Compartilhar

الفصل 3

Autor: إيلي وينترز
لوّحت بلير لسيارة أجرة، فتحت بابها الخلفي وصعدت بسرعة، كل ما تريده هو الابتعاد من هنا بأسرع ما يمكن. كانت تحتاج إلى أن تسكر، شيء يطفئ النار في صدرها… لكن ارتياد حانة وحدها في وضح النهار لم يكن خيارًا عاقلًا. انزلقت الدموع على خديها بلا مقاومة؛ كانت قد تماسكت فقط في مواجهة دان ولورا.

"إلى أين؟"، سأل السائق، قاطعًا الضباب الذي يملأ رأسها.

إلى أين؟ سؤال لم تجد له إجابة.

العودة إلى المنزل مستحيلة. ساتون وكيرا في العمل، وهي لا تريد الجلوس في شقتهما الفارغة، تستعيد صورة دان متشابكًا مع لورا في ملاءتها. كانت بحاجة إلى شراب… لكن الجلوس في حانة وحدها في منتصف النهار أشبه بتسليم نفسها للهزيمة.

ترددت لحظة، ثم تمتمت بعنوان مكتبها. على الأقل هناك يمكنها أن تتظاهر بأنها تعمل… وربما تفكر فيما يجب عليها فعله الآن.

تحرّكت سيارة الأجرة مبتعدة عن الرصيف، فتنفست بعمق محاولة تهدئة نفسها.

رآها السائق عبر المرآة وقال بلطف، "هناك مناديل في الحافظة الوسطى إن احتجتِ إليها."

كان صوته يحمل تلك الخبرة التي يمتلكها من اعتاد رؤية ركابٍ يبكون بصمت.

أخذت بلير قبضة من المناديل. "شكرًا."، مسحت وجهها قدر المستطاع. لم تكن تضع الكثير من المكياج، لذا لم يختف شيء ذو أهمية.

رنّ هاتفها. دان.

حدّقت في اسمه، وشعرت بقبضة باردة تشدّ معدتها.

كانت تستطيع أن تتخيّل كلماته،

"الأمر ليس كما يبدو يا بلير."

"أستطيع أن أشرح."

"فقط دعيني أتحدث."

أكاذيب. أعذار. وعود فارغة.

أغلقت الهاتف، وضعته على الصامت، ثم أعادته إلى حقيبتها.

حين توقفت سيارة الأجرة أمام المبنى الزجاجي الشاهق لشركة كينغستون، كان مكياجها قد فقد آخر فرصة للإنقاذ. أخرجت ورقة مالية بقيمة عشرين دولارًا ومدّتها إلى السائق.

سألته بابتسامة باهتة، "كن صريحًا… هل أبدو كمن اكتشفت للتو أن خطيبها يخونها مع ابنة عمّها؟"

تردّد السائق لحظة، ثم قال بحذر، "عيناكِ محمرّتان قليلًا… لكن ليس على نحوٍ لافت.". ثم سأل، "هل ستكونين بخير؟"

كادت طيبته أن تطيح بما تبقّى من تماسُكها.

أومأت. "نعم. ربما من الأفضل أن يحدث هذا الآن. مجرّد مطب صغير في طريق الحياة."، لم تكن متأكدة إن كانت تقنعه… أم تقنع نفسها.

بعد أن دفعت الحساب، خرجت من سيارة الأجرة، ورفعت حقيبة سفرها إلى الرصيف، ثم عدّلت حقيبتها على كتفها. أخرجت هاتفها… ست مكالمات فائتة من دان، وست رسائل صوتية. أعادت الهاتف إلى حقيبتها دون أن تفتح أي منها.

نظرت إلى المبنى بواجهته الزجاجية اللامعة. كان رومان قد اشترى المبنى قبل خمس سنوات. ثمانية طوابق مخصّصة للشركة، وثلاثة مستأجَرة لشركات أصغر. وبوتيرة التوسع الحالية، لن يمر وقت طويل قبل أن يمتلكوا المبنى بأكمله.

