Share

الفصل 6

Author: حلوى متوهجة
لم يكن الأمر أنّ ياسمين تحبّ هذا الطفل كثيرًا.

فقبل أن تعرف حقيقة الحمل البديل، كانت تتشوّق حقًا لقدوم هذا الطفل الذي ظنّت أنه ثمرة حبّها مع سامي.

لكن بعد أن عرفت الحقيقة، أصبحت مشاعر ياسمين تجاه هذا الطفل شديدة التعقيد.

ورغم أنّها كانت ممتنّة لأنّ مخطّط ذلك الرجل الدنيء لم ينجح، إلّا أنّها لم تعرف كيف ستستقبل هذا الطفل.

فهي ويونس المهدي لم يكونا يعرفان بعضهما إطلاقًا، ومن محض المصادفة صار بينهما طفل؛ وياسمين لم تجرؤ حتى على تخيّل كيف سيتعاملان بعد ولادته.

رد الطبيب: "اطمئني، الطفل بخير."

"لكن على الحامل أن تحافظ على هدوء أعصابها وتتجنب الإرهاق."

أومأت ياسمين برأسها قائلة: "شكرًا أيها الطبيب."

بعد خروج الطبيب، تذكّرت أخيرًا أن تبحث عن هاتفها.

كان آخر شخص رأته قبل أن يُغمى عليها هو حسام، ويبدو أنّه هو من أحضرها إلى المستشفى، لذا عليها أن تُحوِّل له تكاليف العلاج.

وبصوت طَقّة خفيفة، فُتح باب غرفة المستشفى من جديد، فرفعت ياسمين رأسها لتنظر، فإذا بها ترى شخصًا غير مُتوقَع.

"يونس المهدي؟!" صاحت ياسمين بدهشة.

كان الرجل ببدلته الرمادية اللامعة يسير بخطوات واثقة، وفي لحظةٍ كان واقفًا أمام سريرها، وقبل أن تستوعب ياسمين الأمر، كان قد وضع يده على جبينها.

رمشت ياسمين بعينيها، وقد بدا عليها الارتباك.

فسحب يونس يده بسرعة، وجلس على مقعدٍ قريب وقال: "هل تشعرين بأي ألم آخر؟"

وبالمقارنة مع بروده وجفائه في لقائهما السابق، بدا عليه الآن شيء من الدفء والاهتمام.

ألقت ياسمين عليه نظرة فاحصة، لكن يونس لم يُبدِ أي تغيير في ملامحه، بل قال بهدوء: "لا تسيئي الفهم، سواء كنتُ خطيبكِ أو والد الطفل الذي في بطنكِ، فمن الواجب، عقلًا وعرفًا، أن آتي للاطمئنان."

هكذا إذن…

تجاهلت ياسمين تلك المشاعر الغريبة في قلبها، ولمّا رأت ملامح يونس الجادة، ظهرت في عينيها لمحة خفيفة من السخرية.

وقالت: "لكن… ألسنا زوجين بعقدٍ مؤقّت؟ ثم إننا لم نتزوج رسميًا بعد."

حين رأى يونس عينيها الصافيتين تحدّقان به مباشرة، أومأ دون أي تعبير على وجهه وقال: "إن كان الأمر مناسبًا لكِ، يمكنكِ الذهاب إلى مكتب الأحوال المدنية في أي وقت."

انعقد لسان ياسمين ولم تجد ما تقول.

في البداية كانت تسخر من يونس، لكن سرعان ما انقلبت الأمور لتصبح هي التي تذوق الهزيمة.

فردّت: "لا، لا… ليس الأمر كذلك."

فهي ما زالت في فترة الصلح التي تسبق الطلاق من سامي.

وإن شاع الخبر لاحقًا، فسيقول الناس إن رئيس مجموعة المهدي قد تورط في علاقات حب متعددة، وهي لا تستطيع تحمّل لقب المرأة الفاتنة المسببة للمشاكل.

ثم إنّه لا يوجد أي شيء بينهما أصلًا، ولن تتحمّل تهمة لا علاقة لها بها.

قال يونس: "لدينا مستشفى خاص تابع لمجموعة المهدي، سأجعلهم يرتّبون الأمر لكِ، وحين تُنقَلين إليه اعتني بصحتك جيدًا."

همّت ياسمين بفتح فمها لتعتذر وترفض، لكن حين رأت ملامح يونس الرسمية والواضحة، تذكّرت أنّه يفعل هذا حرصًا على الطفل الذي تحمله، فتبددت كلماتها ولم يخرج من فمها سوى: "حسنًا."

