصبحت مشاعرها باهتة، وحتى الغيرة تلاشت، واستبدلتها بشفقة صامتة.انفجر مراد بنبرة حادة:"اسكتي!"كانت صور سارة بين ذراعي بشير تحاصره، كيف كانت تلتف بذراعيها حول عنقه...كان يظن أن ما يجري مجرد تمثيل، لكن هذا الظن بدأ يتهاوى من الداخل.أرخى رأسه على المقعد، وأغمض عينيه، وانهارت ملامحه في صمتٍ ثقيل.تذكرت نورة المكالمة التي تلقاها من والدها بعد الظهر، حيث قال:"أنا الآن أطلقك، وسارة لن تعود إلى جانبك، فهل ستفيق أخيرًا؟"كأن تلك الكلمات اخترقت عيني مراد، فتح عينيه فجأة، وبدت الأوعية الدموية حمراء وكأنها تنزف، ونظراته تجاه نورة كانت وكأنها تلتهمها.شعرت نورة بقشعريرة غريبة لكنها لم
Read more
PREV
1
...
5678910
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status