دخلت الردهة، تعدّل حقيبتها على كتفها.

"آنسة وارنر، هل يمكنني مساعدتك؟"، رمشت بلير. كانت ماغي، موظفة الاستقبال، قد خرجت من خلف مكتبها ووضعت عينيها على بلير.

تقدّمت ماغي والتقطت منها حقيبة السفر، بينما كانت بلير لا تزال تمسك بمضرب البيسبول في يدها. لم تدرك حتى تلك اللحظة أنها ما تزال تحمله.

لقد دخلت المكتب وهي تبدو كمن يستعد لارتكاب جريمة. ومع ذلك، شعرت بالارتياح؛ لن تضطر للعودة لاحقًا لاستعادته.

سألت بلير بامتنان، "هل يمكنني ترك كل شيء هنا حتى أرتّب نفسي قليلًا؟"، تفاجأت بأن صوتها بدا متزنًا.

"بالطبع يا آنسة وارنر."، وعادت نظرة ماغي مجددًا إلى المضرب.

فهو يفضّل أن ينادي الموظفين بأسمائهم الأولى، لكن بعضهم، وخصوصًا الجدد، كانوا يجدون صعوبة في ذلك.

وكان الأمر أصعب مع رومان منه معها.

ابتسمت ماغي وأخذت حقيبة السفر، والحقيبة الجلدية، والمضرب.

سارت بلير عبر الردهة باتجاه دورات المياه.

اتجهت مباشرة نحو المرايا. كان سائق التاكسي محقًا… لم يكن لطيفًا فحسب، بل صادقًا. لم تكن تبدو بتلك الصورة البائسة التي تخيّلتها. أخرجت من حقيبتها مناديل إزالة المكياج، ومسحت آخر بقايا الماسكارا تحت عينيها. ثم وضعت قليلًا من البودرة، لمسة من ملمّع الشفاه، وخطًا رقيقًا من الكحل… يكفي لتستعيد شيئًا من ملامحها المعتادة.

قرصت خدّيها بأصابعها. لطالما قالوا إن هذا يضيف لونًا… لكنها لم تلحظ أي فرق.

كانت عيناها الزرقاوان لا تزالان محمرّتين قليلًا، ولا يوجد الكثير مما يمكن فعله حيالهما. أخرجت فرشاة شعرها، وحرّرت شعرها الأشقر الطويل المموّج من عُقدته، ثم صفّفته من جديد بعناية. جيد بما يكفي.

خرجت من الحمّام، واستعادت أغراضها من ماغي، وتوجّهت نحو المصاعد. وبينما تنتظر، حاولت أن تتذكّر جدول رومان. هل لديه أي اجتماعات بعد الظهيرة؟

ثم تذكّرت. لم يكن يفترض به أن يكون في المنزل اليوم. وهذا يعني أنه لا توجد اجتماعات في جدوله.

زفرت، وقد شعرت بأن عقلها احترق تمامًا. ومن ذا الذي يُلام؟ أيّ امرأة تقتحم غرفة نومها لتجد خطيبها مع ابنة عمّها ستصاب بالشلل.

قُطّبت ملامحها عند دخول الفكرة رأسها.

كم مرّة فعلاها؟ دان كان في المنزل خلال يوم عمل. صحيح أنها كانت تسافر أحيانًا للعمل، لكن ليس كثيرًا. وإن كانت علاقتهما مستمرّة منذ أشهر، فلا بد أنهما كانا يلتقيان خلال وقت الدوام.

وصل المصعد أخيرًا، ودخلت بلير. ولحظة انفتاح الأبواب، خطت امرأة لا تعرفها إلى الداخل معها.

ابتسمت بلير لها بابتسامة مهذّبة متوترة. وعندما نزلت المرأة في الطابق الثاني، أسندت بلير ظهرها إلى جدار المصعد، تحدّق في الفراغ دون هدف.

