Share

الفصل 3

Author: حلوى متوهجة
داخل مكتب الشركة.

جلس سامي على كرسي المدير، وظل نظره متوقفًا طويلًا على الباب حيث خرجت ياسمين، حتى أنه لم يسمع رنا وهي تناديه.

أتت ياسمين وذهبت على عجلٍ، وموقفها الرسمي في التعامل جعله يشعر أن هناك شيء غريب.

وفجأة، ظهر وجه أمام عينيه.

كانت رنا مستاءة من تجاهله لها.

"سامي، ماذا يدور في بالك؟"

ضغط سامي شفتيه قليلًا، وبعد لحظة أجاب: "لا شيء."

عادةً، لو قالت رنا إنها متعبة، كانت ياسمين تقلق أكثر منه بالتأكيد.

لكن اليوم، بدا أن ياسمين لا تهتم بحالة رنا على الإطلاق.

حتى هو، لم تلقي له سوى نظرة عابرة.

طوال الوقت الذي قضياه معًا، كانت هذه المرة الأولى التي تعامله فيها ياسمين بهذه الطريقة.

مع ذلك، لم يفكر سامي كثيرًا، وانجذب اهتمامه بسرعة نحو رنا.

في الفيلا.

في غرفة النوم الرئيسية لياسمين وسامي حيث يقضيان كل يوم معًا، كانت كل زاوية مليئة بذكرياتهما، وكل غرض يحمل بصمتهما.

أمرت الخدم بإخراج جميع الأشياء التي تخصها.

"سيدتي، هل تريدين نقل هذه الأشياء إلى مكان آخر؟"

"لا، كلها ستُرمى."

جلست ياسمين في غرفة المعيشة تحتسي الشاي، والحقيبة بجانبها تمثل القليل جدًا من أغراضها الخاصة.

وبالنسبة لتلك الأشياء القذرة، فمكانها الطبيعي هو القمامة.

أمرت ياسمين بوضع الحقيبة في السيارة، وكانت تنوي شرب هذا الشاي قبل أن تغادر.

لكن فجأة وصل أحدهم إلى المنزل.

"أختي، من الذي سمح لكِ أن تشربي الشاي؟"

"أنتِ حامل الآن، وهذه الأشياء مضرة للجنين فلا تقتربي منها."

تقدمت رنا إلى الأمام محاولة خطف الكوب من يدها، لكن ياسمين أمسكته بثبات، وفجأة لم تستطع رنا انتزاعه.

بينما كانت رنا على وشك الدفع بقوة، قلبت ياسمين يدها وصبت الشاي الساخن من الكوب على وجهها.

قبل أن تنفجر رنا غضبًا، مدّت ياسمين يديها، وقالت ببراءة: "آسفة يا أختي، انزلقت يدي؛ منذ حملي أصبحت ضعيفة، ولا أستطيع أن أمسك الأشياء بثبات، فهل أقوم بإجهاض الطفل؟"

"مستحيل!"

بالنسبة لها، كان الطفل أهم بكثير من انسكاب الماء على وجهها.

اعترضت رنا على الفور، وقالت: "أختي، حياة الطفل غالية؛ لا تعبثي بها."

ثم أمرت رنا الخدم فورًا بوضع المكملات الغذائية التي اشترتها في غرفة الطعام، ودعت ياسمين لتناولها.

نظرت ياسمين إلى مظهرها المتودد، وضحكت بسخرية: "حسنًا."

بعد ذلك، توجهت ياسمين ورنا إلى الطاولة، وأحضر الخدم أطباق الحساء واحدة تلو الأخرى.

كان هناك حساء الدجاج، حساء السمك، وحساء أقدام البقر، كلها أطعمة دسمة وغنية بالدهون واللحوم.

فقدت ياسمين شهيتها تمامًا بمجرد رؤيتها هذا الكم من الطعام الدسم.

تصرفت رنا وكأنها لن تسمح لها بالتحرك من مكانها قبل أن تنتهي من الطعام.

"أختي، هذه مكملات غذائية مفيدة للحوامل، تناولي منها أكثر."

تظاهرت ياسمين بالطاعة ورفعت الطبق، لكن في اللحظة التالية صبّت كل حساء الدجاج على رنا.

