Share

الفصل 3

Author: ضياء الجمال
بعد أن غادرت أمل، لم ترتخِ حواجب عماد الكثيفة المتجهمة.

لكن بعد فترة، سمع طرقًا على الباب مجددًا.

لم تكن أمل الطارقة، بل كان ياسين الرفاعي، صديق عماد البدراوي من الصغر حتى الكبر.

لم يدخل بعد، لكن صوته العالي سبقه إلى الداخل: "اللعنة! لا أعرف أي جنون أصاب والدي، يصر على أن أذهب إلى موعد تعارف، عماد! ألا تعتقد أنهم جميعهم مجانين! يثرثرون طول الوقت عن إنجاب الوريث، إذا كان أبي لم يعد لديه الطاقة ليستمتع بالحياة، فلا يزال لديَّ أنا! ما زلت شابًّا، أريد أن أعيش حياة الملذات بضع سنين أخرى، لا أريد أن أعلق نفسي على شجرة واحدة!"

ألقى بنفسه على الأريكة، وعيناه الضيقتان تعكسان امتعاضًا شديدًا من فكرة الزواج الإجباري.

لاحظ ياسين الرفاعي أن عماد لم ينطق ببنت شفة، فاستاء.

فزم شفتيه، وسار نحوه قائلًا: "أنت في حال أفضل! فبالنظر إلى السلم العائلي لعائلة البدراوي، ابن أخوك هو الوحيد المُلام على رفض إنجاب الوريث، وليس أنتَ."

سأل ياسين: "ما الخطب؟"

ما زال عماد فاترًا، دون أي انفعالات على وجهه الوسيم.

صرخ ياسين، ونظر نظرة متعالية، وقال: "أنا أتحدث! ألا يمكنك أن تكف عن العمل لحظة؟ على مدار هذه السنوات، لم تكن امرأة واحدة بجانبك، بصراحة، ألا تشعر بالاختناق أحيانًا؟ أم أنك تفضل إسترضاء نفسك بنفسك؟ إذا كانت لديك أي استفسارات عاطفية، فتحدث معي، وسأقدم لك يا صديقي التفسيرات والإجابات!"

رأى ياسين أن عماد يلتقط ملفًا آخر، فشعر بالضجر، ولوح بيده قائلًا: "أنتَ ممل حقًا! سأغادر."

هم بالرحيل، وقد وصل إلى الباب، وفجأةً ناداه عماد، وقال: "لدي صديق، يرغب في أن يتساءل عن بعض الأمور."

ما إن سمع ياسين سمع هذا، حتى لمعت عيناه، واستدار على الفور، واقترب قائلًا: "قل ما لديك!"

فكر عماد قليلًا في صياغة الكلام، وتحركت تفاحة آدم في حلقه مع ارتفاع صوته وانخفاضه.

وقال: "لم يكن في الحسبان أن تحدث علاقة بينه وبين فتاة، قبل العلاقة كانت الفتاة مبادرة ومهتمة، ولكن بعدها عرض الرجل عليها أن يتكفل بها، فرفضت."

لم يفكر ياسين كثيرًا، وبمجرد أن سمع، صفق على الفور، وأعطى استنتاجًا: "هذا الرجل مهاراته في الفراش ضعيفة، بل يمكن القول إنه ضعيف جدًا، حتى أن موقف الفتاة تغير بهذا الشكل بين ما قبل العلاقة وما بعده!"

قطب عماد حاجبيه، ولم ينطق ببنت شفة.

فسأل ياسين: "همم، هل هذا الرجل هو أنت يا عماد؟"

فأجاب عماد: "اخرج!"

فرد ياسين: "هل حتى المزاح ممنوع؟ فأنا أعرف بالتأكيد أنه ليس أنتَ، فأنت غير مهتم بالانغماس في الملذات، ألا تزال بكرًا حتى الآن؟"

هذه المرة، حتى كلمة اخرج لم ينطق بها عماد، بل أشار مباشرة نحو باب المكتب يعرف ياسين أن المزاح يجب أن يكون له حدود، خاصة مع صديقه المتزمت للغاية، فسحب رقبته، وتسلل على عجل.

أُغلِقَ الباب مجددًا، وعاد الهدوء إلى المكتب.

لكن عماد وجد أنه لم يعد قادرًا على التركيز في القراءة من الملف الذي بيده.

استعاد ذكريات الليلة الماضية.

في الحقيقة، نادت أمل عدة مرات بأنها تتألم.

