مشاركة

الفصل 7

مؤلف: حلوى متوهجة
اتّبع سامي نظرة الممرضة والتفت خلفه، فإذا به يرى رنا تقف خلفه ممسكةً بطرف كمّه كزوجته الخجولة.

"هذه…" تمتم سامي محرجًا وهو يسحب كمّه من يد رنا.

فقد كان متحفظًا بعض الشيء أمام الغرباء.

وقال: "هذه أخت زوجتي الصغرى."

ازدادت نظرة الممرضة دهشةً.

أيعقل أن تكون أخت زوجته وبهذه الدرجة من القرب منه؟ قبل قليل ظنّت الممرضة أنهما زوجان بالفعل!

شعر سامي بالإحراج والغضب من نظرة الممرضة، فازدادت حدّة صوته وقال: "أنتِ مجرد ممرضة، فما شأنكِ بكل هذا؟ أخبريني فقط أين المريضة!"

أغضبها أسلوبه الوقح، فردّت الممرضة بنبرة مشحونة: "أنت زوجها ولا تعرف إلى أين ذهبت زوجتك؟! لماذا تصرخ في وجه الطاقم الطبي؟ أين كنت عندما أُحضِرت زوجتك وهي تنزف؟ وأين كنت عندما اتصلنا برقم الطوارئ المخصّص لك لتأتي لها؟"

وتابعت بسخرية: "يا للعجب حقًا… كادت زوجتك أن تفقد جنينها واضطرت لدخول المستشفى، وتأتي أنت متأخرًا بصحبة أختها، ثم تملك الجرأة لتصرخ على الآخرين!"

أنهت الممرضة حديثها واستدارت وغادرت فورًا دون أن تُعير أي اهتمام لملامح سامي.

شعرت رنا بالإحراج أيضًا مما قيل، لكنها اقتربت من سامي برفق محاولة تهدئة مشاعره قائلة: "ربما أختي بخير وقد عادت إلى المنزل، أنت تعلم جيدًا يا سامي، أن ياسمين دائمًا ما تحب أن تفعل مثل هذه الأمور الصغيرة لتزعجك."

أخيرًا، استيقظ ضمير سامي المتأخر للحظة، فقال: "مستحيل، أختك تهتم جدًا بالطفل الذي في بطنها، ولن تستخدم شيئًا كهذا للمزاح."

تأثرت رنا بكلام سامي، وظهر على وجهها الانزعاج.

"إذن سأذهب لأبحث عن أختي!"

وتابعت بصوت مملوء بالبكاء: "كل هذا بسببي، لو لم أذهب لأحضر لك الطعام، لما غضبت أختي، ولما اصطدمت في بطنها، سأذهب لأعتذر لها، حتى لو اضطررت أن أركع أمامها، المهم أن تسامحني."

تغيرت ملامح سامي فجأة حين سمع كلامها، وأمسك يد رنا بسرعة ليمنعها من التحرك.

"لماذا تتهورين هكذا؟ وكيف يكون هذا خطأكِ؟"

نظرت رنا إليه بمرارة: "أليس ما قلته قبل قليل يعني أنك تلومني؟"

شعر سامي بالارتباك الشديد، وكأنه فقد السيطرة على الموقف.

فلم يتمكّن من العثور على ياسمين، ورنا بدأت تتصرف بجدال مرة أخرى، ومع ذلك كان عليه أن يتحلّى بالصبر ليهدئها.

في تلك اللحظة، شعر ببعض الحنين لياسمين.

فهي لم تتصرّف معه بجدال هكذا أبدًا، دائمًا ما كانت تفهمه جيدًا، ومهما قال كانت تتقبّله بجدّية، وكانت عاقلة للغاية.

لحظة شعور بالذنب اجتاحت قلب سامي، لكن سرعان ما طغت عليها مشاعر القلق على رنا.

فسحبها إلى الممر، وضمها إلى صدره، مهدئًا إياها بصوت رقيق: "كَفَى، ما حدث اليوم لا علاقة لكِ به، كُفِّي عن الجدال."

"الأهم الآن هو إيجاد أختك، فبعد كل شيء، الطفل الذي في بطنها هو ابننا."

فهمت رنا مدى اهتمامه، فلم تُصر على الجدال، وقالت: "إذن لنعد ونبحث عنها، أختي بالتأكيد عادت للمنزل."

تلألأت عينا سامي وقال بحماس: "نعم، نعم، لنعد إلى المنزل."

عاد الاثنان من المستشفى مسرعين إلى المنزل، وعند هذه اللحظة فقط اكتشف سامي أن أغراض ياسمين قد اختفت بشكل مفاجئ.

