Mag-log inنظرت ندى إلى الساعة، ثم أخذت تتلفت حولها وكأنها تبحث عن شيء ما.وما إن وصلت هي ورفيقتها إلى مدخل مطعم الشاي الكانتوني، حتى توقفت أمامهما سيارتان نزل منهما جمع من الناس، فكان المشهد أول ما لفت انتباه الحاجة الراسني.عائلة النجدي؟عرفت ميزتهم الحاجة الراسني بنظرة واحدة، ثم التفتت نحو ندى بشيء من الريبة وقالت: "أخوك وزوجته؟ يا لها من صدفة غريبة!"ضحكت ندى ضحكة مصطنعة.وفي قلبها قالت: أخيرا وصلوا.ولم تعد تملك وقتا للتفكير، فأسرعت نحوهم قائلة: "أخي، أختي، ما الذي جعلكما في هذه العجلة؟ هل حدث أمر خطير؟"كانت ندى تتظاهر بالدهشة، لتجعل تمثيلها مقنعا أمام الحاجة الراسني.قالت أم تالة بصوت مرتجف من القلق: "حدث أمر خطير، تالة في ورطة."صرخت ندى بذهول: "توتو... ماذا جرى لها؟"أم تالة وقد اختنق صوتها بالبكاء."لم توضح لي كثيرا، لكن قبل ساعة اتصلت بي وهي تبكي، أخبرتني بمكانها وطلبت أن أذهب إليها، كما أنها ذكرت..."ثم توقفت فجأة وكأنها لا تجرؤ على إكمال كلامها.فقد رأت الحاجة الراسني تقف غير بعيد.عادت ندى مسرعة إلى جانب الحاجة الراسني وقالت: "أمي، تقول زوجة أخي إن تالة أصابها مكروه، وأنا قلقة عليها
لميس كانت تعرف أنه إذا أصرت أكثر على البقاء، فلن تجني سوى ازدياد ضيق سيف منها.لذلك أومأت برأسها مطيعة، وودعت فادية ثم استدارت وغادرت.خارج غرفة العمليات، كان الجو مشحونا لدرجة أن حتى صوت التنفس كان مسموعا بوضوح.مع طلوع الفجر، انطفأ أخيرا ضوء غرفة العمليات.وفي اللحظة التي فتح فيها الباب، اندفعت فادية بلهفة نحو الطبيب وأمسكت بذراعه قائلة: "كيف حالها؟"لم تستطع السيطرة على ارتجاف صوتها.قال الطبيب: "لقد نجت من الخطر، لكن... بسبب سقوطها من علو، أصيبت بكسور متعددة. لقد قمنا بالإصلاحات اللازمة، لكن الأمر يعتمد على فترة التعافي، وهي ستكون مؤلمة للغاية."كلمات الطبيب ترددت في أذن فادية.نجت من الموت...نجت، وهذا يكفي.أما عن التعافي... فهي ستبقى بجانبها مهما حدث!لم يكن الأمر بالسوء الذي تخيلته، فتوترها الشديد تلاشى فجأة، وجسدها الذي ظل متماسكا طوال الوقت بدا وكأنه يمكن أن يسقط مع أول نسمة هواء.شعرت بدوار شديد، واسودت الدنيا أمام عينيها، وسمعت أصواتا مذعورة تنادي باسمها.بعد ذلك... لم تعد تشعر بشيء على الإطلاق....كان هواء الصباح في الجبل عليلا ومنعشا على نحو خاص.الحاجة الراسني اعتادت ال
أنهى المكالمة على الفور، واتجه نحو الباب، لكن قبل أن يخرج لحقته المرأة من خلفه قائلة: "سيف، هل حدث شيء للأخت فوفو؟ سأذهب معك، ومهما كان الأمر، يجب أن نقف بجانبها."نظر إليها سيف دون أن يجيب، وكأنه أقر بمرافقتها له.استقل سيف أقرب رحلة جوية، وعندما وصل إلى مطار عاصمة الدولة، كان الفجر لم يطلع بعد.وبحسب العنوان الذي أعطاه له يوسف لاحقا، اتجه مباشرة إلى المستشفى.لكن المرأة التي جاءت معه لم تشاركه نفس القلق، بل قالت بتذمر: "سيف، ألا يمكن أن نتوقف في فندق لنرتاح قليلا؟ أشعر بتعب شديد."رمقها بنظرة عابسة، وحاجباه معقودان لا ينفرجان.كان كل تفكيره منشغلا بديمو، لذلك بدا ضيقه واضحا: "ابحثي عن فندق وارتاحي وحدك."قال لها، ثم استقل سيارة أجرة دون أن يلتفت إليها.شعرت المرأة بالاستياء، لكنها لم ترض أن يتخلى عنها.فهو ذاهب ليرى فادية، وهذا ما جعلها أكثر إصرارا على ألا تتركه وحده، فلحقت به سريعا، وقفزت إلى السيارة قبل أن يغلق الباب.عندما وصلوا إلى المستشفى، كانت أضواء غرفة العمليات لا تزال مضاءة.قالت فادية بوجه شاحب وصوت مبحوح: "أخي سيف، آسفة، ديمو هي..." في البداية بكت كثيرا، لكن مع مرور الدقا
