وخلعت روان سترتها أيضا.صرخت روان: "آه… مم!"أرادت روان أن تصرخ، فوضع رامي يده على فمها ومنعها."لا تصرخي، أمي وأختي ستسمعان، أتريدين أن تجداك هكذا؟"رمشت روان بعينيها المذعورتين ونظرت إليه، ثم أبعدت يده وقالت: "لن أصرخ، أنزلني أولا."أفلت رامي يده، فنزلت روان عنه.لكن يد روان لامست شيئا، وهذه ليست مرة أولى أن تلمسه، فمدت يدها بفضول وقالت: "ما هذا؟""روان، توقفي!" حاول أن يمسك يدها.لكن روان سبقت بحركتها، فلم يتمكن من منعها.تشنج جسد رامي فجأة، واحمرت عيناه بلهيب مكبوت.استوعبت روان فجأة، كأن رأسها انفجر، فتراجعت خطوات مرتبكة، وعيناها الواسعتان تحدقان به: "أنت… أنت…"نظر رامي إلى ملامحها البريئة المرتبكة، فاستدار بسرعة وغادر.روان: "…"يا إلهي، ماذا فعلت للتو؟رفعت روان يديها وغطت وجهها المتورد، وشعرت أنها لم تعد تجرؤ أن تواجه أحدا.خرج رامي، وبعد لحظات جاء صوت روان من الداخل: "رامي!"توقف رامي في مكانه.قالت روان: "أنا خائفة أن يعود الفأر، قف عند الباب حتى أنتهي من الاستحمام، لن أتأخر، ممكن؟"أجاب رامي من دون تردد: "حسنا."وسرعان ما جاء صوت الماء من الداخل، وكانت روان تستحم.فتح رامي
نظرت روان إلى المطر المنهمر في الخارج بحيرة، وتساءلت كيف تعود إلى الجامعة الآن.قالت ندى: "الأخت روان، العودة تحت هذا المطر خطيرة، ابقي هنا الليلة."قالت أم رامي: "نعم يا روان، ابقي هنا ونامي مع ندى في غرفة واحدة."أحبت أم رامي روان كثيرا لكنها التزمت حدودها ككبيرة، ولم تسمح لها أن تنام مع رامي أبدا.أومأت روان وقالت: "ندى، إذن الليلة سأكون ضيفتك."أمسكت ندى بذراع روان وقالت بسعادة: "أختي روان، سآخذك إلى الغرفة."دخلت روان غرفة ندى، وأخرجت ندى ثوب نوم جديدا وقالت: "أختي روان، هذه الملابس جديدة، خذيها لكي ترتديها."أخذت روان الثوب بيدها وقالت: "شكرا يا ندى.""أختي روان، اذهبي للاستحمام أولا."احتوى هذا البيت على ثلاث غرف صغيرة، غرفة لأم رامي، وغرفة لرامي، وغرفة لندى، وكان الحمام مشتركا.خرجت روان وهي تحمل الثوب وقالت: "حسنا، سأذهب للاستحمام الآن."رأت روان رامي عند خروجها من الغرفة، فنادته: "رامي، المطر يهطل بغزارة، لا أستطيع العودة الليلة، لا تقلق، لن أخلق المشاكل ولن أسبب لكم أي إزعاج."نظر رامي إلى المطر ثم إليها وقال: "وأين ستنامين؟"غمزت روان بمكر وقالت: "معك."تجمد رامي قليلا وقال
جاء آدم من أجل رامي، ولم يتوقع أن يجده مع روان، فحين رآها تجمدت عيناه من الدهشة.أفلتت روان ذراع رامي بسرعة، وابتسمت بخجل نحو آدم قائلة: "مرحبا، أنا روان."قال آدم: "أهلا أهلا، أنا آدم. رامي، هل صرت تملك حبيبة؟"أنكر رامي: "ليست كذلك."قاطعت روان: "بل أنا حبيبته!"رامي: "…"ضحك آدم وقال: "رامي، ظننتك ستعيش عازبا طول عمرك، فأنت لم تهتم يوما بالفتيات. والآن فهمت، أنت فقط صاحب ذوق رفيع ولم تلق من تعجبك، وروان تفوقت على كل من حاولن الاقتراب منك."وضع رامي الملعقة جانبا ونظر إلى آدم قائلا: "لنخرج ونتحدث."خرج الاثنان، فقال رامي: "هيا، ادخل في الموضوع، لماذا جئت إلي؟"قال آدم: "رامي، الرجل الذي تلاحقه منذ زمن، الملقب بالسيد شبح، ظهر هنا."السيد شبح كان زعيما كبيرا لتجارة المخدرات، وقد عمل والد رامي متخفيا بين رجاله، ثم انكشف أمره وقتل بيد ذلك المجرم.ظل رامي طوال هذه السنوات يبحث عن ذلك الرجل، وها هو يظهر متخفيا باسم "السيد شبح".هبت ريح باردة فحركت قميصه الأسود الخفيف، فاشتدت برودة عينيه وقال: "عرفت."أراد رامي أن يعود.أوقفه آدم قائلا: "رامي، حبيبتك في غرفتك جميلة حقا."ضغط رامي شفتيه وقال
