Share

الفصل 2

Author: ضياء الجمال
كان أنس الألفي في المستشفى يلفظ أنفاسه الأخيرة.

وبسبب مشكلة في جهازه المناعي، أُصيب بحمى شديدة، وأصبحت فترات وعيه تقل أكثر فأكثر.

ومع ذلك، كلما رأى ظِل أخته، كان يحاول أن يبتسم، غير راغب في أن يقلقها، قائلًا: "أختي!"

فتجيبه أمل: "اصبر واحتمل، فسنُجري عملية زرع النخاع قريبًا! أنس! أختك تثق بأنك لها!"

لم ترد أمل أن تذرف دموعها أمام أخيها، لذلك حين احمرت عيناها، أعرضت بوجهها، ومسحت طرفي عينيها.

قال لها أنس: "لا تتوسلي إلى زوجة خالنا من أجلي، لقد طلبت ثمانمائة ألف دولار، وهذا دليل على أنها لا تريد التبرع أصلًا إياكِ أن تقعي في الحماقة من أجل المال."

فحين طلبت زوجة الخال هذا المبلغ، فعلت ذلك عمدًا، ولم تُخفِ الأمر عن أنس، بل قالته صراحةً في غرفة المرضى.

كان هدفها هو أن تجعل أمل وأنس يفقدان الأمل نهائيًا.

أرادت أمل أن تشجع أخاها ببعض الكلمات، فقالت: "أنا خبيرة بهذه الأمور، كل ما عليكَ معرفته هو أن أختك لم يعد لها أحدٌ سواك، يجب أن تعيش، هل سمعت؟"

لكن أنس فقد وعيه مجددًا.

غادرت أمل المستشفى وقد شلها الرعب، وعادت إلى غرفتها البسيطة المؤجرة.

استحمت، وبدلت ثيابها، وركبت متجهة إلى شركة البدراوي.

تكمن مشقة البالغين في أنهم حتى لو أثقلت الأعباء كاهلهم، مضطرون أن تدفعهم الحياة إلى الأمام.

"آنسة أمل، هذه نتائج الدراسة المالية، والنمذجة الخاصة بالمشروع، اعرضيها على المدير عماد البدراوي، وإن وافق فسنوقع العقد."

فردت: "حسنًا."

ثم مدت أمل يدها وأخذت الملف، وأخذت جدول أعمال المدير لهذا اليوم من على طاولة مكتبها، ثم توجهت إلى مكتب الإدارة العام.

ثم طرقت الباب، قائلةً: "سيد عماد، إنها أنا."

كانت تحاول إجبار نفسها على نسيان ما حدث الليلة الماضية، وتظاهرت بأن شيئًا لم يحدث، وواصلت العمل بشكل طبيعي.

لكن عماد اكتفى من الداخل بقوله: "ادخلي."

مجرد سماع صوته كان كافيًا لجعل أمل تبدأ تلقائيًا تتذكر أنينه المنخفض والمكتوم، كريشة مرت على حافة أذنها، مسببةً قشعريرة.

سعلت عدة مرات سعالًا خفيفًا من شدة الإحراج.

دفعت الباب ودخلت، ولم تجرؤ على رفع رأسها، وقالت: "تحتاج هذه الملفات إلى مراجة وتوقيع سيادتك، وتم تجهيز المعلومات عن المساهمين، وموعد الاجتماع في الثالثة عصرًا."

وبعد أن قالت كل شيء، أرادت المغادرة.

لكن في اللحظة التالية، تكلم عماد على حين غرة، وقال: "وأين الفطور؟"

أُصيبت بالرعب، وأجابته: "اليوم لم أشترِ."

على مدار ستة أشهر من عملها كسكرتيرة له، كانت أمل لطيفة معه، ومهتمة به، ولبيبة في العمل.

كانت تشتري تشكيلة متنوعة من وجبة الفطور كل صباح، فقط لكي لا تكون معدته خالية، تجنبًا لإصابته بالأمراض المعدية.

