Share

الفصل 2

Author: حِبر الودّ

تنفّست نادين بعمق، تكتم غصّتها وهي تحدّق عبر النافذة الأرضية.

كانت الشمس مشرقة، والسيارات تتدفق، ومدينة الزهرة المترامية تحت عينيها.

تذكّرت فجأة أن مكتب نادين ونبيل للمحاماة، كان في بدايته مجرد مكتب صغير واحد.

ذلك المكتب الذي استأجرته هي في بعد أن باعت منزلها الوحيد لمساعدة نبيل.

اليوم، أصبح المكتب يحتل طابقًا كاملًا.

وتذكرت يوم استأجرت تلك المكتب، كان يومًا مشمسًا كذلك.

قالت له يومها بحماس: "لنسمي المكتب مكتب نادين ونبيل للمحاماة، ما رأيك؟"

"يمكنك أن تسميه بأي اسم." أجاب نبيل ببرود: " كما تريدين. "

قفزت نادين نحوه لتعانقه، لكنه أمسك وجهها وسحبها بعيدًا بلا رحمة: "لا أحب أن يعانقني أحد."

ضحكت ورمت بنفسها على صدره مرة أخرى: "سأعانقك رغمًا عنك."

كانت قد ضحكت يومًا بثقة جامحة وقالت لنبيل إنها ستجعله أفضل محامٍ في مدينة الزهرة كلها.

فأجابها بأن الشهرة لا تهمه، وإن سعادتها هي الأهم.

أوفت بوعدها.

أما هو فكذب.

كان لدى نادين الكثير من الأشياء في مكتبها.

كثيرة لدرجة أنها أمضت وقتًا طويلًا وهي ترتّبها.

منذ تأسيس المكتب وحتى الآن، كانت دائمًا اليد التي تسند نبيل وتصلح فوضاه.

ورغم أن المكتب ملكًا لنبيل، إلا أنها كانت أيضًا ثمرة جهدها وعرقها.

وقف الموظفون ينظرون إلى نادين وهي تجمع أغراضها، يتبادلون النظرات في حيرة، لكن لم يجرؤ أحد منهم على الاقتراب.

كانوا قد سمعوا بما حصل في حفل الزفاف.

لكن بما أنّ نبيل هو الرئيس، فلم يجرؤ أحد منهم على التعليق خلف ظهره، إلا إذا كانوا لا يريدون الاستمرار في العمل.

وحين انتهت نادين من ترتيب كل شيء تقريبًا، وهمّت بالاتصال بشركة نقل، رنّ هاتفها.

كانت والدة نبيل.

ضغطت نادين شفتيها قليلًا، ثم ضغطت زرّ الإجابة على الهاتف.

"مرحبًا، هل هذه الآنسة نادين؟" جاءها صوت المربية القَلِق.

" السيد نبيل لا يرد على هاتفه، ووالدته أصيبت فجأة ونُقلت للمستشفى، هل يمكنك الحضور؟"

"سآتي فورًا. "

وحين وصلت نادين إلى المستشفى، وجدت والدة نبيل جالسة على السرير، تأكل التفاحة التي قطّعتها لها المربية.

بمجرّد أن رأت نادين، قطّبت حاجبيها ووبختها: "نادين! ما الذي يحدث بينك وبين نبيل؟ كيف تلغيان زفافًا بهذا الحجم؟ إلغاء الزفاف في يوم الزفاف نفسه، لو انتشر الخبر، ألن يكون عارًا كبيرًا؟"

تعرّق جبين نادين قليلًا، طالما أنّ سلمى قوية بما يكفي لتوبيخها، أدركت أن حالتها ليست خطيرة، وأن ما حدث لها لم يكن سوى نوبة غضبٍ مفاجئة بعد سماع خبر إلغاء حفل الزفاف.

"خالتي، رجاءً لا تغضبي."

"كيف لا أغضب؟" عقدت سلمى حاجبيها بشدة، وصدرها يعلو ويهبط، ربما لأنها تحدثت بانفعال شديد قبل لحظات، ثم قالت: "نبيل عنيد، يفعل ما يخطر بباله فورًا، نادين، لماذا لم تمنعيه، كيف تتركينه يعبث بهذا الشكل؟"

تنفّست نادين بعمق وقالت:"كنا ندخل المراسم، حين حاولت هالة القفز من السطح. "

"ماذا؟" اتسعت عينا سلمى بصدمة ورعب، وقالت: "هل هالة بخير؟"

"بخير. نبيل أخذها إلى المستشفى. "

وضعت سلمى يدها على صدرها: "الحمد لله، كدت أموت من الخوف."

