Mag-log inقطب سيف حاجبيه.قبل أن تكمل لميس كلامها، قاطعها سيف قائلا: "كفى، لا تكملي… قلت لك إنني سأتحمل مسؤوليتي تجاهك."تلك الليلة... لم يرغب في تذكرها، ولا أن تذكر أمامه مجددا.مجرد "مسؤولية"...كانت لميس تكره هذه الكلمة، ومع ذلك لم تجد وسيلة سواها لتقيده بها.مسحت دموعها بشعور من الذنب وقالت: "لكن، لو لم أكن أنا، ربما أنت وأختي فوفو...""أنا وفوفو..."لم يستطع سيف إخفاء نبرة الحزن في صوته. حتى لو لم تكن لميس، وحتى لو لم تحدث تلك الليلة، لم يكن بينه وبين فادية أي احتمال.لم يبدآ أصلا، فكيف يتحدث عن نتيجة؟حين رآها مجددا هذه المرة، أدرك أن أحدهم قد ترسخ في قلبها.بل إن ذلك الشخص… لم يكن يوسف أصلا."لكن..." حاولت لميس أن تتابع، غير أن سيف لم يرغب في مواصلة الحديث، وقال بنفس العبارة: "سأتحمل مسؤوليتي تجاهك."لكن هذه المرة، شعرت لميس براحة كبيرة في قلبها.عضت على شفتيها، ثم فجأة عانقته.في لحظة التصاقها به، ارتجف سيف بوضوح، ثم حاول أن يبتعد عنها بشكل غريزي، غير أن ذلك الرفض الخفيف تلاشى أمام صوتها الخفيض المتوسل."لا تبعدني، سيف... أرجوك لا تبعدني..."كان صوتها يرتجف.تصلب جسده.وحين رأت أنه لم يع
ارتبكت جنى للحظة، لكنها سرعان ما استعادت رباطة جأشها."مالك، إذا كنت قادرا على مساعدة يوسف بحيث لا تحصل سلمى على فلس واحد، فبإمكانك أيضا أن تساعدني لأحصل على المزيد، أليس كذلك؟" لم تعد جنى تخفي طمعها."أنت تريدين حصة من مجموعة الهاشمي!" لم يبد مالك أي دهشة، "كم تريدين بالضبط؟"هل هذا يعني أنه وافق؟بهذه السرعة؟!تداخلت المشاعر في صدر جنى، تنفست بعمق لتحدد موقفها، ثم قالت بتركيز وهي تضع شروطها: "على الأقل لا أريد أن يكون نصيبي أقل من نصيب يوسف، وبالطبع، لو خرج يوسف من اللعبة تماما، فسيكون ذلك أفضل."بمعنى آخر، كانت تريد الاستئثار بالمجموعة كلها.ابتسم مالك بسخرية خفيفة وقال: "طموحك كبير فعلا."فبقدرات جنى، حتى لو حصلت على مجموعة الهاشمي، فلن تضمن أن تبقيها تحت سيطرتها.أما إخراج يوسف من المشهد تماما...نظر مالك إلى الصورة أمامه بعينين داكنتين غامضتين وقال ببرود: "أريد أن أعرف الآن أين هي."ساد الصمت للحظة في الطرف الآخر من الاتصال.كانت جنى، في أعماقها، لا ترغب أن يلتقيا. وبعد صراع داخلي طويل، كتمت غيرتها وقالت بصوت منخفض: "أرني أولا مدى جديتك في التعاون."قالت ذلك ثم أنهت المكالمة.في
ستظل دائما أخته الصغيرة...تجمدت فادية للحظة، ثم شعرت براحة كبيرة في قلبها، لقد أساء الفهم!يا سلام أنه أساء الفهم!ولم تتح لها لحظة الإحراج أن تتفاقم، إذ رفع يده يعبث بشعرها قائلا: "لم تخبريني بعد، ماذا تريدين أن تفعلي؟"هذا التصرف أربك فادية للحظة.فقد كانت، وهي صغيرة، ترى سيف دائما يعبث بشعر ديمة، وكانت تعجب بتلك العلاقة الأخوية التي بينهما.وكأنها الآن، هي الأخرى، قد وجدت أخا لها."أخي، أريد أن أشتري زهورا.""حسنا، سأرافقك لشرائها.""لكنني لم أحمل نقودا.""لا بأس، أنا معي مال.""أخي..."طوال الطريق، كانت فادية تتحدث بلا توقف، وكأن مفتاح الكلام قد فتح بداخلها، ولم تعد تنادي يوسف بـ"الأخ الكبير" أو "الأخ يوسف".بعد رحيل جدها، شعرت أن لها قريبا بعد الآن!أخذها يوسف إلى محل زهور، وكان المحل الوحيد المفتوح في الشارع بأكمله.أضاءت الأنوار الدافئة المكان، تنعكس على الزهور والوجوه.هذا المشهد، حين وقع في عيني جنى التي كانت تراقب من سيارتها في الخارج، بدا لها كطعنة في القلب.في تلك اللحظة، خيل إليها أن المرأة بجانب يوسف ليست فادية، بل جوجو.تمتمت: "لا... ليست هي!"ومع ذلك، ارتسمت في عينيها
