ثم التفتت ليلى نحو كمال قائلة: "حتى لو قارنا حبيبي بالسيد كمال، فلن يقل عنه شيئا."قالت ذلك بعينين تتلألآن، وكأنها فعلا مرتبطة برجل استثنائي، فانقبض حاجبا كمال الوسيمان وبدت عليه الكآبة.هاهاها.لم يصدقها أحد من عائلة منصور، فقالت السيدة الكبيرة: "ليلى، لا تتفوهي بالهراء، لا أصدق أن لك حبيبا كهذا."قالت نسرين: "ليلى، كفي عن إثارة السخرية هنا."رفعت ليلى حاجبيها الرفيعين، وتذكرت تلك الرسالة في هاتفها، من زميله خالد.خالد: "ليلى، أيتها الأخت الصغيرة، سأصل إلى مدينة البحر بعد يومين."زميله خالد قادم.إذن لم تكن تكذب على أحد."لدي أمر آخر، سأرحل الآن." قالت هذا ثم استدارت وغادرت.ضج الجمع قائلين: "ليلى حقا معتادة على الكذب، تختلق حبيبا ثريا ووسيما لتخدعنا!""لماذا لا تنظر في المرآة؟ الأثرياء ليسوا حمقى ليختاروها!"شدت جميلة على ذراع كمال وضحكت: "كمال، يبدو أن طلاقك من ليلى كان ضربة قاسية لها، فهي تحلم برجل ثري يشبهك."ألقى كمال نظرة عميقة باتجاه رحيل ليلى.…………غادرت ليلى قصر العائلة، وكانت تنوي العودة إلى السكن الجامعي، فوقفت في الشارع تنتظر سيارة أجرة.لكن نادرا ما تمر سيارات الأجرة في ه
السيدة منصور الكبيرة، وأفراد عائلتي جميلة ورنا حصلوا على دعوات منتدى القمة الأكاديمي مبكرا، وكلهم عازمون على رؤية تلك الفتاة العبقرية.لم يستطع أحد أن يتخيل كيف تبدو هذه الفتاة العبقرية، ولماذا هي بهذه القوة؟جميلة ما زالت تمسك بذراع كمال، وبمجرد أن ذكرت تلك الفتاة العبقرية اشتعل قلبها غيرة.الآن كل الأنظار في مدينة البحر متجهة إلى هذه الفتاة العبقرية، والجميع بانتظار أول ظهور مشترك بينها وبين كمال، وبعد غد ستذهب هي أيضا لترى بنفسها.وقفت ليلى جانبا، تحدق بعينيها الصافيتين إلى من حولها، شبه مبتسمة، وفجأة وجدت الأمر مضحكا.ارتسمت على شفتيها ابتسامة خفيفة بالفعل.لكنها سرعان ما شعرت بنظرة عميقة تقع على وجهها، فرفعت رأسها لتلتقي بعيني كمال الباردتين.كان يراقبها طوال الوقت.أسرعت ليلى في صرف نظرها.أعادت نسرين دفة الحديث قائلة: "ليلى، المعلم راشد قد أظهر لك رغبته، في اليومين القادمين اخرجي معه قليلا لتبنيا بعض المشاعر، ثم نحدد الزواج مباشرة."نظرت ليلى إلى نسرين، وهي تدرك أن أمها في غاية العجلة، تكاد تدفعها الآن إلى زواج براشد لتزيح العقبات أمام جميلة.التفتت ليلى نحو راشد وقالت: "معلم را
أدركت ليلى أخيرا قصد السيدة منصور الكبيرة، فتبين أنها رتبت لها لقاء زواج هذه الليلة لتزويجها إلى الريف.راشد نظر إلى ليلى، ولم يكن يتوقع أن تكون بهذا الجمال، فابتسم بخجل وقال: "آنسة ليلى، مرحبا."في هذه اللحظة ارتفع صوت ضحكة جميلة: "جدتي، عما تتحدثون؟"رفعت ليلى بصرها فرأت جميلة.جميلة لم تأت وحدها، بل دخلت وهي تمسك بذراع كمال.كمال جاء أيضا.ابتسمت السيدة منصور الكبيرة فورا وقالت: "سيد كمال، جميلة، عدتما في الوقت المناسب، ليلى الآن في لقاء تعارف، وهذا هو خطيبها المحتمل راشد."دفعت السيدة منصور الكبيرة راشد ليقف بجانب ليلى وجعلتهما يقفان معا.رنا كانت في مزاج جيد مؤخرا، فابتسمت باستهزاء قائلة: "ليلى، راشد معلم في مدرسة ثانوية في بلدة وله وظيفة رسمية، وهو خريج جامعي متعلم ومثقف. وانظري إلى نفسك، تركت الدراسة في السادسة عشرة بلا شهادة ولا عمل. أنت تتطلعين لمن هو أعلى منك، وجدتنا أنهكت نفسها من أجل زواجك."كانت نسرين حاضرة أيضا، فقالت بابتسامة: "ليلى، أرى أن راشد مناسب، سارعي بقبول هذا الزواج، فمثل هذه الفرصة لا تتكرر."ابتسمت جميلة ابتسامة ناعمة ورفعت رأسها نحو كمال قائلة: "كمال، أعتقد أ