وبعد أن فهمت سلمى ما جرى من البداية إلى النهاية، اطمأنّت أخيرًا، وبدأت تكرر على نادين ضرورة التعامل مع تبعات إلغاء الزفاف جيدًا، وألا تسبّب أي متاعب لابنها.

ولأنها متعبة، نامت بسرعة.

" آنسة نادين، آسفة لأنك اضطررتِ للحضور خصيصًا. دعي الأمر لي من هنا، يمكنكِ العودة إلى عملك. " قالت المربية بملامح يملؤها الاعتذار.

نظرت نادين إلى سلمى النائمة وقالت:"من الآن فصاعدًا، لا تتصلي بي في أي أمر يخصّها. أنا..."

لكن المربية قاطعتها: “آنسة نادين، رجاءً لا تغضبي، ما قالته السيدة قبل قليل لا تأخذيه على محمل الجد، فهذا هو طبعها، الآنسة هالة تربّت أمام عينيها، فمن الطبيعي أن تميل إليها قليلًا، لكنها حقًا تحبك أنتِ أيضًا. “

ابتسمت نادين بمرارة، حتى المربية لاحظت ميل سلمى الشديد لهالة.

" لست غاضبة. لقد انفصلتُ عن نبيل، ولم يعد أيّ شيء يخصّه يخصّني. أما ما يتعلق بالسيدة، فاتصلي به مباشرة. "

استدارت نادين مبتعدة، غير مكترثة بذهول المربية.

لكن بمجرد أن رفعت عيونها، رأت نبيل وهالة يقفان غير بعيد عنها...

التقت عيناها بعينيه، ذلك الوجه الوسيم، مهما نظرت إليه، لم تجد فيه عيبًا واحدًا.

نعم.

لولا هذا الوجه، كيف كانت سترتمي نحوه بكل تلك السذاجة...

"لماذا لم تتولّي أمر الفوضى التي سببها إلغاء الزفاف؟ كل الاتصالات تأتي إليّ."

قال نبيل وهو يعقد حاجبيه بضيق.

شعرت نادين بمرارة تتسلل إلى قلبها...لم يكن نبيل يحبّها فعلًا.

كل ما أراده هو خادمة تجمع فوضاه وتصلحها.

أما هي، فكانت تسعى إليه بلهفة، وتفسّر كل تلك الفوضى على أنها دليل حب.

ومع ذلك...بينهما ذكريات جميلة، كثيرة، دافئة.

ذكريات كثيرة، كانت أثمن ما في حياتها، وكانت السبب الوحيد الذي دفعها للاستمرار في طريق مظلم بلا نهاية.

لكن الآن...حان وقت النهاية.

"أخت نادين، أنا آسفة حقًا على ما حدث اليوم، أفسدتُ زفافكِ مع نبيل، وأعتذر منك. "

رددت هالة الجملة بلا أي نبرة صادقة، ثم تشبثت بذراع نبيل، وقالت بصوت لين رقيق:

"نبيل، لقد اعتذرتُ، فلا تغضب مني..."

"حسنًا. "

أومأ نبيل برأسه بلا أي تغيّر في ملامحه.

على الفور أزهرت ابتسامة منتصرة على وجه هالة، ونظرت إلى نادين نظرة امتلأت بالغرور.

حدّقت نادين فيها ببرود.

فهذا النوع من الألاعيب السخيفة، كانت هالة تمارسه كثيرًا.

أما لو كانت نادين كما في السابق، لكانت سترد عليها بنبرة حادة.

لكن الآن، لم يعد لديها الطاقة لذلك.

سحبت نادين نظراتها وقالت:"عليّ أن أعود إلى الشركة لأكمل جمع أغراضي، سأرحل الآن."

وحين مرت بجانب نبيل، أمسك أحدهم بمعصمها فجأة.

التفتت نادين، لتقع عيناها مباشرة في عينيه الداكنتَين كحبرٍ صافٍ.

"أريد أن أقول..."

لكن قبل أن يكمل، انهارت هالة بجانبه فجأة وسقطت نحوه.

أمسكها نبيل بسرعة، وبدت ملامحه قلقة: "ماذا بكِ؟"

"أشعر… أشعر بدوار، مرّ وقت طويل منذ آخر نقل دم..."