ألقى يونس نظرة على ساعته وقال: "لدي اجتماع بعد قليل، ومساعدي موجود بالخارج، إن احتجتِ شيئًا فاطلبي منه."

بعد أن أنهى يونس كلامه، دخل شاب صغير بخطوات سريعة، وانحنى أمام ياسمين قائلًا: "سيدتي، اسمي طارق منصور، يمكنكِ مناداتي بطارق فقط."

نظرت ياسمين إلى يونس وقالت: "في الحقيقة أستطيع إدارة الأمور بنفسي، من الأفضل أن يبقى مساعدك معك."

لقد أدركت ياسمين أن علاقتها بيونس ليست وثيقة، وإقامتها في المكان الذي خصّصه لها واستخدامها لخدماته جعلها متوترة قليلًا، فلو طلبت استخدام مساعده أيضًا، لكان الأمر مُحرِجًا للغاية.

فقال: "لا بأس."

نهض يونس، تاركًا ياسمين وحدها من خلفه.

فأدركت ياسمين الموقف ولم تتكلم مرة أخرى.

بعد أن غادر يونس، لم يبقَ طارق في الغرفة طويلًا، وأخبرها قائلًا إنه سيكون في الخارج في الانتظار، وإذا احتاجت شيئًا فلتناديه، ثم خرج.

عثرت ياسمين على هاتفها في درج المنضدة بجانب السرير.

وبعدما فتحت الهاتف، وجدت أن موظفي الشركة أرسلوا لها الكثير من الرسائل، بينما أولئك الحقيران اللذان تسبّبا في مشكلتها كانوا صامتين تمامًا كالميت.

ردّت ياسمين أولًا على رسالة حسام.

أخبرته أنّها بخير، ثم حولت له تكاليف العلاج.

"أستاذة ياسمين…"

بدا أنّ حسام لديه ما يريد قوله، فرفعت ياسمين حاجبها وأرسلت له علامة استفهام.

"اممم… لا شيء، استريحي جيدًا، وأتمنى لك الشفاء العاجل!"

حدس ياسمين أخبرها أنّ حسام بالتأكيد لم يُكمل كلامه، لكنها لم تكن من النوع الفضولي، وعلاوة على ذلك، لو أراد حسام أن يقول شيئًا، لكان قاله منذ البداية، ولم يكن ليتردد.

يبدو أن سبب انتشار الكلام في الشركة هو حادثة إغمائها.

لكن ياسمين لم تولِ الأمر أي اهتمام.

على أي حال، حتى لو انتشرت شائعات في الشركة، فليس من شأنها أن تقلقها حيالها.

وبما أنّ سامي يعتني برنا كثيرًا، فربما لا يود أن تُنتقد أو يُساء فهمها من قبل الآخرين.

لم تمر لحظات حتى تحقق ما خطر ببال ياسمين، إذ رنّ هاتفها فجأة وبصوت متكرر.

وعندما رأت اسم سامي يظهر على الشاشة، رفعت ياسمين حاجبها وأجابت على المكالمة بسلاسة.

مرت فترة طويلة منذ دخولها المستشفى، حتى جاء أول اتصال من سامي أخيرًا.

شعرت ياسمين ببرود تام في قلبها، وسألت بهدوء وبدون أي اضطراب: "ما الأمر؟"

يبدو أنّ سامي انزعج من نبرتها الباردة، فاشتدّ صوت أنفاسه قليلًا وسأل: "ياسمين؟"

أصدرت ياسمين صوتًا خفيفًا يدل على الضجر وقالت: "قل ما لديك بسرعة!"

عندها فقط تأكّد سامي أن من تردّ عليه هي فعلًا ياسمين.

وسألها باستياء واضح: "ما هذا الأسلوب؟"

كانت ياسمين على وشك أن ترد بسخرية، لكن سامي قاطعها مباشرةً قائلًا: "لا بأس، لن أعاتبك هذه المرة، لكن انتبهي في المرة القادمة!"

"ظهرت بعض الشائعات في الشركة بسبب ما حدث قبل قليل، فاذهبي حالًا ووضّحي الأمر."

"رنا أختك بالنهاية، أتتركينها يُقال عنها مثل هذه الكلمات؟"

كانت ياسمين تظن أن علاقة سامي برنا بلغت حدًا مخزيًا بالفعل.

