Share

الفصل 4

Author: البرتقالي والذهبي

لم ترغب ابتسام سهيل في الاستمرار بالحديث معه، فاستدارت وغادرت.

ساد الصمت في الغرفة، وظلّ إسماعيل مروان يحدّق في ظهرها بعينين غارقتين في العتمة والحنين.

تنهدت رويدا كامل قائلة:

"إسماعيل، يبدو أنها ما زالت تحمل تلك الحادثة في قلبها."

لم يُجب، بل ألقى نظرة نحو المطر المنهمر في الخارج، ووضع صندوق الطعام جانبًا، ثم خرج مسرعًا خلفها.

كانت الجو متقلبًا، فحين خرجت ابتسام سهيل من المكتب، أوقفتها أمطار غزيرة أمام باب المستشفى.

في تلك اللحظة، وصلتها رسالة من حمزة خليل:

【لدي اجتماع طارئ، لن أستطيع المجيء فورًا.】

كتبت له مطمئنة:

【لا بأس، سأستقل سيارة أجرة. نلتقي في البيت.】

أرسلت الرسالة، وأغلقت المحادثة، تتأمل شاشة الهاتف التي تظهر عبارة "جارٍ الانتظار"، ثم تنهدت بخفة.

لم يكن المطر يهدأ، وبينما كانت تفكر في كيفية العودة، سمعت من خلفها صوتًا باردًا مألوفًا:

"لن يتوقف المطر، سأوصلكِ."

تجمدت ملامحها، وانخفض نظرها متجاهلة صوته كأنها لم تسمع شيئًا.

لكن تجاهلها المتعمد لم يُبعد الرجل الواقف بجانبها، وكأن بينهما صراعًا صامتًا جذب أنظار المارة.

بعد صمتٍ طويل، رفع إسماعيل مروان نظره إليها وقال بهدوء:

"ابتسام سهيل…"

قاطعتْه ببرود:

"لا تنادني باسمي. إن كان لديك ما تقوله، فقله الآن."

لم تكن تحتمل سماع اسمها يخرج من فمه، ولا نظراته التي توهم بالحنان.

تجنبت عينيه بعناد، وهي تحدق في المطر المنهمر خارج الباب.

لاحظ إسماعيل مروان أصابعها التي تمسك بثوبها بقوة، وقال بصوتٍ منخفض:

"تلك الليلة…"

لكن كلمة "آسف" التي كانت على وشك الخروج انقطعت بصوت رنين هاتفها.

كان المتصل حمزة خليل.

أجابت بصوتٍ ناعم وقد بدا في عينيها دفء لم يكن لتمنحه لإسماعيل مروان:

"لا تقلق، أنا بخير، لا داعي لأن تأتي، سأتحدث معك عندما أصل."

ثم ابتسمت بخفة وهي تتابع:

"لست طفلة بعد الآن، اذهب لإنهاء عملك."

راقبها إسماعيل مروان بصمت، وعيناه تتسعان بالضيق حين رأى تلك الابتسامة الرقيقة التي لم تكن تضيء وجهها إلا له في الماضي.

كانت آخر مرة رآها تبتسم له في صباح اليوم الذي وقع فيه الحادث، حين قالت له بلطف:

"إسماعيل، سأنتظرك الليلة بعد العمل."

لكن في تلك الليلة هرع إلى المستشفى ليوقّع على إشعار الخطر على حياتها…

انتهت الذكرى عند تلك اللحظة، حين همّت بالرحيل.

ناداها دون وعي، وأمسك بمعصمها قائلًا:

"ابتسام!"

انتفضت فورًا، سحبت يدها بعنف وقالت بانزعاج:

"لا تلمسني! ماذا تريد بالضبط؟"

رأى في عينيها اشمئزازًا واضحًا، فتراجع خطوة إلى الوراء وقال بصوتٍ منخفض:

"الطفلة تشتاق إليك، أريد فقط أن أريها أمها."

أجابته ببرودٍ قاطع:

"قلت لك من قبل، تلك الطفلة ابنتك، لا علاقة لي بها."

ثم أخفت اضطرابها الداخلي، وفتحت باب السيارة التي استأجرتها، ودخلت دون أن تلتفت إليه.

ظلّ واقفًا مكانه، يراقب السيارة وهي تبتعد حتى غابت وسط الزحام، ثم خفَتَ بصره وسكن.

رنّ هاتفه، نظر إلى الشاشة، فتلألأت في عينيه لمحة حنان وهو يجيب:

"ما الأمر يا أروى؟"

جاءه صوت طفوليّ رقيق عبر الهاتف:

"بابا، متى ستعود؟ اشتقت إليك!"

ابتسم بلطفٍ نادر وقال:

"سأعود الآن."

منذ وُلدت ابنته، أصبحت أضعف نقطة في قلبه.