وبمجرد أن سمعت نادين عبارة نقل دم، ارتجفت لا إراديًا.

كانت هالة تعاني من اضطرابٍ خلقي في تكوّن الدم، وتحتاج إلى نقل دم دوري.

وكانت تحمل فصيلة الدم Rh السالبة النادرة...

ونادين تحمل فصيلة الدم Rh السالبة نفسها.

وفي صِغرها، وافقت لأول مرة على نقل الدم لهالة لأنها ظنّت أنها ابنة خالة نبيل، فتقدّمت بنفسها بلا تردد.

لكن بعدها، كانت تفعل ذلك فقط لتجعل نبيل سعيدًا.

كانت ساذجة لدرجة أنها اعتقدت أن من يهتم به، يجب أن تهتم هي أيضًا به، لم تعد تعرف كم مرة نزفت لأجل هالة...

استدار نبيل وقال بلا تردد: "نادين، استعدّي، ستنقلين الدم لهالة بعد قليل."

وفي تلك اللحظة، لم تستطع نادين إلا أن تضحك ضحكة ساخرة.

بدأت تشك هل كان يريدها نبيل فقط كعاملة تنظّف فوضاه أم أيضًا كمصدر دم جاهز لهالة؟

"لن أفعل"! قالت بحزم.

عقد نبيل حاجبيه: "حالة هالة خاصة جدًا. إن لم ننقل لها الدم حالًا...ستموت."

"فلتَمُت إذًا. "
Patuloy na basahin ang aklat na ito nang libre
I-scan ang code upang i-download ang App

Pinakabagong kabanata

  • وهبتُه لحبيبة طفولته، فوجدني قمرَه الوحيد   الفصل 30

    تقدم نبيل خطوة، وقال بصوت مبحوح للغاية: "نادين... لقد وجدتكِ أخيرًا."رفعت نادين عينيها أخيرًا، ونظرت إليه مباشرة.كانت عيناها صافيتين، لكنهما خاليتان من أي اضطراب.نظر نبيل إليها أيضًا.كانت الفتاة التي أمامه لا تزال هي المرأة الجميلة التي يتذكرها. ولو أنها ابتسمت وتحدثت إليه بعينين تلمعان، لظنّ حتمًا أن هذا الشهر وأكثر لم يكن سوى حلم طويل بالنسبة له."المحامي نبيل،" بدأت تتحدث بصوت ثابت لا يحمل أيّ انفعال: "هل تبحث عني لأمر ما؟"كانت كلمتي "المحامي نبيل"، بمثابة إبرتين باردتين، غُرست بعمق في قلب نبيل.كانت في السابق، تناديه دائمًا باسمه الكامل "نبيل الصاوي" في الحياة الخاصة، تناديه عندما تكون غاضبة، وعندما تكون سعيدة، وتناديه بنبرة ناعمة في لحظات دلعها النادرة...وكانت تناديه بـ"المحامي نبيل" فقط أثناء العمل لتجنب الريبة."أنا..." توقفت آلاف الكلمات في حلقه، تحرَّك تفاحة آدم، وفي النهاية لم يستطع إخراج سوى بضع كلمات جافة: "نادين، لقد بحثت عنكِ طويلاً..."أراد أن يمسك معصم نادين لا شعوريًا.تجنّبت نادين يده على الفور تقريبًا، وقالت: "ماذا تريد مني؟ لقد انفصلنا بالفعل."ارتعش وجه نبيل