وعلمت أنه يحب القهوة المطحونة يدويًا، فاشتركت في دورة لتتعلمها، فكانت مثالًا للجد والإخلاص والحذر أيضًا.

كان اليوم هو المرة الأولى خلال الستة أشهر التي لم تشترِ فيه وجبة الفطور.

عندما أدركت أن الغضب في عيني عماد يتزايد، قالت: "سأشتريه لسيادتك الآن."

فأجابها عماد بنبرة باردة: "لا داعي"، ثم نهض مباشرة مغادرًا المكتب.

زمت أمل شفتيها، ثم أخرجت نفسًا عميقًا، متوجهةً إلى المتجر الذي اعتادت شراء الفطور منه دائمًا، واشترت وجبتين.

طالما أن الهدف قد تغير، والوقت مُلحٌ، كان عليها أن تسرع في البحث عن فرصة الإنجاب من فارس البدراوي.

عندما عادت إلى الشركة، لم تتجه أولًا إلى مكتب الإدارة العام، لتقديم وجبة الفطور، بل اتجهت إلى قسم المشاريع الخاصة.

كانت قد استفسرت، وعلمت أن فارس البدراوي الذي عاد مؤخرًا من الخارج، لم يشغل منصب نائب المدير، بل طلب العمل في الوحدات القاعدية للمشاريع لعدة سنوات أولًا، لاكتساب الخبرة.

وكأن القدر شاء أن يلتقيا، فبمجرد نزولها من المصعد، وقع بصرها عليه.

فسألها: "آنسة أمل، ما الذي أتى بكِ إلى هنا؟"

اقتربت منه مبتسمةً، وقالت: "لقد جئت خصيصًا لأبحث عنك."

رفع حاجبيه والدفء يملأ عينيه، وسألها: "تبحثين عني؟ ما الخطب؟"

فأجابت: "أجل! جئت لأشكرك على مساعدتك، وهذا الفطور اشتريته لك خصيصًا، وآمل ألا ترفضه."

لمح الوجبة بعينيه السوداوين مبتسمًا، وقال: "فطائر لحم شارع الزيتون! أحب هذا المتجر! كيف لي أن أرفضها؟ أشكركِ!"

همت بأن تضرب الحديد الحامِ، راغبةً في تقوية علاقتهما، لكنها لمحت بطرف عينيها أن عماد كان يقف خلف فارس، دون أن تشعر متى وقف.

لكنه لم ينظر إليه، بل كان ينظر إلى علبة الفطائر باللحم التي يحملها فارس، والأخرى التي تحملها أمل.

شعرت أمل بأن عماد يرغب في تناول الطعام، فقدمت الوجبة إليه قائلةً له: "سيد عماد، هذه الوجبة لسيادتك."

لكن عماد تجاهل تمامًا يدها الممتدة، ثم خطا بخطوات سريعة مغادرًا.

ودعت أمل فارس على عجلٍ، وركضت مسرعةً للحاق بعماد، ودخلت معه المصعد، وقالت له: "سيد عماد، لا يمكن أن تترك فطيرة اللحم وقتًا طويلًا، تناولها أولًا ثم اذهب إلى العمل."

لم ينطق عماد ببنت شفة، كان وجهه الوسيم مشدودًا، وعيناه تحملان كآبة.

وعلى الرغم من أن أمل كانت ترغب في تغيير هدفها، إلا أن الشرط الأساسي للاقتراب من فارس، هو البقاء في شركة البدراوي.

لذلك لم يكن بإمكانها إغضاب عماد، فظلت صامتة، وتبعته خطوة بخطوة.

عادا إلى مكتب الإدارة العام، وأُغلق الباب، فلم يبقَ سواهما.

شعرت بأن جسدها كله متصلبًا كالجبس، حتى إنها لم تستطع تحريك مفاصلها.

