Share

الفصل 246

Author: شاهيندا بدوي
أحبت دعاء، رغم سنها، أن يناديها الآخرون بالآنسة دعاء، مثل الشباب تمامًا.

رأى سمير ظهر عمته وهي تبتعد مع نور، فاختار احترام القواعد، وأخذ قناعًا فضي اللون معدني المظهر، ولبسه على وجهه.

دخل إلى الداخل، فوجد أن دعاء قد أخذت نور إلى الطابق الثاني من القاعة.

لا يمكن رؤية ذلك المكان في الأعلى من الخارج، لكن من في الداخل يمكنه رؤية المنظر الكامل على القاعة في الطابق الأول.

كان في الحفلة الكثير من الناس، يرتدون ملابس فاخرة، وكان الشباب منهم يبرزون جمال أجسادهم.

لم تفهم نور سبب إقامة عمتها لهذه الحفلة.

قالت دعاء وهي تدفع كوب عصير نحو نور: "اشربي قليلًا من العصير، سأساعدك الليلة على اختبار ذلك الفتى المزعج سمير." كان على شفتيها ابتسامة ماكرة.

رغم أن سمير قال إنه تزوج نور من أجل الأسهم التي منحها الجد، لكن دعاء لم تصدق أن هناك زواجٌ قد يدوم ثلاث سنوات بلا مشاعر.

أمسكت نور يد دعاء وقالت: "عمتي، لا تفعلي ذلك، أنا متعبة جدُا مؤخرًا بسبب العمل، وقد حضرت حفلة منذ قليل كذلك، لم أرغب في الحضور في الأصل، لكنك قلت ألَّا نكسر بخاطرك."

ربتت دعاء على يدها، وضحكت بلطف وقالت: "طالما أنك جئت لأجلي، فعليك أن تست
Continue to read this book for free
Scan code to download App
Locked Chapter

Latest chapter

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل 250

    انقبض صدر نور فجأة.لكنها أخفت الأمر، وقالت: "لست حامل، فقط أكلت الكثير من الطعام الخفيف، وأردت تغيير النكهة."كانت والدتها قد سألتها من قبل، وقد أخبرتها أنها تنوي الطلاق، فلو علمت أنها حامل الآن في هذا الوقت المصيري، فلن تصمت.ردّت سوسن تنصحها: "هذا أفضل، فبما أنك اتخذت القرار، فالحمل الآن سيؤثر عليك."كانت سوسن تريد قول المزيد، لكن محمود أشار لها بعينيه أن تصمت.قال محمود يحثها: "كلي جيدًا يا نور، مسألة الطفل، أنتم الشباب تقررونها بأنفسكم.""نعم."أومأت نور.غيَّر الحمل من شهيتها، وصارت تشعر بالنعاس بسهولة.شعرت بالنعاس بعد الأكل بقليل.وحين أرادت الذهاب للنوم، اتصل بها صلاح."يا سكرتيرة نور، لقد ثمل السيد سمير.""...وأين هو؟"لم تستطع أن تتجاهله.قال صلاح: "أنا وهديل في طريقنا الآن لنوصله إلى منطقة السلطان."تجمدت نور حين سمعت اسم هديل.فمن المفترض أن سمير ذهب لمقابلة مسؤول من شركة العامري ومعه صلاح فقط."سآتي حالًا." قالت بهدوء وتخلصت من أفكارها. وعاد إليها النشاط.خرجت من الغرفة، وكانت سوسن قد حضرت لها بعض البيض البلدي، واللحوم المجففة.بالإضافة إلى صلصة الثوم التي تصنعها بنفسها.