بل وبدت وكأنها تبكي، وكان في صوتها نبرة بكاء.

لكنه في ذلك الوقت كان يختبر طعم المتعة لأول مرة، حتى أنه لم يتوقف!

أليس هذا هو السبب وراء هذا التغيير الكبير في موقفها؟

كلما فكر عماد أكثر، كلما أصبح وجهه أكثر كآبة.

الأمر الأساسي هو أنه لا يستطيع أن يشرح بوضوح لأمل أن الليلة الماضية كانت أيضًا المرة الأولى له، ولم يكن لديه أي خبرة، وبسبب تأثير الخمر لم يراعي مشاعرها!

علاوة على ذلك لا يمكنه التفسير، ولا يمكنه إثبات ذلك.

لا يمكنه أن يأخذ منها موعدًا للخروج معها الليلة، وإثبات ذلك عمليًا، أليس كذلك؟

نهض وهو مشوش الذهن، فبعد كل هذا العمر، هذه هي المرة الأولى التي يواجه فيها موقفًا لا يستطيع فيه تبرئة نفسه!

أما أمل فلم تفكر في تلك الأمور أساسًا.

فإن الضغط الناتج عن العقد مع عائلة البدراوي، جعل عقلها ممتلئًا فقط بالتقرب من فارس البدراوي، وإيجاد فرصة لمعاونته.

بعد عودتها إلى المكتب، أجرت اتصالًا بالطبيب المعالج لأخيها أنس.

فقال الطبيب: "لقد وقع المتبرع، وبدأنا في التحضيرات التي تسبق التبرع، ولكن القانون لا يمكنه إجبار المتبرع على التبرع، لذلك حتى لو وافق، يمكنه التراجع في أي وقت."

كان الطبيب لا يزال يذكرها بالمسئولية.

فردت أمل: "اطمئن، لا يمكنهم التراجع."

ففي النهاية، هذا المبلغ الباهظ من المال، لن يتمكن خالها من كسبه طوال حياته!

ثم تحدثت مع الطبيب قليلًا عن حالة أخيها، ووضعت الهاتف، وفكرت في إنهاء عملها أولًا، ثم دراسة أمر فارس مرة أخرى.

وكأن القدر أشفق عليها، فقد رأت معلومات خطة مشروع فارس في المشروعات المقدمة حديثًا.

شعرت بالحماس على الفور، وفتحت الملف، وأخرجت جميع مهاراتها المهنية، وتمكنت بصعوبة من العثور على عدة أجزاء بها مشاكل، ثم هرعت إلى قسم المشاريع.

طرقت الباب، وسألت: "معذرةً! هل المدير فارس موجود؟"

فاشار شاب بدا وكأنه المساعد، جالسًا في مكتب مستقل، وأجاب: "موجود، سأذهب وأخبره."

فردت: "حسنًا! شكرًا لكَ!"

وقفت أمل عند مدخل قسم المشاريع لحوالي دقيقة، ثم اُستقبلت للدخول.

كان فارس يتناقش حول المشروع مع شخص ما، وبينما كان يتحدث في الهاتف، أشار بعينيه إلى أمل أن تجلس وتنتظر.

أشارت بيديها حسنًا، وبعد جلوسها، نظرت تلقائيًا حول مكتبه.

كان واضحًا للعيان أن هذه المساحة تعبّرعن ذوق شاب.

توجد على الجدران لوحات زيتية مفعمة بالألوان، وهناك لوحٌ محدود الإصدار من لوحات ركوب الأمواج التابعة لعلامة تجارية راقية، تعلوه توقيع مجهول وعلى الطاولة عدة قطع من التحف والزخارف، تبدو باهظة الثمن.

إنه يختلف تمامًا عن مكتب عماد الكلاسيكي الكئيب بألوانه القياسية بالأبيض والأسود والرمادي!

كيف يمكن أن يوجد مثل هذا الاختلاف الكبير في الشخصية، مع أن الفارق بينهما ثلاث سنوات فقط.

قال فارس: "معذرةً! قسم الشئون القانونية كان يشرح لي العقد."

قالها ولم يجلس على كرسي المدير، بل نهض واقترب من أمل، وسألها بصوت دافيء: "هل لديكِ أي شيء تريديه مني آنسة أمل؟"

فأجابت أمل: "أجل!"، ثم أخرجت على عجلٍ معلومات المشروع التي قدمها إلى مكتب الإدارة العام، وأشارت قائلةً: "سيد فارس، ربما بسبب عودتك للتو من الخارج، هناك بعض الأخطاء في صيغة حساب معدل عائد الاستثمار للمشاريع المحلية."