لكنها لم تتوقع أن لديه ما هو أسوأ من ذلك.

تحدثت ياسمين بنبرة صارمة: "أولًا: لا أعرف ما الذي يُشاع في الشركة بالضبط، وحتى لو كانت هناك شائعات، فلا علاقة لي بها، ولستُ مسؤولة أو مُلزَمة بتوضيح أي شيء."

"ثانيًا: هي مجرد أخت غير شقيقة، ثم إنك— وباعتبارك زوج أختها— تبدو أكثر حرصًا عليها منّي، فإن كنتَ مشفقًا عليها، فاذهب أنت وتعامل مع الأمر، ولا تأتِ لتأمرني!"

"ثالثًا: أنتَ دفعتني إلى الحائط وتسببتَ في دخولي المستشفى، وإن لم تقدّم لي تفسيرًا مقنعًا، فلا تلومني إن أبلغتُ الشرطة بتهمة الاعتداء المتعمّد."

وما إن أنهت ياسمين كلامها، حتى أغلقت الهاتف مباشرةً دون أن تمنح سامي أي وقت للرد.

ثم أغلقت هاتفها وألقته جانبًا، ونادت طارق لتسأله متى يمكنها الانتقال إلى المستشفى الآخر.

فردَّ طارق بأن الفريق الطبي سيصل حالًا، فاكتفت ياسمين بهز رأسها وقالت: "من فضلك، جهّز لي أغراضي."

"حسنًا."

وما إن خرجت ياسمين بخطواتها الأولى، حتى اقتحم سامي المستشفى خلفها كالثور الهائج.

وعندما وجد الغرفة خالية تمامًا، اشتعل سامي غضبًا وأمسك بإحدى الممرضات وسألها بصوت حاد: "أين المريضة التي كانت هنا؟ وكيف حال الطفل الذي في بطنها؟"

كادت الممرضة تتعثر من قوة سحبه، وسألت بانزعاج: "ومن تكون أنت؟"

"أنا زوج المريضة!"

نظرت الممرضة باستغراب: "إذن… من تكون هذه السيدة التي بجانبك؟"
Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • بعدما تم طلاقي واستقالتي في اليوم ذاته، اشتعل ندم طليقي   الفصل 30

    بالمقارنة مع غضب سامي، كانت ردّة فعل ياسمين باردة بشكل ملحوظ.فقد استهلك سامي تدريجيًا كل ما تبقى من مشاعر ياسمين تجاهه بأفعاله، والآن، مهما ثار غضبه، لم تُبْدِ ياسمين أيّ تأثر عاطفي.قالت ببرود: "ألا تفهم لغة البشر؟ أريد استعادة هاتفي، ما المشكلة في ذلك؟""أنتِ…!" شعر سامي وكأن دلوًا من الماء البارد قد سُكب على رأسه، فانطفأت نيران غضبه، ولم يبقَ سوى خيطٍ من الدخان الأسود.امتلأت عيناه بالحيرة والارتباك: "ياسمين، ماذا تفعلين بالضبط؟"في نظر سامي، فإن كل ما حدث سابقًا كان خطأ ياسمين، وهو فقط فعل ما كان يجب عليه فعله.ولم يكن الأمر مبالغًا فيه على الإطلاق.فلماذا تغيرت فجأة وكأنها شخص آخر تمامًا؟قال سامي: "فهمت، أنتِ غاضبة لأنني حبستكِ في الحمام الليلة الماضية، أليس كذلك؟""أجدكِ لا تقدّرين المعروف، ألا تعلمين لماذا حبستُكِ؟ لو لم تضربي رنا أولًا، فلماذا كنت سأحبسكِ إلا لأجعلكِ تهدئي؟""كيف يمكن لشخص في عمركِ أن لا يفهم شيئًا بسيطًا كهذا؟""في تلك الليلة كان هناك الكثير من الأصدقاء، ورنا فتاة صغيرة، وبصفتكِ أختها الكبرى، لو لم تتعظي قليلًا، هل كنتِ تظنين أنكِ ستخرجين من الموقف بسلام؟""