قالت بمرح: "حسنًا! لكن… هل ستعود وحدك فقط؟"

فهم تلميحها جيدًا. طوال هذه السنوات، لم يُخفِ عنها أن والدتها هي ابتسام سهيل، والطفلة ظلت تتمنى لقاءها.

لكنه لم يشأ أن تلوث نزاعات الكبار براءة طفلته.

قال بهدوء وهو يفتح باب السيارة:

"عندما أعود سنتحدث، حسنًا؟"

"حسنًا! سأنتظر بابا!"

أغلقت المكالمة بصوتٍ لطيف.

جلس في مقعد القيادة، وترددت في ذهنه ملامح ابتسام سهيل ونظرتها الباردة إليه، فشعر بقبضةٍ خانقة في صدره.

استمر المطر يهطل طوال الليل، حتى تلاشى مع أول خيوط الصباح.

في مطار مدينة المجد الدولي، كانت رحلة الطيران رقم MJ3175 تستعد للإقلاع.

سمع إسماعيل مروان تعليمات برج المراقبة، فشغّل المحركات، وتبع مسار التاكسي إلى المدرج.

وبعد الإذن بالإقلاع، ثبّت يديه على المقود، وأخذ يراقب عدادات السرعة والاتجاه بدقة، حتى بلغت الطائرة سرعة الرفع، فشدّ الرافعة، وارتفعت الطائرة تدريجيًا وسط هديرٍ متصاعد.

داخل قمرة القيادة، جلس معه طاقمان آخران.

وما إن استقرت الطائرة في الجو، حتى قال بلال أكرم بفضولٍ مرح:

"قل لي يا إسماعيل، ما قصتك مع الدكتورة ابتسام؟"

ثم رمق المراقب في المقعد الخلفي بنظرةٍ ذات مغزى، فأرهف السمع هو الآخر.

ففي الشركة، كان إسماعيل مروان معروفًا بلقب "جبل الجليد الذي لا يذوب"، لم تربطه أي علاقة نسائية أو شائعات.

أما الآن، وقد ظهرت امرأة في حياته، فقد اشتعل فضول الجميع، وخاصةً الفتيات اللواتي سيبكين خيبةً حين يسمعن بذلك.

قال إسماعيل مروان ببرود وهو يحدق في لوحة العدادات:

"ما الذي تريد سماعه؟ هل أنهيت تقييمك العملي؟"

أطلق بلال أكرم تنهيدةً درامية وقال وهو يحدق في الغيوم:

"لا تذكّرني، كيف تمكنت من التحليق بمفردك في السادسة والعشرين؟ علّمني السر!"

ضحك إسماعيل مروان بخفة وقال بنبرة هادئة:

"التدرّب كثيرًا، والمراقبة أكثر، وتحسين الثبات النفسي."

تنهّد بلال أكرم بيأس، شاعرًا أن الفارق بينهما لا يُقاس، ثم غيّر الموضوع بسرعة:

"وماذا عنك أنت وابتسام سهيل؟ كيف انتهت علاقتكما؟ هل كانت… بسبب خيانة؟"

Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • حين توقفت عن حبه، القبطان المتحفظ فقد صبره   الفصل 30

    لم ترفض ابتسام، وذهبت معه إلى منزل عائلة مروان القديم.كانت قد عادت إلى هنا عدة مرات مع إسماعيل عندما كانت حاملًا بأروى.كل شيء بقي كما كان، لم يتغير أي شيء.حين ترجّلت ابتسام من السيارة، فكرت لثانية ثم التفتت نحو حمزة الذي كان وجهه غامضًا تحت الظلال وقالت بصوت خافت: "أخي، سأعود حالًا."ابتسم حمزة ابتسامة خفيفة: "هيا، سأنتظركِ في السيارة."أومأت ابتسام برأسها، ونظرت إلى أعلى لترى إسماعيل ينتظر عند الباب.أغلقت باب السيارة، وكتمت مشاعرها، ودخلت الفيلا معه.أما حمزة فتابع خطواتهما بنظرة غامقة، ازدادت عمقًا كلما ابتعدا.تبعت ابتسام إسماعيل إلى الطابق العلوي، وبمجرد وصولهما إلى غرفة الصغيرة، سمعت أروى ما زالت تبكي بصوت خافت.عندما رأت الفتاة الصغيرة اقترابها، فتحت ذراعيها، راغبة في معانقتها، وكان صوتها مليئًا بالحزن: "أمي...""أروى حبيبتي."تقدمت ابتسام نحوها وداعبت الفتاة الصغيرة بلطف: "هل حلمتِ بكابوس؟""حلمت أنكِ تركتِني مرة أخرى..."امتلأت عينا الفتاة الصغيرة المستديرتان بالدموع، ثم عانقتها بقوة وقالت بهدوء: "أمي، سأكون مطيعة، لا تتركيني."شعرت ابتسام بنوبة حزن، وربتت على ظهر الفتاة ال

