Share

الفصل 3

Author: شياو تسي وي
لم يمضِ وقت طويل حتى ظهرت نتائج التشريح.

"الضحية تبلغ من العمر حوالي ستة وعشرين عامًا. يبدو أن الخاطف كان يكرهها بشدة، فقد تعرضت لتعذيب شديد قبل أن تُقتل بالتفجير."

"والأهم من ذلك، كانت الضحية حاملًا في شهرها الثاني."

ساد الصمت في الغرفة فور سماع هذه الكلمات.

تعذيب، تفجير، حياتان أُزهقتا في آنٍ واحد.

كل كلمة تحمل صدمة أقسى من سابقتها.

تشنجتُ وأنا أسمع كلمات سامي، وحدّقتُ في بطني بذهول.

كنتُ حاملًا؟!

كان هذا الطفل لا يزال صغيرًا جدًا، لم أكن أعلم بوجوده، لكنه قُتل معي قبل أن أتمكن حتى من الشعور به.

انهمرت دموعي دون أن أستطيع التوقف.

أما سامي، فاكتفى بإطلاق تنهيدة خفيفة.

"إنها حقًا مسكينة، آمل أن تُحل هذه القضية بسرعة، على الأقل لإعطاء الضحية حقها. بمجرد أن أنتهي من قضيتي الحالية، يمكنني الانضمام إليكم في التحقيق."

نظرت إليه، ثم أطلقت ضحكة باردة.

"لو علمتَ أن الضحية هي أنا، هل كنت ستقول الشيء نفسه؟"

بعد الانتهاء من التشريح، خرج سامي بوجه متجهم، وجلس مع حسان في ساحة المركز يدخنان.

حاول حسان إقناعه: "أخي سامي، أي ثنائي لا يمر بمشاكل؟ إذا كانت حبيبتك غاضبة منك، فحاول مصالحتها.

ضحك سامي بسخرية: "ها؟ إنها فقط ستتمادى أكثر في افتعال المشاكل، اليوم اتصلت بي أثناء العمل لتهديدي، وأخشى أن تكون الخطوة التالية هي التظاهر بالموت لخداعي."

ما لم يكن يعرفه سامي هو أنني قد مت بالفعل.

لا أعرف إن كان سيندم على قوله هذه الكلمات عندما يكتشف الحقيقة لاحقًا.

لكنني لم أعد أهتم، كل ما أريده الآن هو أن أبتعد عنه تمامًا.

رأى حسان أنه لا فائدة من إقناعه، فلم يستطع سوى أن يتنهد بخفة.

بدأ التحقيق بالبحث في سجلات المفقودين، أمضى حسان عدة أيام في المكتب، ولم يجد سوى عدد قليل من النساء المفقودات اللواتي ينطبق عليهن الوصف.

في هذه اللحظة، رن هاتف سامي.

كانت المتصلة سوزي، صديقة طفولته.

قالت بصوت دافئ: "عزيزي، متى ستعود إلى المنزل؟ لقد بحثت عنك اليوم ولم أجدك."

ارتسمت على وجه سامي المتعب بسبب السهر ابتسامة طفيفة: "هناك قضية عليّ التعامل معها، سأعود إليكِ بمجرد أن أنتهي، حسنًا؟"

ردت سوزي بدلال، وكان صوتها مليئًا بالدلع: "لكن عزيزي، أريد مشاهدة فيلم رعب، لكنني لا أجرؤ على مشاهدته بمفردي."

"كنتَ دائمًا بجانبي في السابق."

بدلًا من أن ينزعج سامي من اتصالها ومقاطعتها لعمله، قام بتهدئتها بلطف: "أعدك، بمجرد أن أنتهي من هذه القضية، سآخذ إجازة وسنذهب في رحلة معًا، اتفقنا؟"

سألته سوزي بلا مبالاة: "حسنًا، ما هي القضية التي تعمل عليها؟"

أجاب سامي: "امرأة اختُطفت من قبل مجرم، ثم قُتلت في انفجار قنبلة. نحن نحاول معرفة هويتها، ونعتقد أن لديها عداوة مع الجاني."