  • بعدما تم طلاقي واستقالتي في اليوم ذاته، اشتعل ندم طليقي   الفصل 29

    فمنذ عودتها لمنزل عائلة الهلالي، عاشت ياسمين دائمًا وكأنها غريبة بينهم.وحتى بعد ارتباطها بسامي، ظلت تتنازل له بلا أي حدود.حتى اعتادت فعل كل شيء بنفسها، لدرجة أنها كادت تنسى شعور أن يساندها أحد.إلى أن التقت بيونس، فأدركت أخيرًا معنى أن تحظى بالرعاية الحقيقية.حين أُسِّست مجموعة العلياء، لم يكن الكثيرون يعترفون بها، وزاد احتقارهم لها حين عرفوا أنها حبيبة سامي.اعتقد الجميع أنها امرأة انتهازية تستغل الرجال، وتنتظر نجاح حبيبها لتجني الثمار دون جهد.فبذلت جهودًا كبيرة، وسهرت ليالٍ عديدة، حتى نزعت أخيرًا تلك الوصمة عنها.والآن، وقد ظهرت فجأة بصفتها "زوجة السيد يونس"، بل وهي حامل أيضًا، فلو كان الأمر عند رجال سامي لقالوا إنها ماكرة، وتريد استغلال حملها لكسب مكانة اجتماعية مرموقة بأي وسيلة.لكن رجال يونس جميعهم يكنّون لها احترامًا شديدًا.لم يكترثوا لبسبب زواجها من يونس، كل ما عرفوه أنها زوجته التي اختارها، وأنها حامل بالحفيد الأكبر لعائلة المهدي.اتكأت ياسمين على الوسادة، وشعرت وكأنها انتقلت إلى عالم آخر.ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتيها، وشعرت أن الأمر ليس سيئًا أبدًا.على الأقل ابتعدت عن

  • بعدما تم طلاقي واستقالتي في اليوم ذاته، اشتعل ندم طليقي   الفصل 28

    كان المكان خاليًا تمامًا.اتسعت عينا سامي فجأة، وقال: "أين هي؟""أين ياسمين؟"لما سمع المدير بوصول سامي أسرع إلى المكان، وعندما رأى الحمام فارغًا، انتابته الحيرة أيضًا، وقال: "أين هي؟ لقد كانت هنا البارحة!""بعد مغادرتكم لم يمسّ أحد الجناح، لقد أغلقناه ورحلنا مباشرة."ضيّق سامي عينيه بشكّ واضح، وشعر أن الأمر غريب، وطلب من المدير مراجعة كاميرات المراقبة.عاد المدير سريعًا بوجه شاحب وقال: "التسجيلات اختفت.""ماذا؟"صُدم سامي وقال: "كيف اختفت؟"ارتبك المدير أيضًا وقال: "نحن أيضًا في حيرة، فمنطقيًا، ما كان ينبغي حذف تسجيلات كاميرات المراقبة من الليلة الماضية، ولقد تحققنا من جميع الفترات الزمنية، ولكن لا توجد تسجيلات لياسمين أثناء احتجازها، أو تسجيلات لمغادرتها."تذكر سامي فجأة: "ألم يحضر رئيس مجموعة المهدي البارحة؟""ألم تره في التسجيلات؟"أدرك المدير فجأة، وصاح قائلًا: "حقًا لم أره، يبدو أن المسؤولين، بناءً على تعليمات السيد يونس، حذفوا تسجيل زيارته للنادي، وبالمصادفة حُذِفَت معها أجزاء تسجيل ياسمين."فضرب سامي الجدار بقبضته غاضبًا.اقترح المدير قائلًا: "لماذا لا تتصل بياسمين يا سيد سامي؟

  • بعدما تم طلاقي واستقالتي في اليوم ذاته، اشتعل ندم طليقي   الفصل 27

    سقطت فرشاة الأسنان من يد سامي على الأرض محدثةً صوت ارتطام.وفجأة عادت إليه ذكرياته المفقودة، وتذكر سامي كل شيء.سأل سامي: "هل أنت متأكد من أن الإشعار وصل؟"أجاب المساعد بحزم: "أنا متأكد أنه وصل…"تغيرت تعابير وجه سامي، وقال: "حسنًا، سنتحدث عندما أعود للشركة."ثم أنهى المكالمة فورًا.أما المساعد على الطرف الآخر من الهاتف لم يملك إلا أن يرفع عينيه بضجر.بصفتهم موظفين في الشركة، فهم يعلمون يقينًا من الذي أوصل الشركة إلى ما هي عليه اليوم.لم يمضِ على غياب ياسمين عن الشركة سوى بضعة أيام، وقد حدثت بالفعل فوضى عارمة؛ من يدري ما قد يحدث لاحقًا؟هز المساعد رأسه، مستخدمًا عذر أن سامي سيصل للشركة قريبًا، لصرف الموظفين الفضوليين بعيدًا، وبدأ يفكر بقلق في تغيير وظيفته.غسل سامي وجهه وخرج من الحمام، وكانت رنا لا تزالُ نائمةً على السرير.اقترب منها بتعبيرٍ مُعقد، وربت على وجهها برفق."رنا، استيقظي."تنهدت رنا بطريقة لطيفة، واحتضنت سامي، متشبثةً بخصره، وقالت: "متعبة جدًا يا سامي، دعني أنام قليلًا، حسنًا؟"رقّ قلب سامي، لكنه تذكر أمر الشركة، فقسى قلبه وربت على وجهها بقوة، قائلًا: "رنا، استيقظي!"استيقظ