بمجرد أن سمع فارس أن الأمر متعلقًا بالعمل، اختفت الابتسامة، وأصبح جادًا.

وأخيرا وجدت أمل فرصة لإظهار نفسها، ولذا بدأت تشرح له شيئًا فشيئًا وضع الاستثمار الصناعي الحالي، وأنه يجب خصم قيمة المخاطر من معدل العائد، لكي يتمكنوا من الحساب بأكثر دقة.

"ويوجد شيء آخر، عند إجراء الفحص الدقيق للشركات، يجب التأكد من ملكية براءات الاختراع، وهل هي مسجلة باسم الممثل القانوني للشركة، لأن القوانين والمعايير في دولتنا بشأن تسجيل البراءات تختلف عن الخارج."

وكان فارس أثناء استماعه، يومئ برأسه موافقًا.

ورد: "ما ذكرتِه صحيح بالفعل، لم آخذ هذا في الاعتبار."

استغلت أمل الفرصة، وأخرجت على الفور على الهاتف حسابها الشخصي على فيسبوك، وقالت: "هل تمانع سيد فارس أن نضيف بعضنا البعض للتواصل؟ إذا كان لديك أي استفسار لاحقًا، فيمكنك سؤالي في أي وقت!"

كانت تدرك أن هذا التصرف غير مهذب، ولكن الوقت ضيق.

ولكن لتجنب فضح نيتها الواضحة جدًا، تظاهرت بالإحراج والارتباك، وسحبت هاتفها قائلةً: "آسفة، لم أفكر في أي شيء آخر، غير أنك ساعدتني فقط، وأردت أن أرد الجميل في الأمور التي يمكنني مساعدتك فيها، وللحظة نسيت الحدود بيننا."

في الثانية التالية، ابتسم فارس، وقدم هاتفه إلى يدها، وقال: "مجرد إضافة الحساب الشخصي ليس كافيًا، اكتبي رقم هاتفكِ أيضًا."
Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • سكرتيرة تغوي الرجل الخطأ، والعم وابن الأخ يتنافسان للظفر بها   الفصل 30

    "سيد… سيد عماد؟""هل أنتِ موافقة على النقل؟"في تلك اللحظة، شعرت أمل وكأن عقلها توقف عن العمل تمامًا!توقف الكلام في حلقها، ولم تعرف هل تهز رأسها بالموافقة أم بالرفض.كانت عينا عماد السوداوان كالهاوية، تحدق فيها دون أن تنطق بكلمة واحدة…وبعد دقيقة تقريبًا، تحدث أخيرا: "اخرجي."…بدأ الخصام الصامت بين أمل وعماد.بالمعنى الدقيق، هو يمارس الصمت العقابي، وهي في حيرة تامة.منذ حدوث الأمر المتعلق بالنقل الوظيفي بعد الظهر، لم يتحدث عماد مع أمل كلمة واحدة، وحتى في اجتماع المساهمين، كان يرسل مساعد المشروع لإحضار المستندات بدلًا من أن يكلّفها هي بذلك.بعد عناء طويل حتى انتهاء الدوام، فكرت أمل أن تنتظر حتى تصل إلى المنزل لتعرف منه ما يجري، لكنها عند خروجها من الشركة وركوبها المترو عائدةً إلى الفيلا، وما إن فتحت الباب، اكتشفت أن عماد قد حضّر العشاء مسبقًا ووضعه على طاولة السفرة.ولا تدري إن كان قد تناول طعامه أم لا، فالأهم أنه ذهب إلى مكتبه!وبما أن أمل شعرت بالذنب بسبب ما حدث اليوم، كانت مشاعرها متقلبة للغاية.تسللت خلسة إلى باب المكتب لتستمع… يبدو أن عماد يعقد اجتماعًا عبر الفيديو.ونظرًا لفارق