ابتسم بلطف وتابع: "لن أخبركِ بالتفاصيل، فأنتِ تخافين بسهولة، ولن تتمكني من النوم بعد ذلك."

نظرتُ إلى هذا المشهد بسخرية باردة، يا لها من مفارقة مريرة.

لديه الوقت للقلق بشأن ما إذا كانت سوزي ستشعر بالخوف، لكنه لم يفكر حتى أين اختفيت أنا.

كان تعامله مع سوزي يختلف تمامًا عن تعامله معي.

بعد إنهاء المكالمة، واصل سامي التدقيق في قوائم الأشخاص المفقودين رفقة حسان.

بحلول منتصف الليل، تم الانتهاء من فحص جميع الأسماء.

لم يتم العثور على أي شخص يطابق أوصاف الضحية.

دخلت القضية في طريق مسدود، وعمّ الصمت المكان بينما كان الجميع يفكرون في الخطوة التالية.

حدّق حسان في جثتي للحظة، ثم قال: "لننشر أوصاف الضحية، لعل هناك من يبحث عن شخص مفقود ولم يبلغ عن ذلك بعد."

أومأ حسان برأسه، واتصل سريعًا بإحدى محطات التلفزيون المحلية.

في أقل من عشر دقائق، انتشرت معلوماتي في جميع أنحاء المدينة.

بعد فترة وجيزة، رن هاتف سامي فجأة.

كنتُ في حالة ضياع بجانبه، ولكن عندما سمعت الصوت القادم من هاتفه، عدتُ إلى وعيي على الفور.

كان الصوت من والدي، وكان يتحدث بقلق: "سامي، لقد اختفت شيماء منذ عدة أيام، والمواصفات التي نشرتموها تتطابق تمامًا معها!"

Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • الحبّ تلاشى   الفصل 10

    بعد أن نظر لفترة طويلة، التقط سامي هاتفه ونهض، لكنه ذهب إلى الحمام في النهاية.تنفست الصعداء، طالما أنه سيكتشف الحقيقة، هل يمكنني التحرر أخيرًا؟لم يكن هناك فصل بين حمام الرجال والنساء في متجر فساتين الزفاف، لذلك يمكن لأي شخص الدخول.سمعت صوت سوزي وهي تتحدث بفخر قائلة: "كنت أرغب فقط في أن يقوم ضرغام بتفجير شيماء ليهدأ غضبه، لم أتوقع أن تكون شيماء بلا أهمية، لم يكن سامي يحبها أصلًا، لقد كان يحبني أنا أكثر من أي شخص آخر، لذلك في النهاية لم يكن أمام ضرغام خيار سوى اختطافي أنا مرة أخرى"."لقد بالغت في وصفي للأمر في ذلك الوقت، لكن للأسف لم ينجح كما توقعت".بعد أن استمع سامي إلى كلامها، استدار وعاد إلى قاعة متجر فساتين الزفاف.لكنني صُدمت عندما وجدت أنني لم أعد قادرة على متابعته، وبدلاً من ذلك، بقيت بالقرب من سوزي.تغيرت زاوية رؤيتي فجأة.عندما عادت سوزي مع الفتيات الأخريات إلى القاعة، كان سامي ينظر إلى فساتين الزفاف.عندما رآها تخرج، ابتسم وقال: "حبيبتي، كنتِ جميلة جدًا في هذا الفستان قبل قليل، لماذا لا نختاره لحفل الزفاف؟".فوجئت سوزي قليلاً، لكنها سرعان ما أظهرت ابتسامة حلوة."أنت من يقرر