  • بعدما تم طلاقي واستقالتي في اليوم ذاته، اشتعل ندم طليقي   الفصل 26

    كان سامي قد شرب كثيرًا الليلة الماضية، فاستيقظ فجأةً وهو يعاني من صداع شديد.فرك صدغيه بضيق وسأل بانفعال: "ماذا حدث؟"جاءه صوت المساعد على الهاتف قائلًا: "هل نسيت يا سيد سامي؟ اليوم عند الساعة التاسعة والنصف صباحًا، كان الشريك التجاري سيأتي لشركتنا لتوقيع العقد، لكننا لم نستطع الاتصال بكَ مسبقًا، فانتظر الشريك حتى الساعة العاشرة ثم غادر غاضبًا، حاول نائب المدير الاتصال فورًا للاعتذار لكن الطرف الآخر أغلق الهاتف، وقبل خمس دقائق، أبلغنا الشريك التجاري إن توقيع العقد سيؤجل.""سيد سامي، من الواضح أنهم لا ينوون مواصلة العمل معنا، فماذا نفعل؟"كان هذا أكبر مشروع لمجموعة العلياء هذا العام، وكان فريق المشروع يعمل عليه بجهد لمدة ستة أشهر كاملة ليتمكنوا أخيرًا من إتمام التعاون.وبالكاد وافق شريك العمل على توقيع العقد، ثم انهار كل شيء بسبب تأخر مسؤول مجموعة العلياء، وإذا انتشر الخبر سيسخر الجميع!وهذه خسارة فادحة لمجموعة العلياء.قال سامي بغضب: "كيف لي أن أعلم أن توقيع العقد عند التاسعة والنصف؟""هل أنتم جميعًا أموات؟ ألم يكن بإمكانكم إخباري قبلها بيوم؟"بدا على المساعد استياء شديد، وقال: "لقد فع

  • بعدما تم طلاقي واستقالتي في اليوم ذاته، اشتعل ندم طليقي   الفصل 25

    قال سامي بنبرة ساخرة: "يبدو أنكِ تدركين مكانتكِ جيدًا."ثم ابتسم ابتسامة خفيفة وقال: "لكن للأسف، عائلة المهدي ليست من ذلك النوع القاسي.""طالما أن الأمر في حدود إمكانيات عائلة المهدي، فسنلبي أي احتياجات لكِ.""فالمرأة تعاني كثيرًا طوال فترة الحمل، ولن تكون عائلة المهدي قاسيةً إلى هذا الحد."أصيبت ياسمين بالذهول.كانت تظن أن علاقتها بيونس مجرد علاقة تعاون بسيطة.فبالنظر إلى سلوك يونس عندما التقيا لأول مرة، افترضت بطبيعة الحال أنه لا يريد سوى الطفل الذي في بطنها؛ وأن الزواج لم يكن سوى عقد ورقي لا قيمة له.لكن الآن يقول يونس إن عائلة المهدي لن تكون قاسيةً إلى هذا الحد.فهل يعني هذا أنه لا ينفر منها؟تذكرت ياسمين ما قاله طارق عن الملابس.فأدركت فجأة أن يونس قام بالكثير من الأمور في الخفاء.لكنها كانت غارقة في ألم الخيانة فلم تنتبه."إذن..." حرّكت ياسمين عينيها بتردد، ثم ذكرت طلبها بحذر: "أريد إعادة إحياء شركة الهلالي، وأحتاج لأيدي عاملة، فهل يمكنكَ مساعدتي؟"لم تكن ياسمين لتجرأ على قول هذه الكلمات في الماضي.لكن ربما لأن يونس أنقذها اليوم كبطل، وطمأنها بكلامه، فشعرت ياسمين بجرأة أكبر.وبال

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status