  • سكرتيرة تغوي الرجل الخطأ، والعم وابن الأخ يتنافسان للظفر بها   الفصل 29

    "إذن، هل إذا وافقت، ستسمح لي بأن أكون سكرتيرتك؟" تلاعبت ليان قليلًا بمفهوم السؤال، محاولةً أن تمنح نفسها فرصة!إقناع عماد ليس بالأمر السهل، لكن إقناع سكرتيرته، ربما لن يكون صعبًا إلى هذا الحد. كل ما في الأمر أن تدفع قليلًا من المال.لقد فكرت مسبقًا أن أي امرأة بجانب عماد لا بد أن تكن مولعة به! لكنها على الأرجح سرعان ما ستدرك أن عماد، بخلاف عمله، لا يقيم أي علاقة معهن.والآن، لو تمكنت من الحصول على مبلغ من المال، ثم تنسحب، فربما تقتنع بذلك.بينما كان عماد على وشك الرد، سُمِع طرق على باب المكتب فجأة..."سيد عماد، إنه أنا."وتمامًا كما يُقال، ما إن ذُكر، حتى حضر.كانت أمل قد أنهت قيلولتها القصيرة، وأتت لتسليم بعض الملفات."تفضلي بالدخول."وعند سماع صوت رئيسها، فتحت الباب، وبدأت على نحو اعتيادي بالتقرير مباشرة:"سيد عماد، لقد وجدت جميع مستندات التدقيق التي طلبتها…"توقفت أمل فجأة، إذ لاحظت وجود شخص آخر في مكتب المدير.امرأة.لا يمكن لومها على شعورها بالمفاجأة، فالواقع أن عماد لا يحيط به عادة أي إناث!وبطبيعة الحال، انتبهت ليان لوجود أمل أيضًا.ولم تنتظر حتى يتكلم عماد، بل بادرت بالقول: "أ

  • سكرتيرة تغوي الرجل الخطأ، والعم وابن الأخ يتنافسان للظفر بها   الفصل 28

    قال ياسين بنبرة ممتلئة بالاستياء: "عذر! بالتأكيد مجرد عذر!"عض ياسين شفتيه ببعض الإحباط وقال: "عماد، انظر إلى ليان جيّدًا! أؤكّد لك، لن تجد في هذا العالم كثيراتٍ يفُقنها جمالًا، أنت واثق أنك لا تريدها؟"سكت عماد.وتراجع خطوة إلى الخلف ليضع مسافة بينه وبين ياسين، ثم قال بفتور: "أرى أن فراغك جعلك تلعب دور الخاطبة، أظنني سأضطر للاتصال بالعم قيس الرفاعي."وما إن سمع ياسين ذلك حتى ارتجف قليلًا وهزّ رأسه بسرعة: "لا لا! دعنا من هذا! كنت أمزح، وأنت تأخذ الأمر بمحمل الجد!"كيف يجرؤ على الاستمرار في الحديث؟لم يبقَ له سوى سحب عماد للخلف بسرعة، ثم قال مبتسمًا لليان: "يجب أن يكون لديكما أمور عمل للحديث عنها، سأغادر الآن! هناك أصدقاء يدعونني للشرب معًا!"فأومأت ليان برأسها وقالت بهدوء: "حسنًا، لكن تذكّر، إن شربتَ، فلا تقد السيارة."ابتسم ياسين بثقة وقال:"اطمئني، أنا أكثر الناس التزامًا بقواعد المرور."ابتسمت ليان مستسلمة، لكن عيناها سرعان ما اتجهتا نحو عماد مرة أخرى.حقًا، هو الرجل الذي لم تستطع نسيانه طوال السنوات الماضية…فما إن ظهر، حتى أصبح معدل ضربات قلبها خارج السيطرة!فتح عماد باب مكتبه، وص

  • سكرتيرة تغوي الرجل الخطأ، والعم وابن الأخ يتنافسان للظفر بها   الفصل 27

    قامت أمل بحمل كرسي بنفسها وجلست أمام الطاولة، مواجهةً فارس، ورفعت يدها قائلة: "لكل شخص طريقته في الحياة، وعدم الزواج ليس بالأمر السيئ.""وماذا عنكِ؟"مدّ لها فارس ملعقة الطعام بشكل طبيعي.أمسكت أمل بالملعقة وابتسمت قائلة: "لا تسخر مني، فأنا الآن أريد فقط أن أركز على عملي، ولم أفكر في أي شيء آخر. لكن، إذا كان عليّ التكهن بناءً على وضعي الحالي، فأنا على الأرجح لن أتزوج أيضًا."كانت كلماتها صادقة.لم تقلها لإرضائه.فحتى لو خضع شقيقها لزراعة نخاع العظم، فقد أكد الطبيب أن احتمال الانتكاس موجود دائمًا.سواء كان العلاج تقليديًا أو الاستمرار في البحث عن متبرع جديد، فإن التكلفة ستكون كبيرة جدًا.فكرت أمل في نفسها: "كم من الرجال العاديين سيكونون مستعدين لمساعدة حبيباتهم في إعالة إخوتهن؟ عندها، سيعتبرها الناس بالتأكيد "امرأة مهووسة بدعم أخيها."لم ترغب أمل في إلزام أي شخص، لكنها أيضًا لا تستطيع التخلي عن شقيقها، لذلك كل ما يخص الحب أو الزواج بالنسبة لها أمور بعيدة المنال.الواقع وكثرة الضغوط لم تترك لها مجالًا للتفكير في شيء آخر.قال فارس بصدق: "هل تواجهين صعوبات شخصية؟ يمكنكِ إخباري بها، وإذا اس