  • وهبتُه لحبيبة طفولته، فوجدني قمرَه الوحيد   الفصل 29

    أخيرًا، ساد الهدوء.اتكأت نادين على ظهر الكرسي، ودلكت صدغيها.وبينما كانت تحاول تهدئة نفسها والعودة إلى العمل، انبعث فجأة من خارج المكتب صوت صراخ راشد المبالغ فيه."يا مديرة! يا مديرة! تعالي وشاهدي مَن جاء!"انزعجت نادين من صراخه، وظنت أنه جلب عميلاً مهمًا غير متوقع، فجمعت ما تبقّى لها من طاقة بصعوبة، ونهضت لتفتح باب المكتب.في تلك اللحظة، خارج باب المكتب--ابتعد راشد بابتسامة حماسية، ليظهر الرجل الذي كان يقف خلفه فجأة في مرمى بصرها.لقد كان... نبيل.بدا أكثر نحافة، فازدادت حدة خط فكه، وكان طرفا سترته مفتوحين قليلاً، بدت ياقة قميصه مرتّب ولكن يشوبها شيء من الفوضى.تجمد تعبير نادين على الفور، شدّت قبضتها على مقبض الباب، وتدفقت الدماء في لحظة واحدة إلى أطرافها وجسدها كله، فشعرت بدوار غريب إلى حدّ لا يصدّق.توقف العالم عن الحركة في تلك اللحظة.تلاشت جميع الأصوات، ولم يبق سوى صوت دقات قلبها التي خرجت عن السيطرة فجأة.دقة.دقة.تقرع طبلة أذنها.كان راشد لا يزال يتحدث بكلمات متقطعة ومتحمسة من الجانب: "مديرتي! إنه المحامي نبيل! مثلي الأعلى..."بدا صوته وكأنه يأتي من مكان بعيد جدًا، غامضًا وغي

  • وهبتُه لحبيبة طفولته، فوجدني قمرَه الوحيد   الفصل 28

    "نادين..."جاء صوت سلمى وفيه شيء من التحفّظ، لكن كلماتها بدت بوضوح محاولة للتظاهر بالاسترخاء: "يا ابنتي، لماذا رحلتِ هكذا دون أن تقولي شيئًا؟ لم تُخبِريني حتى قبل أن ترحلي...متى ستعودين؟ أشتاق إليك..."هذه الأسئلة المفاجئة المتتالية جعلت نادين تشعر ببعض الغرابة.خلال السنوات الخمس الماضية، رغم اعتراف سلمى بها كحبيبة نبيل، إلا أن موقفها ظل دائمًا متحفظًا، بل مشوبًا بعض الانتقاد، ولم يسبق لها أن أظهرت مثل هذا الدفء على الإطلاق.حتى عدم انتقادها لعيوبها، كان يعتبر لطفًا في نظر نادين.لو أنها سمعت هذه الكلمات قبل شهر، لكانت تأثّرت حتى البكاء.أما الآن.فإنها لا تشعر سوى بالسخرية فحسب."أنا بخير، شكرًا لاهتمامكِ يا خالة." كان صوت نادين باردًا ومهذبًا. " تفضّلي وقولي ما لديكِ مباشرة."تجمّد وجه سلمى لحظة، فلم تكن تتوقّع أنّها بعدما خفّضت من شأنها إلى هذا الحدّ، لن تلقى أي تجاوب. فشعرت بالحرج في تلك اللحظة، وبردت نبرتها شيئًا فشيئًا."نبيل هكذا طبعه، عنيد ولا يُحسن الكلامألستِ تعرفينه منذ اليوم الأول؟ فلماذا تتعاملين معه بهذه الحدة؟ ؟ وسمعتُ أنكِ بِعت بيتك أيضًا؟ هذا تصرّف متهوّر جدًّا ولا د

  • وهبتُه لحبيبة طفولته، فوجدني قمرَه الوحيد   الفصل 27

    لم يكن فخر يصدّق أبدًا أن الأم وابنتها قد صحا ضميرهما فجأة...ربما كان لحادث السيارة الذي وقع في ذلك العام خفايا أخرى."تلك الحقيرة نادين لا تُقارن بي على الإطلاق؟!" صرخت هالة وكأنها قطة داس أحدهم على ذيلها. "أنا من نشأت معه منذ الطفولة! سيعرف نبيل عاجلاً أم آجلاً من هي المرأة المناسبة له حقًا!""مناسبة؟" سخر فخر وقال ببرود: "مناسبة للمشاحنات اليومية؟ أم مناسبة لمحاولة الانتحار في يوم زفاف شخص آخر؟"ارتعشت شفتا هالة غضبًا: "أنت... ما هذا الهراء الذي تقوله.""أنا أقول الهراء؟" كانت نظرة فخر جليدية: "هالة، حافظي على ما تبقى من كرامتك. هل حقًا لا تفهمين لماذا يتجنبك نبيل؟ تسامحه معك سابقًا كان بفضل إنقاذ والدتك لحياته، والآن بعدما غادرت نادين، لقد أضعتِ كل ما تبقى من هذا الفضل بتصرفاتك. لا تُهيني نفسك أكثر."اخترقت هذه الكلمات قلب هالة كأنها سكاكين حادة.ارتعش جسدها بالكامل من الغضب، وأشارت إلى فخر، تردّد كلمة "أنت..." لبعض الوقت دون أن تستطيع إخراج عبارة سباب كاملة.ماذا يعرف فخر أصلاً؟علاقتها بنبيل هي علاقة نشأت منذ الطفولة!هي ونبيل فقط ينتميان إلى العالم نفسه، أمّا نادين، فلا تفهم

