Share

بعد الطلاق، أصبحت حفيدة أثرى رجل في العالم
بعد الطلاق، أصبحت حفيدة أثرى رجل في العالم
Author: أميرة الثلوج البيضاء

الفصل 1 كدت أموت في حادث طائرة

Author: أميرة الثلوج البيضاء
"في تمام الثانية عشر ونصف صباحًا بالتوقيت المحلي، تحطّمت الطائرة المتجهة لمدينة الساحل أثناء هبوطها، وارتفعت حصيلة القتلى إلى 136 ضحية، بينما لم ينجُ سوى ثلاثة أشخاص"

عُرض تقريرٌ مباشرٌ عن حادثة الطائرة على شاشة المستشفى الكبيرة، مما أعاد لارا إلى رشدها.

ولكونها أحد الناجين، كانت ترقد في غرفة العناية المركزة بساقين مضمدتين، وجسدٍ مليءٍ بالجروح.

ظل الهاتف الذي في يدها يصدر رسالةً صوتية، تقول: "الهاتف الذي تحاول الاتصال به غير متاح، برجاء المحاولة في وقتٍ لاحق"

فمنذ وقوع الحادثة، لم يجب حازم، زوجها بالاسم فقط، على أيٍ من اتصالاتها.

لا تصدق أنه ليس على علمٍ بهذه الحادثة التي هزتّ البلاد كلها!

ملأت الجثث موقع الحادثة، وما زال الخوف من فقدان حياتها يعتريها، حتى كادت تختنق من الخوف.

لكن الرجل الذي تزوجته منذ ثلاث سنوات لم يكن بجوارها وهي في أمس حاجتها إليه.

شعرت لارا بالقشعريرة تسري بداخلها.

وبعد وقتٍ طويل، رنّ هاتفها فجأة مما أعادها لوعيها، لكن ما إن نظرت للهاتف حتى تلاشت لمعة عينيها شيئًا فشيئًا لرؤية أن اسم المتصلة هو (جدتي).

اهتز صوتها ما إن أجابت على الهاتف قائلةً: "مرحبًا..."

تلا ذلك سماعها لصوت العجوز القلقة عبر الهاتف: "عزيزتي لارا! كدت أموت من القلق عليكِ، هل أنت على ما يرام؟ هل حازم معك؟"

كانت تلك جدة حازم، وهي الوحيدة التي تهتم بها في تلك العائلة الثرية.

"إنه..."

فهمت الجدة على الفور ما يعنيه صمتها، فقالت: "يا له من حقير! أنت زوجته وسكرتيرته، وقد سافرت للقيام بأعماله نيابةً عنه، لكنه اختفى ما إن وقعت الحادثة! انتظري أنت فقط، وأنا لن أدعه ينجو بفعلته تلك!"

ثم سألتها الجدة حكمت مجددًا: "في أي مستشفى أنت؟ سأرسل مدبر المنزل ليقلّك على الفور"

أنهت لارا المكالمة بعد إعطاء العنوان للجدة بوقتٍ قصير.

طأطأت رأسها بينما تزيل إبرة الوريد من ذراعها بصمت، وتحملّت الألم الذي يعصف بجسدها وهي تنزل من على السرير.

"ماذا تفعلين؟ يجب عليك الراحة لأن جراح ساقك لم تلتئم بعد"

لم تستطع الممرضة التي جاءت لتفقد الجناح منع لارا مما تقوم به.

"أرجوك اعطيني عكازين، أريد الخروج من المستشفى"

كانت نظرتها مليئة بالإصرار ولا تقبل بأي اعتراض.

فمنزل عائلة العلي العتيق أكثر ملائمةً للتعافي من المستشفى.

كما أنها سكرتيرة رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات العلي، وسفرها بالخارج كان من أجل تنسيق المعرض الطبي ومراجعة تفاصيل الموظفين، ويجب عليها تسليم التقارير على الفور إلى المجموعة.

والأهم من ذلك أنها أرادت معرفة ما يقوم به حازم وأين ذهب.

لم تستطع الممرضة إثناء لارا عن رأيها، وما إن جلبت لها العكازين، حتى خرجت لارا بلا تردد من غرفة العناية المركزة، وسارت بتثاقلٍ على طول الجدار متجهةً نحو مكتب الدفع، لكنها حين وصلت لزجاج الردهة الكبير، رأت من خلاله سيارة بلوحة أرقامٍ مألوفة، تتبعها عدة سيارات فاخرة.