عندما أدرك الحارس الشخصي أن الوضع ليس في صالحه، لم يجرؤ على مواجهة يوسف مباشرة، فاضطر أن يأخذ رجاله وينسحب."ديمو..." تمتمت فادية وهي تحاول بصعوبة النهوض من على الأرض، ثم تعثرت خطواتها حتى وصلت إلى جانب ديمة، وأمسكت بيدها المرتجفة.وحين تحسست نبض معصمها، تنفست أخيرا بارتياح."أخي... ديمو، ديمو..." انفجرت فادية بالبكاء، عيناها ممتلئتان بالذعر والارتباك.لم تجرؤ حتى على لمسها أكثر، خشية أن تسبب لها أذى أكبر.لاحظ يوسف قلقها الشديد، فسارع لطمأنتها قائلا: "لا تقلقي، لقد اتصلت بالإسعاف، سيصلون فورا."كانت لعائلة الهاشمي مستشفى خاص في عاصمة الدولة.ولم تمض سوى دقائق قليلة، حتى وصلت سيارة الإسعاف بهدوء وأخذت ديمة بسرعة.أما الحارس، فقد صعد ليبلغ السيد فيصل بما حدث، لكنه لم يجده في الغرفة.إذ كان فيصل قد أنهى مكالمته مع ندى وخرج من الباب الخلفي للنادي.هذه الليلة أفسدت مزاجه تماما، وكان بحاجة إلى ما يعيد له المتعة.فرتب لقاء مع إحدى المشهورات على الإنترنت في فندق، وكان في تلك اللحظة منشغلا معها.في المستشفى، خارج غرفة العمليات.جلست فادية بعد أن عالجت جروحها البسيطة على وجهها وجسدها، تحدق في ا
"دكتور... سيارة الإسعاف..." صرخت فادية والدموع تنهمر من عينيها بقلق شديد.تقدم أحد الحراس مستعجلا: "لماذا ما زلت واقفة؟ هيا بسرعة! لقد اتصلنا برقم الإسعاف، ستصل السيارة بعد قليل."لكن فادية لم تصدق.قالوا إنه حادث، لكنها لم تصدق أن الأمر مجرد حادث.لقد أبعدوا الجميع، فما الذي ينوون فعله؟أمسكت فادية بيد ديمة، ومسحت برفق وجهها الملطخ بالدماء، وكأنها تهمس لها بالطمأنينة: "لن أتركك أبدا."ولما لم تتحرك فادية، حاول الحارس جذبها بالقوة، لكنها أمسكت بمعصمه فجأة، وبحركة سريعة قلبته أرضا، فسقط يتأوه من الألم.تفاجأ باقي الحراس من قوتها غير المتوقعة، فصاروا أكثر حذرا.لكنهم لم يخافوا.فحتى لو كانت تعرف بعض الحركات، فهي امرأة واحدة أمام عدة حراس، لا فرصة لها بالنجاة.كسرت فادية ذراع الحارس الذي طرحته أرضا،ثم وقفت في مواجهة الآخرين بعزم لا يتزعزع.لن تسمح لأي منهم أن يلمس ديمو!"اهجموها!"صاح قائد الحراس.اندفعوا جميعا نحوها. في البداية قاومتهم بقوة، لكنها مع مرور الوقت بدأت تنهك، وكل ضربة منهم كانت قاسية، حتى صار وجهها ينزف، وبدأت تخسر قوتها.أما ديمة فما زالت ممددة على الأرض بلا حراك.تذكر قائ
"ما الأمر الكبير جدا؟"قال فيصل بلا مبالاة، حتى إنه لم يكلف نفسه عناء النظر من النافذة.ازدادت ملامح ندى قسوة وقالت: "هناك قتيل، أليست هذه كارثة كبيرة؟"ضحكة فيصل الخفيفة عبر الهاتف زادت من بروده: "وماذا في ذلك؟ ألم يحدث من قبل؟ وتمت تسويته بسهولة؟ أمي، تذكري أن تساعديني في التعامل مع هذا الأمر!"ثم أنهى فيصل المكالمة.ندى غمرها التذمر، رغم أنها كانت تتولى معالجة الأمور له في كل مرة، إلا أن تكرارها لا يخلو من احتمال وقوع خطأ أو فضيحة.ولم تخبر جاد الراسني بأي من هذه الأمور.فلو علم، لمال أكثر إلى ذلك الابن غير الشرعي المختبئ في الظل!ذلك الابن غير الشرعي...تنفست ندى بعمق، وقررت مؤقتا ألا تخبر فيصل بوجوده، ثم عادت للرقم الذي ظهر قبل قليل وأرسلت رسالة نصية:「سأتولى معالجة الأمر، لكن لا تكرر هذا أبدا، ركز على عملك وحقق إنجازات، عندها ستكون الساعد الأقوى لوالدك!」فقط إن تزوجت تالة من مالك، والتزم فيصل بحدوده، فسيبقى هو "الابن الوحيد" لجاد الراسني!وفي تلك اللحظة داخل النادي.اخترق دوى هائل أصوات الموسيقى، وبدأ الناس يتجمعون.وعندما رأوا الجسد الملقى على الأرض، تعرف بعضهم عليها:"إنها ديمة




![زوجتي الحبيبة: [سيد عبّاد، لقد غازلتك بالخطأ!]](https://acfs1.goodnovel.com/dist/src/assets/images/book/43949cad-default_cover.png)


