Share

الفصل 3

Author: البرتقالي والذهبي

تأملها حمزة خليل بصمتٍ طويلًا، ثم أفلتت من شفتيه ضحكة خافتة بدت في سكون الليل شديدة الإغراء.

لم يواصل الحديث في ذلك الموضوع، بل مدّ أصابعه بخفة على خدها وقال بصوتٍ دافئ:

"لا شيء، نامي مبكرًا."

أطبقت ابتسام سهيل عينيها مجددًا وهمست:

"حسنًا."

وحين انتظم تنفّسها وغرقت في نومٍ عميق، نهض حمزة خليل وغادر الغرفة بخطواتٍ خفيفة.

ما إن أُغلِق الباب حتى فتحت ابتسام سهيل عينيها ببطء، تنظر إلى ضوء القمر خارج النافذة، وفي عينيها مشاعر معقدة.

ربما لأنّها التقت إسماعيل مروان مرتين في يومٍ واحد، قضت تلك الليلة بأكملها غارقة في الكوابيس، فلم تنم جيدًا.

وعندما استيقظت صباح اليوم التالي، كانت منهكة، لكنها ما إن رأت سندس آدم حتى أرغمت شفتيها على ابتسامة خفيفة:

"أمي."

"نعم." أومأت سندس آدم بسرعة، وقد احمرّت عيناها تأثرًا بعد خمس سنوات من الفراق:

"لقد عانيتِ كثيرًا يا ابتسام."

كلما رأت ابنتها، عاد إلى ذهنها مشهدها على طاولة العمليات الباردة، والإشعار الطبي الذي أعلن أنها بين الحياة والموت، فتنبض في قلبها تلك الرهبة من جديد.

لكن شاءت رحمة الله أن تعود ابنتها من حافة الموت.

ضحكت ابتسام سهيل برفق وقالت وهي تعانقها:

"لا شيء من هذا، حقًا."

ظلّت تضمها وتواسيها حتى هدأت.

وفي تلك اللحظة، نزل حمزة خليل من الطابق العلوي، ولاحظ الجو الكئيب، فبادر ممازحًا لتخفيف التوتر:

"في السنوات التي غبتِ فيها، كادت السيدة سندس تتحول إلى حجر ينتظر ابنته."

ضحكت ابتسام سهيل من كلامه، ومع ابتسامة أمها أيضًا شعرت بالاطمئنان.

بعد الإفطار، قال حمزة خليل من تلقاء نفسه:

"اليوم أول يوم لك في العمل، سأوصلك بنفسي."

ابتسمت بخفّة:

"ألن أسبب لك الإزعاج؟"

"أمرك لا يمكن أن يكون إزعاجًا أبدًا."

حمل حقيبتها، وبينما كانت سندس آدم تستدرج ابتسام سهيل إلى المطبخ بحجة ما، التفت إليها بنظرة متسائلة.

قالت سندس آدم بصوت منخفض بعد أن تأكدت من ابتعاد ابتسام سهيل:

"حمزة، أريد أن أطلب منك أمرًا."

نظرت نحو المطبخ ثم تمتمت:

"بعد عودة ابتسام هذه المرة، راقبها جيدًا، لا تدعها تقترب من إسماعيل مروان مجددًا، ولا من تلك الطفلة…"

فهي لا تقوى على تكرار ألم فقدان ابنتها.

تغيّر وجه حمزة خليل بجدية:

"اطمئني يا خالة سندس، حتى لو لم تقولي شيئًا، فلن أسمح لابتسام أن يكون لها أي احتكاك مع عائلة مروان."

لو كان يعلم أن تخليه عنها في الماضي سيقود إلى تلك الكارثة، لما سمح لنفسه بالتخلي أبدًا.

تنفست سندس آدم الصعداء، وما إن خرجت ابتسام سهيل من المطبخ حتى تظاهرت كأن شيئًا لم يحدث.

بعد أن جلسا في السيارة، سألت ابتسام سهيل فجأة:

"أخي، كانت أمي تتحدث معك عن تلك المسألة، أليس كذلك؟"

"نعم." لم يُنكر حمزة خليل: "السيدة سندس تخشى أن تكرري نفس الخطأ…"

قالت بهدوء وهي تحدق من النافذة:

"لن أفعل. ارتكبتُ تلك الحماقة مرة واحدة، وهذا يكفيني. ثم إنني حقًا لم أعد أحبه."