بدأ القلق يتسلل إلى قلبها."أختي فوفو، كنا نخطط لإقامة حفل زفافنا في نهاية هذا الشهر، لكن سيف قلق على ديمو، لذلك يريد تأجيل الزفاف..."بدت على وجه لميس ملامح الحزن وهي تضيف: "أعلم أن علي أن أتفهمه، وأنا أؤيد قراره، فسواء تأجل الزفاف أم لا، سيقام في النهاية، فقط... بطني بدأ يكبر... وإن تأخر الزفاف أكثر، فقد يؤثر ذلك على سمعة سيف."كانت فادية قد سمعت من قبل من ديمو أن سيف يعتزم الزواج.أما الآن فقد علمت أن العروس هي لميس نفسها.لكن لميس، لماذا تخبرها بهذا؟فادية لم ترغب في التخمين، فبقيت صامتة.غير أن لميس لم تستطع كتمان الأمر أكثر.فجأة أمسكت بيد فادية وقالت برجاء: "أختي فوفو، تحدثي مع سيف، أرجوك، لا تدعيه يؤجل الزفاف. كل شيء في عائلة النعماني جاهز، ولن يستغرق الأمر سوى يوم واحد فقط، وبعدها يمكنه العودة للاعتناء بديمو."غير أن فادية وجدت الأمر مضحكا وقالت: "هذا أمر عليك أن تناقشيه معه بنفسك، كيف لي أن أتحدث إليه في ذلك؟"فوق ذلك، هي ليست من العائلة، فكيف سيستمع إليها؟لا تريد التدخل في شؤون الآخرين.قالت بلطف: "لميس، هذه أمور تخصكما، وعليك أن تتصرفي فيها بنفسك."تجمدت ملامح لميس للحظة،
"أعرف."كان لدى سيف إحساس بأن حديثها عن مجموعة الراسني الآن لا بد أن له علاقة بالأمر.وبالفعل، نظرت ديمة إليه بجدية بالغة وقالت بصعوبة: "لا تدعي... فوفو... تقترب من أي شخص من مجموعة الراسني... أنا خائفة عليها..."كل كلمة خرجت منها كانت كأنها معركة.سيف لم يحتمل رؤيتها هكذا، وفهم تماما ما قصدته.فما إن بدأت بالكلام حتى قاطعها بسرعة: "حسنا، لا تقلقي. سأراقبها ولن أدعها تقترب من أي أحد من مجموعة الراسني."عندها فقط اطمأن قلب ديمة.لكن ما لم يعرفه الاثنان داخل غرفة المستشفى، أن فادية كانت قد عادت أدراجها دون أن يلحظا.وضعت يدها على مقبض الباب، لكنها تجمدت في مكانها، وبعد نصف دقيقة، أفلتت يدها من المقبض، ثم استدارت وغادرت بخطوات شاردة، وكأن روحها غابت عنها."الأخت فوفو؟"ناداها صوت عند زاوية الممر.لم تسمع بوضوح، حتى تكرر النداء مرة أخرى.عندها فقط كأنها استفاقت من غفلتها، والتفتت لترى لميس، وعيناها خاليتان من أي تعبير.في الأيام الماضية، كانتا الاثنتان تقيمان في المستشفى، وكلما كان سيف موجودا، كانت لميس أيضا لا تفارقه.قالت فادية ببرود وهي تشير بيدها: "سيف في الغرفة."عضت لميس على شفتها بت
منذ أن استيقظت ديمة قبل قليل، أجرى الطبيب الفحص ثم غادر، لكنها ظلت صامتة تماما، عيناها بلا بريق وكأنها فقدت التركيز، أشبه بجسد استيقظ بينما الروح ما زالت غائبة."ديمو؟" حاولت فادية أن تناديها، بصوت منخفض جدا، خشية أن تفزعها.نادتها مرات ومرات، لكن ديمة ظلت تحدق في السقف بلا أي رد.القلق أخذ يتعمق أكثر في قلب فادية."ديمو، الأخ سيف جاء خصيصا ليكون بجانبك، هذه الأيام لم يتركك لحظة، فلا تخافي..."كانت فادية تواصل الكلام بصوت خافت.أقنعت نفسها أن ديمة تحتاج بعض الوقت بعد أن أفاقت.وأنها حين تسمع صوت من تحب، ستعود إليها الروح.لكن مرت لحظات طويلة، بلا أي استجابة.شعور قوي بالذنب واللوم اجتاح قلب فادية، لو كانت أكثر حذرا في ذلك اليوم، أو أسرعت قليلا، ربما ما كانت ديمة ستصل إلى هذه الحال...في تلك اللحظة تمنت لو كان بإمكانها أن تستبدل نفسها بديمة."آسفة يا ديمو، سامحيني، لم أحسن حمايتك، كل هذا بسببي...""ديمو، أنا فوفو... ألا تريدين أن تنظري إلي؟"ازدادت مشاعرها ألما حتى اختنق صوتها، وصار تنفسها صعبا، والدموع انهمرت بلا توقف، تساقطت على يد ديمة."فو... فوفو..."خرج صوت مبحوح ضعيف كهمس البعوض،