"ما الذي يحدث هنا؟"

احمرّت عينا سامي من الغضب، وأشار إلى الغرفة الخالية وهو يصرخ: "أين أغراض السيدة؟!"

ردّت الخادمة بدهشة: "لقد طلبت السيدة منا سابقًا أن نجمع أغراضها ونرميها."

"ألم تخبركَ السيدة بذلك، يا سيدي؟"

تجمد سامي في مكانه من شدة الدهشة.

أحقًا تخلصت ياسمين من كل أغراض المنزل؟

ما الذي دفعها لفعل هذا؟

"متى حدث هذا؟" عندما سمعت رنا أن ياسمين قد انتقلت، لمع في عينيها شعور بالفرح، وسرعان ما تبدّل إلى ملامح القلق، وسألت باستنكار: "ألم يكن مجرد خلاف بسيط بين سامي وأختي؟ فلماذا تصرّ على إثارة كل هذه المشاكل معه؟ إن سامي مشغول جدًا كل يوم، فمن أين له الوقت ليهدئها؟"

حُشرت كلمات الخادمة في حلقها بعد ما قالته رنا، فقد أرادت أن تقول إن ياسمين انتقلت منذ عدة أيام وليس اليوم، لكنها صمتت عندما رأت ملامح سامي شديدة الغضب.

عندما يتصارع الكبار، يتضرر الصغار، لذا من الأفضل أن تصمت لتتفادى العواقب.

فقال سامي: "إذا أرادت أن تثير المشاكل، فلتفعل!"

ثم لوّح بيده بغضب شديد، وقال: "وإذا كانت تجرؤ، فلا تعد أبدًا! ولا تذهب إلى الشركة أبدًا!"

وبعد أن قال ذلك، أمسك سامي يد رنا قائلًا: "هيا، ألم تكوني ترغبين بشدة في الذهاب إلى مطعم القمّة؟ سأصحبكِ إليه! وسأستأجره الليلة بالكامل من أجلكِ، فالتقطي ما شئتِ من الصور!"

امتلأ وجه رنا بالحماس وقالت: "حقًا؟ آه… آه… أنا أحبك كثيرًا يا سامي!"

وبينما تقول ذلك، اندفعت نحو سامي ومنحته قبلة على وجهه بدون أي خجل.

ابتسم سامي ولفّ ذراعه حول خصر رنا.

وقبل أن يهمّ بتقبيلها، رأى خدم المنزل جميعهم مطأطئي الرؤوس، وكأنهم خائفون من العقاب، فتجمدت الابتسامة على وجه سامي.

أصدر صوت تنبيه بسيط: "أحـم!"

ترك سامي رنا، وقال محاولًا التغطية على الموقف: "رنا ما زالت صغيرة، وتتصرف هكذا عندما تتحمس."

صمت الخدم، لكن في قرارة أنفسهم تملّكهم الذهول: يقبلها بهذا الشغف ثم يقول إنها صغيرة؟! حتى الأطفال لا يُفعل معهم هذا!

إنه مشهد يستحق البلاغ!

"لنذهب." فكر سامي في شرح الموقف، لكنه شعر أن ذلك غير ضروري، فهؤلاء الخدم يعيشون على راتبه، ولن يجرؤ أيٌّ منهم على إخبار ياسمين بما حدث حتى لو امتلك مئة جرأة.

غادر الاثنان المكان بخطوات متباهية، وعندها فقط تنفّس الخدم الصعداء وعاد كلٌّ منهم لعمله.

أما ياسمين، فبعد نقلها إلى المستشفى الخاص التابع لعائلة المهدي، غرقت في نوم عميق.

ولم تستيقظ إلا حين حلّ وقت العَشاء.

وما أن رأت الممرضة المُكلَفة برعايتها أنها استيقظت، حتى أسرعت إليها مبتسمة: "سيدتي، لقد استيقظتِ! هل تشعرين بأي ألم؟"

هزّت ياسمين رأسها نافية.

لقد كان نومها هذا مريحًا للغاية، وشعرت ياسمين أن جسدها كله قد استرخى.

فسألتها الممرضة: "هل تشعرين بالجوع إذن؟"

لمست ياسمين بطنها، وشعرت فعلًا ببعض الجوع، فأومأت برأسها.

أسرعت الممرضة بالضغط على جرس الاستدعاء وقالت: "أحضروا العشاء الآن."

وبكل عناية، قدّمت لياسمين كأسًا من الماء لتروي عطشها قليلًا، وأعادت ترتيب السرير لتتمكن من الجلوس.

