مشاركة

عروس الحرملك... التي قهرت الطاغية
عروس الحرملك... التي قهرت الطاغية
مؤلف: ظل الغيم الماطر

الفصل1

مؤلف: ظل الغيم الماطر
"يا قائدة الفرسان، بلاغ عاجل من مسافة بعيدة، الآنسة الكبرى أُهينت وحاولت الانتحار، شمس، السيدة الكبيرة في آل الرياشي تطلب عودتك سريعًا لتدخلي القصر وتتممي مراسم الزواج بدلًا عنها!"

على حدود سلطنة سراج، حوافر الخيل تخطو سريعًا فوق جدول ذاب جليده توًا، وتناثر الماء.

كانت ليان الرياشي تقود جوادها في المقدمة، بثوب أسود ضيق الأكمام بسيط، وشعر أسود مشدود بدبوس خشبي واحد، تتطاير الخصل وأذيال الثوب، ملامحها باسلة وفيها حدّة ظاهرة.

هي وأختها روزان الرياشي توأمان، ولأن التوأم عُدّ شؤمًا، لذلك رُبيت منذ الصغر خارج الدار.

روزان وديعة لطيفة، لا تعادي أحدًا.

لا تفهم من الذي يؤذي إنسانة بتلك الطهارة والطيبة.

ستسلخه وتقتلع عظامه وتقطّعه لترميه للكلاب!

رأى الحارس، أنه أوشك أن يعجز عن مجاراتها فصرخ.

"يا قائدة الفرسان، قد أهلكنا فرسين ركضًا، أمامنا خان، فلنسترح قليلًا."

لوّحت ليان بسوط الفرس.

"من لا يلحق فليرجع إلى المعسكر، هيا."

أحمق.

لا وقت للراحة.

هي الآن تحمل أرواح أكثر من مئة نفس من آل الرياشي.

حاول الحارس بكل جهده اللحاق بها.

لكنها أسرع قائدة فرسان خفيفة في معسكر الشمال، فهي سريعة كالريح، وخفيفة كالظل.

بعد سبعة أيام، في العاصمة السلطانية.

عائلة الرياشي تزوّج ابنتها لتصير ملكة البلاد، وهذا مجد لا يفوقه مجد.

وقف الناس يتفرجون يريدون رؤية موكب زواج السلطان.

غير أن موكب القصر قد وصل كله، والعروس تأخرت ولم تخرج.

تكاثرت همهمات الناس.

"يقال إن روزان ابنة آل الرياشي الكبرى اختطفها لصوص الجبال وتعرّضت للاعتداء الشديد، ولمّا حرّكت العائلة حرسها أعادوها، ويبدو أنها لم تعد عذراء، فكيف تدخل القصر ملكة؟"

"نساء آل الرياشي محظوظات، على مر العهود هنّ الخيار الأول للملكة، وبهُن تزدهر سلطنة سراج!"

"أوقع أمر حقًا؟ لماذا لم تخرج العروس حتى الآن؟"

وقف الناس على أطراف أصابعهم، حتى كادت نظراتهم تخترق باب آل الرياشي.

في البهو الرئيسي لدار آل الرياشي.

ناظرة مراسم القصر عاتكة الأنصاري، شربت عدة أكواب من الشاي، ولم تعد تطيق المزيد، ولوّحت رافضة الكوب الذي ناولها حسام الرياشي.

"يا سيد حسام، ما بال كريمتك؟ هل عليّ الذهاب إلى حجرة العروس لأنظر؟ هذا الانتظار ليس حلًا، إن فاتت الساعة المباركة فلن أحسن الجواب."

عامة الناس يراعون الساعة المباركة في الزواج، فكيف بزفاف البيت السلطاني، لأرفع رجال سلطنة سراج.

أبهذه الإطالة تتدلل عائلة الرياشي وتتباهى؟ إن هذا جهل بالمقام.

لما سمع حسام نية عاتكة أن تذهب إلى حجرة العروس تغيّر وجهه على الفور.

تماسك وعدّل تعابيره ونهض يستوقفها قائلًا: "آه، لا بد أن زوجتي لا تقوى على فراق ابنتها، هكذا طبعها دائمًا، وسأبعث من يعجّل الأمر، فلتتمهلي قليلًا يا سيدتي، ولن يفوت الموعد."

