Share

الفصل285

Author: شاهيندا بدوي
قال سمير بدون أن يرفع عينيه: "اذهبي إلى الفندق لاستقبال أشخاص من شركة العامري، ثم جهّزي مكانًا لتناول الغداء اليوم، وكذلك رتّبي أمور النادي الليلة."

ردّت نور: "حسنًا."

لم تستطع أن ترفض أوامر سمير.

طلبت عنوان الفندق، وتوجّهت مباشرةً إلى موقف السيارات لتأخذ السيارة.

وما إن فتحت بابها، حتى أمسك أحدهم بمعصمها فجأة، فارتعبت نور قليلًا.

ثم سمعت صوت هديل تقول: "أخت نور، أنا الشخص الذي أدخلته أنتِ إلى الشركة، أنتِ تعرفين طبعي جيدًا، سؤالي لم يكن يحمل أي نوايا سيئة، أردت فقط أن أستشيرك بصدق، هل يمكنك أن تتوسطي لي عند السيد سمير؟"

لم تكن هديل تريد أن تُطرَد بهذه الطريقة.

ترقّبت في موقف السيارات، وقررت أنها مهما قابلت، سواء نور أو صلاح أو حتى سمير، فعليها أن تُظهر تواضعها وتطلب البقاء.

لكن نور لم تشعر بأي شفقة تجاهها، وقالت ببرود: "السيد سمير طردك بالفعل، وأنت تعرفين طبعه، هل تظنين أنه سيقبل بعودتك؟"

لم تكن نور ترغب في افتعال خلاف مع سمير بسبب هديل، ولا أن تبدو بمظهر الطيبة الزائدة أمامه، حتى لا يسخر منها.

خصوصًا أن طباعه معروفة.

فلا أحد لا يمكن الاستغناء عنه في عينه.

إلا شهد.

كان لدى هديل القليل
Patuloy na basahin ang aklat na ito nang libre
I-scan ang code upang i-download ang App
Locked Chapter

Pinakabagong kabanata

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل312

    دفع سمير الأطباق نحو نور، ثم قال: "أتريدين أن أُطعِمكِ بنفسي؟"بقي صوته هادئًا وهو يقول هذا الكلام.لم تصدق نور أنه قد يطعمها بيده فعلًا.قالت ببرود: "عدم رغبتي في الأكل تعني أنني لا أريد الأكل، أليس لي حريةٌ في ذلك؟"لم ينطق سمير بشيء.ولكن، في اللحظة التالية، مدّ الطعام نحو فمها.تأملت نور عينيه السوداوين، كانت نظراته ساكنة.لم يكن فيهما تلك الحدة المعتادة.تجمدت في مكانها.ثم سمعته يقول بلطف: "يجب أن تأكلي على أية حال."جاء صوته لطيفًا.ارتبكت نور من لطفه المفاجئ، فأسرعت تأخذ الطبق منه وقالت: "سأتناول الطعام بنفسي."خشيت أن يستمر، فأكلت بضع لقيمات رمزية.ناولها سمير كأس ماء بلطف، وقال: "لا تختنقي."لم تكن قد اختنقت، لكن تصرفاته أرعبَتها.وقبل أن تتحدث، استبقها سمير قائلًا: "طلبت من صلاح حجز التذاكر.""تذاكر السفر إلى فرنسا؟"دُهشت نور.قال سمير: "نعم.""قولي لوالديك مسبقًا، حتى لا يظنوا أنك اختفيت فجأة حين تسافرين معي.""حسنًا."لم تُعلّق أكثر.بالرغم من أن سمير صفعها أولًا، ثم أطعمها. لكن هذه الرحلة ستكون رحلتهما الأولى والأخيرة أيضًا.لذلك، لم تكن لتمتنع عن السفر معه.أطبق سمير ش