  • حين توقفت عن حبه، القبطان المتحفظ فقد صبره   الفصل 29

    "غدًا؟" كان صوت ابتسام يحمل شيئًا من الحرج: "أروى، غدًا قد لا يكون مناسبًا، فأنا لدي موعد مع خالكِ. ما رأيكِ أن نجعلها في يوم آخر؟"نظرت الفتاة الصغيرة إلى إسماعيل بحزن، لكنها أومأت برأسها مطيعة: "حسنًا، سأنتظركِ."طمأنتها ابتسام بكلمات قليلة، وما إن سمعت صوت حمزة يناديها من بعيد حتى أنهت المكالمة.نظر إسماعيل إلى تعبير الفتاة الصغيرة الكئيب، فضمّها إليه مواسيًا وقال بهدوء: "أنا إجازة غدًا. ما رأيكِ أن أرافقكِ؟""أبي..." عانقت الفتاة الصغيرة عنقه، واحتضنته بقوة، وعيناها محمرتان قليلًا. وأخيرًا سألت السؤال الذي كان يدور في ذهنها: "لماذا جميع آباء الأطفال الآخرين معًا، بينما أنت وأمي منفصلين؟"أرادت أن يكون والداها معًا أيضًا، وترغب في رؤية والدتها حالما تعود إلى المنزل...عندما سمع إسماعيل سؤال الفتاة الصغيرة، انتابه حزن عميق ولم يعرف كيف يجيب.سألت الفتاة الصغيرة بحذر: "أبي، هل يمكنكما أن تعودا معًا؟"نظر إسماعيل إلى وجه الفتاة الصغيرة المنتظر بتعبيرٍ مُعقد، ثم بعد صمت طويل قال بهدوء: "أروى، كوني مطيعة. لا تفكري في هذا كثيرًا، هذه أمور تخصني أنا ووالدتكِ فقط."على الرغم من خيبة أمل ال

  • حين توقفت عن حبه، القبطان المتحفظ فقد صبره   الفصل 28

    "أخي إسماعيل، الدكتورة ابتسام وحبيبها هنا." قال بلال وهو يمسك جانب وجهه متوترًا.رأى إسماعيل ابتسام منذ اللحظة التي دخلت فيها المطعم.كانت وقتها تمسك بذراع حمزة بحميمية، تتحدث معه وتضحك دون أن تنتبه لمن حولها.عندما رأى إسماعيل حركتها الغريزية للاقتراب من حمزة، ضاقت عيناه قليلًا.لم تلاحظ ابتسام إسماعيل، لكن حمزة رآه لحظة دخوله المطعم.لم يقل شيئًا، ولكن بعد أن جلس، رتّب خصلة من شعرها خلف أذنها برفق.رفعت ابتسام حاجبها مبتسمة: "ما الذي تفعله؟" "كان شعركِ مبعثرًا قليلًا." قالها حمزة وهو يلمس خدّها بخفة، ثم استند على الكرسي ووضع ذراعه خلفها بطبيعية مفرطة في القرب.لم تفكر ابتسام كثيرًا، وأثناء انتظار حذيفة تبادلت معه حديثًا خفيفًا عن العمل."مشرفي صارم جدًا، وهذا يجعلني قلقة قليلًا."ضمّت شفتيها قليلًا: "لكن العمل مع الطبيبة بشرى يجعلني أتعلم الكثير بالفعل."ضحك حمزة بخفة: "وما الذي يقلقكِ؟ ألستُ جالسًا هنا بجانبكِ؟"أسندت ابتسام ذقنها على يدها، ناظرةً إليه: "سيد حمزة، أنا أعتمد على قدراتي، لن أستعمل أي وساطة."نظر حمزة إليها، وارتسمت ابتسامةٌ على شفتيه: "أجل، فأنتِ هي الأفضل." لم تتم