هل ينبغي أن تخبر رومان بشأن دان؟ ستبدو كأنها تنقل شكوى من باب الغيظ… فقط لأنه خدعها. لكن الأمر يتجاوز ذلك، إنه يسرق وقت الشركة. لا يمكن لدان أن يغادر مكتبه، ويعود إلى المنزل، ليكون مع لورا، ثم يعود إلى العمل خلال استراحة الغداء.

رنّ المصعد وفتح أبوابه. تنفّست بلير بعمق قبل أن تخطو إلى طابق الإدارة العليا.

رفعت كارا، موظفة الاستقبال في طابق التنفيذيين، رأسها وقالت، "مرحبًا، بلير. لم أظن أنك ستحضرين اليوم."

ابتسمت بلير. "لم أكن أخطط لذلك، لكنني أردت البدء مبكرًا بملاحظات اجتماع رومان. هل هو موجود؟"

هزّت كارا رأسها. "لا، خرج قبل قليل. وطلب منا تعليق مكالماته."

كادت بلير تنهار ارتياحًا. لن تضطر إلى مواجهته الآن.

"شكرًا يا كارا."

ذهبت إلى مكتبها، أغلقت الباب خلفها، وانهارت على مقعدها.

أسندت بلير رأسها إلى المكتب. يا إلهي… شعرت وكأن كرة هدم قد شقّت عالمها إلى نصفين. كل شيء بداخلها كان يهتزّ، وكأن حياتها انهارت دفعة واحدة.

كيف استطاع أن يفعل هذا بها؟ لكن الأسوأ… كيف استطاعت لورا نفسها أن تخونها هكذا؟

كانت تظنّ أنّ خلافات الطفولة بينهما قد طُويت صفحتها. لورا كانت دائمًا المدلّلة التي تعتاد أخذ ما لا يخصّها.

وكانت المشكلة تكمن في والديها، عمها وعمتها، إذ كانا يدلّلانها بلا حدود ويمنحانها كل ما تطلبه. لكن حين انتقلوا إلى المدينة قبل عامين، لم تكن لورا بتلك الدرجة من السوء، وإلا لكانت بلير قد انتقلت للعيش مع شقيقتيها. ولم تفعل ذلك حين عادت ساتون من أوروبا، لأن شقيقتها كيرا كانت قد أنهت الجامعة للتو، وانتقلت للعيش مع ساتون. أما بلير، فكانت ستشعر بالذنب لو تركت لورا وحدها. ثم ما الجدوى؟ فهي ودان كانا يخططان للحصول على شقة خاصة بهما بعد الزواج.

رفعت رأسها، ونظرت إلى الخاتم في إصبعها. خاتم الخطوبة الذي قدّمه لها دان.

لم يكن الخاتم كبيرًا، ولم تكن ترغب في خاتمٍ أكبر. لكنها ستعيده إليه؛ فبإمكانه بيعه إن شاء. فهي واثقة من أنّ لورا ستفضّل خاتمًا ضخمًا لامعًا، وقد سخرت من خاتم بلير من قبل.

نزعت الخاتم، وكادت تلقيه عبر الغرفة… لكنها توقفت. حتى لا يضيع. فتحت الدرج العلوي من مكتبها، وأسقطت الخاتم داخله، ثم أغلقته بعنف. كانت بحاجة إلى مشروب. وقفت، وتوجّهت نحو مكتب رومان حيث تعلم أنه يحتفظ بزجاجة سكوتش. لم تكن معتادة على الكحوليات القوية، لكن أي شيء سيفي بالغرض الآن.

كان مكتب رومان انعكاسًا له، كل شيء كبير، صلب، وفائق الذكورة.

"ولا تنسي… مخيف."، قالت بلير للغرفة الخالية.