أخيرًا، كسر عماد حاجز الصمت، فتحدث بحزن كغريق في اليم، وقال: "فسري لي ما حدث الليلة الماضية."

عبثت براحة كفها، وقالت: "سيد عماد، إنها حادثة عرضية بحتة، أنت كنتَ ثملًا، وأنا كذلك! ولكن لا تقلق، فهذا الأمر لن ينكشف أبدًا، أُقسم لكَ."

فإذا به يضيق عينيه السوداوين بغتةً، محدقًا في وجهها الصغير.

أعاد ترتيب ذكريات الليلة الماضية، واستنتج بسهولة وقال لها: "أنتِ تريدين الحمل بطفلٍ مني."

أجابت أمل بسرعة: "لا!"

ولكي تثبت براءتها، تابعت فورًا: "صحيح أننا لم نأخذ احتياطاتنا، لكنني في الصباح غادرت الفندق، واشتريت حبوب منع الحمل! تفضل سيادتك بالنظر! هذه هي العلبة، وبالطبع إن لم تكن مطمئنًا، يمكنني تناولها مرة أخرى، وراقبني بنفسك."

فأخرجت العلبة بالفعل من حقيبتها، التي أعطتها لها ياسمين، وكانت فارغة حقًا.

أطبقت شفتيها، خافضةً رأسها قائلةً: "سيدي! أرجوك لا تطردني بسبب هذا الأمر، فأنا أحب شركة البدراوي حقًا!"

وتابعت: "إذا كنتَ مستاءً حقًا، فيمكن لسيادتك نقلي إلى قسم آخر، يمكنني أن أعمل مساعدة في قسم المشاريع!"

ويفضل لو كان قسم مشاريع فارس البدراوي.

هذه التمثيلية التي لعبتها أمل، جعلت عماد حائرًا بعض الشيء.

هل أخطأ في التخمين؟

لكن العلاقة بينهما قد حدثت بالفعل، وأمل كانت عذراء حقًا.

وعلى الرغم من أن شخصيته قاسية ومنعزلة بعض الشيء، إلا أنه كان شاعرًا بالمسئولية.

تلاشى الشك من عينيه، وبعد وقت طويل، قال: "سأتكفل بكِ هل ترغبين في المال أم المكانة الاجتماعية؟"

أُصيبت بالذعر، ثم هزت رأسها، وقالت: "لا أريد شيئًا!"

إذا كان ممكنًا، فهل يمكن نقلي كمساعدة لفارس.

لكنها بالطبع لم تجرؤ على قول ذلك الكلام حقًا.

فهذا الهدف واضح، وعماد فطن، وماذا لو أصاب التخمين؟

وبمجرد أن يتبادل العم وابن أخيه المعلومات، فلأنها شخص غريب عنهما، لن تعرف كيف ستموت.

الآن كل ما تريده أمل هو الإسراع في تنفيذ محتوى العقد: الحمل بطفل من عائلة البدراوي.

فستقايضهم بتسعة أشهر من حملها، مقابل حياة أخيها، ثم ستختفي تمامًا من مدينة الركائز، لكي لا تلتقي بأي شخص من عائلة البدراوي طوال حياتها!

وبسبب رفضها القاطع، اعتقد عماد أن أمل لم تفهم.

"لقد قلت لكِ، يمكنني أن أعطيكِ المكانة الاجماعية أيضًا."

على الرغم من أنه لا يشعر بأي انجذاب نحو أمل، بل ولا يختلجه أدنى شعور تجاه أي امرأة أخرى.

فإنه الآن بعد مشاركتهما الفراش، وما حدث بينهما، لا بد أن يعترف عماد بأنه أحب مذاق الليلة الماضية.

لذلك فإنه ليس من المستحيل أن يكرر هذه التجربة مع أمل مرة أخري.

