مشاركة

الفصل657

مؤلف: شاهيندا بدوي
ضيّق سمير عينيه، وصمت ولم ينطق، لكن نظرته ازدادت قسوة.

"هاهاهاها."

رأى رجل السكين الأمر ممتعًا، فكيف لرجل مستقيم أن يسلك طريق الهلاك من أجل امرأة.

لكنه لم يفرح طويلًا، إذ انهزم فورًا بركلةٍ من سمير.

ركلةٌ أصابت بطنه.

قبض رجل السكين على بطنه المتألم، وتخلى عن قواعد القتال، فمدّ يده فجأة إلى خصره وأخرج مسدسًا صغيرًا.

تفاداه سمير غريزيًا.

لكن لم يرد رجل السكين قتله، بل ارتسمت على شفتيه ابتسامة ماكرة، وكان هدفه أن يحقن السم في جسد شهد.

ولما رأته شهد يقترب بسرعة، ارتبكت تمامًا.

"انتبه!"

اندفع سمير من الجهة الأخرى، واحتضن رجل السكين مباشرة.

فلم يستطع رجل السكين سحب الحقنة، فغرست في كتف سمير.

رأت شهد المشهد، فاتسعت عيناها، وجاهد جسدها، وأصدرت أنينًا: "آه..."

لكن لم يبقَ هناك مجال للتراجع.

تفاجأ رجل السكين من جنون سمير، ثم انفجر ضاحكًا: "سمير، أنت عاشق أحمق أيضًا، هاهاها..."

دخل السم في جسد سمير، فاختل جهازه العصبي، وأصابه دوار وطنين في الأذن، وارتجف جسده كله.

وفي تلك اللحظة جاء أحدهم وحلّ وثاق شهد.

"لا!" صاحت شهد بعدما انتُزعت الخرقة من فمها، وانهمرت دموعها كالسيل.

زحفت نحو سمير محاولةً أن
استمر في قراءة هذا الكتاب مجانا
امسح الكود لتنزيل التطبيق
الفصل مغلق

أحدث فصل

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل660

    لم تستطع نور أن تعبّر بالكلمات عن شفقتها على عزة، فالعالم مليء بالمُعذبين، وحتى إن كانت هي نفسها قد حُبست من قبل في تلك الغرفة السوداء المُظلمة، فذلك شيءٌ لا يُذكر.هي على الأقل كان لها أهل، أما عزة فلم تذق يومًا طعم الدفء.ذلك ما جعل قلبها ينقبض، وحزنها يتضاعف.ثم حمل المسعفون نور على نقالة أخرى.كانت هي وعزة في سيارتين مختلفتين. ومن خلال النافذة رأت الوضع في الخارج، تم إحكام السيطرة على اللصوص، ولم تعد هناك أصوات إطلاق النار.أبصرت بعينيها سيارات الشرطة الكثيرة تصل تباعًا، فيما كان بعض الناس ينظفون المكان.أما الرأس الأكبر هنا، رجل السكين، فقد أُمسك به، غطوا رأسه بكيس أسود، وقيدوا يديه بالأغلال، وهو يعرج بجسده المليء بالجراح ذات الدرجات المختلفة.ثم رأت طارق وحسين يخرجان مسرعين.كانت وجوههم متجهمة، لكنها لم تبصر ظلّ سمير.وفي تلك اللحظة تملكتها الريبة. لِمَ لم يكن موجودًا؟طارق وحسين يكونان في العادة بجانبه.فكرت قليلًا، ثم حدست أن سمير ربما انشغل بإنقاذ شهد، فصبّ كل تركيزه عليها، ولم يَصطحب أحدًا.ارتسمت على شفتيها ابتسامة مرَّة. ما جدوى التفكير في هذا الآن؟ففي مثل هذا المكان، ال