لم يبد رامي أي رد فعل، ولم ينطق بكلمة.نظرت روان إليه، فرأت شعره القصير ما زال مبتلا بعد الاستحمام، وكان يرتدي قميصا أسود وبنطالا أسود يزيدان وسامته الشابة.أتقن رامي الطبخ منذ صغره، والرجل الذي يعرف كيف يطبخ يصبح أكثر جاذبية.ازداد إعجاب روان به كلما نظرت إليه، فقالت: "رامي، لماذا تتجاهلني؟ إن لم ترد علي فسأداعبك حتى ترد."مدت روان يدها لتداعبه.وقعت يدها الناعمة على خصره المشدود فأثارته، فأمسك رامي بمعصميها معا ودفعها بقوة حتى التصقت بالجدار، وقال: "ماذا تفعلين؟ كوني هادئة."حاولت روان سحب يديها وهي تقول: "لماذا أنت عنيف هكذا؟"لم يفلت رامي يديها.وقفت روان على أطراف أصابعها وقبلته سريعا على شفتيه.تجمد رامي للحظة.ولما لم يبد مقاومة، اقتربت أكثر وأعادت تقبيله بجرأة.امتلأت أنفاس رامي برائحة جسدها العطرة اللذيذة، مختلفة عن صابون استحمامه، بل عابقة بعبير فاخر يشبه أريج الأزهار، حلو المذاق.أفلت رامي معصميها.فأحاطت خصره بذراعيها، ودفعت شفتيها بقوة لتفتح طريقا بين شفتيه.وعلى الرغم من بروده الظاهر، إلا أن حرارة أنفاسه من الداخل جعلت قلبها يذوب، وأحبت روان أن تقبله أكثر.اشتعل جسد رامي
قالت روان: "عمة، ندى، أهلا بكما."ابتسمت أم رامي بفرح وقالت: "رامي، لماذا لم تخبرني أن روان ستزورنا؟ حتى نحضر أطباقا أكثر."أراد رامي أن يقول إنها لن تبقى لأكل الطعام، لكن روان سبقت وقالت: "عمة، لست أنتقي الطعام، يكفيني أن أشبع."أم رامي قالت: "طبعا ستأكلين حتى الشبع."ابتسم الجميع بسعادة.قال رامي: "سأدخل لأستحم قليلا."عاد رامي إلى غرفته وفتح الدش ليسكب الماء البارد على جسده.اشتد مفعول الدواء الذي وضعته السيدة لمياء، ورغم أن رامي اعتاد هذه الأساليب منذ صغره، إلا أنه رجل وأثره كان قويا وصعبا أن يزول سريعا.انهمر الماء البارد على عضلاته المشدودة وتناثر، فأغلق عينيه الوسيمتين.وفجأة انفتح الباب، وسمع رامي صوت روان الناعم يقول: "رامي."أجاب رامي دون أن يرفع رأسه: "نعم؟"قالت روان: "أمك طلبت مني أن أحضر لك ثيابا نظيفة."قال رامي: "ضعيها هنا."دخلت روان، وباب زجاجي مطفى يفصل بينهما، فلم تلتفت وقالت: "أين أضع الملابس؟"قال رامي: "علقيها فقط.""حسنا."علقت روان الملابس.أدار رامي رأسه، وحدق نحو الفتاة من باب زجاجي مطفى، فرأى خيال جسدها الرشيق، وملامح عظامها الناعمة، وشعرها الأسود الطويل الم
توقف رامي.رمشت روان بعينيها الجميلتين ونظرت إليه قائلة: "رامي، هل أصبحت حبيبتك الآن؟"تجمد رامي في مكانه.قالت روان: "لا يمكن إلا للعاشقين أن يفعلان هذا، إذن أنا الآن حبيبتك وأنت حبيبي، أليس كذلك؟"كأن دلوا من الماء البارد سكب فوق رأسه، فأطفأ كل شهوته، وأفلتها ببطء محاولا الوقوف معتدلا.لكن روان أحاطت عنقه من جديد وجذبته إليها وهي تمط شفتيها قائلة: "ماذا تقصد؟ إن لم ترد علاقة بي فلماذا قبلتني؟ أتريد الاستمتاع مجانا؟"ابتلع رامي ريقه محاولا التخلص من عطرها الآسر وقال: "آسف."نطق بكلمة اعتذار فقط.كادت روان تنفجر غضبا، فقد فهمت أنه لا يريد الارتباط بها.سألته روان: "ألا تحبني؟"لم يجد رامي ما يقوله.اقترب وجه روان الدائري الصغير من عينيه وسألته بعناد ورقة: "لماذا لا تحبني؟ هل أنا لست جميلة كفاية؟ أم لست لطيفة أو مطيعة؟ قل لي، سأحاول أن أتغير."حاول رامي إبعاد يديها المتشبثتين بعنقه.لكن روان ظلت متشبثة به وقالت: "رامي، أنا أحبك."رامي: "…"كانت مشرقة وجريئة، تتشبث به علنا مطالبة بعلاقة معه.اشتعلت الرغبة داخله من جديد، لكن ضوءا من الخارج اندفع فجأة إذ فتح باب المصعد.كان المصعد متعطلا،