تلك السيارة ملك لعائلة العلي.

نزل عدة رجال من السيارات، وتوّسطهم رجلٌ يرتدي بدلةً سوداء، ويحمل بين ذراعيه امرأة، ومن الواضح أنه يهتم بها بشكلٍ بالغ، حتى أنه غطّى ساقيها المكشوفتين بمعطفه الأسود.

كان الرجل يخطو بسرعة تجاه قاعة المستشفى الرئيسية.

ولم يلحظ حتى وجود لارا.

وقفت تشاهد من بعيد، وترى بأم عينيها كيف يحمل تلك المرأة ويدخل بها العيادات المتخصصة.

لم ترَ لارا منه أبدًا هذا القدر من الحنان طوال سنوات زواجهما الثلاثة!

من تكون تلك المرأة؟

لكن بغض النظر عمّن قد تكون، اجتاح قلب لارا ألمٌ لا يوصف.

ألمٌ من شأنه خنقها.

بعد برهة، مرت ممرضة من الطرف الآخر لممر المستشفى، وهمست: "يا إلهي! هذا حازم العلي الذي نراه دائمًا في التقارير الاقتصادية، يا له من رجلٍ جذّاب! لم أعتقد أن أراه في المستشفى، بل ويرافق حبيبته في إجراء فحوصات ما قبل الولادة!"

"فحوصات ما قبل الولادة؟ هل أنت متأكدة؟"

"بالطبع! التقرير الطبي يُظهر أن الجنين في أسبوعه الثاني عشر بالفعل! لكن بسبب حالة الجنين الغير مستقرة، ولأنها نزفت اليوم، حملها السيد حازم إلى المستشفى"

اثنى عشر أسبوعًا... أي قبل شهرين...

Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • بعد الطلاق، أصبحت حفيدة أثرى رجل في العالم   الفصل 100 فلنمهلها وقتها لتتعرف علي جيدًا

    كان الجد وائل الفقي جالسًا في غرفة المعيشة مع أبنائه الثلاثة ينتظرون منذ وقت طويل.وجميعهم قد قرأوا ذلك الخبر، ففي البداية شعروا بالارتياح لأن لؤلؤة العائلة بخير، لكن ما إن فكروا مجددًا، حتى شعروا أن هناك أمرًا غير صحيح، فكيف أصبح الاثنان حديث الإنترنت كثنائي؟كان رائد نادمًا أشد الندم، فما كان يجب عليه أن يسافر على رحلة مختلفة عن لارا لرؤية أصدقائه، ويترك شقيقته وحدها في مطار مدينة البرج.أما العم شاكر، فحين رأى ابنه وزوجته يخرجان لتلطيف الأجواء، شعر وكأنه أُنقِذ للتو."فؤاد، قم بتحية جدك وائل بسرعة!"تقدّم فؤاد، وانحنى بأدب قائلًا: "مرحبًا يا جدي وائل.""أهلًا."كان الجد وائل يرتدي زيًّا تقليديًا بلون أزرق، ورغم أن شعره شاب، إلا أن روحه كانت نابضة بالحياة.تبادل ليث وفؤاد نظرة سريعة كتحية، فهما بالأصل زميلا دراسة تجمعهما علاقة طيبة.أما قاسم، فكان يحدق في فؤاد بعين محلل بيانات، ويفكر في أنه عليه اختراق حاسوبه لاحقًا ليتحقق من شخصيته.وقف رائد عاقدًا ذراعيه بعدائية، فكان يشعر وكأن أحدهم يريد انتزاع صغيرته لارا منه، وإن أراد ذلك فعليه تجاوزه أولًا.قال رائد بهدوء: "لارا الصغ