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل659

    تحرَّكت أصابع عزة قليلًا، وفتحت عيناها المتعبة، ورأت وجه نور، وأمسكت بها بيدها بكل قوة.شعرت نور بذلك، ونظرت إليها مرة أخرى تقول: "عزَّة!"همست عزة بصوت ضعيف: "بردٌ للغاية.."احتضنتها نور بسرعة: "أنا أحضنك، لن تشعري بالبرد بعد الآن، لا برد".تساءلت عزة بضعف: "هل سأموت قريبًا؟" وأضافت: "آسفة، لم أكن مفيدة، لم أجد لك الترياق، أنا... كح كح كح..."طمأنتها نور: "لا بأس، لا بأس! لا تتكلمي الآن، الإسعاف وصل، سأوصلك إلى الإسعاف على الفور، ستكونين بخير".تبدد تركيز عزة بعض الشيء، وهمست بضعف: "لا تحزني لأجلي، وقتي معك لم يكن طويلًا، كل ما فعلته كان من أجل حازم... العيش كان مُرهقًا، لكن الآن لن أعود مضطرةً إلى الكِفاح المستميت للبقاء!"أدركت عزة أن حياتها لم تكن تستحق العناء. لم تعرف السعادة. لم تملك حريَّة نفسها دائمًا. بلا أهل، وحيدة، ولا أحدَ يحبُّها. العيش بلا معنى.همست نور بمحاولة لإيقاظ رغبة عزة في الحياة: "الآن يمكنك أن تعيشي جيدًا. أُلقي القبض على رجل السكين، وتم تنظيف المكان، لم يعد أحد يسيطر عليك، يمكنك أن تعيشي حياتك بحرية، جميلة كما تحبين، ألست تحبين الجمال؟ ألم تقولي إنك تريدين

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل658

    تقيأت عزة دمًا، وتشبثت بسروال رجل السكين قائلة: "الترياق..."ضيّق رجل السكين عينيه، وارتسمت بسمة ماكرة على شفتيه: "أنا أصلًا ليس لدي الترياق، يا عزة... مرّت سنين طويلة، وما زلتِ تُخدَعين بهذه السهولة؟"ارتجفت عينا عزة من الصدمة، وتمتمت بصعوبة: "ليس لديك ترياق..."ضحك رجل السكين ببرود قائلًا: " KA-48ليس له ترياق أصلًا!" ثم قبض على عنقها بقوة: "الحقي بإخوتك الموتى!"أراد أن ينهي حياة عزة.لم تتخيل عزة أن الترياق لم يكن سوى خدعة!"أنت... خدعتني!" وانطفأ البريق من عينيها، وهي تبذل آخر ما تبقى لها من قوة لصد يده، تتحسس ما حولها، حتى انتزعت سكينًا وغرزتها نحو عينه.تفاداها بسرعة، لكن السكين جرحته في وجهه.امتلأت عينا عزة بالحقد، ورغم كسر ساقها، وقفت بالإصرار وحده: "لم تَصدُق معي قط... إذًا قولك إن والديَّ باعاني، كان كذبًا أيضًا؟"مسح رجل السكين الدم عن وجهه، وقال باستهزاء: "الذين يأتون إلى هذا المكان، إما يعيشون وإما يموتون، من يعرف أصلًا من هم والداك!"احمرّت عيناها غضبًا: "كنتَ تخدعني طول حياتي! جعلتني أداة، دمّرت حياتي... تستحق الموت!"أخرجت مسدسًا.دوّى صوت طلقتين.بوم بوم!في تلك اللحظ

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل657

    ضيّق سمير عينيه، وصمت ولم ينطق، لكن نظرته ازدادت قسوة."هاهاهاها." رأى رجل السكين الأمر ممتعًا، فكيف لرجل مستقيم أن يسلك طريق الهلاك من أجل امرأة.لكنه لم يفرح طويلًا، إذ انهزم فورًا بركلةٍ من سمير. ركلةٌ أصابت بطنه.قبض رجل السكين على بطنه المتألم، وتخلى عن قواعد القتال، فمدّ يده فجأة إلى خصره وأخرج مسدسًا صغيرًا.تفاداه سمير غريزيًا.لكن لم يرد رجل السكين قتله، بل ارتسمت على شفتيه ابتسامة ماكرة، وكان هدفه أن يحقن السم في جسد شهد.ولما رأته شهد يقترب بسرعة، ارتبكت تمامًا."انتبه!" اندفع سمير من الجهة الأخرى، واحتضن رجل السكين مباشرة.فلم يستطع رجل السكين سحب الحقنة، فغرست في كتف سمير.رأت شهد المشهد، فاتسعت عيناها، وجاهد جسدها، وأصدرت أنينًا: "آه..."لكن لم يبقَ هناك مجال للتراجع.تفاجأ رجل السكين من جنون سمير، ثم انفجر ضاحكًا: "سمير، أنت عاشق أحمق أيضًا، هاهاها..."دخل السم في جسد سمير، فاختل جهازه العصبي، وأصابه دوار وطنين في الأذن، وارتجف جسده كله.وفي تلك اللحظة جاء أحدهم وحلّ وثاق شهد."لا!" صاحت شهد بعدما انتُزعت الخرقة من فمها، وانهمرت دموعها كالسيل.زحفت نحو سمير محاولةً أن