"عذرًا، انزلقت يدي."

فوجئت رنا بالحرارة، وقفزت على الفور من مكانها.

"ياسمين، ما زلتِ تقولين إنكِ لم تقصدي! كيف لشخص أن يخطئ مرتين في وقت قصير؟"

وقبل أن تنهي رنا كلامها، سقطت شوربة السمك على جسدها.

صححت ياسمين بابتسامة ساخرة: "ثلاث مرات."

تبقى الآن على الطاولة طبق أقدام البقر فقط، فتراجعت رنا بحذر شديد.

كانت الروائح المختلطة على جسدها كريهة، والملابس المبللة ملتصقة بجسدها، فغضبت بشدة حتى احمرّ وجهها.

لكن رنا لم تستطع الانفجار، فعضّت على أسنانها لتحبس غضبها، وقالت: "لا تقلقي، أختي، تقلبات الحامل طبيعية، جئت فقط لأخذ شيء من سامي وسأرحل بعد ذلك."

رأتها ياسمين وهي تصعد بخطواتٍ واسعة إلى مكتب سامي، فشعرت مرة أخرى بمزيجٍ من الغصّة والحزن.

وبعد كل تلك السنوات من الحب والزواج، لم يسمح لها مطلقًا بدخول مكتبه.

في كل مرة كان يبرر ذلك بقوله: "المكتب مخصص للعمل فقط، والدخول إليه يسبب الإزعاج، وأنتِ يجب أن تعيشي حياة سعيدة." لكنه سمح لرنا بالدخول مرارًا وتكرارًا.

تذكرت ياسمين تلك الليلة حين استيقظت في منتصف الليل، ولم تجد أحدًا بجانبها، سوى أصواتٍ خافتة تتسلل من المكتب.

وبينما كانت في حالة نصف وعيٍ مشوشة، فتحت الباب ودخلت مباشرة، فما كان من سامي إلا أن وبّخها بصوتٍ غاضب.

"من سمح لكِ بالدخول؟ اخرجي فورًا!"

صوته العالي جعلها تستيقظ فورًا.

لاحقًا برّر سامي الأمر قائلًا إنه خاف ألّا ترتاح جيدًا في منتصف الليل وقد تُصاب بالصداع، لذلك تحدث إليها بقسوة.

لكن الآن، حين تعيد التفكير، تذكّرت حركة أصابعه السريعة على الكمبيوتر، وصوت المرأة وضحكاته التي ما زالت تتلاشى في الغرفة.

كل شيء كان يقول لياسمين إن سامي لم يفسد فجأة، بل كان فاسدًا منذ زمن، لكنها لم تنتبه لذلك.

بعد مرور نصف ساعة، عاد صوت رنا يُسمع من جديد.

وقالت: "أيها الخادم، ضع كل الوجبات الخفيفة والقهوة والحلويات في سيارتي، أختي حامل ولا يجب أن تأكل هذه الأطعمة الرديئة."

كانت قد ذهبت إلى المكتب لتأخذ شيئًا، لكن حين خرجت، كانت ترتدي قميصًا فضفاضًا لسامي، وشعرها ما يزال يقطر ماءً، في دلالةٍ واضحة على أنّها اغتسلت للتوّ.

ثم نظرت إلى ياسمين بنظرةٍ متحدّية، لكنّ عيني ياسمين ظلّتا هادئتين لا تنبئان بشيء.

"أختي، لقد اتّسخت ملابسي بسبب ما سكبتِه عليّ، فاغتسلتُ وارتديتُ قميصًا لسامي، لن تغضبي منّي، أليس كذلك؟"

ابتسمت ياسمين بسخرية، وردّت بسؤالٍ ساخر: "بما أنكِ ارتديته بالفعل، أأخلعه عنكِ الآن وأدعكِ تغادرين عارية؟"

وما إن أنهت كلامها حتى رفعت رأسها بكِبرٍ وغرور، تأمر الخدم بنقل أغراضها إلى السيارة، ومن لا يعرف الحقيقة لظنّ أنّها هي سيّدة البيت.

والأدهى أنّ الجميع أقرّ هذا المشهد بصمت.