  • الحبّ تلاشى   الفصل 9

    بعد عام، كان سامي يستعد لحفل زفافه من سوزي.أو بالأحرى، كانت سوزي متحمسة وتعمل بمفردها على ترتيبات الزفاف.أما سامي، فقد ألقى بنفسه في العمل بالشرطة، مشغولًا بالقضايا ليلًا ونهارًا.حتى حسان شعر بالقلق من حالته، وحاول إقناعه بأن يأخذ استراحة.لكن سامي كان يهز رأسه دائمًا، مستمرًا في فحص الجثث، يقضي كل وقته في مشرحة الطب الشرعي.على مدار هذا العام، ظللت أتبعه، أشاهد كيف يتظاهر بالتماسك نهارًا، لكنه يبكي كل ليلة وهو يعانق صورتي.يكرر اعترافه بحبه لي، ثم يعتذر مرارًا وتكرارًا.لكنني لم أشعر بأي شيء تجاهه بعد الآن، حتى الكراهية تلاشت.كل ما أردته هو الرحيل بعيدًا عنه.حاولت بكل الطرق، لكنني لم أستطع.هناك قوة غامضة تبقيني دائمًا بجانبه.ومع مرور الوقت، استسلمت لليأس. ربما كُتب لي أن أبقى عالقة معه حتى يموت، وعندها فقط سأنال حريتي.لم يتمالك حسان نفسه، فرفع تقريرًا إلى قائد الشرطة بشأن حالة سامي، ليصدر القائد أمرًا بإجباره على أخذ إجازة شهر للتحضير لحفل زفافه.خاصة بعدما جاءت سوزي إلى مركز الشرطة وهي توزع الحلوى على الجميع.معلنة عن زواجها الوشيك منه.قبل عام، بعد نجاتها من الانفجار، جاءت إ

  • الحبّ تلاشى   الفصل 8

    كان سامي يحدّق بعينين فارغتين، كما لو أنه لم يرَ شيئًا.بدا وكأنه يريد أن يقتل ضرغام بيديه.لكن سوزي صرخت فجأة: "سامي، لم يتبقَ سوى خمس دقائق على انفجار القنبلة، أنقذني أولًا!"عندها فقط استعاد وعيه، واتجه نحوها ليبدأ في تفكيك القنبلة.أما ضرغام فجلس منتصبًا، ممسكًا بجهاز التحكم عن بُعد، وابتسامة ملطخة بالدماء تعلو وجهه."لنذهب إلى الجحيم معًا."في اللحظة الحرجة، اقتحم رجال الشرطة المكان وأردوه قتيلًا.واندفع آخرون للمساعدة في نزع القنبلة.لم يتوقف العد التنازلي حتى بعد تفكيك القنبلة، وما إن تحررت سوزي حتى هرعت خارج المستودع خشية أن تنفجر معها.أمسك حسان بسامي قائلًا: "علينا الرحيل فورًا، القنبلة ستنفجر بعد ثلاث دقائق!"بدأ الجميع في الإخلاء بسرعة، لكن سامي ظل واقفًا في مكانه، يحدق بالقنبلة دون حراك.قبض حسان على أسنانه، ثم أمسك سامي وسحبه بقوة وأخرجه من المستودع.في اللحظة التالية، انفجرت القنبلة داخل المستودع.كانت قوتها مدمرة، كما وصفها حسان، وسوّت المستودع بالأرض.كان حسان قد انبطح فوق سامي لحمايته، فأصيب بشظايا الانفجار ونُقل إلى المستشفى على الفور.أما سامي فقد نهض دون أن يُصاب ب

  • الحبّ تلاشى   الفصل 7

    في هذه اللحظة، رن هاتف سامي مرة أخرى.رفعه إلى أذنه وكأنه شبح، ورد بصوت بارد: "مرحبًا؟"فجأة، دوى من الهاتف صوت صراخ أنثوي حاد: "سامي، أنقذني! لقد تم اختطافي!""الخاطف يريدك أن تأتي فورًا، أسرع لإنقاذي، هناك قنبلة مربوطة بجسدي!"كان هذا صوت سوزي.تجمد سامي للحظة، ثم خرج بسرعة من غرفة التشريح: "أريد بعض الرجال معي، علينا إنقاذها، ضرغام قد ظهر!"لكن سوزي، التي سمعت ما قاله، صرخت برعب: "لا، لا، لا! تعال وحدك، قال الخاطف إنه إذا أتيت مع أي شخص آخر، فسيفجرني فورًا! أنا خائفة جدًا!"استقل سامي السيارة وحده، وانطلق إلى العنوان الذي ذكرته سوزي.فيما كانت سيارات الشرطة تتبعه من بعيد، تحسبًا لأي طارئ.جلستُ بجانبه في السيارة، لكنه لم يُظهر أي تعبير على وجهه.أو بالأحرى، كان داخله خاليًا تمامًا، أشبه ببركة مياه راكدة، لم يستطع حتى استيعاب ما يحدث، كان يتصرف فقط وفقًا لواجبه كشرطي.ضغط على دواسة الوقود لأقصى حد، ووصل إلى الموقع خلال نصف ساعة فقط.من بعيد، سمع صوت صراخ سوزي يتردد في الأجواء.تبع الصوت واقترب، ثم دفع باب المستودع المهجور ليدخله.كانت سوزي جالسة على كرسي، مقيدة ومربوطة بجسدها قنبلة.