كان العشاء عبارة عن وجبة خاصة للمرضى من إعداد المستشفى، مُختارة بعناية من قبل أخصائي التغذية، متوازنة غذائيًا وبكمية وفيرة.

لم تلتقط ياسمين هاتفها لتشغيله إلا بعد أن أكلت وشربت حتى شعرت بالشبع.

تدفقت العديد من الرسائل، حتى كادت تتسبب في توقف هاتف ياسمين عن العمل.

انتظرت بهدوء قليلًا، حتى توقف الصوت، ثم التقطت الهاتف وألقت نظرة عليه.

كان معظمها رسائل من الشركة.

بالإضافة إلى العديد من المكالمات والرسائل من أرقام مجهولة.

وآخرهم كانت رسائل من رنا.

إنها حقًا مثابرة بلا كلل، فقد أرسلت وحدها مئات الرسائل.

فتحت ياسمين بعض الرسائل لتلقي نظرة، وعندها فقط فهمت سبب تصرف رنا الغريب.

كان مطعم القمّة هو المكان الذي اختارته ياسمين لموعدها مع سامي.

كان ذلك احتفالًا بحملها، وقد استأجرت مصورًا خصيصًا لتوثيق فرحة سامي عند معرفته أنه سيصبح أبًا لأول مرة.

لكن في ذلك اليوم، انتظرت وحدها في ذلك المطعم لفترة طويلة، حتى كان المطعم على وشك الإغلاق، ولم يأتِ اتصال من سامي إلا متأخرًا جدًا.

قال إنه كان يعمل في الشركة لساعات إضافية، فنسِي الوقت.

لكن في الواقع، رافق سامي رنا في ذلك اليوم للذهاب في رحلة بالقارب، وأشعل لها ألعابًا نارية رومانسية.

حدّقت ياسمين في الصورة التي تظهر فيها رنا وسامي قريبين جدًا، فتنهدت تنهيدة خفيفة، ثم حظرتهما على الفور.

اللوم يقع عليها أيضًا؛ ففي المرة السابقة اكتفت بإغلاق الهاتف ونَسيَت أن تحظرهما.
استمر في قراءة هذا الكتاب مجانا
امسح الكود لتنزيل التطبيق

أحدث فصل

  • بعدما تم طلاقي واستقالتي في اليوم ذاته، اشتعل ندم طليقي   الفصل 30

    بالمقارنة مع غضب سامي، كانت ردّة فعل ياسمين باردة بشكل ملحوظ.فقد استهلك سامي تدريجيًا كل ما تبقى من مشاعر ياسمين تجاهه بأفعاله، والآن، مهما ثار غضبه، لم تُبْدِ ياسمين أيّ تأثر عاطفي.قالت ببرود: "ألا تفهم لغة البشر؟ أريد استعادة هاتفي، ما المشكلة في ذلك؟""أنتِ…!" شعر سامي وكأن دلوًا من الماء البارد قد سُكب على رأسه، فانطفأت نيران غضبه، ولم يبقَ سوى خيطٍ من الدخان الأسود.امتلأت عيناه بالحيرة والارتباك: "ياسمين، ماذا تفعلين بالضبط؟"في نظر سامي، فإن كل ما حدث سابقًا كان خطأ ياسمين، وهو فقط فعل ما كان يجب عليه فعله.ولم يكن الأمر مبالغًا فيه على الإطلاق.فلماذا تغيرت فجأة وكأنها شخص آخر تمامًا؟قال سامي: "فهمت، أنتِ غاضبة لأنني حبستكِ في الحمام الليلة الماضية، أليس كذلك؟""أجدكِ لا تقدّرين المعروف، ألا تعلمين لماذا حبستُكِ؟ لو لم تضربي رنا أولًا، فلماذا كنت سأحبسكِ إلا لأجعلكِ تهدئي؟""كيف يمكن لشخص في عمركِ أن لا يفهم شيئًا بسيطًا كهذا؟""في تلك الليلة كان هناك الكثير من الأصدقاء، ورنا فتاة صغيرة، وبصفتكِ أختها الكبرى، لو لم تتعظي قليلًا، هل كنتِ تظنين أنكِ ستخرجين من الموقف بسلام؟""