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل311

    هذا ما حدث.ظنّت شهد أن سمير سيحاسب نور، فانتابها الزهو، ومشت منتصرة. أدركت نور تلك الحقيقة، لكنها لم تنطق بها.سألها سمير، وهو يعقد حاجبيه: "لمَ لم تذكري الأمر منذ قليل؟"جعلته كلمات نور يعي الحقيقة.ارتسمت على شفتيها ابتسامة ساخرة، وقالت: "هل ستغير بضع كلمات مني إيمانك بشيءٍ ما؟"وما إن أتمّت جملتها، حتى سحبت يدها منه ومضت.خلّفت له ظهرها الصلب.لم يلحق بها، ولم يحاول أن يوقفها.لكن عينَيه ظلّتا معلّقتين على ظهرها....وما إن أشعل سيجارته، حتى اتَّصلت شهد به.فتح مكبّر الصوت.وجاء صوتها من الطرف الآخر خافتًا، متكسرًا: "سمير، لا تُحرج السكرتيرة نور. أنا أعرف أنني المخطئة، وسأتحكَّم في نفسي وأقلل إزعاجي لك من الآن فصاعدًا.""من الأفضل لك أن تفي بكلمتك."كلماته القليلة سقطت كحجارة ثقيلة على قلبها، صُدمت.ألم يكن قد صدّق أن نور دفعتها؟حتى أن هذا الأمر بدا واضحًا في كاميرات المراقبة.بل وطلب من نور للتو أن تعتذر منها، كيف تغيّر فجأة هكذا وبهذه السرعة؟وحين همّت بالكلام، سبقها صوته الجليدي من جديد وهو يقول: "شهد، لا تختبري صبري."ثم أغلق الخط.استمعت إلى نغمة انشغال الخط، والذهول يشلّ عقل

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل310

    ما إن خرجت تلك الكلمات، حتى أثّرت في نور وشهد.سبع سنوات مضت وهي إلى جانب سمير، تعرف طباعه عن ظهر قلب، تعرف أنه ما دامت هي الأقرب إليه، وسكرتيرته الخاصة، فلا بد أن يطلب منها أن تساعد شهد على النهوض.لكنّه لم يفعل.كان واضحًا أنه انحاز إلى شهد.ورغم ذلك بقيت نور هادئة.لأنها كانت ممسكةً بهاتفها طوال الوقت، ولم تلمسها من الأساس، البريء بريء. لن تظهر شهد سوى كمهرّجة حين يُعرض التسجيل. أما شهد، فشعرت بأن سمير قد بدأ ينفر منها.خصوصًا مع برودة صوته وجموده، كان واضحًا أنه لم يصدِّقها.كانت هذه مخاطرةً منها.وبعد دقيقتين تقريبًا، حضر الحرس، وأحضروا معهم المقطع المصوّر.أظهر المقطع أن شهد حين مرّت بجانب نور وقفت تمامًا في زاوية حجبت الكاميرا، وفي اللحظة نفسها سقطت إلى الوراء بشكل مفاجئ.ظهر المقطع وكأنها دُفعت بالفعل.رمق سمير نور بنظرة باردة، وقال: "اعتذري."كان يأمرها.الفيلا فيها كاميرات مراقبة، لكن لا توجد كاميرات بزاوية ثلاثمئة وستين درجة، لأن الفيلا في النهاية مكان للعيش، والمقام الأول فيه للحياة اليومية.ولهذا لم تلتقط الكاميرات هذه الزاوية تمامًا.لم يصدِّق سمير إلا ما رآه بعينيه.وخ

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل309

    كانت كل كلمة تنطقها نور، وكأنها سهم يصيب شهد في صميم كرامتها.تغير وجهها حتى صار شاحبًا من شدة الغضب، واشتعلت النار في عينيها.لكن عقلها أمرها أن تبقى هادئة."لا تفرحي كثيرًا، فسمير لم يعترف بك علنًا أيضًا، كما أنه يساندني أنا أكثر." أمسكت شهد بسكين الفاكهة.ومدّتها نحو نور قائلة: "سكرتيرة نور، علِّميني الآن كيف أُقطِّع الخضار."قطبت نور حاجبيها، ونظرت إليها دون أن تأخذ منها السكين.نادَت على العمَّة لبنى قائلة: "آنسة شهد، أنا لا أملك الصبر الكافي، أما أنت يا عمَّة لبنى فصبورة، فلتعلٍّميها أنتِ."ازداد وجه شهد برودة.لم تكتف نور بعدم الإمساك بما أعطتها إياها، بل امتنعت عن تعليمها أيضًا!انهار مخططها قبل أن يبدأ، فقدت حماستها فجأة، وألقت بالسكين على طاولة التقطيع، وقالت: "لا بأس، تذكرت أن لدي أمرًا آخر، سأعود في يومٍ آخر للتعلم."وقفت العمة لبنى حائرة.الآنسة شهد هذه متقلِّبةٌ المزاج حقًٌا، كانت متحمسة للتعلم قبل قليل، والآن تراجعت!...رأت شهد الملابس التي جاءت بها من أجل سمير ملقاة على الأريكة.أمّا نور، فجلست على الأريكة تمسك هاتفها.لمعت عينا شهد، وتولَّد في ذهنها مخطط على الفور.اق