  • حين توقفت عن حبه، القبطان المتحفظ فقد صبره   الفصل 27

    انتظرت المضيفة جوابَه بقلق، لكن إسماعيل صمت لثوانٍ، ثم سأل فقط: "أنتِ وهو فقط؟""لا، هناك أيضًا الدكتورة ابتسام، التي أنقذتني في الدرجة السياحية المرة الماضية، وحبيبها."أجابت المضيفة بصدق، ثم سألت بتفكير: "كابتن إسماعيل، هل تلمح إلى أن حذيفة غير موثوق به؟"قبل أن يتمكن إسماعيل من قول أي شيء، وضع بلال ذراعه حول كتف المضيفة وسخر منها: "انظري إلى سؤالكِ! ألا تُصعّبين الأمور على أخي إسماعيل؟ ستعرفين إن كان موثوقًا به أم لا بعد العشاء الليلة!"أدركت المضيفة خطأها وابتسمت بارتباك: "لكنه كريم جدًا. بالكاد تعرفنا، وأهداني حقيبة من إصدار محدود.""قيمتها ستة أرقام!" قالت بحماسة وهي تشارك بلال التفاصيل.رفع بلال إصبعه لها إعجابًا، واستمرّا في الحديث بحماسة وهما يتقدمان. وبينما كانا يصعدان، سأل إسماعيل فجأة من الخلف: "في أي مطعم ستلتقون الليلة؟"أجابت المضيفة بصدق، رغم حيرتها من سؤاله: "إنه مطعم فرنسي، رومانسي جدًا."أومأ إسماعيل، ودخل قمرة القيادة بهدوء.سحبت المضيفة بلال جانبًا وسألته: "ما الأمر؟ لماذا يهتم الكابتن فجأة؟ هل هو مُعجب بي؟"كان سؤالها مازحًا بعض الشيء، فضحك بلال قائلًا: "مريم، أيه

  • حين توقفت عن حبه، القبطان المتحفظ فقد صبره   الفصل 26

    عبس إسماعيل، رافضًا الخوض في الموضوع أكثر، ونظر إلى الصغيرة التي كانت تُثير المشاكل، فخفّت نبرته قليلًا: "في المرة القادمة التي تقابلين فيها أروى، تذكري أن تُخبريني مُسبقًا."كانت ابتسام تعلم أنها قصّرت في هذا الأمر، فأومأت: "سأخبرك في المرة القادمة. أما الليلة، فأود أن آخذ أروى لتناول العشاء.""أنتِ وأروى فقط؟" سأل إسماعيل بهدوء."لا، أخي حمزة سيكون معنا أيضًا...""ليس الليلة، أروى تُعاني من صعوبة في التركيز مؤخرًا؛ عليّ أن أجعلها تدرس اليوم."قاطعها إسماعيل، وأخذ أروى من بين ذراعيها، ونبرته ثابتة: "إلى أين أنتِ ذاهبة؟ سأوصلكِ.""لا داعي."لم تُصرّ ابتسام، وجاء اتصال حمزة في تلك اللحظة، فعدّلت نبرة صوتها وأجابت: "سآتي إليك بعد قليل، أروى لن تأتي، سآتي وحدي."بعد أن سمعت ما قيل على الجانب الآخر، ابتسمت ابتسامة خفيفة وقالت: "لا بأس. أكمل اجتماعك؛ سأستقل سيارة أجرة."بعد أن قالت ذلك، نظرت إلى ساعتها، وفكرت لبضع ثوانٍ، ثم أجابت: "سيستغرق الأمر حوالي نصف ساعة.""حسنًا، سأطلب من مساعدي انتظارك في الأسفل." قالها حمزة وأنهى المكالمة.رفعت ابتسام رأسها وابتسمت للفتاة الصغيرة قائلة: "أروى، أنا

  • حين توقفت عن حبه، القبطان المتحفظ فقد صبره   الفصل 25

    ارتسمت ابتسامة لا إرادية على وجه ابتسام، ولم تُجب فورًا، بل سألتها: "وأين والدكِ؟"وعندما سمع حمزة هذا اللقب، اشتدّت قبضته على عجلة القيادة قليلًا، وسقطت عيناه عليها بلا إرادة.لاحظت ابتسام نظراته، فحوّلت هاتفها إلى وضعية مكبر الصوت في صمت.صدح صوت الفتاة الصغيرة الخافت: "لا أريد أن يأتي أبي ليأخذني."تبادلت ابتسام وحمزة النظرات، ثم سألتها: "لماذا؟""لأنني... غاضبة من أبي!"أصدرت الفتاة الصغيرة همهمةً عاليةً في هذه اللحظة، بلهفةٍ مُحببة: "اتصلت الخالة ميسان بأبي هذا الصباح، وقال إنه سيذهب إليها لاحقًا، لا أحب أن يذهب أبي لرؤية الخالة ميسان، لذا أنا غاضبة من أبي!"عندما سمعت ابتسام صوت الفتاة الصغيرة العاقل والفصيح، ضحكت ضحكة مكتومة: "حسنًا، سآتي لأخذكِ من الروضة اليوم.""حسنًا! سأنتظركِ." ابتسمت الفتاة الصغيرة على الفور، ولم تنسَ أن تقول لها: "أمي، روضتنا تنتهي في الخامسة مساءً!" "حسنًا." أجابت ابتسام مبتسمة: "أنا لن أتأخر بالتأكيد."وحين أنهت المكالمة، علّق حمزة ببطء: "يبدو أنه يحب ميسان كثيرًا حقًا."أومأت ابتسام قائلة: "في الواقع، إنهما مناسبان تمامًا."لكنها لا تعرف لماذا لم يصبحا

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status