قالت أمل: "سيدي، لقد فهمت! لكن لا داعي لأن تضحي بنفسك، وتتكفل بي، لنعتبر أن شيئًا لم يحدث بيننا الليلة الماضية، أنا قد فعلت ذلك باختياري، ولا علاقة لسيادتك بهذا الأمر."

وتابعت: "إذا لم يكن هناك شيء آخر، سأذهب للعمل."
Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • سكرتيرة تغوي الرجل الخطأ، والعم وابن الأخ يتنافسان للظفر بها   الفصل 30

    "سيد… سيد عماد؟""هل أنتِ موافقة على النقل؟"في تلك اللحظة، شعرت أمل وكأن عقلها توقف عن العمل تمامًا!توقف الكلام في حلقها، ولم تعرف هل تهز رأسها بالموافقة أم بالرفض.كانت عينا عماد السوداوان كالهاوية، تحدق فيها دون أن تنطق بكلمة واحدة…وبعد دقيقة تقريبًا، تحدث أخيرا: "اخرجي."…بدأ الخصام الصامت بين أمل وعماد.بالمعنى الدقيق، هو يمارس الصمت العقابي، وهي في حيرة تامة.منذ حدوث الأمر المتعلق بالنقل الوظيفي بعد الظهر، لم يتحدث عماد مع أمل كلمة واحدة، وحتى في اجتماع المساهمين، كان يرسل مساعد المشروع لإحضار المستندات بدلًا من أن يكلّفها هي بذلك.بعد عناء طويل حتى انتهاء الدوام، فكرت أمل أن تنتظر حتى تصل إلى المنزل لتعرف منه ما يجري، لكنها عند خروجها من الشركة وركوبها المترو عائدةً إلى الفيلا، وما إن فتحت الباب، اكتشفت أن عماد قد حضّر العشاء مسبقًا ووضعه على طاولة السفرة.ولا تدري إن كان قد تناول طعامه أم لا، فالأهم أنه ذهب إلى مكتبه!وبما أن أمل شعرت بالذنب بسبب ما حدث اليوم، كانت مشاعرها متقلبة للغاية.تسللت خلسة إلى باب المكتب لتستمع… يبدو أن عماد يعقد اجتماعًا عبر الفيديو.ونظرًا لفارق

  • سكرتيرة تغوي الرجل الخطأ، والعم وابن الأخ يتنافسان للظفر بها   الفصل 29

    "إذن، هل إذا وافقت، ستسمح لي بأن أكون سكرتيرتك؟" تلاعبت ليان قليلًا بمفهوم السؤال، محاولةً أن تمنح نفسها فرصة!إقناع عماد ليس بالأمر السهل، لكن إقناع سكرتيرته، ربما لن يكون صعبًا إلى هذا الحد. كل ما في الأمر أن تدفع قليلًا من المال.لقد فكرت مسبقًا أن أي امرأة بجانب عماد لا بد أن تكن مولعة به! لكنها على الأرجح سرعان ما ستدرك أن عماد، بخلاف عمله، لا يقيم أي علاقة معهن.والآن، لو تمكنت من الحصول على مبلغ من المال، ثم تنسحب، فربما تقتنع بذلك.بينما كان عماد على وشك الرد، سُمِع طرق على باب المكتب فجأة..."سيد عماد، إنه أنا."وتمامًا كما يُقال، ما إن ذُكر، حتى حضر.كانت أمل قد أنهت قيلولتها القصيرة، وأتت لتسليم بعض الملفات."تفضلي بالدخول."وعند سماع صوت رئيسها، فتحت الباب، وبدأت على نحو اعتيادي بالتقرير مباشرة:"سيد عماد، لقد وجدت جميع مستندات التدقيق التي طلبتها…"توقفت أمل فجأة، إذ لاحظت وجود شخص آخر في مكتب المدير.امرأة.لا يمكن لومها على شعورها بالمفاجأة، فالواقع أن عماد لا يحيط به عادة أي إناث!وبطبيعة الحال، انتبهت ليان لوجود أمل أيضًا.ولم تنتظر حتى يتكلم عماد، بل بادرت بالقول: "أ