ثم أومأ للوكيل بطرف عينه.

ففهم الوكيل وأسرع خارجًا.

وما إن بلغ حجرة العروس طرق الباب باحترام.

"سيدتي، آنستي، أهل القصر استعجلوا مرة أخرى."

داخل الحجرة لا أثر للعروس أصلًا.

جلست هالة وقامت في قلق، تمسح العرق عن جبينها بالمنديل.

"ارجع وبلّغ الكلام، وقل إن في ثوب العرس مشكلة، لتضف الخيّاطة بضع غرز."

نظر الوكيل حوله ونبّه من خلف الباب.

"سيدتي، لا يصلح هذا، لقد استعجلت عاتكة مرارًا، إن لم نعط جوابًا حاسمًا الآن أخشى أن تقتحم المكان."

عضّت هالة على شفتيها.

ما العمل الآن.

وبينما القلق يحرقها قفز ظلّ من النافذة الجانبية بحركة رشيقة كالرّيح.

لمّا رأت هالة القادم ارتجّت قليلًا وتراجعت بحذر.

"أنت، من تكون؟"

"أمي، أنا."

نزعت ليان قناع التنكر فبان وجه فائق الحسن، ولما عرفتها هالة بكت فرحًا.

"ليان، يا ابنتي، أخيرًا عدتِ." تقدّمت فعانقتها كمن يمسك بخشبة نجاة، واطمأن قلبها المعلّق.

"سلام على أمي." وعند لقاء الأم والبنت بقيت ليان هادئة بلا مجاملات زائدة، كأن بينهما مسافة باردة.

علمت أن الوقت تأخر فنزعت معطفها وحلّت شعرها.

لما رأت هالة ذلك أسرعت لتلبسها ثوب العرس.

"ليان، لقد ظلمناك، أعلم أنك تحبين أيامًا بلا قيد، واليوم نطلب منك أن تدخلي القصر."

رفعت ليان ذيل الفستان وجلست أمام طاولة الزينة.

"لا حاجة للشرح يا أمي، أسباب الأمر ونتائجه أعرفها، والأهم الآن أن نحفظ على سمعة آل الرياشي."

إن عجز آل الرياشي عن تسليم ابنتهم وإن فسد زواج البيت السلطاني فالعاقبة مصادرة الدار وإعدام الجميع.

تنهدت هالة.

"عودتك خير، هذه السنين كنت أشتاق إليك كل يوم."

"أمي، كيف حال روزان الآن؟" كان صوت ليان هادئًا أكثر مما ينبغي، مما يبعث على الخوف.

لو نظرت عن كثب لرأيت قبضتيها مشدودتين، وما زالت تأمل أن ترحمها السماء، وأن تكون محاولة الانتحار فاشلة، وأن تكون روزان حية، وما زالت تأمل أن تظهر فجأة وتناديها مرة: "يا أختي، جئت لأراك."

لكن ملامح هالة الحزينة التي لا تُكبت حطمت أوهامها.

"روزان… قد ووريت الثرى."

"وربما كان هذا أرحم، عذابها كان شديدًا، ولو بقيت حية لكان العيش موتًا."

"تلك الليلة أُلقيت عند باب دار آل الرياشي، جسدها كلّه جراح، وثيابها لا تستر بدنها، وعلى صدرها وسمٌ محروق…"

عجزت هالة عن المتابعة ومسحت دموعها.

أما ليان فبدت لا تتأثر، باردة كقطعة جليد.

سألت ليان متابعة.

"من الذي أذاها؟ أهناك خيط؟"

"إنها المحظية الكبرى المقرّبة لدى السلطان، تلك الفاتنة، هي من أضرّت روزان!"

طق.

قيّدت ليان هذا الدين في قلبها، وبقوة واحدة انشق صندوق الزينة في يدها.

قطبت هالة ووضعت يدها على كتفها.

"ليان، أعلم أنك منذ الصغر تتدربين في المعسكر وبمهارة غير عادية، لكن القصر غير ساحة القتال، احفظي نفسك، تلك المحظية متجبّرة تؤذي خلقًا كثيرين، ومهما عظمت جرائمها فالسلطان يرفعها، فلا تتخذيها خصمًا."

