All Chapters of طرقنا تفترق بعد الزواج: Chapter 71 - Chapter 80

100 Chapters

الفصل 71 رأيت ما لا ينبغي لي رؤيته

استيقظت سارة لتجد نفسها في حضن بشير.حملها في الليلة الماضية إلى الغرفة، ترك هاتفه قليلًا، ثم عاد فنام بجانبها بعد أن استحمت.كانا زوجين فقط على الورق، لكن في هذه اللحظة، بدا الأمر مختلفًا، وكأنهما حقًا معًا. سمعته يقول بصوت هادئ مازح: "زوجتي تحب فعلًا الاحتضان."ربما لأن فقدان والديها في الصغر ترك فراغًا عميقًا، كانت تلهث خلف الأمان أينما وجدت.لطالما اعتادت النوم وهي تحضن دمية، ودبها الكبير الذي يرافقها حتى الآن، ليمنحها شعورًا بالطمأنينة وسط عالم متقلب.في تلك الليلة، كان هو الدب الذي احتاجت إليه لتشعر بالأمان.لكن لم تكن لتقول ذلك، فهي لا تريد أن تثير المشاكل في الصباح الباكر، فقالت: "بشير، من الآن فصاعدًا إذا نمت على السرير فلتذهب أنت للنوم على الأريكة، أو سأنام أنا على الأريكة."وقفت من السرير، وفي لحظة تذكرت شيئًا، نظرت إلى هاتفها لترى الوقت ثم نظرت إليه: "أليس من المفترض أن تسافر اليوم؟ لماذا لم تذهب بعد؟""هل تريدين إبعادي؟" قال بشير بطريقة تحمل معانٍ أخرى.كانت تعرف أن عودته سيرًا على الأقدام مستحيلة، فهو لا بد أن يسافر بالطائرة، والوقت الآن متأخر بوضوح."هل يعني أنك لن تذهب
Read more

الفصل 72 علامة هلال على راحة اليد

عندما نزلت سارة إلى الطابق السفلي، كان أمجد جالسًا على الأريكة.يرتدي بدلة رمادية داكنة وقميصًا أزرق ملكي، يجلس بانضباط وأناقة، بعكس بشير الذي يبدو دائمًا وكأن جسده لا يحمل هيكلًا ثابتًا.من الغريب كيف يمكن لأب وأم أن ينجبا ولدين مختلفين إلى هذا الحد.الوراثة، على ما يبدو، لا تكتفي بالتبدّل، بل قد تمسخ الملامح تمامًا.لم يخطر ببال سارة أن أمجد سيأتي لزيارتها، ففوجئت وقالت: "أخي الكبير... "ابتسم لها وهو ينهض بأدب: "سارة، آمل أني لم أزعجك."ردّت بلطف وهي تشير له بالجلوس: "لا، تفضل بالجلوس يا أخي."جلس أمجد ودفع بصندوق صغير كان موضوعًا على الطاولة باتجاهها: "أحضرت لك بعض الحلوى المحلية، جربيها."رجلٌ مهذب ودقيق في التفاصيل، مما جعل سارة تزداد له احترامًا.قالت بامتنان: "شكرًا، يا أخي."تابع معتذرًا بلطف: "سمعت من الخادمة أن بشير خرج. أرجو المعذرة، لم أُنسق معه مسبقًا."كانت سارة قد علمت للتو أن بشير غادر، ولم يكن من الصعب تخمين وجهته.فقالت بهدوء: "يمكنك انتظاره إن أردت، أعتقد أنه سيعود قريبًا."رغم أنها تحمل اسم عائلته رسميًا، إلا أنها تعلم جيدًا موقعها الحقيقي، ولا ينبغي لها التدخل فيم
Read more