في اللحظة التي تمدد فيها جسدها على طاولة العمليات، وشعرت بحياتها تُسحب ببطء، اتخذت قرارًا واضحًا: إن عاشت، فلن تقترب من إسماعيل مروان ما بقي لها من عمر.

نظر إليها حمزة خليل، ثم مد يده يربت على شعرها بحنان:

"كبرت ابتسام حقًا."

لم تُنكر، فكل من يمر بحافة الموت يتعلم كيف يواجه كل شيء من بعد ذلك بقلبٍ أكثر سكونًا.

عند وصولهما إلى المستشفى، رفضت عرضه بمرافقتها إلى الداخل.

فالآن، توسّعت مجموعة شركاته في عدة مجالات تحت قيادته، وصار نفوذه كبيرًا، وهذه المستشفى من ضمن استثماراته.

إن ظهر معها هنا، فستنال حتمًا معاملة خاصة من الإدارة، وهذا ما لا تريده.

هي تريد أن تنال منصب طبيبة استشارية ورئيسة قسم بجهدها وحدها.

بعد إصرارها، نزلت تعدو بخفة نحو مكتب التسجيل.

وكانت هناك شابة أخرى بدأت العمل في الوقت نفسه.

ترتدي كعبًا عاليًا حادًا، وعباءة بسيطة، وشعرًا مموجًا، تجلس على حافة المكتب.

ما إن رأت ابتسام سهيل حتى قلبت عينيها بتعالٍ واضح، وعداءٍ لا تخطئه العين.

فهما تتنافسان على نفس الفرصة، وفي النهاية لن يُختار سوى واحدة.

تجاهلت ابتسام سهيل نظرتها المتعجرفة، وتصرفت كأنها لم ترَ شيئًا.

بعد توزيع الأطباء المقيمين على الأساتذة، عرفت أن اسمها كوثر هادي، وأنها دخلت المستشفى بوساطةٍ من مدير المستشفى.

أطلقت كوثر هادي ضحكة ساخرة عند باب المكتب، وهمست بتكبّر قرب أذنها:

"لن تفوزي عليّ أبدًا، أنصحك بالانسحاب مبكرًا."

ردّت ابتسام سهيل بنبرة هادئة حاسمة:

"ولماذا أستمع إليكِ؟ هل أعرفكِ أصلًا؟"

ثم ابتعدت بخطوات واثقة، وتركت كوثر هادي تحدّق بها في ذهول.

كلما تذكّرت كوثر هادي ردّها، ازداد غضبها، فتمتمت بشتيمة وهي تحدق في ظهرها.

لم تكف كوثر هادي عن مضايقة ابتسام سهيل طوال اليوم الذي قضوه في التعرّف على بيئة المستشفى.

وقبيل انتهاء الدوام، سلّمها الطبيبة المشرفة عدة ملفات وقالت:

"تابعي حالات هؤلاء المرضى واحدًا واحدًا. بما أنّ لديك خبرة سابقة في التدريب، فأنت تعرفين كيف تتعاملين مع المرضى، ولا حاجة لأن أشرح لك، صحيح؟"

نظرت ابتسام سهيل باهتمام إلى الملفات بين يديها.

ثم تذكرت أمرًا وأضافت:

"بالمناسبة، في جناح كبار الشخصيات، هناك مريض يريد الخروج اليوم، اذهبي وتأكدي من حالته."

"حسنًا." دوّنت الأسماء، وبعد خروج الطبيبة المشرفة، توجّهت وحدها إلى الجناح.

طرقت الباب بلطف، وحين سمعت صوت امرأة في الداخل، فتحت الباب ودخلت.

لكن ما إن رأت السيدة الممددة على السرير حتى تغيّر وجهها قليلًا.

كانت رويدا كامل، ولم تتوقع أن تراها هناك.

وبينما ساد بينهما لحظة صمت، فُتح الباب مرة أخرى.

دخل إسماعيل مروان، وحين وقعت عيناه على ابتسام سهيل، لمعت فيهما دهشة خفيفة، ثم انخفض نظره إلى بطاقتها المعلقة على صدرها:

مستشفى الفجر.

قسم أمراض القلب والأوعية الدموية: ابتسام سهيل.