فقدت روزان، ولا تريد أن تُصاب ليان أيضًا.

لكن وإن أرادت الشجرة السكون فالريح لا تهدأ.

غطّت ليان رأسها بغطاء زينة الجبين، ولما همّت بالخروج جاء من خارج الغرفة صوت حاد مزعج.

"الزفاف موقوف! نحن بأمر المحظية الكبرى جئنا لقضاء المهمة!"

أمسكت هالة بليان. "سأخرج أولًا لأنظر."

خارج الغرفة كان مدبر شؤون القصر ناظم الكرخي متغطرسًا، يحمل المذبة على ساعده، وعيناه في السماء.

"بلغنا أن روزان اختُطفت سابقًا، ومن أجل سمعة البيت السلطاني أمرت المحظية بإيفاد سيدة من القصر للتحقق."

"التحقق من ماذا؟" شحب وجه هالة.

ابتسم ناظم بسخرية وقال: "نريد التحقق ممّا إذا كانت ما تزال عذراء."

"ماذا!"

أن يُفحص الجسد يوم خروج العروس من بيتها، إهانة لم يُسمع بمثلها.

استمر في قراءة هذا الكتاب مجانا
امسح الكود لتنزيل التطبيق

أحدث فصل

  • عروس الحرملك... التي قهرت الطاغية   الفصل30

    كانت كتف ليان مثبتة، ويدها مقبوضة.السلطان عاصم رجل في النهاية، وقوته كبيرة. إذا وقعت في يده، فلا تفكري بالفرار. قال: "يا حرس". بأمر واحد منه، اندفع الحرّاس إلى الداخل. قال: "اقبضوا على المغتالة". وإذ هم يوشكون على الإمساك بها، رفعت ليان ركبتها أولًا، مستهدفة أسفل عاصم. انحرف عاصم إلى الجانب، وضاعف ضغط يده القابضة على كتفها. ومبارزة السادة لا تحتمل ذرة تهاون. وما إن خفّ ضغطه قليلًا حتى كسرت ليان قيده، وخطفت نطاق سرواله من عند الخصر… هووف. في لحظة، أدارت الحراسات رؤوسهم غريزيًا لئلا يروا انكشاف السلطان. وفي تلك اللمحة أفرغ عاصم يدًا بسرعة، وأمسك بالسروال مانعًا انزلاقه. لكن وبسبب حفظه لكرامته بهذه الحركة أفلت قبضته تمامًا، ولم يبق إلا يد واحدة تمسك ليان. كما تعجز قبضتان عن أربع أيد، فقبضة تعجز عن يدين أيضًا. وانزلقت ليان كسمكة لزجة مراوغة، ففلتت من تحكم يده الباقية. ثم اغتنمت ذهول الحرّاس وخوفهم من مساس المهابة، وقفزت من نافذة جانبية. كان تسلسلها انسيابيًا كالغمام، ولو ترددت حركة لفشلت في الفرار. أما الحرس الداخلون متأخرًا فلم يفهموا ما جرى، إنما أحسّوا ببرد يجتاح القاع

  • عروس الحرملك... التي قهرت الطاغية   الفصل29

    في منتصف الليل، في قصر النجوى. فشش سهم حاد استقر في إطار باب القاعة. في لحظة، انطلق الحرّاس جميعًا. قالوا: "هناك مغتال". القاعة الداخلية. كان عاصم يرتدي ثوب نوم من الديباج الموشى، وشعره الأسود منسدل كالشلال، يزيد وجهه وسامة فاتنة. قال: "ما الخبر؟" حمل لبيد السهم بكلتا يديه، وعلى رأسه رقعة، وتقدّم بحذر إلى الستارة. قال: "مولاي، هذا ما خلّفه المغتال". مدّ عاصم يده من داخل الستر، وأصابعه طويلة قوية. وتحت ضوء الشموع قرأ ما في الرقعة. مكتوب: "غدًا عند آخر الليل، قصر الشروق، لأجل علاج سمك". ضاقت حدقتا السلطان عاصم فجأة. ثم سحق الرقعة في يده حتى صارت فتاتًا. قال: "ما زالت تجرؤ على المجيء". يبدو أنها عرفت هويته، فأرسلت الرقعة مباشرة إلى قصر النجوى. لم يفهم لبيد المراد. قال في نفسه: "من تكون؟" أيعرف مولاي ذلك المغتال؟ … في مساء اليوم التالي. قصر الشروق. أحاط الحرس الخفي هذا القصر المهجور بطبقات من الطوق، ترقبًا لظهور المغتال. ما إن حان وقت آخر الليل، حتى دفعت باب القاعة امرأة في هيئة وصيفة ودخلت. فحاصروها على الفور. والغريب أن رد فعل المغتالة لم يكن الفرار… نظرت ليان