  • سكرتيرة تغوي الرجل الخطأ، والعم وابن الأخ يتنافسان للظفر بها   الفصل 28

    قال ياسين بنبرة ممتلئة بالاستياء: "عذر! بالتأكيد مجرد عذر!"عض ياسين شفتيه ببعض الإحباط وقال: "عماد، انظر إلى ليان جيّدًا! أؤكّد لك، لن تجد في هذا العالم كثيراتٍ يفُقنها جمالًا، أنت واثق أنك لا تريدها؟"سكت عماد.وتراجع خطوة إلى الخلف ليضع مسافة بينه وبين ياسين، ثم قال بفتور: "أرى أن فراغك جعلك تلعب دور الخاطبة، أظنني سأضطر للاتصال بالعم قيس الرفاعي."وما إن سمع ياسين ذلك حتى ارتجف قليلًا وهزّ رأسه بسرعة: "لا لا! دعنا من هذا! كنت أمزح، وأنت تأخذ الأمر بمحمل الجد!"كيف يجرؤ على الاستمرار في الحديث؟لم يبقَ له سوى سحب عماد للخلف بسرعة، ثم قال مبتسمًا لليان: "يجب أن يكون لديكما أمور عمل للحديث عنها، سأغادر الآن! هناك أصدقاء يدعونني للشرب معًا!"فأومأت ليان برأسها وقالت بهدوء: "حسنًا، لكن تذكّر، إن شربتَ، فلا تقد السيارة."ابتسم ياسين بثقة وقال:"اطمئني، أنا أكثر الناس التزامًا بقواعد المرور."ابتسمت ليان مستسلمة، لكن عيناها سرعان ما اتجهتا نحو عماد مرة أخرى.حقًا، هو الرجل الذي لم تستطع نسيانه طوال السنوات الماضية…فما إن ظهر، حتى أصبح معدل ضربات قلبها خارج السيطرة!فتح عماد باب مكتبه، وص

  • سكرتيرة تغوي الرجل الخطأ، والعم وابن الأخ يتنافسان للظفر بها   الفصل 27

    قامت أمل بحمل كرسي بنفسها وجلست أمام الطاولة، مواجهةً فارس، ورفعت يدها قائلة: "لكل شخص طريقته في الحياة، وعدم الزواج ليس بالأمر السيئ.""وماذا عنكِ؟"مدّ لها فارس ملعقة الطعام بشكل طبيعي.أمسكت أمل بالملعقة وابتسمت قائلة: "لا تسخر مني، فأنا الآن أريد فقط أن أركز على عملي، ولم أفكر في أي شيء آخر. لكن، إذا كان عليّ التكهن بناءً على وضعي الحالي، فأنا على الأرجح لن أتزوج أيضًا."كانت كلماتها صادقة.لم تقلها لإرضائه.فحتى لو خضع شقيقها لزراعة نخاع العظم، فقد أكد الطبيب أن احتمال الانتكاس موجود دائمًا.سواء كان العلاج تقليديًا أو الاستمرار في البحث عن متبرع جديد، فإن التكلفة ستكون كبيرة جدًا.فكرت أمل في نفسها: "كم من الرجال العاديين سيكونون مستعدين لمساعدة حبيباتهم في إعالة إخوتهن؟ عندها، سيعتبرها الناس بالتأكيد "امرأة مهووسة بدعم أخيها."لم ترغب أمل في إلزام أي شخص، لكنها أيضًا لا تستطيع التخلي عن شقيقها، لذلك كل ما يخص الحب أو الزواج بالنسبة لها أمور بعيدة المنال.الواقع وكثرة الضغوط لم تترك لها مجالًا للتفكير في شيء آخر.قال فارس بصدق: "هل تواجهين صعوبات شخصية؟ يمكنكِ إخباري بها، وإذا اس