  • بعدما تم طلاقي واستقالتي في اليوم ذاته، اشتعل ندم طليقي   الفصل 29

    فمنذ عودتها لمنزل عائلة الهلالي، عاشت ياسمين دائمًا وكأنها غريبة بينهم.وحتى بعد ارتباطها بسامي، ظلت تتنازل له بلا أي حدود.حتى اعتادت فعل كل شيء بنفسها، لدرجة أنها كادت تنسى شعور أن يساندها أحد.إلى أن التقت بيونس، فأدركت أخيرًا معنى أن تحظى بالرعاية الحقيقية.حين أُسِّست مجموعة العلياء، لم يكن الكثيرون يعترفون بها، وزاد احتقارهم لها حين عرفوا أنها حبيبة سامي.اعتقد الجميع أنها امرأة انتهازية تستغل الرجال، وتنتظر نجاح حبيبها لتجني الثمار دون جهد.فبذلت جهودًا كبيرة، وسهرت ليالٍ عديدة، حتى نزعت أخيرًا تلك الوصمة عنها.والآن، وقد ظهرت فجأة بصفتها "زوجة السيد يونس"، بل وهي حامل أيضًا، فلو كان الأمر عند رجال سامي لقالوا إنها ماكرة، وتريد استغلال حملها لكسب مكانة اجتماعية مرموقة بأي وسيلة.لكن رجال يونس جميعهم يكنّون لها احترامًا شديدًا.لم يكترثوا لبسبب زواجها من يونس، كل ما عرفوه أنها زوجته التي اختارها، وأنها حامل بالحفيد الأكبر لعائلة المهدي.اتكأت ياسمين على الوسادة، وشعرت وكأنها انتقلت إلى عالم آخر.ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتيها، وشعرت أن الأمر ليس سيئًا أبدًا.على الأقل ابتعدت عن

  • بعدما تم طلاقي واستقالتي في اليوم ذاته، اشتعل ندم طليقي   الفصل 28

    كان المكان خاليًا تمامًا.اتسعت عينا سامي فجأة، وقال: "أين هي؟""أين ياسمين؟"لما سمع المدير بوصول سامي أسرع إلى المكان، وعندما رأى الحمام فارغًا، انتابته الحيرة أيضًا، وقال: "أين هي؟ لقد كانت هنا البارحة!""بعد مغادرتكم لم يمسّ أحد الجناح، لقد أغلقناه ورحلنا مباشرة."ضيّق سامي عينيه بشكّ واضح، وشعر أن الأمر غريب، وطلب من المدير مراجعة كاميرات المراقبة.عاد المدير سريعًا بوجه شاحب وقال: "التسجيلات اختفت.""ماذا؟"صُدم سامي وقال: "كيف اختفت؟"ارتبك المدير أيضًا وقال: "نحن أيضًا في حيرة، فمنطقيًا، ما كان ينبغي حذف تسجيلات كاميرات المراقبة من الليلة الماضية، ولقد تحققنا من جميع الفترات الزمنية، ولكن لا توجد تسجيلات لياسمين أثناء احتجازها، أو تسجيلات لمغادرتها."تذكر سامي فجأة: "ألم يحضر رئيس مجموعة المهدي البارحة؟""ألم تره في التسجيلات؟"أدرك المدير فجأة، وصاح قائلًا: "حقًا لم أره، يبدو أن المسؤولين، بناءً على تعليمات السيد يونس، حذفوا تسجيل زيارته للنادي، وبالمصادفة حُذِفَت معها أجزاء تسجيل ياسمين."فضرب سامي الجدار بقبضته غاضبًا.اقترح المدير قائلًا: "لماذا لا تتصل بياسمين يا سيد سامي؟

  • بعدما تم طلاقي واستقالتي في اليوم ذاته، اشتعل ندم طليقي   الفصل 27

    سقطت فرشاة الأسنان من يد سامي على الأرض محدثةً صوت ارتطام.وفجأة عادت إليه ذكرياته المفقودة، وتذكر سامي كل شيء.سأل سامي: "هل أنت متأكد من أن الإشعار وصل؟"أجاب المساعد بحزم: "أنا متأكد أنه وصل…"تغيرت تعابير وجه سامي، وقال: "حسنًا، سنتحدث عندما أعود للشركة."ثم أنهى المكالمة فورًا.أما المساعد على الطرف الآخر من الهاتف لم يملك إلا أن يرفع عينيه بضجر.بصفتهم موظفين في الشركة، فهم يعلمون يقينًا من الذي أوصل الشركة إلى ما هي عليه اليوم.لم يمضِ على غياب ياسمين عن الشركة سوى بضعة أيام، وقد حدثت بالفعل فوضى عارمة؛ من يدري ما قد يحدث لاحقًا؟هز المساعد رأسه، مستخدمًا عذر أن سامي سيصل للشركة قريبًا، لصرف الموظفين الفضوليين بعيدًا، وبدأ يفكر بقلق في تغيير وظيفته.غسل سامي وجهه وخرج من الحمام، وكانت رنا لا تزالُ نائمةً على السرير.اقترب منها بتعبيرٍ مُعقد، وربت على وجهها برفق."رنا، استيقظي."تنهدت رنا بطريقة لطيفة، واحتضنت سامي، متشبثةً بخصره، وقالت: "متعبة جدًا يا سامي، دعني أنام قليلًا، حسنًا؟"رقّ قلب سامي، لكنه تذكر أمر الشركة، فقسى قلبه وربت على وجهها بقوة، قائلًا: "رنا، استيقظي!"استيقظ