لطالما جاءت إلى المنزل، تتظاهر بأنّها فقط تزور ياسمين من باب الودّ والمرح.

وثقت بها ياسمين، وسمحت لها أن تتصرّف في المنزل كما لو كان منزلها.

ومع تلاشي هدير سيارتها الرياضية في البعد، لم تمضِ سوى دقيقتين حتى جاء اتصال من سامي.

"من الذي سمح لكِ أن تسكبي الحساء على رنا؟! بشرتها رقيقة جدًا، أتدرين أنها احترقت؟!"

"لن أعود الليلة، اجلسي وراجعي نفسكِ جيّدًا، واكتبي لي تقريرًا بما أخطأتِ فيه غدًا!"

أنهى استجوابه الغاضب واتهاماته، ثم أغلق الهاتف فورًا.

ما إن سمعت ذلك حتى ابتسمت ياسمين بسخرية.

في أيام الحب، كانا يكتبان التقارير لبعضهما إن أخطأ أحدهما، كنوعٍ من الدعابة والودّ.

أما حين يزول الحب، فكتابة الاعتذار لا تكون سوى مذلّة.

فليعد أو لا يعد، فالأمر سيّان عندها الآن.

نهضت ياسمين، وخرجت بخطواتٍ ثابتةٍ واثقة، تاركةً كل شيءٍ وراءها.
Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • بعدما تم طلاقي واستقالتي في اليوم ذاته، اشتعل ندم طليقي   الفصل 30

    بالمقارنة مع غضب سامي، كانت ردّة فعل ياسمين باردة بشكل ملحوظ.فقد استهلك سامي تدريجيًا كل ما تبقى من مشاعر ياسمين تجاهه بأفعاله، والآن، مهما ثار غضبه، لم تُبْدِ ياسمين أيّ تأثر عاطفي.قالت ببرود: "ألا تفهم لغة البشر؟ أريد استعادة هاتفي، ما المشكلة في ذلك؟""أنتِ…!" شعر سامي وكأن دلوًا من الماء البارد قد سُكب على رأسه، فانطفأت نيران غضبه، ولم يبقَ سوى خيطٍ من الدخان الأسود.امتلأت عيناه بالحيرة والارتباك: "ياسمين، ماذا تفعلين بالضبط؟"في نظر سامي، فإن كل ما حدث سابقًا كان خطأ ياسمين، وهو فقط فعل ما كان يجب عليه فعله.ولم يكن الأمر مبالغًا فيه على الإطلاق.فلماذا تغيرت فجأة وكأنها شخص آخر تمامًا؟قال سامي: "فهمت، أنتِ غاضبة لأنني حبستكِ في الحمام الليلة الماضية، أليس كذلك؟""أجدكِ لا تقدّرين المعروف، ألا تعلمين لماذا حبستُكِ؟ لو لم تضربي رنا أولًا، فلماذا كنت سأحبسكِ إلا لأجعلكِ تهدئي؟""كيف يمكن لشخص في عمركِ أن لا يفهم شيئًا بسيطًا كهذا؟""في تلك الليلة كان هناك الكثير من الأصدقاء، ورنا فتاة صغيرة، وبصفتكِ أختها الكبرى، لو لم تتعظي قليلًا، هل كنتِ تظنين أنكِ ستخرجين من الموقف بسلام؟""