  • سكرتيرة تغوي الرجل الخطأ، والعم وابن الأخ يتنافسان للظفر بها   الفصل 26

    "رئيس الفريق الخاص بالمشاريع– فارس: "لا تقلقي، ما دمتُ لن أخبر عمي، فلن يحدث شيء، أليس كذلك؟"لم يخطر ببال أمل أنها ستحصل على هذا العائد غير المتوقع!فإن رفضت الآن… ألا يعني ذلك إضاعة فرصة ثمينة ساقها القدر إليها؟وبدون أي تفكير، أرسلت لفارس علامة الموافقة.وبعد انتهاء الاجتماع الصباحي، خرج عماد مع بعض المساهمين لبحث شؤون الفرع الخارجي.أكملت أمل المهام الموكلة إليها، ثم اتصلت بـياسمين."كيف حال أنس الآن؟ هل مررتِ عليه اليوم؟"أجابت ياسمين: "اطمئني، في أيام عملك أنا أذهب كل يوم! وسألتُ طبيبه المسؤول بخصوص زراعة النخاع!حتى الآن، أسرة خالكِ متعاونة جدًا."ثم قالت ياسمين بتنهيدة: "من الواضح… بعد أن أخذوا المال، تغيّر موقفهم تمامًا!"شدت أمل شفتيها، وقد فقدت الرغبة في الحديث عن أسرة خالها وقالت: "كل ما أرجوه هو أن يتحسن أنس."تنهدت ياسمين وقالت: "بالمناسبة، هل هناك تقدم في مهمتكِ؟ هل أتيحت لكِ فرصة للتقرب من فارس؟"مبلغ التعويض الضخم— عشرون مليون دولار— جعلها تشعر بالقلق على صديقتها!قالت أمل: "نحن الآن أصدقاء نوعًا ما، و... فترة التبويض لهذا الشهر قد انتهت، حتى لو كررت الحيلة الآن لن تنف

  • سكرتيرة تغوي الرجل الخطأ، والعم وابن الأخ يتنافسان للظفر بها   الفصل25

    نتيجة ليلة الانغماس العاطفي كانت واضحة…عندما جاءت أمل إلى العمل في اليوم التالي، بدت وكأن طاقتها كلها قد استنزفت!كان ظهرها متألمًا، ساقاها متعبتين، وصوتها خافت ومبحوح.أما عماد، في الاجتماع الصباحي، فكان يبدو كامل الرضا، حتى صوته أصبح أعمق وأكثر قوة.وبعد أن استمع إلى تقارير المدراء التنفيذيين، لمح أمل بعينيه السوداوين بشكل عابر، ثم أرسل لها رسالة عبر برنامج الشركة الداخلي على حاسوبه المحمول: "الرئيس التنفيذي– عماد البدراوي: إذا كنتِ متعبة جدًا، يمكنكِ أخذ قسط من الراحة في غرفة استراحتي."سرعان ما ظهرت على شاشة كمبيوتر أمل رسالة جديدة.بشكل غريزي، نظرت حولها بسرعة، ولاحظت أنه لا أحد ينتبه إليها، عندها فتحت الرسالة للرد"سكرتيرة الرئيس التنفيذي– أمل: لا داعي، سيد عماد، هذا ليس مناسبًا."رغم أن غرفة استراحة عماد تقع داخل المكتب الداخلي للرئيس التنفيذي، ولن يتمكن أحد من الدخول دون موافقته.لكن…الخوف يكمن في أن عماد يرى فارس كابن أخيه، وليس كشخص غريب!لو نامت قليلًا واستيقظت لتخرج من غرفة استراحة الرئيس الخاصة، وفجأة وجدت فارس بالخارج، سيكون ذلك بمثابة كارثة حقيقية… لم تعد تعرف كيف ستخت

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status