اقتربت من مكتبه، وفتحت الدرج السفلي، وأخرجت زجاجة السكوتش الموضوعة هناك. أخذتها وجلست على أريكته الجلدية قرب النافذة. فتحت الزجاجة وأخذت رشفة. كادت تعيدها بقوة لشدة الاحتراق . "يا إلهي… هذا يحرق."، كانت تعرف أن الزجاجة باهظة الثمن، فذوق رومان لا يقبل إلا الأفضل.

كانت المشكلة أنه مشروب صافٍ بلا مزج. لماذا كان يحب هذا الشيء هكذا؟ ما الذي يجعله يتقبّل حدّته؟ رفعت بلير الزجاجة من جديد، وهذه المرة ارتشفت بحذر. لا… لم يساعد ذلك كثيرًا، لكنه لم يكن كالرشفة الأولى، فشربت رشفة أخرى. ثم أسندت رأسها إلى الأريكة، وقد جاءت إلى هنا لتفكّر… ما خطوتها التالية؟

نظرت إلى ساعتِها. الثالثة والربع. لا يمكنها الاتصال بساتون أو كيرا بعد، عليهما العودة من العمل أولًا. كانت تخطط لطلب مساعدتهما في ترتيب نقل أغراضها من الشقة. لكنها لم تكن تريد إرهاق ساتون كثيرًا… فهي حامل في شهرها السادس، وحملها لم يكن سهلًا.

الرجال… لماذا هم بهذا القدر من الحماقة؟ يبدأ الأمر برئيسها، بذكائه المتعجرف وحدّته التي ترهق أعصابها، ثم دان الذي كان يخونها مع ابنة عمّها منذ أشهر، وكأن الانحطاط لا حدود له، ثم لوكا، والد طفل ساتون، الذي تركها وحيدة تواجه حملها.

ثم ستفكر في البقاء عند شقيقتيها حتى تجد مكانًا جديدًا. شقتهما ضيقة على ثلاثة بالغين وطفل قادم… لكنها ستحب قضاء وقت معهما. تناول الآيس كريم والثرثرة عن الرجال.

مع أنّ ساتون لم تكن تتحدث أصلًا عن الرجل الذي تركها حاملًا. كان الموضوع محرّمًا بالنسبة لها. حتى حين طالبت عمتهما فيف وعمّهما بيتر بالحقيقة. رفعت بلير الزجاجة إلى فمها من جديد. لم يكن أحد يعرف اسمه الأوّل… سوى هي وكيرا.

رنّ الهاتف على مكتب رومان. حاولت بلير تجاهله… لكنه لم يتوقف. ما إن خمد حتى رنّ ثانية. نهضت بلير ببطء من على الأريكة، لكنها تمايلت قليلًا. خرج منها، "أوه…" صغيرة.

عندما استقرت، توجّهت نحو الهاتف ورفعت السماعة.

"مرحبًا؟"، قالت في سمّاعة الهاتف، ثم فكّرت مباشرة أن هذا لا يبدو… مهنيًا كما ينبغي.

"أريد رومان من فضلك". عرفت بلير الصوت فورًا؛ إنّها كلير روبرتسون، تلك الدمية الصغيرة في حياة رومان، أشبه بقطعة زينة لا أكثر، بصوت طفولي رقيق من شدّة خفّته يكاد يثير أعصاب بلير.

"رومان ليس هنا."، قالت بلير وهي تضع يدًا على مكتبه لتثبّت نفسها.

"أين هو؟"، سألت كلير.

"ومن أين لي أن أعرف؟"، خرجت الجملة من فم بلير قبل أن تستوعبها، ففاجأها ردّها الحاد. يا إلهي… من أين جاءت تلك النبرة فجأة؟

"أنت سكرتيرته."، قالت كلير بنبرة غضب واضحة.

"نعم، لكنني لستُ حارسته، وبالتأكيد لا أملك كرة سحرية"، قالت بلير بنبرة يملؤها نفاد الصبر. "اتصلي به… أو أرسلي رسالة على هاتفه". كانت قد وصلت إلى نهاية صبرها مع هذه المكالمة.