  • بعدما تم طلاقي واستقالتي في اليوم ذاته، اشتعل ندم طليقي   الفصل 29

    فمنذ عودتها لمنزل عائلة الهلالي، عاشت ياسمين دائمًا وكأنها غريبة بينهم.وحتى بعد ارتباطها بسامي، ظلت تتنازل له بلا أي حدود.حتى اعتادت فعل كل شيء بنفسها، لدرجة أنها كادت تنسى شعور أن يساندها أحد.إلى أن التقت بيونس، فأدركت أخيرًا معنى أن تحظى بالرعاية الحقيقية.حين أُسِّست مجموعة العلياء، لم يكن الكثيرون يعترفون بها، وزاد احتقارهم لها حين عرفوا أنها حبيبة سامي.اعتقد الجميع أنها امرأة انتهازية تستغل الرجال، وتنتظر نجاح حبيبها لتجني الثمار دون جهد.فبذلت جهودًا كبيرة، وسهرت ليالٍ عديدة، حتى نزعت أخيرًا تلك الوصمة عنها.والآن، وقد ظهرت فجأة بصفتها "زوجة السيد يونس"، بل وهي حامل أيضًا، فلو كان الأمر عند رجال سامي لقالوا إنها ماكرة، وتريد استغلال حملها لكسب مكانة اجتماعية مرموقة بأي وسيلة.لكن رجال يونس جميعهم يكنّون لها احترامًا شديدًا.لم يكترثوا لبسبب زواجها من يونس، كل ما عرفوه أنها زوجته التي اختارها، وأنها حامل بالحفيد الأكبر لعائلة المهدي.اتكأت ياسمين على الوسادة، وشعرت وكأنها انتقلت إلى عالم آخر.ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتيها، وشعرت أن الأمر ليس سيئًا أبدًا.على الأقل ابتعدت عن

  • بعدما تم طلاقي واستقالتي في اليوم ذاته، اشتعل ندم طليقي   الفصل 28

    كان المكان خاليًا تمامًا.اتسعت عينا سامي فجأة، وقال: "أين هي؟""أين ياسمين؟"لما سمع المدير بوصول سامي أسرع إلى المكان، وعندما رأى الحمام فارغًا، انتابته الحيرة أيضًا، وقال: "أين هي؟ لقد كانت هنا البارحة!""بعد مغادرتكم لم يمسّ أحد الجناح، لقد أغلقناه ورحلنا مباشرة."ضيّق سامي عينيه بشكّ واضح، وشعر أن الأمر غريب، وطلب من المدير مراجعة كاميرات المراقبة.عاد المدير سريعًا بوجه شاحب وقال: "التسجيلات اختفت.""ماذا؟"صُدم سامي وقال: "كيف اختفت؟"ارتبك المدير أيضًا وقال: "نحن أيضًا في حيرة، فمنطقيًا، ما كان ينبغي حذف تسجيلات كاميرات المراقبة من الليلة الماضية، ولقد تحققنا من جميع الفترات الزمنية، ولكن لا توجد تسجيلات لياسمين أثناء احتجازها، أو تسجيلات لمغادرتها."تذكر سامي فجأة: "ألم يحضر رئيس مجموعة المهدي البارحة؟""ألم تره في التسجيلات؟"أدرك المدير فجأة، وصاح قائلًا: "حقًا لم أره، يبدو أن المسؤولين، بناءً على تعليمات السيد يونس، حذفوا تسجيل زيارته للنادي، وبالمصادفة حُذِفَت معها أجزاء تسجيل ياسمين."فضرب سامي الجدار بقبضته غاضبًا.اقترح المدير قائلًا: "لماذا لا تتصل بياسمين يا سيد سامي؟

  • بعدما تم طلاقي واستقالتي في اليوم ذاته، اشتعل ندم طليقي   الفصل 27

    سقطت فرشاة الأسنان من يد سامي على الأرض محدثةً صوت ارتطام.وفجأة عادت إليه ذكرياته المفقودة، وتذكر سامي كل شيء.سأل سامي: "هل أنت متأكد من أن الإشعار وصل؟"أجاب المساعد بحزم: "أنا متأكد أنه وصل…"تغيرت تعابير وجه سامي، وقال: "حسنًا، سنتحدث عندما أعود للشركة."ثم أنهى المكالمة فورًا.أما المساعد على الطرف الآخر من الهاتف لم يملك إلا أن يرفع عينيه بضجر.بصفتهم موظفين في الشركة، فهم يعلمون يقينًا من الذي أوصل الشركة إلى ما هي عليه اليوم.لم يمضِ على غياب ياسمين عن الشركة سوى بضعة أيام، وقد حدثت بالفعل فوضى عارمة؛ من يدري ما قد يحدث لاحقًا؟هز المساعد رأسه، مستخدمًا عذر أن سامي سيصل للشركة قريبًا، لصرف الموظفين الفضوليين بعيدًا، وبدأ يفكر بقلق في تغيير وظيفته.غسل سامي وجهه وخرج من الحمام، وكانت رنا لا تزالُ نائمةً على السرير.اقترب منها بتعبيرٍ مُعقد، وربت على وجهها برفق."رنا، استيقظي."تنهدت رنا بطريقة لطيفة، واحتضنت سامي، متشبثةً بخصره، وقالت: "متعبة جدًا يا سامي، دعني أنام قليلًا، حسنًا؟"رقّ قلب سامي، لكنه تذكر أمر الشركة، فقسى قلبه وربت على وجهها بقوة، قائلًا: "رنا، استيقظي!"استيقظ