صمت لثوانٍ، يخفي اضطراب عينيه، ثم قال بهدوء:

"اكتُشف هذا العام أن أمي تعاني من مرض في القلب، لذلك تم حجزها هنا."

خفضت ابتسام سهيل جفنيها دون أن تنظر إليه، وسألت بنبرة رسمية باردة:

"هل ترغبون بإجراءات الخروج من المستشفى؟"

كان صوتها باردًا، وحاجباها معقودين قليلًا.

مجرد وجودها معه في المكان نفسه يجعل جسدها كله ينقبض.

قال إسماعيل مروان وهو ينظر إليها:

"الفكرة موجودة، لكن نريد سماع رأي الأطباء."

بدا كأنه يريد قول المزيد، ثم تراجع.

أجابت بهدوء:

"أنصح بإجراء فحص شامل مرة أخرى غدًا، ثم اتباع رأي الطبيب المعالج."

وبعد أن قالت ذلك، تحرّكت باتجاه الباب تستعد للمغادرة.

وفي اللحظة التي مرّت قربه، سألها فجأة:

"الآن وقد عدتِ… ألا تريدين رؤية الطفلة؟"

توقفت خطواتها، وحدّقت فيه دون أي انفعال:

"تلك الطفلة ابنتك، ولا علاقة لي بها."

تغيّرت ملامحه، وحدّق فيها بصمت.

كان ثقل نظرته يزعجها، فخفضت عينيها محاولة المغادرة.

فقال بصوتٍ منخفض بارد، وعيناه معتمتان:

"لا داعي لأن تتجاهلي الطفلة عمدًا بسببي."

Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • حين توقفت عن حبه، القبطان المتحفظ فقد صبره   الفصل 30

    لم ترفض ابتسام، وذهبت معه إلى منزل عائلة مروان القديم.كانت قد عادت إلى هنا عدة مرات مع إسماعيل عندما كانت حاملًا بأروى.كل شيء بقي كما كان، لم يتغير أي شيء.حين ترجّلت ابتسام من السيارة، فكرت لثانية ثم التفتت نحو حمزة الذي كان وجهه غامضًا تحت الظلال وقالت بصوت خافت: "أخي، سأعود حالًا."ابتسم حمزة ابتسامة خفيفة: "هيا، سأنتظركِ في السيارة."أومأت ابتسام برأسها، ونظرت إلى أعلى لترى إسماعيل ينتظر عند الباب.أغلقت باب السيارة، وكتمت مشاعرها، ودخلت الفيلا معه.أما حمزة فتابع خطواتهما بنظرة غامقة، ازدادت عمقًا كلما ابتعدا.تبعت ابتسام إسماعيل إلى الطابق العلوي، وبمجرد وصولهما إلى غرفة الصغيرة، سمعت أروى ما زالت تبكي بصوت خافت.عندما رأت الفتاة الصغيرة اقترابها، فتحت ذراعيها، راغبة في معانقتها، وكان صوتها مليئًا بالحزن: "أمي...""أروى حبيبتي."تقدمت ابتسام نحوها وداعبت الفتاة الصغيرة بلطف: "هل حلمتِ بكابوس؟""حلمت أنكِ تركتِني مرة أخرى..."امتلأت عينا الفتاة الصغيرة المستديرتان بالدموع، ثم عانقتها بقوة وقالت بهدوء: "أمي، سأكون مطيعة، لا تتركيني."شعرت ابتسام بنوبة حزن، وربتت على ظهر الفتاة ال