"إنه لا يردّ على هاتفه… منذ أيّام."، قالت كلير بنبرة شكوى واضحة.

تباعدت شفتي بلير قليلًا. آه.

هكذا كان رومان دائمًا. لا يجادل، ولا يصنع مشاهد درامية. فقط يبدأ بالابتعاد… خطوة بعد أخرى، إلى أن يقطع العلاقة تمامًا. وإن كانت كلير لم تسمع صوته منذ أيام، فهذا يعني أن الأمر انتهى بالفعل. هي فقط لم تدرك ذلك بعد.

الشيطان الصغير الذي على كتفها هو من دفعها لذلك، ولم تستطع بلير منع الكلمات التي خرجت بعدها، "حسنًا… أمامك احتمالان لا ثالث لهما. إمّا أنه على وشك أن ينفصل عنك، أو… مات. وفي الحالتين، سيكون للزهور دور ما."

سمعت شهقة مصدومة على الطرف الآخر. السكوتش كان يسري في عروقها ويُفلت لسانها.

"اسمعي يا كلير… لنكن صريحين. هو ليس من طينة الرجال الذين يُبنى معهم زواج. ابحثي عمّن يناسبك."، ولم تنتظر جوابًا. أغلقت الخط وأعادت السماعة إلى مكانها.

انهارت مجددًا على الأريكة، ورفعت الزجاجة إلى شفتيها.

عادت مشكلاتها لتنهشها من جديد؛ كيف كانت عمياء إلى هذا الحد؟ كيف لم تلتقط الإشارات؟ هي ليست غبية، لكن دان، كبائعٍ بارع، باعها حلم "السعادة الأبدية"، فابتلعت الطُعم، ولم ترَ الشقوق التي كانت تتّسع أمامها يومًا بعد يوم.

وليس ذلك فقط… فقد بدأت تشعر بأن شيئًا ما كان ناقصًا في حياتها الحميمة. فما رأته بين دان ولورا لم يشبه ما عرفته معه يومًا. كانت تستمتع، نعم، لكنها لم ترفع صوتها بتلك الطريقة قط. هل كانت لورا تفعل ذلك لمجرد إرضائه؟ وهل كان ينبغي لبلير أن تفعل المثل؟ هي ببساطة… لم تكن تعرف.

كان دان أوّل رجل في حياتها. وكان من المفترض أن يعلّمها. لكنها لم تعرف كم ساعة مرّت وهي تشرب، وتلعن الرجال.

تنهدت بلير، ورفعت الزجاجة إلى شفتيها… لكنها توقفت حين بدأت ملامح هيئتين طويلتين، ضبابيتين، تتشكل أمامها.

لحظة… ليس شخصين… إنه شخص واحد، لكن الرؤية ازدوجت وتداخلت صورته.

حدّقت محاولة تثبيت الرؤية، ثم قالت، "مرحبًا."

حاولت الجلوس، ورفعت الزجاجة إلى فمها، لكن يدًا امتدت وانتزعتها منها.

"مهلًا!"، قالت محتجة. "هذه لي! إن أردت واحدة… ابحث عن زجاجتك الخاصة."

رمشت، محاولة التركيز على الملامح.

والرجل الواقف أمامها، ممسكًا بالزجاجة، بدأت ملامحه تتبلور أخيرًا.

"رومان؟"

"بلير."، قالها بصوتٍ يستحيل قراءة ملامحه. "ما الذي فعلتِه بنفسك؟"

قالت، ولسانها يثقل قليلًا، "حسنًا… أظنّ أن الأمر واضح تمامًا. كما ترى، أنا أحاول أن أشرب حتى الثمالة."، ثم مدّت يدها نحوه. "والآن… أعِد إليّ الزجاجة لأُنهي ما بدأته."

ابتعد رومان، ووضع الزجاجة على مكتبه. "أظن أنّكِ شربتِ ما يكفي."