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل656

    بعد أن أنهت عزَّة كلامها، أرادت الرحيل.أمسكت نور بيدها قائلة: "وماذا عنكِ؟"ردت عزة: "أستطيع حماية نفسي، عليّ الذهاب لمساعدتهم!"أرسلت لها نظرة مطمئنة.اختبأت نور في زاوية صغيرة، يحجبها باب، والظلام يخيم في المكان.مما جعل الخوف يسيطر عليها. لكنها اضطرت لمواجهة هذا الرعب لحماية نفسها وطفلها.عانقت نفسها بشدة، وأغمضت عينيها، تصبر على وقع الطلقات القريبة، ومع ذلك كان جسدها يغطّيه العرق البارد من الخوف.أغمضت نور عينيها، واندفعت إلى ذهنها فجأة ذكرى قديمة.رأت فتاة نحيلة، شعرها أصفر، ملابسها ممزقة ووجهها متسخ، لكنها كانت تبتسم قائلة: "لماذا لا تتحدثين؟ الأحياء هنا قليلون، وأنت لا تتحدثين، كم هذا ممل"."ألستِ خائفة؟"أجابت الفتاة: "لم أعد أخاف. لقد نشأت هنا، ورأيت الكثير من الموتى، فلا أخاف، ولا أعلم متى سأموت أنا أيضًا"."لن تموتي، لا يمكنك الموت!"ضحكت الفتاة، وقالت: "لا بأس! والداي تخليا عني، كنت سأموت منذ زمن!"ثم أكملت: "أنا أكبر منك، سأكون كأختك الكبيرة لاحقًا، أفضل من أن تكوني بلا أهل. بالمناسبة، هل رأيت فتىً ما؟ دائمًا يقوم بغلي محاليل غريبة، إنه أخي الصغير!"انتقل المشهد، كانت مج

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل655

    كانت نور مربوطة، ولم تُبدِ أي مقاومة، إذ حُقنت مرة من قبل، وعرفت مصيرها، فلم يعد الخوف يسيطر عليها.ثبتت عينيها على سمير، تراقب قامته الشامخة بين الجموع، مشرقًا بهيئته، لكن بريقه الذي كان يخصها غاب من عينيه.لم تفهم السبب.لم يعد سمير فحسب، بل صار القائد سمير، وشعرت كما لو كان رجلًا غريبًا عنها.ربما لم يعد نظره عليها، فهو يحمل على عاتقه مهمةً كبرى، تتجاوز حمايتها هي وحدها، فلم تعد تشعر بالحب ذاته.امتلأ قلبها بخيبة.خيبة لا نهاية لها.شعور يعجز اللسان عن وصفه.تردّد سمير طويلًا ولم يتخذ قرارًا، بدا مترددًا، وفي هذا التردّد رأت نور الحقيقة بوضوح.صاح رجل السكين وقد ضاق صبره: "اختر بسرعة، وإلا فستموتان معًا!" وأشار لمن حوله أن يشدّوا وثاقهما أكثر، ليجبر سمير على الاختيار.شعرت نور بالاختناق من شدة القيود، ولم تستطع أن تتحرك وهي حبلى، وبطنها المنتفخ يثقل أنفاسها، فتنفست بصعوبة، وازداد وجهها شحوبًا.انفجرت دموع شهد، وهزت رأسها بلا انقطاع، وتوسلت إليه بنظرات دامعة.بدت ضعيفة، مستجيرة، متوسلة أن يحميها.علّقت كل آمالها عليه.ثبت سمير بصره عليهما معًا، ثم أشار بيده بدون تردد إلى إحداهما وقال

فصول أخرى
استكشاف وقراءة روايات جيدة مجانية
الوصول المجاني إلى عدد كبير من الروايات الجيدة على تطبيق GoodNovel. تنزيل الكتب التي تحبها وقراءتها كلما وأينما أردت
اقرأ الكتب مجانا في التطبيق
امسح الكود للقراءة على التطبيق
DMCA.com Protection Status