الفصل 73 يجب إنهاء هذا الزواج في أقرب وقت

"خرجتُ للحظات فقط، فخُطفت روحك؟"عاد بشير إلى المنزل، وكانت سارة جالسة شاردة الذهن، حتى أنها لم ترفع نظرها لرؤيته.هو وإن لم يكن في البيت، إلا أن أخبار المنزل كلها بين يديه، ويعلم أن أمجد قد جاء.نظرت إليه سارة، وما إن تذكرت الرسالة التي أرسلتها بالخطأ، ثم ظهوره المفاجئ في قائمة أصدقائها على الفيس بوك، حتى ربطت الأمور ببعضها.بشير كان يعلم منذ البداية أنها وأمجد أصدقاء على الفيس بوك، لذا كانت كلماته دائمًا لاذعة، وحديثه مع أخيه لا يخلو من حدة.كانت تظن أن سوء العلاقة بين الشقيقين سببه ليان أو زوجة أمجد، لكنها أدركت الآن أنها هي السبب الحقيقي.ومع ذلك، لا يمكنها البوح بالأمر، وإلا ستكون اللقاءات بينهم في المستقبل محرجة إلى أبعد حد."متى سنغادر؟" لم تُجبه على كلامه، بل طرحت سؤالها ببرود.كان بشير يرتدي اليوم قميصًا حريريًا أسود، مفتوح الياقة قليلًا، يضفي عليه مظهرًا أكثر تسيبًا من المعتاد. ضيّق عينيه وقال: "ظننت أنكِ لا ترغبين في المغادرة."تجاهلت سارة نبرة اختباره وقالت: "القرار بيدك، أليس كذلك؟""إن لم ترغبي في الرحيل..." قالها وهو يغوص بجسده في الأريكة بكسل، "فهذا ممكن أيضًا."قبل أن
Read more

الفصل 74 الفضيحة التي لا تُحتمل الظهور

في نادي بلاتينيومدفع سامي الباب عندما وجد بشير مسترخيًا على الأريكة، يدير سيجارًا بين أصابعه بلا مبالاة، يبدو ضجرًا ومتعبًا.قال سامي مازحًا وهو يجلس ويسكب له بعض الخمر:"هل عدت بعد أيام قليلة فقط؟ يا له من شهر عسل مقتصد."رفع بشير جفنه المتعب ونظر إلى سامي بنظرة تلمح إلى شيء ما، فالتفت سامي إليه وقال:"لماذا تنظر إليّ بهذه الطريقة؟ هل تعجبك ملابسي؟ هل تريدني أن أخلعها؟"لم يُكمل سامي كلامه إذ قاطعه بشير بصوت هادئ: "أين بنت عمك؟"ضحك سامي وقال: "لدي العديد من بنات العم، عن أي واحدة تتحدث؟"كان سامي قد سكب له الكأس بهدوء، لكن فجأة اهتز السيجار بين أصابع بشير، فانطلق رذاذُ الخمر متناثرًا على الأرض، ووصل بعضه إلى عين سامي. تمالك سامي نفسه بسرعة، ممسكًا بمنشفة ليجفف عينه وهو يعبّر عن غضبه بنبرة نصف مزاح ونصف استياء: "بشير، أنت عنيد كالحمير، لا يمر عليك أي كلام دون أن تغضب!"رد بشير بهدوء محمّل بالتهكم: "لماذا تكرر الكلام الفارغ بما أنك تعلم هذا؟"حاول سامي أن يمزح ليخفف التوتر قائلًا: "سمعت من عمتنا أنها اختارت حياة الزهد، ربما في مخيم روحي أو مكان شبيه بذلكسمع بشير الكلام ببرود، ثم صب ل
Read more

الفصل 75 ماضيها كان قاسيًا

صوت سعال."... لا يا بشير، أنا... أنا..."شعر سامي بأن كلامه قد تعقد وأصبح من الصعب عليه التعبير.وضع بشير الكأس على الطاولة، ثم أمسك بمعطفه من جانب واحد ونهض متجهًا نحو الخارج. حاول سامي كتم سعاله وهو يمسك بعنقه قائلًا: "إلى أين تذهب؟"رد بشير بكلمات طبيعية وعفوية: "لأبحث عن زوجتي!"توقف سامي عن السعال وأمسك ببشير قائلًا: "انتظر، سمعت هذه الأيام الكثير من الأقاويل عن زوجتك."التفت إليه بشير بنظرة حادة جعلت عنق سامي يرتجف برودة. لم يفهم لماذا يثير الموضوع، لكنه مضطر لأن يقول الحقيقة: "هناك من يدفع أموالًا ليعرفوا أخبار زوجتك."صحيح أن "الشهرة تجلب الأحقاد"، رغم أن سارة ليست نجمة، إلا أن زواجها من بشير جعلها فجأة محط أنظار الجميع، من حسد وإعجاب ومن يسعى لإثارة المشاكل.عقد بشير حاجبيه، وسامي الذي لا يخشى المواجهة قال: "كانت حياتها هادئة جدًا، لكنها الآن تحطمت بسببك، ألا تشعر بالذنب؟"رد بشير ببرود واضح: "ماذا تريد أن تقول؟"سأل سامي بصراحة: "هل عادت ليان؟ هل بدأت تتحسن؟"أجاب بشير بنظرة باردة، فسأله سامي مرة أخرى: "وإن استفاقت؟"لكن بشير قاطعه بصوت حاد: "قل لهؤلاء الناس: لا تضيعوا أموال
Read more

