الفصل الأول

بعد أن سمع بسام الجابري رفضي، بدا عليه بعض الدهشة.

هذه هي المرة الأولى التي أرفض فيها طلبه خلال هذه السنوات الثماني.

مما دفع بسام الجابري إلى تفحّصني من الرأس حتى القدمين.

"ريم السعدي، هل استُفززتِ الليلة الماضية؟ هل عقلكِ ليس بخير؟"

لم أتكلم، بل نظرتُ إليه بصمت.

بعد قليل، شعر بسام الجابري بالضيق من نظراتي.

قال بضجر:

"إن لم تريدي فلا تفعلي، ألا تملّين من التحديق بي هكذا!"

قال هذا، ثم أشار بيده ليطلب من المدبرة إعداد الفطور.

في هذه الأثناء، اقتربت مني الفتاة الشابة التي أُحضرت بالأمس وهي تبتسم بخبث.

"أختي، كيف كان الاستماع البارحة؟ هل كان مثيرًا؟"

عندما أرادت أن تقول شيئًا آخر، سحبها بسام الجابري فجأة.

"لا تتكلمي كثيرًا، اذهبي واغتسلي وتناولي الفطور."

رفعت الفتاة حاجبها نحوي، وكان الفخر يفيض من عينيها.

على مائدة الطعام، كان بسام الجابري والفتاة يتناولان الفطور بحميمية.

لم أرفع رأسي، كنتُ أُخطط في ذهني كيف سأقضي الأيام القادمة.

لا أعرف كم من الوقت مر، لكن فجأة رُبِّت على ذراعي.

رفعتُ رأسي ونظرتُ، فوجدتُ بسام الجابري يقف بجانبي ووجهه عابس.

"هل هناك أي شيء؟"

نظرتُ إليه باستغراب.

نظر بسام الجابري إليّ بتعبير غير مفهوم.

"ماذا تفكرين فيه لدرجة هذا التركيز؟"

بقيتُ صامتة لبرهة، ثم قلتُ بصراحة:

"كنتُ أفكر ماذا سأفعل في المستقبل؟"

أطلق بسام الجابري صوت "تسك" عند سماع ذلك.

"ماذا يمكنكِ أن تفعلي؟ غير التنظيف والطبخ، ماذا تعرفين أن تفعلي أيضًا؟"

عندما سمعته ينطق بكلمات الازدراء هذه بكل طبيعية، لم أُبدِ رد فعل كبير.

فقد اعتدتُ على حديثه هذا.

ثماني سنوات من الزواج، تخلّيتُ فيها عن كل وقتي الخاص تقريبًا لأعتني ببسام الجابري، وكانت أيامي تدور حوله.

كدتُ أنسى كيف كانت تلك "أنا" التي كانت مليئة بالأحلام في البداية.

ثماني سنوات مضت، كانت أمي في خطر الموت وبحاجة ماسة للمال.

في يأسي الشديد، ظهر بسام الجابري.

قال إنه يمكن أن يمنحني خمسمائة ألف دولار.

لكن الشرط هو أن أتزوجه زواج اتفاق.

لمساعدته في التعامل مع أفراد عائلة الجابري.

من أجل أمي، وافقتُ.

خلال هذه السنوات الثماني، كنتُ أراه يعود إلى المنزل مع نساء مختلفات.

ذات مرة، بعد أن سكر بسام الجابري، نظر إليّ بجدية بالغة وقال:

"ريم السعدي، نحن من عالمين مختلفين، لا تفكري في الارتباط بي."

لطالما اعتقدتُ أن بسام الجابري لا يعرف كيف يحب أحدًا.

لكنني عرفتُ في العام الماضي فقط أن له حبًا أولًا توفي بسبب مرض.

والفتاة التي أحضرها بسام الجابري إلى المنزل بالأمس كانت تشبه حبه الأول المتوفى بنسبة خمسين بالمئة.

لذا عندما أحضر بسام الجابري الفتاة لتناول الفطور معًا اليوم، لم أتفاجأ.

بل بدأتُ أفكر في أنسب وقت للمغادرة.

عندما رآني بسام الجابري لم أتكلم، نادى اسمي بضجر.

عندئذ عدتُ إلى وعيي.

"أريد أن أخرج لأبحث عن عمل." نظرتُ إليه بهدوء.