تجهمت بلير وهي تقول، "تعرف… أحيانًا تكون وغدًا. لا، في الحقيقة… معظم الوقت."

قال بثبات، "أعتقد أنّكِ ستندمين على كل كلمة تلفّظتِ بها غدًا."

ثم، وعلى غير المتوقع… بدلًا من السخرية أو الغضب، جلس إلى جوارها.

Continue a ler este livro gratuitamente
Escaneie o código para baixar o App

Último capítulo

  • بين أحضان رئيسها الحقير   الفصل 30

    وصل رومان إلى المرآب المكوّن من ثلاث سيارات وضغط زرَّ جهاز التحكّم ليفتح الباب. أدخل سيارته إلى المكان المتاح، وبينما كانت تحدّق حولها لاحظت السيارتين الأخريين اللتين يحتفظ بهما هنا، بالإضافة إلى المركبات التي يركنها في القسم الخاص من مرآب المكتب. لم تفهم يومًا لماذا يشعر بعض الرجال بالحاجة لامتلاك هذا العدد من السيارات… فهي نفسها عاشت حياتها كلّها من دون واحدة، ولم ينقصها شيء.وبحسب المدّة التي ستقيمها هنا، فذلك سيتغيّر لا محالة. كانت تملك رخصة قيادة، لكنها لم تحتج لاستخدامها طوال إقامتها في المدينة. أمّا منزل رومان الريفي، فكان يقع على أطرافها. وكانت قد جاءت إلى هذا المكان من قبل عندما أقام رومان حفلة لعدد من شركائه في العمل.كان دان قد حضر معها في ذلك الأسبوع، وكان عطلة أسبوعية فظيعة بالنسبة لها. فقد انزعج دان من الوقت الذي اضطرّت لقضائه في صحبة رومان. وكان من المتوقّع منها أن تقف بجوار رومان عند وصول الضيوف إلى منزله. ولم تفهم ذلك آنذاك… ولا تفهمه الآن أيضًا.أطفأ رومان المحرّك، وفكّ حزام أمانه، ثم حزامها. وقال، "هيا ندخل. لقد طلبتُ من مدبّرة المنزل أن تُعدّ لنا وجبة."مدبّرة ا

  • بين أحضان رئيسها الحقير   الفصل 29

    ما إن خرجت من المبنى حتى بدأ هاتفها يرنّ. أخرجته من حقيبتها فرأت اسم رومان يلمع على الشاشة. أجابت على الفور."مرحبًا… أنا بخير."، واصلت بلير سيرها باتجاه موقف الحافلات الذي اتفقت مع رومان أن يلتقطها منه."ابقَي حيث أنتِ، أنا قادم لأخذكِ." قالها رومان بنبرة آمِرة لا تحتمل الجدل."لا، لن تفعل. ستقابلني عند موقف الحافلات كما اتفقنا."، لم تكن بلير لتتراجع عن موقفها."بلير…"، استطاعت أن تسمع الضيق في صوته بسبب عنادها. "لقد تبِعكِ خارج المبنى.""وأنا أعرفك يا رومان… بالتأكيد طلبتَ من بيترز أن يتبعه الآن لتتأكد من أنه لا يلحق بي. إذًا أنا بأمان. وإذا كان هذا سيجعلك أكثر ارتياحًا، فابْقَ على الخطّ معي بينما أمشي."وحين لم ينكر ما قالته بشأن متابعة بيترز لدان، أدركت أنها كانت محقّة تمامًا."حسنًا… لكنني لا أحب هذا."، جاء صوته عبر الهاتف ممتلئًا بالانزعاج.واصلت بلير السير، وصوت كعبَيها يطرق الرصيف، ثم غيّرت موضوع الحديث وقالت، "عليّ أن أذهب إلى المنزل صباح يوم الأحد. وسأعود في فترة بعد الظهر.""هل أخبرتِ عائلتكِ بشأن فسخ خطوبتك؟""نعم، لكن خالتي لم تتقبّل الأمر جيّدًا. وقد صدرت إليّ أ