الفصل 76 لا أستطيع النوم بدونها

لم تنم سارة تلك الليلة وبقيت مستيقظة حتى الصباح،مرّ وقت طويل منذ أن عانت سارة من الأرق، لكن وضع جدتها أعاد إليها فجأة مشاعر التوتر والخوف، فأثّر ذلك على نومها.وهذا لم يكن جيدًا، فقد تسلّل إليها القلق، وخافت أن تعود إلى حالتها السابقة.عادت إلى ما قاله لها الطبيب، أغمضت عينيها وأخذت نفسًا عميقًا، ثم خرجت من الغرفة.في الصباح الباكر، يعجّ مركز العلاج بالحركة أكثر من الليل؛ فالمسنّون هنا يستيقظون في ساعات الفجر الأولى، وأحيانًا قبل أن يطلع الضوء، حتى وإن كان ذلك فقط للجلوس في الحديقة.لأنهم ببساطة ينتظرون الفجر... لا الظلام.جربت سارة من قبل شعور انتظار الصباح بعينين ساهرتين، لذا كانت تدرك تمامًا ما يشعر به هؤلاء المسنّون.خرجت إلى الحديقة، وتحت ضوء المصابيح الخافت، رأت بالفعل بعضهم يجلسون هناك بصمتٍ مريح.اقتربت بخطى هادئة، ثم ألقت التحية بلطف:"صباح الخير يا جدّاتي... جدي..."لكنها توقفت فجأة عندما لاحظت ظلًا يتحرك، هل من كثرة السهر بدأت تخيل أمورًا؟ كيف لها أن ترى بشير هنا؟فجأة، لوّح لها بشير بابتسامة هادئة وقال: "صباح الخير، يا زوجتي."نظرت إليه بدهشة، وفي تلك اللحظة تأكدت سارة أنه
Read more

الفصل 77 لا داعي لأن تتملق بهذا الشكل

كانت نسائم الصباح باردة، لكن عنق سارة كان دافئًا.كان دفء أنفاسه، واحتضانه القريب...من كان يظن أن بشير، الرجل القوي والمهيب، يمتلك جانبًا كطفلٍ مدلل.تحركت مشاعر سارة في لحظة، شعور غامض لا تستطيع وصفه، لم ترد فقط أن تدفعه بعيدًا.كانت تنظر نحو الشرق، حيث بدأت أشعة الفجر الحمراء تزداد توهجًا، حمراء كقطرات الدم..فجأة، مرت صورة خاطفة في ذهنها، فتراجعت يدها التي كانت تمسك بملابسه قليلًا."بشير." نادت عليه.رد عليها بهدوء وبصوت منخفض كأنه على وشك النوم، "نعم.""لا تحاول التملق، سأبذل قصارى جهدي لأساعد ليان على الاستيقاظ." كان صوتها متوترًا منذ اللحظة التي نادت فيها اسمه.بعد أن أنهت كلامها، ضمت ذراعه بقوة أكبر، وقالت "حسنًا؟"هو بالتأكيد لم يكن غبيًا ليخدع بهذا الكلام، "بشير، أنت تزوجتني من أجل ليان، رغم أنني لست متأكدة هل هو انتقام أو رغبة في استرداد حق، أو أنك تريد مني أن أكرس نفسي لمساعدتها على التعافي، لكنني أريد أن أخبرك بأنك لست مضطرًا لتمثيل هذه المشاهد العاطفية."حين رأته في ذلك الفجر الخافت، وهو يغطيها بمعطفه ويقول إنه يرافقها ولا يستطيع النوم بدونها، تأثرت حقًا.لا أحد يقاوم اهت
Read more