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل 249

    "لا، العميل الذي سيقابله اليوم مهم فقط، عليك أن تنجزي عملك في الشركة فحسب."سمير شخص من هذا النوع، بارد تجاه الجميع.إذا كره شخصًا ما بحق، ولم يكن هناك مصلحة له، فلن يسمح لذلك الشخص حتى بالظهور أمامه.رأت نور أن هديل صامتة، فقالت لها: "تركيزك يجب أن يكون على عملك، عليك إنجاز مهامك الأساسية، لا أن تركزي على إن كان يحبك أم لا.""هل لو لم يحبك، ستفقدين كل دافع للعمل بعدها؟" قالت نور كلامها بهدوء ووضوح.فكرت هديل ثم قالت: "معك حق، فهمت الآن، لم يكن يجب أن أستعجل!"قالت نور بهدوء: "اذهبي واعملي."عادت هديل إلى مكتبها.ذهب سمير للقاء مسؤول مجموعة العامري، فاستغلت نور الفرصة بعد انتهاء الدوام لزيارة والديه بحرية.لكنها لم تتوقع أن تجد عبير ونيرمين هناك أيضًا.لم تكن عبير ونيرمين متغطرستين هذه المرَّة كما في السابق، بل اعتذرتا لنور، وقال عبير: "موت روزالين كاف ليشفي روح والدي، أنا أنوي الآن البحث عن عمل جيد وتسديد ديون والدي السابقة، لم أكن أتوقع أن أراك اليوم يا ابنة عمي."أطبقت عبير شفتيها، وقالت ذلك وعيناها تراقبان نور بقلق.خافت أن نور لم تكن تحبها.لكنها تلقت إشعارًا بالقبول في العمل من م

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل 248

    خيَّم السكوت على نور، ولم تفهم سبب ردّة فعله المفاجئة بهذا الشكل.سألته مرَّة أخرى: "هل تشعر بتحسّن الآن؟"رفع سمير عينيه إليها، فرأى في نظراتها خلوا من أي نيّة خفيّة، فأطبق شفتيه، وأغمض عينيه، وردّ بصوت مبحوح: "نعم، أفضل بكثير."كان يعلم أنّها غيّرت الموضوع عمدًا، فلم يذكره مرَّة أخرى.واصلت نور التدليك رغم أن يديها بدأت تؤلمانها.وعندما بدأت حركة تنفّسه تهدأ تدريجيًا، توقّفت فجأة وأحضرت له بطانية خفيفة وغطّته بها.وما إن خرجت من المكتب، حتى اصطدمت بهديل."أخت نور."قالت وقد رفعت يدها تُحييها بعفوية.كانت نور قد مكثت داخل مكتب سمير لأكثر من ساعة.وبعد ما حدث في الحفلة ليلة الأمس حين حطَّم سمير من أجلها زجاجة كحول على رأس ممدوح، بات الجميع يلاحظ عمق العلاقة بينهما.أومأت نور برأسها، وعادت إلى مكتبها.وصلتها رسالة من سالي كتب فيها: "هل فكّرت في الأمر؟ هل ستقبلين اقتراحي؟"فأجابت نور: "أنا مشغولة جدًا هذه الأيام."لم تردّ سالي بعدها.لكن الحقيقة أن نور لم تكن مشغولة، بل كانت تهرب من مواجهة هذا الأمر.لطالما عجزت عن أن تقسو على سمير.حلّ وقت الظهيرة.وكالعادة أحضر صلاح الطعام إلى المكتب.

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل 247

    توجّت كلٌّ من أنظار سمير ونور نحو مصدر الصوت في الوقت ذاته.رأوا فتاة ترتدي فستانا ورديًا طويلًا، قوامها ممشوق وبشرتها ناصعة الباض، وشعرها مرفوع عاليًا، ومزينة بالمجوهرات في كل أنحاء جسدها، وترتدي قناعًا فضيًّا أبيض اللون، اندفعت نحو سمير وهي تمسك بطرف فستانها.كان القناع الذي تضعه الفتاة مشابهٌ لقناع سمير.والأهم من ذلك أنها عندما وصلت إليه، بدا واضحا فارق الطول بينهما.لابد أنها قريبة منه لتتمكَّن من التعرف عليه مع أنه يضع قناعًا! "من أنتِ؟"سأل سمير عابسًا.كان متأكدا أن التي أمامه ليست نور.لم يكن يعلم ما الذي تخطط له عمته.ولم يكن يعرف أن نور تتابع كل شيء.ابتسمت الفتاة وقالت: "لا تعبأ بمن أكون يا سمير، هل يمكنني الآن دعوتك لرقصة؟ بما أن عمتي نظمت هذه الحفلة، فيجب أن أستغل الفرصة، صحيح؟"كلمة "عمتي" أثارت انتباه سمير ونور.من تكون هذه الفتاة؟رفضها سمير ببرود قائلًا: "لا أقبل دعوات الغرباء."ثم استدار."سمير، هل ستستمر في رفضني الآن؟"قالت بصوتٍ عميق، ورأتها نور وهي تخلع القناع، وتكشف عن وجه جميل رقيق.لم يلتفت سمير.وفجأة انفتح باب الغرفة التي كانت بها نور، وظهر سمير بقناعه المع