  • عروس الحرملك... التي قهرت الطاغية   الفصل28

    ظنّت مرجانة أنها أساءت السمع. كيف يمكن للسلطان أن يذهب إلى جنان؟ قال زاهر بعد ذلك. "الأمر يقين، للتو أرسل يقول لا تنتظري، فالسلطان سيتناول العشاء عند جنان." ساور مرجانة ضيق، فانعقد حاجباها قليلًا. لكنها ما لبثت أن قالت في نفسها إنه وإن تعشّى هناك فلن يعطف على جنان قطعًا. لا يجوز أن تربك صفوفها لأمر صغير فتكون أضحوكة لغيرها. اشتهر في القصور أن السلطان قصد جنان فعمّ الذهول. وكانت نهى أشد غضبًا فرمت في الحال صحنًا فكسرته. "منذ متى دخلت جنان القصر؟ وبأي حق تسبقني إلى الحظوة!" حاولت وصيفتها أن تلطف القول. "مولاتي، إنما ذهب السلطان إلى جنان، ويقال إن أباها نال فخر النصر، فلعل السلطان يُظهر سعة فضله." قطّبت نهى جبينها بغتة. "أتُراك ترين أن عمّتي كانت محقّة وأن الملكة هي من ساعدت جنان من وراء الستار؟" أجابت الوصيفة بتحفظ. "مولاتي، الأمر مشكل الحكم فيه." "ولكن الملكة نفسها محظور خروجها أفبيدها مثل هذه القدرة؟" عادت نهى تتردد. لو كان لها ذلك لألحت لنفسها لا لتجعل النفع لجنان. هي لا تصدق أن في الحريم امرأة لا تريد الحظوة. أسعد الناس تلك الليلة جنان. فمنذ زمن وهي في القصر وهذه

  • عروس الحرملك... التي قهرت الطاغية   الفصل27

    كانت جنان بين الدهشة والسرور، فمسحت دموعها سريعًا ونظرت إلى الخارج. ولما رأت ذلك المِصد الذهبي نسيت وجعها كأن جرحها قد اندمل. خمّنت الوصيفة إلى جوارها. "مولاتي، يُقال إن مولاي السلطان بعدما غادر قصر الوفاق قصد قاعة السمو، ولا بد أن مرجانة قالت فيه خيرًا فأتت هذه العطية؛ عليك أن تشكريها." هزّت جنان رأسها بقوة. "نعم، مرجانة أخت صادقة في وُدها لي، بخلاف تلك الملكة." وما إن ذُكرت الملكة حتى عاد الحقد يغلي في صدرها. هذا الثأر ستأخذه لا محالة. … قصر النجوى. القاعة العظمى ساكنة لا صوت فيها. في نصف الليل. … امتدت يد من الداخل فأزاحت ستر السرير بعصبية. تسللت أشعة القمر عبر شقوق الضوء إلى داخل الستر. جلس عاصم هناك ورداؤه الواسع مفتوح يكشف صدرًا ممشوقًا. وضع يده على جبهته يعرك ما بين حاجبيه بضيق. لم يستطع النوم. كان يعيد حديث قصر الوفاق في ذهنه. ليس صحيحًا. لقد همّ آنذاك أن يجلد وصيفات الملكة زجرًا لهن. فكيف انقطع الأمر بلا تتمة. في أي موضع استدرجته الملكة وأدرجته في قولها. منذ ذكرت أبَا جنان وإخوتها مضى معها في الحديث، بل تحققت صحّة ما سمته برسالة الأهل… وفي النهاية لم يع