  • بعد الطلاق، أصبحت حفيدة أثرى رجل في العالم   الفصل 99 لقد وصلت

    في حادثة الطائرة الأولى، كانت لارا قد أدركت حقيقة حازم، واكتشفت كذلك حقيقة زواجهما، واستيقظت من ذاك الحلم الذي ظنت فيه أن عطائها سيكافأ بالحب.ولكن ماذا عن هذه الحادثة؟وبعد كل هذا الدوران والتقلب؟ما زالت وحيدة لا رفيق لها.أخفضت لارا عينيها للنظر إلى شاشة هاتفها المهشم، وقد غمرها شعور بخيبة الأمل، واغرورقت عينيها بالدموع.في تلك اللحظة، كانت الرياح العاتية تهب في الخارج، فهبط طائرة مروحية ببطء، ثم ترجل منها رجل طويل القامة يرتدي بدلة رسمية وربطة عنق، وله هيبة طاغية. كان وجهه حاد القسمات، وما إن وقعت عيناه الحادتان على الجموع حتى بدا وكأنه قد تعرّف على من جاء من أجلها، فاتخذ طريقه نحوها بخطى واسعة.كان الضجيج الذي أحدثته المروحية قد جذب أنظار جميع من تم إنقاذهم، فراحوا يرمقونه بفضول، فمن هي تلك المحظوظة التي جاء هذا الرجل لأجلها؟"إنه وسيم جدًا، من هي تلك الأميرة المصابة التي جاء ليأخذها؟"لم تكن لارا في مزاج يسمح لها بالنظر لما يتحدثون عنه، لكنها حين سمعت هذه الجملة، انهمرت الدموع من عينيها ولم تستطع كبحها.كل شخص بالعالم لديه من يأتي لأجله، أما هي، فليس لها أحد.وأصبح ا

  • بعد الطلاق، أصبحت حفيدة أثرى رجل في العالم   الفصل 98 وقوع حادث طائرة مرةً أخرى

    قال رائد بهدوء لجون عبر الهاتف: "ليحافظوا على مستواهم، ولن تقل المكافآت عن ذلك."ثم أنهى الاتصال."متى استثمرت في فريق ألعاب إلكترونية، يا رائد؟" سألت بفضول وهي ترتشف من مشروبها."حينما كنتُ لاعبًا فاشلًا، كنت دائمًا أُهزم ويشكو زملائي مني، فغضبت ودفعت مائتي مليون لتأسيس فريق، وأثبت لنفسي أن المال يصنع النجوم!"ثم مال على كرسي الألعاب ضاحكًا: "من الآن فصاعدًا، الفريق كله بين يديكِ، أقدّمه لك كهدية!"غمزت لارا قائلةً: "شكرًا جزيلًا."رنّ هاتفها وكان المتصل رقم غريب، فرفضت المكالمة دون تردد، إلا أن الرقم نفسه اتصل مجددًا."مرحبًا.""لارا، الآن وقد عرفتِ مدى قوتي، فلتعيدي خاتم اليشم لي، واعتذري لميار الهاشمي." قال شناوي بغطرسة، أضاف: "ما شعورك والجميع يسبونك على الإنترنت؟"رفعت لارا حاجبيها بسخرية، وقالت بلا مبالاة: "هل هذا أقصى ما يمكنك فعله؟"وأكملت ببطء: "ظننتُك عملاقًا تجاريًا بفضل سنوات خبرتك في مجال الأعمال، لكن حيلك كلها مجرد حيل رخيصة.""أنت مجرد بلطجي ببدلة رسمية لا يعرف سوى الغش، التهديد، ونشر الشائعات… فأي شرف بقي لك لتتفاخر به؟"زمجر شناوي بغضبٍ قائلًا: "قد لا ت

  • بعد الطلاق، أصبحت حفيدة أثرى رجل في العالم   الفصل 97 سأقتل التنين الكبير

    أجرى رائد مكالمة دولية."أيقظوا الجميع فورًا، كل الفريق يجب أن يتصل بالإنترنت الآن من أجل أختي الصغيرة."ثم قدّم للارا مشروبًا أعدّه خبير مختص، وقال: "انتظري لبضع دقائق، وسينضمون للّعبة."كانت لارا متكئة تضُمّ ساقيها على كرسي الألعاب، فأومأت برأسها بتكاسل.كان الوقت فجرًا بالفعل في الجهة الأخرى من الكرة الأرضية في ألمانيا.استيقظ جون رئيس نادي EDF للرياضات الإلكترونية فور تلقيه الاتصال، وركض إلى غرف اللاعبين مرتديًا خفه المنزلي وأخذ يقرع الأبواب بجنون.وبعد ثلاث دقائق، خرج أعضاء الفريق واحدًا تلو الآخر يتثاءبون وهم ملفوفون بالبطانيات."جون، إنها الرابعة صباحًا! لسنا معتادين على تدريبات في هذا الوقت!"وكانت عينا جون محمرتان من السهر كذلك، لكنه أجبر نفسه على التماسك."استمعوا جيدًا! لقد تلقينا الآن اتصالًا من رئيسنا الذي خلف الكواليس!"استعاد الجميع نشاطهم فور أن سمعوا ذلك.وكان الرئيس الغامض الذي لم يره أحد قط معروف بكونه ثري قليل الكلام، لكنه سخي، وكان يمنح الفريق كل ربع سنة مكافأة قدرها 30 مليون، وفي حالة الفوز ببطولات كبيرة، ترتفع القيمة.مؤخرًا، فاز فريق EDF بلقب بطولة ا