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل 246

    أحبت دعاء، رغم سنها، أن يناديها الآخرون بالآنسة دعاء، مثل الشباب تمامًا.رأى سمير ظهر عمته وهي تبتعد مع نور، فاختار احترام القواعد، وأخذ قناعًا فضي اللون معدني المظهر، ولبسه على وجهه.دخل إلى الداخل، فوجد أن دعاء قد أخذت نور إلى الطابق الثاني من القاعة.لا يمكن رؤية ذلك المكان في الأعلى من الخارج، لكن من في الداخل يمكنه رؤية المنظر الكامل على القاعة في الطابق الأول.كان في الحفلة الكثير من الناس، يرتدون ملابس فاخرة، وكان الشباب منهم يبرزون جمال أجسادهم.لم تفهم نور سبب إقامة عمتها لهذه الحفلة.قالت دعاء وهي تدفع كوب عصير نحو نور: "اشربي قليلًا من العصير، سأساعدك الليلة على اختبار ذلك الفتى المزعج سمير." كان على شفتيها ابتسامة ماكرة.رغم أن سمير قال إنه تزوج نور من أجل الأسهم التي منحها الجد، لكن دعاء لم تصدق أن هناك زواجٌ قد يدوم ثلاث سنوات بلا مشاعر.أمسكت نور يد دعاء وقالت: "عمتي، لا تفعلي ذلك، أنا متعبة جدُا مؤخرًا بسبب العمل، وقد حضرت حفلة منذ قليل كذلك، لم أرغب في الحضور في الأصل، لكنك قلت ألَّا نكسر بخاطرك."ربتت دعاء على يدها، وضحكت بلطف وقالت: "طالما أنك جئت لأجلي، فعليك أن تست

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل 245

    سألت نور بهدوء: "علي ألا أزعجك، أو إزعج عمتي، وعلي أيضا أن أرضي والدتك؟ ماذا عني إذًا؟"أبدى سمير انزعاجه وهو يقول: "نور، لا تنسي أنك قلت للجد إنك تريدين الزواج مني."تذكرت نور تلك المليون، وتلك الأسهم.شعرت بصداع، وكأن يدًا خفية تقبض على قلبها.شعرت للحظة أنها تختنق، ولم تستطع التنفس.لم ترغب في مناقشة هذه الأمور مع سمير أكثر، أسندت رأسها إلى نافذة السيارة، وأغلقت عينيها.لم يقل سمير شيئا ظنًا منه أنها متعبة.توقفت السيارة بعد قليل أمام بوابة منطقة السلطان.لم يكن سمير ينوي إيقاظها، وأراد أن تواصل نومها، لكنه فوجئ بها تفتح الباب وتنزل.رأى خطواتها مستقرة، ففهم أنها ليست نائمة، بل تتجنب مواجهته.عض شفتيه ولحق بها وهو يقول: "ادخلي أولًا، وتأكدي من كل شيء، إن لم يكن هناك مشكلة فغيري ملابسك، وسنذهب إلى عمتي."قالت نور بابتسامة ساخرة: "ماذا يمكن أن يكون خطأ؟ إنها فيلا باسم السيد سمير، لا شك أنها على أفخم تجهيز."لم يرد عليها، بل أشعل سيجارة.أراد التدخين في تلك اللحظة.لم تكن نور تحب رائحة الدخان، لكنها لم تستطع منعه.كانت سابقًا تساعده على التخلص من الرائحة فورًا، وتضع له أكياسًا صغيرة مع

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status