  • بين أحضان رئيسها الحقير   الفصل 28

    نفتحت أبواب المصعد خلفها، لكنها لم تتحرّك للدخول، بل ركّزت كل انتباهها على دان. كان عليها أن تقول شيئًا قبل أن ترحل، فتركت الأبواب تُغلق من جديد.غرست بلير إصبعها في صدره، وستحرص لاحقًا على تعقيمه، وقالت، "أنت الكاذب هنا، ولا تحاول أن تبيعني حكاية أنك تحبني. الرجل لا يخون من يحب. هل تعرف كم جعلتني أشعر بالقذارة؟"، كانت تنوي الذهاب للفحص الطبي غدًا، احتياطًا، فعندما يخون الشريك، فهذا يعني أنكِ كنتِ مع كل من كان معهم، ولن تشعر بالنظافة قبل أن تتأكد من أن هذا الوغد لم ينقل لها شيئًا. مسحت بلير إصبعها الذي لامسه على طرف تنورتها، لتُظهر له مدى اشمئزازها.رأى دان تلك الحركة، ومرّ على وجهه تعبير لم تستطع بلير تفسيره تمامًا، غضب؟ صدمة؟ ربما مزيج من الاثنين. لكن ما لم ترَه هو الذنب، وهذا وحده كان كافيًا لتتأكد أنّها تتخذ القرار الصحيح. دان لم يشعر بالذنب لخيانته، ما يعني أنّه كان سيكرّرها. صحيح أنّه لن يفعل ذلك معها بعد الآن، لكن إن انتهى به الأمر مع لورا، فستكون بانتظارها رحلة شاقة. وجعلها ذلك تتساءل إن كانت لورا الأولى أصلًا… مجرد التفكير بهذا جعلها تشعر بالقذارة حقًا."لا شيء بقي لنقوله ل

  • بين أحضان رئيسها الحقير   الفصل 27

    كانت بلير تراقب باب غرفة رومان، تتساءل عمّا يجري بينهما في الداخل. سمعت ضحكته تتردّد للحظة، ثم ساد صمتٌ طويل. وفجأة فُتح الباب بقوة، لتظهر جيسيكا بملامح غاضبة واضحة. لم تقل شيئًا، بل اندفعت تخطو بعنف عبر الغرفة متجهةً نحو المخرج."تصبحين على خير، يا سيدة كينغستون."، رأت بلير أنّ من اللباقة أن تقول ذلك للمرأة وهي تمرّ بجانبها.صُدمت بلير بما قاله رومان بعد ذلك. "السيدة كينغستون الوحيدة هي أمي. أمّا جيسيكا، إن أصرت على الاحتفاظ باسمي، فلتُدعَ الآنسة كينغستون، هذا إن كانت ترى نفسها جديرة حتى بأن يُنادى عليها باسمها الأول."بدا أنّ كلماته لم تفعل سوى تأجيج غضب جيسيكا، فأطلقت صرخة قصيرة حادّة وغادرت المكاتب مسرعة.أمسك رومان بهاتفه خلال ثوانٍ. "بيترز، تأكّد من أن أحد رجال فريقك يتولّى خروج جيسيكا من المبنى من دون أي جلبة، لو سمحت."، أعاد الهاتف إلى جيبه وأضاف بهدوء، "حسنًا، انتهينا من ذلك. هل نعود إلى المنزل؟"كانت لدى بلير أسئلة كثيرة، لكنها كبحتها في داخلها؛ فلا حقّ لها في مساءلته عن طليقته… لا الآن، وربما لا في أي وقت. قالت بهدوء، "أنا جاهزة للمغادرة، لكن يا رومان… كان يجب أن أقول ه