  • وهبتُه لحبيبة طفولته، فوجدني قمرَه الوحيد   الفصل 26

    حاولت هالة الاتصال به مرة أخرى، غير مستسلمة...(عذرًا، الرقم الذي طلبته...)"آه!" صرخت هالة غاضبة، وكادت أن تسقط وعاء الطعام الحراري الذي كانت تحمله.شدّت يديها بقوّة، وغرست أظافرها في راحتيها، وكان صدرها يرتفع ويهبط بعنف.تلك الحقيرة نادين، حتى بعد رحيلها، لا تدَع الناس يعيشون في سلام، كأن روحها الشريرة ما زالت تلاحقهم!لا، هذا غير مقبول!اليوم…لا بدّ لها أن تنتظر نبيل! "أحضري لي كوبًا من القهوة... " اتجهت مباشرة نحو الأريكة في منطقة الاستقبال وجلست متخذة وضع سيّدة المكان، وتحدثت بنبرة آمرة إلى موظفة الاستقبال: "أريدها مطحونة طازجة، بدون سكر أو حليب."عرفت موظفة الاستقبال هالة بالطبع؛ فقد كانت تأتي إلى المكتب باستمرار لرؤية المحامي نبيل، ويقال إنهما أصدقاء طفولة، والأهم من ذلك، أن المحامية نادين قد أُجبرت على الرحيل بسبب هذه المرأة!رغم شعورها بالاشمئزاز، إلا أنها لم تجرؤ على إغضابها، فاكتفت بالردّ بصوت خافت وذهبت للتحضير.مر الوقت دقيقة تلو الأخرى.شعرت هالة بالقلق وعدم الصبر، واستهلكت كوبًا تلو الآخر من القهوة، لكن ظل نبيل غائبًا.عندما كادت تفقد صبرها، انفتح باب المصعد مع رنين الج

  • وهبتُه لحبيبة طفولته، فوجدني قمرَه الوحيد   الفصل 25

    "غدًا... في التاسعة صباحًا؟" كاد معتز أن يفقد وعيه من الصدمة، إذ اسودّت الدنيا أمام عينيه لحظة.لدى القسم القانوني سبع أو ثماني قضايا رئيسية قيد المتابعة، وعشرات من قضايا الدفاع عن الحقوق العادية. كيف يمكن مراجعة كل هذه القضايا وتقديم تقارير مفصلة عنها في ليلة واحدة؟!هذا ببساطة جدول موتٍ بالإرهاق حتى الفجر!قال معتز محاولاً الاعتراض قليلاً: "سيد ماجد، أليس… أليس الوقت ضيّقًا بعض الشيء؟"رفع ماجد عينيه ونظر إليه، ولم يكن في نظراته أي دفء: "هل تواجه صعوبة؟"ابتلع معتز الكلمات على الفور، وشعر بقشعريرة تسري في فروة رأسه: "لا... لا! سننجز المهمة بالتأكيد!"كاد يبكي، وصرخ في داخله بجنون: من الذي أغضب هذا السيد الجليل مرة أخرى؟!لماذا هذا الجحيم المفاجئ من العمل الإضافي؟!لم يقل ماجد شيئا آخر، ونهض ورتب بدلته، ثم غادر غرفة الاجتماعات بخطوات ثابتة، تاركًا معتز ومجموعة من نخبة القسم القانوني خلفه، غارقين في موجة من العويل الصامت....مدينة الزهرة، الطريق السريع المؤدي إلى المطار.كان فخر يقود السيارة بسرعة جنونية في طريقه إلى المطار.نظر عبر المرآة إلى نبيل الجالس في المقعد الخلفي صامتًا بملام

Higit pang Kabanata
Galugarin at basahin ang magagandang nobela
Libreng basahin ang magagandang nobela sa GoodNovel app. I-download ang mga librong gusto mo at basahin kahit saan at anumang oras.
Libreng basahin ang mga aklat sa app
I-scan ang code para mabasa sa App
DMCA.com Protection Status