  • حين توقفت عن حبه، القبطان المتحفظ فقد صبره   الفصل 29

    "غدًا؟" كان صوت ابتسام يحمل شيئًا من الحرج: "أروى، غدًا قد لا يكون مناسبًا، فأنا لدي موعد مع خالكِ. ما رأيكِ أن نجعلها في يوم آخر؟"نظرت الفتاة الصغيرة إلى إسماعيل بحزن، لكنها أومأت برأسها مطيعة: "حسنًا، سأنتظركِ."طمأنتها ابتسام بكلمات قليلة، وما إن سمعت صوت حمزة يناديها من بعيد حتى أنهت المكالمة.نظر إسماعيل إلى تعبير الفتاة الصغيرة الكئيب، فضمّها إليه مواسيًا وقال بهدوء: "أنا إجازة غدًا. ما رأيكِ أن أرافقكِ؟""أبي..." عانقت الفتاة الصغيرة عنقه، واحتضنته بقوة، وعيناها محمرتان قليلًا. وأخيرًا سألت السؤال الذي كان يدور في ذهنها: "لماذا جميع آباء الأطفال الآخرين معًا، بينما أنت وأمي منفصلين؟"أرادت أن يكون والداها معًا أيضًا، وترغب في رؤية والدتها حالما تعود إلى المنزل...عندما سمع إسماعيل سؤال الفتاة الصغيرة، انتابه حزن عميق ولم يعرف كيف يجيب.سألت الفتاة الصغيرة بحذر: "أبي، هل يمكنكما أن تعودا معًا؟"نظر إسماعيل إلى وجه الفتاة الصغيرة المنتظر بتعبيرٍ مُعقد، ثم بعد صمت طويل قال بهدوء: "أروى، كوني مطيعة. لا تفكري في هذا كثيرًا، هذه أمور تخصني أنا ووالدتكِ فقط."على الرغم من خيبة أمل ال

  • حين توقفت عن حبه، القبطان المتحفظ فقد صبره   الفصل 28

    "أخي إسماعيل، الدكتورة ابتسام وحبيبها هنا." قال بلال وهو يمسك جانب وجهه متوترًا.رأى إسماعيل ابتسام منذ اللحظة التي دخلت فيها المطعم.كانت وقتها تمسك بذراع حمزة بحميمية، تتحدث معه وتضحك دون أن تنتبه لمن حولها.عندما رأى إسماعيل حركتها الغريزية للاقتراب من حمزة، ضاقت عيناه قليلًا.لم تلاحظ ابتسام إسماعيل، لكن حمزة رآه لحظة دخوله المطعم.لم يقل شيئًا، ولكن بعد أن جلس، رتّب خصلة من شعرها خلف أذنها برفق.رفعت ابتسام حاجبها مبتسمة: "ما الذي تفعله؟" "كان شعركِ مبعثرًا قليلًا." قالها حمزة وهو يلمس خدّها بخفة، ثم استند على الكرسي ووضع ذراعه خلفها بطبيعية مفرطة في القرب.لم تفكر ابتسام كثيرًا، وأثناء انتظار حذيفة تبادلت معه حديثًا خفيفًا عن العمل."مشرفي صارم جدًا، وهذا يجعلني قلقة قليلًا."ضمّت شفتيها قليلًا: "لكن العمل مع الطبيبة بشرى يجعلني أتعلم الكثير بالفعل."ضحك حمزة بخفة: "وما الذي يقلقكِ؟ ألستُ جالسًا هنا بجانبكِ؟"أسندت ابتسام ذقنها على يدها، ناظرةً إليه: "سيد حمزة، أنا أعتمد على قدراتي، لن أستعمل أي وساطة."نظر حمزة إليها، وارتسمت ابتسامةٌ على شفتيه: "أجل، فأنتِ هي الأفضل." لم تتم

  • حين توقفت عن حبه، القبطان المتحفظ فقد صبره   الفصل 27

    انتظرت المضيفة جوابَه بقلق، لكن إسماعيل صمت لثوانٍ، ثم سأل فقط: "أنتِ وهو فقط؟""لا، هناك أيضًا الدكتورة ابتسام، التي أنقذتني في الدرجة السياحية المرة الماضية، وحبيبها."أجابت المضيفة بصدق، ثم سألت بتفكير: "كابتن إسماعيل، هل تلمح إلى أن حذيفة غير موثوق به؟"قبل أن يتمكن إسماعيل من قول أي شيء، وضع بلال ذراعه حول كتف المضيفة وسخر منها: "انظري إلى سؤالكِ! ألا تُصعّبين الأمور على أخي إسماعيل؟ ستعرفين إن كان موثوقًا به أم لا بعد العشاء الليلة!"أدركت المضيفة خطأها وابتسمت بارتباك: "لكنه كريم جدًا. بالكاد تعرفنا، وأهداني حقيبة من إصدار محدود.""قيمتها ستة أرقام!" قالت بحماسة وهي تشارك بلال التفاصيل.رفع بلال إصبعه لها إعجابًا، واستمرّا في الحديث بحماسة وهما يتقدمان. وبينما كانا يصعدان، سأل إسماعيل فجأة من الخلف: "في أي مطعم ستلتقون الليلة؟"أجابت المضيفة بصدق، رغم حيرتها من سؤاله: "إنه مطعم فرنسي، رومانسي جدًا."أومأ إسماعيل، ودخل قمرة القيادة بهدوء.سحبت المضيفة بلال جانبًا وسألته: "ما الأمر؟ لماذا يهتم الكابتن فجأة؟ هل هو مُعجب بي؟"كان سؤالها مازحًا بعض الشيء، فضحك بلال قائلًا: "مريم، أيه