  • بعدما تم طلاقي واستقالتي في اليوم ذاته، اشتعل ندم طليقي   الفصل 26

    كان سامي قد شرب كثيرًا الليلة الماضية، فاستيقظ فجأةً وهو يعاني من صداع شديد.فرك صدغيه بضيق وسأل بانفعال: "ماذا حدث؟"جاءه صوت المساعد على الهاتف قائلًا: "هل نسيت يا سيد سامي؟ اليوم عند الساعة التاسعة والنصف صباحًا، كان الشريك التجاري سيأتي لشركتنا لتوقيع العقد، لكننا لم نستطع الاتصال بكَ مسبقًا، فانتظر الشريك حتى الساعة العاشرة ثم غادر غاضبًا، حاول نائب المدير الاتصال فورًا للاعتذار لكن الطرف الآخر أغلق الهاتف، وقبل خمس دقائق، أبلغنا الشريك التجاري إن توقيع العقد سيؤجل.""سيد سامي، من الواضح أنهم لا ينوون مواصلة العمل معنا، فماذا نفعل؟"كان هذا أكبر مشروع لمجموعة العلياء هذا العام، وكان فريق المشروع يعمل عليه بجهد لمدة ستة أشهر كاملة ليتمكنوا أخيرًا من إتمام التعاون.وبالكاد وافق شريك العمل على توقيع العقد، ثم انهار كل شيء بسبب تأخر مسؤول مجموعة العلياء، وإذا انتشر الخبر سيسخر الجميع!وهذه خسارة فادحة لمجموعة العلياء.قال سامي بغضب: "كيف لي أن أعلم أن توقيع العقد عند التاسعة والنصف؟""هل أنتم جميعًا أموات؟ ألم يكن بإمكانكم إخباري قبلها بيوم؟"بدا على المساعد استياء شديد، وقال: "لقد فع

  • بعدما تم طلاقي واستقالتي في اليوم ذاته، اشتعل ندم طليقي   الفصل 25

    قال سامي بنبرة ساخرة: "يبدو أنكِ تدركين مكانتكِ جيدًا."ثم ابتسم ابتسامة خفيفة وقال: "لكن للأسف، عائلة المهدي ليست من ذلك النوع القاسي.""طالما أن الأمر في حدود إمكانيات عائلة المهدي، فسنلبي أي احتياجات لكِ.""فالمرأة تعاني كثيرًا طوال فترة الحمل، ولن تكون عائلة المهدي قاسيةً إلى هذا الحد."أصيبت ياسمين بالذهول.كانت تظن أن علاقتها بيونس مجرد علاقة تعاون بسيطة.فبالنظر إلى سلوك يونس عندما التقيا لأول مرة، افترضت بطبيعة الحال أنه لا يريد سوى الطفل الذي في بطنها؛ وأن الزواج لم يكن سوى عقد ورقي لا قيمة له.لكن الآن يقول يونس إن عائلة المهدي لن تكون قاسيةً إلى هذا الحد.فهل يعني هذا أنه لا ينفر منها؟تذكرت ياسمين ما قاله طارق عن الملابس.فأدركت فجأة أن يونس قام بالكثير من الأمور في الخفاء.لكنها كانت غارقة في ألم الخيانة فلم تنتبه."إذن..." حرّكت ياسمين عينيها بتردد، ثم ذكرت طلبها بحذر: "أريد إعادة إحياء شركة الهلالي، وأحتاج لأيدي عاملة، فهل يمكنكَ مساعدتي؟"لم تكن ياسمين لتجرأ على قول هذه الكلمات في الماضي.لكن ربما لأن يونس أنقذها اليوم كبطل، وطمأنها بكلامه، فشعرت ياسمين بجرأة أكبر.وبال

فصول أخرى
استكشاف وقراءة روايات جيدة مجانية
الوصول المجاني إلى عدد كبير من الروايات الجيدة على تطبيق GoodNovel. تنزيل الكتب التي تحبها وقراءتها كلما وأينما أردت
اقرأ الكتب مجانا في التطبيق
امسح الكود للقراءة على التطبيق
DMCA.com Protection Status