بعد الطلاق، صارت تقف أمامه مكشرة الأنياب، كقطة صغيرة مشاكسة تمد مخالبها الناعمة لتخدش قلبه.لا تؤلمه، لكنها تثير حكة بداخله.اندفعت ليلى إلى صدره، فغمرتها رائحة رجولية نقية باردة، فازدادت مقاومتها وهي تصرخ: "اتركني!"مد كمال يده ودفعها بقوة، فسقطت مباشرة على السرير.ارتطم ظهر ليلى الرقيق بالغطاء الناعم، وحين همت بالنهوض، عاد جوه الذكوري ليخيم عليها، جثا كمال على ركبة فوق سريرها، مسندا يديه بجانبيها، ينظر إليها بسخرية: "قولي يا ليلى، كم أنت قوية حقا؟"كان يتهكم عليها، فاحمر وجهها الصافي بغضب، وحدجته بنظرة حادة: "القوة لا تقال، سترى قريبا بنفسك ما أستطيع فعله!"ازداد شعور كمال بالوخز في داخله، فأمسك بذقنها الصغيرة: "ليلى، من تكونين حقا؟"لقد بدأ يشك فيها فعلا، فهي تخفي الكثير من الأسرار، ولا يستطيع اختراق غموضها.شد قبضته حتى آلمها، فدفعت يده بغضب قائلة: "أنا امرأة لن تنالها!"أظلمت عيناه وارتفع حاجباه بخفة: "ألست قد نلتك من قبل؟"رمقته ليلى بحدة: "ولن تنالني مرة أخرى."فجأة صار الحديث مفعما بالحميمية، فتذكر كمال أن هذا السرير بالذات قد جمعهما من قبل.تذكر ليلة قبل الطلاق، حين كان الممر
لكنها لم تكن هي!كادت جميلة أن تطحن أسنانها من الغيظ، كم ليلى هي امرأة خبيثة! اليوم استدرجتهم بخطتها، وفي النهاية استدعت كمال لتوجه لها الضربة القاضية.لم تكن تضع ليلى في عينها من قبل، لكنها بدأت تدرك الآن كم هي ذكية وماهرة.عليها أن تجد طريقة للتخلص من ليلى.أخرجت جميلة هاتفها واتصلت بالسيدة منصور الكبيرة……………عادت ليلى إلى سكن الطالبات، وكانت روان قد عادت أيضا.سألتها ليلى: "روان، هل لحقت برامي؟"تنهدت روان بإحباط: "لم ألحق به، رامي لم يعرني أي اهتمام."ابتسمت ليلى بخفة: "يبدو أن رامي ليس من السهل التقرب منه.""ليلى، من قال إنني أريد التقرب من رامي؟ لا تضحكي علي." احمر وجه روان خجلا.ابتسمت ليلى ولم تمازحها أكثر.ثم تشبثت روان بذراع ليلى قائلة: "ليلى، أخبريني، كيف اختفت وحمتي من وجهي؟ فكرت جيدا، أنت أعطيتني أمس حبة حلوى مرة الطعم، لا تخدعيني، لا بد أنها السبب، أليس كذلك؟"أرادت ليلى أن ترد، لكن فجأة دوى طرق على الباب، كان هناك من يطرق.من؟فتحت روان الباب، فإذا بجسد وسيم مهيب يقف خارجه… لقد جاء كمال.قالت روان بغضب: "السيد كمال، لماذا أتيت؟ لم أذهب إليك بعد. عليك أن تحذر من جميلة، ف
رفعت جميلة رأسها فرأت وجها وسيما مهيبا يقترب في مجال بصرها، لقد جاء كمال!تجمدت جميلة في مكانها، كيف ظهر كمال هنا؟"ك… كمال، لماذا جئت؟"رمقها كمال بنظرة باردة دون أن ينطق بكلمة.ابتسمت ليلى بخفة وقالت: "جميلة، أنا من اتصلت وطلبت قدوم السيد كمال."ماذا؟صدمت جميلة، لم تتوقع أن ليلى قد اتصلت بكمال مسبقا.تقدمت ليلى نحو جميلة، وعيناها الصافيتان تتلألآن بابتسامة ساخرة: "اليوم أنت وسهى أعددتما مسرحية كاملة، فمن الطبيعي أن أدعو السيد كمال ليشاهدها!""أنت تعلمين جيدا أن زيد خطيب روان، ومع ذلك حرضت سهى على إغرائه وكسر قلبها. واليوم أيضا، عندما اعترف زيد لسهى بحبه أمام الجميع، قلبتما الحقائق عمدا لتجعلا الجميع يهاجمون روان ويصفونها بالقبيحة قائلين إنها لا تستحق زيد. جميلة، أنت وسهى قلوبكما مليئة بالخبث، ولا بد أن يرى السيد كمال حقيقتكما!"سقطت كلمات ليلى كالسياط، تمزق وجه جميلة وتجعله شاحبا كالموت.لم تتخيل جميلة أن ليلى كانت تخطط لصفعة كهذه لها.من الواضح أن كمال كان حاضرا منذ البداية ورأى كل ما حدث.فروان هي ابنة خالته المدللة، قمر عائلة السلمي.نظرت جميلة إلى كمال بذعر: "الأمر ليس كما تظن،