  • بين أحضان رئيسها الحقير   الفصل 26

    "لا، وألف لا. مجرّد الفكرة تجعلني أرتجف اشمئزازًا.""أنت حقًا نذل قاسٍ يا رومان."رفع رومان حاجبًا وهو ينظر إليها وقال، "ولماذا برأيك؟ لأنني ببساطة لم أعد أقع في هرائك.""حسنًا… ظننتُ بما أنّك أعزب الآن، ويبدو أنّني لم أعد مع تروي، فقد نتمكّن…"، تركت جيسيكا بقية الجملة معلّقة في الهواء، واضحة بما يكفي دون أن تنطقها.ابتسم رومان بسخرية وهو يحدّق فيها؛ لم تكن ماهرة في الإيحاء على الإطلاق، وكان واضحًا تمامًا ما الذي جاءت تريده منه. قال ببرود لاذع، "ماذا؟ أن نعود لبعضنا؟ أفضّل أن أعتمد على يدي على أن ألمسكِ ثانيةً يا جيسيكا."لوّحت جيسيكا بيدها وكأنها تمحو كلامه. "هذا مجرد كبرياء جريح يتكلم يا رومان. لقد عشنا أيّامًا رائعة معًا.""جيسيكا، دعينا نوضح شيئًا واحدًا. هذا ليس كبرياء جريح. أنا لا أريدك. والسبب الوحيد لوجودكِ هنا الآن هو المال. أنتِ تركتِني حينها من أجل رجل أكثر ثراءً. ومن سوء حظّك أنّه بعد سنوات من العمل الشاق أصبحتُ قادرًا على شراء تروي مئة مرّة.""هذا غير صحيح يا رومان. كنتُ وحيدة… وأنا حقًا أحبّك. خيانة تروي هي ما جعلني أدرك ما الذي فرّطتُ فيه."، بدت جيسيكا متضايقة تما

  • بين أحضان رئيسها الحقير   الفصل 25

    وقع نظر رومان أولاً على بلير، ولاحظ البرودة التي ارتسمت في عينيها، فتساءل عمّا جرى في غيابه. لعلّه لم يكن من الحكمة أن يترك جيسيكا معها كل هذا الوقت، إلا أنّه أراد الحديث إلى محاميته قبل مواجهتها. كان من الأفضل أن يطّلع على كلّ التفاصيل مسبقًا. غير أنّ آشلي ـ محاميته ـ بدت مستغربة بالقدر نفسه من هذه الزيارة، وقد حذّرته من تقديم أي التزامات قبل أن تتحدّث إليه مجددًا.وقف رومان جانبًا وهو يشير بيده قائلاً، "تفضّلي، جيسيكا."، ولم يَفُتْه ذلك الابتسام المتعالي الذي وجّهته إلى بلير قبل أن تتحرّك مبتعدةً عن مكتبها. مرّت بمحاذاته، ولامس كتفها ذراعه عمدًا وهي تدخل مكتبه، وكان عليه أن يحشد كل ما يملك من ضبط النفس كي لا يتراجع خطوة إلى الخلف. لم يرد أن يظهر أي انفعال أمامها؛ فهذه المرأة التي كانت يومًا قادرة على إشعال مشاعره لم تعد تترك فيه سوى فراغٍ بارد.تمتم رومان موجّهًا كلامه إلى بلير من دون صوت، "انتظريني."، عندها فقط أدركا أنّهما لم يتحدّثا بعد عن كيفية العودة معًا، وليس هذا وقتًا مناسبًا لذلك. فاكتفت بإيماءة خفيفة. وما إن اطمأنّ إليها، أغلق باب مكتبه وتوجّه لمواجهة طليقته.اكتفى رومان

Mais capítulos
Explore e leia bons romances gratuitamente
Acesso gratuito a um vasto número de bons romances no app GoodNovel. Baixe os livros que você gosta e leia em qualquer lugar e a qualquer hora.
Leia livros gratuitamente no app
ESCANEIE O CÓDIGO PARA LER NO APP
DMCA.com Protection Status