الفصل 78 منذ متى وأنت تخطط لهذه المكيدة ضدي؟

ثلاثة أشهرٍ فقط، فما معنى ذلك؟قلبها ثابت لا يلين، فمن ذا الذي يقدر أن يؤثر عليها؟وإن بلغت هذه المرحلة ولم تستطع السيطرة على مشاعرها، فحينئذٍ تكون سارة قد خذلت نفسها حقًّا."بما أن السيد بشير واثق بهذا القدر، فلننتظر ونرى"،كانت سارة باردة حقًّا، حتى مع شروق الشمس وإشعاعها الدافئ على جسدها.أما بشير، فقد كان يرتدي قميصًا أسود، مفتوح الرقبة، وكأنه لا يشعر بأي شيء على الإطلاق، كما لو أن الهواء البارد يلتف حوله تلقائيًا."ماذا لو أحببتني حينها؟"سأل بشير بهدوء.والشمس تسطع على وجهه، تغمره بضوء أصفر دافئ، ورموشه الطويلة تلامس أشعة الضوء برقة،وعلى وجهه الكسلان بين الحاجبين، كانت ترتسم ثقة وإصرار لا يخفيان."لا يوجد لو"،قالت سارة وألقت ثلاث كلمات، ثم استدارت."الجدة!" جاء صوت بشير فجأة جعلها صدى صوته ترتجف، ورفعت رأسها لترى جدتها بالفعل.كانت قد نهضت ورتبت شعرها الأشيب بعناية، تقف هناك مبتسمة لهما.كانت نظرتها تشبه نظرة كبار السن الذين رأتهم قبل قليل."جدتي، هل استيقظتِ؟"رفعت سارة قدمها لتسرع نحوها، لكنها توقفت عندما أمسكت يدها.كانت يد بشير الكبيرة باردة أيضًا، باردة حتى جعلت سارة ترتع
Read more

الفصل 79 سارة، أنقذيني

"ماذا تعتقدين يا سيدتي سارة؟"فتح بشير المنزل المقابل لمنزلها، مما جعل سارة تصاب بالذهول للحظة.عندما اشترت هذه الشقة، كان الجيران في المقابل قد انتقلوا للسكن منذ زمن، وكان موظف المبيعات يقول إنهم يسكنون هناك لأكثر من عام، فهل كانت مخطئة في ظنها عن بشير؟كان الأمر غريبًا جدًا!فكيف له أن يعرف مسبقًا أنها ستشتري هنا؟ هل اشتراها هو أولًا؟لكن هناك احتمال آخر، ربما هي نفسها من انجذبت لهذا المكان، لكن الآن كل ما يقوله لا فائدة منه.قالت سارة بهدوء: "سيد بشير، خذ قسطًا جيدًا من الراحة."ثم دخلت إلى منزلها، مستندةً إلى الباب وأغلقت عينيها بلا حول ولا قوة.رغم اضطراب قلبها، حاولت جاهدة أن تبتعد عن دوامة الأفكار، وأن تجبر نفسها على النوم،لكنها فشلت، فلم تستطع أن تغمض جفنيها.فتحت زجاجة خمر، لتحاول أن تساعد نفسها على النوم.لكن مع كل رشفة، كانت تشعر بيقظة أكبر، وكأن النعاس يبتعد عنها أكثر.فلم تستطع أن تغفو.هذا الشعور جعل سارة تشعر بالخوف، فالتقطت هاتفها وأرسلت رسالة لشخص لم تتواصل معه منذ زمن: "أعاني من الأرق، لا أستطيع النوم".لم يرد أحد، فألقت هاتفها جانبًا وأكملت الشرب.ربما مع السكر ستنا
Read more

الفصل 80 ضربة من الخلف

سارة، أنا أتيت لكِ أنتِ، أنقذيني!"كان صوت السيدة ليلى باكيًا، مشبعًا بالعجز والأسى. تابعت بكلمات تفيض وجعًا: "سارة، العمة كانت دائمًا تعتبرك كابنتها."لكن هذا النوع من الابتزاز العاطفي لم يعد مجديًا مع جيل سارة. رفعت يدها إلى جبينها تفركه بتعب وقالت بهدوء:"سيدة ليلى، ليس لأنني لا أريد مساعدتك، بل لأنه لم يعد هناك أي رابط بيننا الآن، ولا أملك الحق للتدخل في شؤونك. إن كانت نورة تؤذيكِ، فأفضل ما يمكنك فعله هو اللجوء إلى الشرطة. وإذا لم تستطيعي، فأنا مستعدة لأقوم بذلك بالنيابة عنك."فور أن أنهت سارة كلامها، خيم الصمت على الطرف الآخر من الخط، وهو ما جعلها تدرك أن طلب النجدة كان مجرد واجهة، يخفي خلفه نوايا أخرى.لم تكن تتوقع أنهم لا يزالون يرونها بتلك البساطة، شخصًا ساذجًا يمكن استغلاله.قالت بصوت ثابت: "سيدة ليلى، لدي ما يشغلني"، ثم أغلقت الهاتف دون تردد.في الخارج، كانت الشمس قد غربت تمامًا، وغرقت الغرفة في صمت وظلام.أضاء هاتفها للحظة، يعرض رسالة من الدكتور غسان:(حين تسمحين، تعالي لنتحدث قليلًا) .لكن سارة لم ترد، وبقيت ساكنة وسط العتمة...رغم أن بشير كان يقطن الشقة المقابلة، لم يزعجها
Read more
PREV
1
...
5678910
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status