  • سكرتيرة تغوي الرجل الخطأ، والعم وابن الأخ يتنافسان للظفر بها   الفصل 26

    "رئيس الفريق الخاص بالمشاريع– فارس: "لا تقلقي، ما دمتُ لن أخبر عمي، فلن يحدث شيء، أليس كذلك؟"لم يخطر ببال أمل أنها ستحصل على هذا العائد غير المتوقع!فإن رفضت الآن… ألا يعني ذلك إضاعة فرصة ثمينة ساقها القدر إليها؟وبدون أي تفكير، أرسلت لفارس علامة الموافقة.وبعد انتهاء الاجتماع الصباحي، خرج عماد مع بعض المساهمين لبحث شؤون الفرع الخارجي.أكملت أمل المهام الموكلة إليها، ثم اتصلت بـياسمين."كيف حال أنس الآن؟ هل مررتِ عليه اليوم؟"أجابت ياسمين: "اطمئني، في أيام عملك أنا أذهب كل يوم! وسألتُ طبيبه المسؤول بخصوص زراعة النخاع!حتى الآن، أسرة خالكِ متعاونة جدًا."ثم قالت ياسمين بتنهيدة: "من الواضح… بعد أن أخذوا المال، تغيّر موقفهم تمامًا!"شدت أمل شفتيها، وقد فقدت الرغبة في الحديث عن أسرة خالها وقالت: "كل ما أرجوه هو أن يتحسن أنس."تنهدت ياسمين وقالت: "بالمناسبة، هل هناك تقدم في مهمتكِ؟ هل أتيحت لكِ فرصة للتقرب من فارس؟"مبلغ التعويض الضخم— عشرون مليون دولار— جعلها تشعر بالقلق على صديقتها!قالت أمل: "نحن الآن أصدقاء نوعًا ما، و... فترة التبويض لهذا الشهر قد انتهت، حتى لو كررت الحيلة الآن لن تنف

  • سكرتيرة تغوي الرجل الخطأ، والعم وابن الأخ يتنافسان للظفر بها   الفصل25

    نتيجة ليلة الانغماس العاطفي كانت واضحة…عندما جاءت أمل إلى العمل في اليوم التالي، بدت وكأن طاقتها كلها قد استنزفت!كان ظهرها متألمًا، ساقاها متعبتين، وصوتها خافت ومبحوح.أما عماد، في الاجتماع الصباحي، فكان يبدو كامل الرضا، حتى صوته أصبح أعمق وأكثر قوة.وبعد أن استمع إلى تقارير المدراء التنفيذيين، لمح أمل بعينيه السوداوين بشكل عابر، ثم أرسل لها رسالة عبر برنامج الشركة الداخلي على حاسوبه المحمول: "الرئيس التنفيذي– عماد البدراوي: إذا كنتِ متعبة جدًا، يمكنكِ أخذ قسط من الراحة في غرفة استراحتي."سرعان ما ظهرت على شاشة كمبيوتر أمل رسالة جديدة.بشكل غريزي، نظرت حولها بسرعة، ولاحظت أنه لا أحد ينتبه إليها، عندها فتحت الرسالة للرد"سكرتيرة الرئيس التنفيذي– أمل: لا داعي، سيد عماد، هذا ليس مناسبًا."رغم أن غرفة استراحة عماد تقع داخل المكتب الداخلي للرئيس التنفيذي، ولن يتمكن أحد من الدخول دون موافقته.لكن…الخوف يكمن في أن عماد يرى فارس كابن أخيه، وليس كشخص غريب!لو نامت قليلًا واستيقظت لتخرج من غرفة استراحة الرئيس الخاصة، وفجأة وجدت فارس بالخارج، سيكون ذلك بمثابة كارثة حقيقية… لم تعد تعرف كيف ستخت

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status