  • حين توقفت عن حبه، القبطان المتحفظ فقد صبره   الفصل 26

    عبس إسماعيل، رافضًا الخوض في الموضوع أكثر، ونظر إلى الصغيرة التي كانت تُثير المشاكل، فخفّت نبرته قليلًا: "في المرة القادمة التي تقابلين فيها أروى، تذكري أن تُخبريني مُسبقًا."كانت ابتسام تعلم أنها قصّرت في هذا الأمر، فأومأت: "سأخبرك في المرة القادمة. أما الليلة، فأود أن آخذ أروى لتناول العشاء.""أنتِ وأروى فقط؟" سأل إسماعيل بهدوء."لا، أخي حمزة سيكون معنا أيضًا...""ليس الليلة، أروى تُعاني من صعوبة في التركيز مؤخرًا؛ عليّ أن أجعلها تدرس اليوم."قاطعها إسماعيل، وأخذ أروى من بين ذراعيها، ونبرته ثابتة: "إلى أين أنتِ ذاهبة؟ سأوصلكِ.""لا داعي."لم تُصرّ ابتسام، وجاء اتصال حمزة في تلك اللحظة، فعدّلت نبرة صوتها وأجابت: "سآتي إليك بعد قليل، أروى لن تأتي، سآتي وحدي."بعد أن سمعت ما قيل على الجانب الآخر، ابتسمت ابتسامة خفيفة وقالت: "لا بأس. أكمل اجتماعك؛ سأستقل سيارة أجرة."بعد أن قالت ذلك، نظرت إلى ساعتها، وفكرت لبضع ثوانٍ، ثم أجابت: "سيستغرق الأمر حوالي نصف ساعة.""حسنًا، سأطلب من مساعدي انتظارك في الأسفل." قالها حمزة وأنهى المكالمة.رفعت ابتسام رأسها وابتسمت للفتاة الصغيرة قائلة: "أروى، أنا

  • حين توقفت عن حبه، القبطان المتحفظ فقد صبره   الفصل 25

    ارتسمت ابتسامة لا إرادية على وجه ابتسام، ولم تُجب فورًا، بل سألتها: "وأين والدكِ؟"وعندما سمع حمزة هذا اللقب، اشتدّت قبضته على عجلة القيادة قليلًا، وسقطت عيناه عليها بلا إرادة.لاحظت ابتسام نظراته، فحوّلت هاتفها إلى وضعية مكبر الصوت في صمت.صدح صوت الفتاة الصغيرة الخافت: "لا أريد أن يأتي أبي ليأخذني."تبادلت ابتسام وحمزة النظرات، ثم سألتها: "لماذا؟""لأنني... غاضبة من أبي!"أصدرت الفتاة الصغيرة همهمةً عاليةً في هذه اللحظة، بلهفةٍ مُحببة: "اتصلت الخالة ميسان بأبي هذا الصباح، وقال إنه سيذهب إليها لاحقًا، لا أحب أن يذهب أبي لرؤية الخالة ميسان، لذا أنا غاضبة من أبي!"عندما سمعت ابتسام صوت الفتاة الصغيرة العاقل والفصيح، ضحكت ضحكة مكتومة: "حسنًا، سآتي لأخذكِ من الروضة اليوم.""حسنًا! سأنتظركِ." ابتسمت الفتاة الصغيرة على الفور، ولم تنسَ أن تقول لها: "أمي، روضتنا تنتهي في الخامسة مساءً!" "حسنًا." أجابت ابتسام مبتسمة: "أنا لن أتأخر بالتأكيد."وحين أنهت المكالمة، علّق حمزة ببطء: "يبدو أنه يحب ميسان كثيرًا حقًا."أومأت ابتسام قائلة: "في الواقع، إنهما مناسبان تمامًا."لكنها لا تعرف لماذا لم يصبحا

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status