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل308

    مسح سمير نور بنظره، ثم قال ببرود: "دعها تدخل."أطبقت نور شفتيها، وقبل أن تتفوَّه بأي كلمة، دخلت شهد تتهادى بكعبها العالي. لم تنظر نور إليها.لكن صوت شهد دوى قرب أذنها: "جئت لأجلب لك الملابس يا سمير."اقتربت شهد من سمير.كانت قد بدلت ملابسها، وارتدت طقم تنورة عملية بلونٍ أخضر فاتح، وكان شَعرها متموجًا وكثيفًا، مما أضفى عليها قامة ممشوقة، وجمالًا لافتًا."لم يكن من الداعي أن تأتي خصيصًا لأجل هذا."رمقت نور سمير بنظرة.ظل وجهه باردًا، لا تغيّر كبير فيه.لكن كلماته....قالت شهد بلطف: "إن لم آت، سأظل أشعر بالذنب. لم أكن أعلم أنكما تتناولان الطعام، أهذه الأطباق من صنع السكرتيرة نور؟""نعم."أجابها سمير بهدوء.تطلعت شهد إلى نور بعيون يملؤها الترقب، وقالت: "سكرتيرة نور، هل يمكنني أن أتذوق طهوك؟ لدي وقت فراغٍ اليوم، وأود أن أتعلم منك بعض فنون الطبخ."ردّت نور بالرفض: "أستطيع أن أجهّز لك أدواتٍ لتتناولي الطعام، لكن لا أظن أنه من المناسب أن أعلِّمك الطبخ، فأنا لست محترفة، ولا أملك وقتًا أيضًا."ثم نادت على العمَّة لبنى، وقالت: "يا عمَّة لبنى، جهزي أطباقًا وأدوات طعام للآنسة شهد.""حاضر سيدتي."ج

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل307

    قال سمير ببطء بعد مرور بضع ثوان: "احجز لي ولنور تذاكر طيران إلى فرنسا بعد ثلاثة أيام.""حاضر."سُمع صوت فتح الباب، ونزل سمير من السيارة.وسار خطوة بخطوة إلى داخل منطقة السلطان.كانت نور مشغولة في المطبخ، وعندما مر سمير من المدخل، خرجت حاملةً وعاء حساء الدجاج من المطبخ."من الجيد أنك عدت في وقت العشاء."نظرت إليه نظرة سريعة، ثم أدارت بصرها.كانت هادئة جدًا.بينما ارتسمت على وجه سمير علامات العبوس بوضوح.تقدَّم سمير نحوها بعد بضع ثوانٍ.لاحظت نور بقع الأوساخ والدماء على ملابسه."عمَّة لبنى، اخرجي باقي الأطباق." قالت نور، ثم نظرت إلى سمير وقالت: "اذهب واغتسل أولًا، وسأحضّر لك الملابس بعد قليل."نزعت المئزر أثناء كلامها.لم تسأله حتى عن سبب هذه البقع.وكأن عينيها تخلو من أي شعور.لم يتحمل سمير وقال: "نور، هل تعتقدين أنك زوجة مؤهلة بفعلك هذا؟" لم تجادله نور، ولم تثر ضجة، بل قالت بهدوء: "إن كنت تود إخباري بشيء، فستقول ذلك بنفسك."أي أن لا فائدة من سؤاله، طالما هو لم يخبرها بنفسه.فما بالك أن سمير كان مع شهد منذ قليل قبل أن يأتي."هل تريدني أن أتواصل مع بدر؟" كانت نبرة نور ما تزال هادئة."لا

Higit pang Kabanata
Galugarin at basahin ang magagandang nobela
Libreng basahin ang magagandang nobela sa GoodNovel app. I-download ang mga librong gusto mo at basahin kahit saan at anumang oras.
Libreng basahin ang mga aklat sa app
I-scan ang code para mabasa sa App
DMCA.com Protection Status