  • الحبّ تلاشى   الفصل 6

    انهمرت دموعي بلا توقف.في هذه اللحظة، شعرت بندم عميق، ندمت على لقاء سامي، ندمت على كل ما حدث، وندمت أكثر على شجاري مع والديّ قبل موتي.كل ذلك فقط لأنني كنت على علاقة مع سامي لسنوات، لكنه لم يكن مستعدًا للزواج بي.كان والدي يحثني على الانفصال عنه، لكنني تشاجرت معهما بشدة.لم يكونا يريدان لي سوى الخير، لكنني كنت السبب في تدمير حياتي.رأيت والديّ وهما يغادران، يساند أحدهما الآخر بانحناءة عمرهما التي زادت وضوحًا.امتلأ قلبي بالكراهية—كرهت سامي، وكرهت ضرغام، وكرهت نفسي أكثر.أغلق سامي الباب، عبس قليلًا، ثم التقط هاتفه واتصل بي.كما كان متوقعًا، لم يتم الرد على المكالمة، وتحولت إلى البريد الصوتي."شيماء، هل يمكنك التوقف عن هذه التصرفات الطفولية؟ والداك قلقان عليك مراعاة كبرهما إن كنت مازلت تمتلكين ذرة إنسانية؟"أغلق الهاتف بغيظ، ثم اتجه إلى مركز الشرطة، حيث التقى حسان عند المدخل.أخبره حسان أن رجال الشرطة الذين كانوا يراقبون منزل ضرغام لم يلحظوا عودته إليه بعد.هزّ سامي رأسه: "هذا الشخص تصرفاته غريبة، إذا لم يكن متورطًا، فلماذا لا يعود إلى منزله؟"ردّ حسان: "لهذا السبب صنفناه كمشتبه به رئيسي

  • الحبّ تلاشى   الفصل 5

    أخذ حسان العنوان وذهب على الفور مع سامي.كان العنوان في قرية داخل المدينة، وعندما رأيت المكان، بدأت أرتجف لا إراديًا.تم اختطافي وإحضاري إلى هنا من قبل ضرغام أول الأمر، حيث تعرضت لتعذيب غير إنساني.كان يريد مني الكشف عن مكان سامي، لكنني رفضت الإفصاح عنه حتى الموت.في النهاية، قيدني ولفّ جسدي بقنبلة ونقلني إلى مستودع مهجور في الضواحي.وصل حسان إلى منزل ضرغام، وتأكد من عدم وجود أحد، ثم ركل الباب وفتحه.دخلت إلى الغرفة، لكن المجرم ضرغام كان قد تخلص من جميع الأدلة التي تثبت أنه عذبني هنا، ولم يكن هناك أي أثر على الإطلاق.تجول حسان داخل المنزل.وأخيرًا، وجدت زرًا في زاوية الخزانة، كان من ملابسي.إذا اكتشف سامي ذلك، فسيتمكن من تأكيد هوية القاتل.حاولت بكل قوتي لفت انتباههما.لكن كل محاولاتي باءت بالفشل، لم يلاحظ أحد شيئًا، وغادروا الغرفة في النهاية.بعد خروجهم، قال حسان لسامي: "لم نجد أي أثر لصنع قنبلة هنا، أيمكن أن لا يكون الجاني؟"هز سامي رأسه: "لا يمكننا الجزم، فقد مرت عدة أيام منذ وقوع الجريمة، ولا أحد يعلم إن كان قد عاد لمحو الأدلة. والأهم من ذلك، لا نعرف إلى أين ذهب ضرغام، رغم وجود آثا

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status