  • بعدما تم طلاقي واستقالتي في اليوم ذاته، اشتعل ندم طليقي   الفصل 26

    كان سامي قد شرب كثيرًا الليلة الماضية، فاستيقظ فجأةً وهو يعاني من صداع شديد.فرك صدغيه بضيق وسأل بانفعال: "ماذا حدث؟"جاءه صوت المساعد على الهاتف قائلًا: "هل نسيت يا سيد سامي؟ اليوم عند الساعة التاسعة والنصف صباحًا، كان الشريك التجاري سيأتي لشركتنا لتوقيع العقد، لكننا لم نستطع الاتصال بكَ مسبقًا، فانتظر الشريك حتى الساعة العاشرة ثم غادر غاضبًا، حاول نائب المدير الاتصال فورًا للاعتذار لكن الطرف الآخر أغلق الهاتف، وقبل خمس دقائق، أبلغنا الشريك التجاري إن توقيع العقد سيؤجل.""سيد سامي، من الواضح أنهم لا ينوون مواصلة العمل معنا، فماذا نفعل؟"كان هذا أكبر مشروع لمجموعة العلياء هذا العام، وكان فريق المشروع يعمل عليه بجهد لمدة ستة أشهر كاملة ليتمكنوا أخيرًا من إتمام التعاون.وبالكاد وافق شريك العمل على توقيع العقد، ثم انهار كل شيء بسبب تأخر مسؤول مجموعة العلياء، وإذا انتشر الخبر سيسخر الجميع!وهذه خسارة فادحة لمجموعة العلياء.قال سامي بغضب: "كيف لي أن أعلم أن توقيع العقد عند التاسعة والنصف؟""هل أنتم جميعًا أموات؟ ألم يكن بإمكانكم إخباري قبلها بيوم؟"بدا على المساعد استياء شديد، وقال: "لقد فع

  • بعدما تم طلاقي واستقالتي في اليوم ذاته، اشتعل ندم طليقي   الفصل 25

    قال سامي بنبرة ساخرة: "يبدو أنكِ تدركين مكانتكِ جيدًا."ثم ابتسم ابتسامة خفيفة وقال: "لكن للأسف، عائلة المهدي ليست من ذلك النوع القاسي.""طالما أن الأمر في حدود إمكانيات عائلة المهدي، فسنلبي أي احتياجات لكِ.""فالمرأة تعاني كثيرًا طوال فترة الحمل، ولن تكون عائلة المهدي قاسيةً إلى هذا الحد."أصيبت ياسمين بالذهول.كانت تظن أن علاقتها بيونس مجرد علاقة تعاون بسيطة.فبالنظر إلى سلوك يونس عندما التقيا لأول مرة، افترضت بطبيعة الحال أنه لا يريد سوى الطفل الذي في بطنها؛ وأن الزواج لم يكن سوى عقد ورقي لا قيمة له.لكن الآن يقول يونس إن عائلة المهدي لن تكون قاسيةً إلى هذا الحد.فهل يعني هذا أنه لا ينفر منها؟تذكرت ياسمين ما قاله طارق عن الملابس.فأدركت فجأة أن يونس قام بالكثير من الأمور في الخفاء.لكنها كانت غارقة في ألم الخيانة فلم تنتبه."إذن..." حرّكت ياسمين عينيها بتردد، ثم ذكرت طلبها بحذر: "أريد إعادة إحياء شركة الهلالي، وأحتاج لأيدي عاملة، فهل يمكنكَ مساعدتي؟"لم تكن ياسمين لتجرأ على قول هذه الكلمات في الماضي.لكن ربما لأن يونس أنقذها اليوم كبطل، وطمأنها بكلامه، فشعرت ياسمين بجرأة أكبر.وبال

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status