  • عروس الحرملك... التي قهرت الطاغية   الفصل26

    رفعت ليان رأسها ببطء وعيناها هادئتان كبركة ميتة لا تموّج فيها. "مولاي السلطان، لقد زل لساني من قبل فأسخط المقام، وأنا منذئذ أحاسب نفسي ليلًا ونهارًا بذنوب معلقة، ولست أهلًا لخدمة المقام السلطاني." تلألأت عينا عاصم ببرودة عميقة تحمل خطرًا مكتومًا. "الملكة تعرف قدر نفسها." "هيئوا الموكب، إلى قاعة السمو." … بعد انصراف السلطان بدت لمياء كأنها انهارت تمامًا، فاتكأت مترنحة على حافة الطاولة. "مولاتي، لقد أفزعتِني حتى الموت…" ولما تأكدت أن لا أحد حولهما قالت لمياء بقلق تنصح. "مولاتي، لم يُدنِ السلطان جنان من وصاله، فإن كنتِ تريدين بها كسر انفراد مرجانة فقد أخفقتِ." "بل وأغضبتِ السلطان وزدتِ الشقاق مع مرجانة وجنان؛ أليس في ذلك جعلٌ لوضعنا أسوأ؟" لم ترَ ليان أنها خسرت. قالت بسكينة. "جنان قريبة من مرجانة ومن يقرب من الماء يسبق إلى الارتواء، فلو كان السلطان مائلًا إليها لكان قد آثرها منذ زمن." "آه؟ إذن أنتِ تعلمين أن السلطان لن يدنو من جنان ومع هذا رتبتِ لها مبيت الليلة؟" ثم قالت لمياء وقد خطر لها أمر آخر: "وأنتِ أيضًا تعلمين أنه لا يحب ذلك فأرسلتِها عمدًا إلى قصر النجوى، أليس كذلك؟"

  • عروس الحرملك... التي قهرت الطاغية   الفصل25

    كانت ليان تُقبَض على عنقها، وقد احمّرت ملامحها قليلًا. "هذه كلها مذكورة في رسالة أسرية …" قال السلطان عاصم: " رسالة أسرية؟" ولم يصدق. وأمرها أن تُخرج تلك الرسالة المزعومة. وخارجًا ذُهلت سلامة. من أين أتت تلك الرسالة؟ وما إن استدارت… يا ساتر، أفزعها ذلك! متى عادت لمياء يا ترى؟ ثم ما الذي تحمله في يدها؟ تجاوزت لمياء ذهول سلامة، وأسرعت إلى المخدع. قالت: "يا مولاي، هذه رسالة بعث بها السيد حسام اليوم." أرخى عاصم قبضته وتناولها ليتفحصها بنفسه. وكانت مكتوبة بلهجة أب إلى ابنته. وفيها: "روزان يا ابنتي، قلتِ من قبل إنك تريدين القيام بحق الملكة وأن تعدّي المحظيات أخوات فتُحسني إليهن، فسرّني ذلك. لهذا جمعتُ شيئًا من الأخبار لعلها تعينك…" وكان فيما بعد ذكرٌ لجنان ولغيرها من المحظيات. وأبرز ما فيه مواقيت دخولهن القصر، وصلات أهلهن، وميولهن. ومن سياق الكتاب يُرى حرص الملكة على شأن الحريم. كأنها حقًا تعدّهن أخوات وتريد معرفتهن. لما فرغ السلطان عاصم من القراءة بقي وجهه جليديًا. قال: "نِعْمَ الملكة أنتِ، أحسنتِ الإحاطة بكل شيء." ولم يكن ليُخدع، فأمر بمضاهاة الخط حالًا. وبينما ينتظر

فصول أخرى
استكشاف وقراءة روايات جيدة مجانية
الوصول المجاني إلى عدد كبير من الروايات الجيدة على تطبيق GoodNovel. تنزيل الكتب التي تحبها وقراءتها كلما وأينما أردت
اقرأ الكتب مجانا في التطبيق
امسح الكود للقراءة على التطبيق
DMCA.com Protection Status