  • بعد الطلاق، أصبحت حفيدة أثرى رجل في العالم   الفصل 96 لماذا ازداد اهتمامه بها؟

    ابتسمت لارا بهدوء، وقالت: "نعم، أنا من يهاجمه الجميع."كان حسام أول من نفدَ صبره، فصرخ: "كيف يجرؤون على قول ذلك عنك؟ سأذهب وأردّ عليهم!""وأنا أيضًا!""وكذلك أنا!""لا حاجة لذلك، فالبريء سيظل بريئًا مهما قالوا." ابتسمت لارا حين رأت دفاعهم عنها، وقالت: "لا يهم ما دام من يهمني أمرهم لا يرونني بتلك الطريقة."ثم سألتهم عن احتياجاتهم الدراسية بعد القبول، وطمأنتهم بأنها قد أودعت المال في حساباتهم لتغطية نفقاتهم، طالبةً منهم ألا يرهقوا أنفسهم بالقلق.كما أوصتهم بألا يكشفوا عن هويتها كالقطة المرقطة، ثم رتّبت لهم مرافقة أمنية لمغادرة المبنى عبر المرآب.ما إن غادر الأطفال، حتى رنّ هاتفها، وكان المتصل مروان السالمي.كان يكثر من السفر في الآونة الأخيرة بناءً على تعليماتها، وكان راضيًا تمامًا بذلك بدافع تأنيب الضمير.في المكالمة، بدأ أولًا بشتم الإعلام الظالم، ثم طمأن لارا بأن كل شيء سيكون على ما يرام، وأعرب عن رغبته في العودة إلى الوطن.ضحكت "لارا" بخفة، ثم وافقته على عودته.فليعد بعد إنهاء عمله في أمريكا ليحضر عيد ميلاد جدّهم بعد أيام.أنهى مروان المكالمة بسعادة غامرة.دخل "ليث" الغ

  • بعد الطلاق، أصبحت حفيدة أثرى رجل في العالم   الفصل 95 أختنا القطة المرقطة

    "أختي القطة المرقطة، هل يمكننا أن نلتقي عند بوابة جامعة الساحل؟"عندها فقط تذكّرت لارا أن الوقت ليس مناسبًا لخروجها هذه الأيام."أين أنتم الآن؟ سأرسل من يصطحبكم."بعد ساعة.كان الصحفيون لا يزالون متجمهرين أسفل مبنى الإمبراطور، وقد ترددوا في المغادرة، فكانوا بانتظار ظهور لارا لالتقاط مجموعة صور جديدة.في تلك اللحظة، توقفت سيارة فاخرة، ونزل منها ثلاثة أطفال بملامح نقية وعيون مشرقة.سرعان ما تعرف أحد الصحفيين على الفتاة التي تتقدمهم، وهي جوهرة، الحاصلة على المركز الأول في امتحانات الثانوية العامة لهذا العام في مدينة الساحة.أما الفتيان اللذان كانا خلفها، فهما عمر صاحب أعلى درجة في المواد العلمية، وحسام الفائز بجائزة التأليف الإبداعي.كان لدى الثلاثة ندوب خفيفة أعلى شفاههم، وهي آثار جراحة أُجريت لهم لعلاج الشفة الأرنبية.ونظرًا لأن يونيو هو وقت إعلان نتائج القبول الجامعي، فقد أصبح هذا الموضوع محط اهتمام كبير على الإنترنت، ولا يقل أهمية عن أخبار المشاهير وفضائحهم.تقدّم الصحفيون نحوهم بالمذياع والكاميرات."بدايةً، نبارك لكم يا جوهرة وعمر وحسام على نجاحكم اللافت في الالتحاق بجام

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status