All Chapters of عيد لها، جنازة لي: Chapter 11 - Chapter 20

100 Chapters

الفصل 11

دار الجنازات؟عندما سمع سليم هاتين الكلمتين، أغلق الهاتف على الفور دون تفكير. "حتى المحتالين أصبحوا بلا أدنى خجل، ينتحلون صفة دار الجنازات! كم يمكن أن يصل الانحطاط!"ابنته أميرة بخير تماما، ما علاقتها بدار الجنازات؟لم يمر وقت طويل حتى عاود الهاتف الرنين."مرحبا، هل أنت ولي أمر أميرة؟ نحن من دار الجنازات. نرجو أن تحضر بسرعة لإنهاء إجراءات شهادة الوفاة والحرق."لم يضف المتصل شيئا، وأغلق الخط قبل أن ينفجر سليم غضبا.كل كلمة في تلك المكالمة كانت كأنها إهانة جديدة تصفع صبر سليم في وجهه. لقد بلغ حده!"هذه ورد مجنونة فعلا!"، صرخ في نفسه، "من أجل أن تثير اهتمامي، لم تتردد حتى في الكذب بأن ابنتها ماتت! أي أم تفعل هذا!""سليم."جاءه صوت مألوف من خلفه، فاستدار ليجد جميلة أمامه.حتى وإن كانت عيناه لا تزالان محمرتين من الغضب، فإن رؤيتها خففت شيئا من ناره.ورغم ذلك، كانت جميلة قد لاحظت شدة غضبه، فتنهدت واقتربت منه قائلة بلطف: "هل ورد تزعجك مجددا؟ إن أردت، يمكنني التحدث معها بالنيابة عنك.""لا داعي."، قالها ببرود، "قبل قليل، دار الجنازات اتصلوا بي... قالوا إن أميرة ماتت، وإن علي الحضور لإجراءات الحر
Read more

الفصل 12

قالت جميلة وهي تتنهد، وتجذب كم سليم برفق، وعلى وجهها تعبير المظلومة الصابرة: "سليم، من الأفضل أن تذهب وتطمئن على الآنسة ورد، لا نريد أن يحصل شيء سيء بالفعل."كان أكثر ما يؤلم سليم هو رؤية جميلة متألمة، وعندما سمع هذه الكلمات، ازداد غضبه اشتعالا."إن ذهبت إليها، فسأكون قد وقعت في فخها. أود أن أرى، كيف ستمثل هذه المسرحية من دوني!"ثم أطلق سليم شهقة ساخرة، وفجأة احتضن جميلة بين ذراعيه."لو كانت مثلك عاقلة ومتفهمة، كم سيكون ذلك رائعا."رغم سماعها هذه الكلمات، لم تشعر جميلة بالسعادة الحقيقية، لكنها مع ذلك أسندت رأسها على صدر سليم.قالت جميلة بحذر وعيناها تلمعان بدموع خفيفة: "لا تغضب، في النهاية، الآنسة ورد تهتم كثيرا بلقب السيدة سليم، يجب أن تتفهم مشاعرها قليلا. لكن… أنتما قد تطلقتما، فإلى متى ستبقى تثير المشاكل؟"كلمة "الطلاق" طعنت قلب سليم بقسوة.تغيرت ملامحه فجأة، وسحب يده، ثم فك زرين من قميصه بصمت دون أن ينطق بكلمة.في العادة، كان جميلة ترى من سليم الوجه الحنون والمتجاوب دائما، أما الآن، فقد عبس أمامها للمرة الأولى.لم تستطع جميلة إلا أن تتساءل في داخلها: ما الذي أغضبه إلى هذا الحد؟ وما
Read more

الفصل 13

استيقظت في الصباح، وكان الوسادة مبللة بالدموع مرة أخرى، فتحت ورد عينيها المنتفختين من البكاء، ونهضت من السرير، ثم فتحت هاتفها المحمول.في الأيام الماضية، كانت ورد تغلق هاتفها طوال الوقت، لأنها كانت حزينة للغاية، ولا تريد أن تتعامل مع أي شيء في العالم الخارجي. وعندما شغلت الهاتف، جاء صوت إشعار الرسائل القصيرة، فإذا به من دار الجنازة، يطلبون منها إتمام الإجراءات.عندها تذكرت أن رماد أميرة قد دفن بالفعل، لكن لا تزال هناك العديد من الإجراءات والشهادات التي لم تستكمل."ربما يكون هذا أفضل، بعد إنهاء كل هذا، يمكنني أن أغادر هذا المكان أيضا.""أميرة، أشتاق إليك كثيرا حقا."كانت ورد تمسك القلادة التي على صدرها، ودموعها تنهمر مجددا.لقد حاولت مرارا بجهد، أن لا تكون حزينة بهذا الشكل، لأن أميرة كانت حتى في لحظاتها الأخيرة قلقة عليها، خائفة من أن لا تعيش بسعادة.لكن كل محاولاتها باءت بالفشل، لم تستطع أن لا تحزن، فكلما فكرت في ابنتها، في أميرة، لم تستطع منع نفسها من البكاء.طفلة صغيرة بريئة، تحولت إلى رماد بهذه البساطة… لم تستطع ورد أن تتقبل ذلك أبدا.ارتدت ملابس سوداء بالكامل، ودخلت دار الجنازة، وب
Read more

الفصل 14

أما البقية، لم تعد ورد تفكر بها، ولم تعد تحتاج إليها، لم تعد تهم على الإطلاق.بسبب كثرة البكاء، كانت عينا ورد تحترقان من الألم.عندما خرجت من دار الجنازة، سقطت أشعة الشمس بشكل مباشر على جسدها، وعندها فقط شعرت ورد وكأنها ما تزال على قيد الحياة.رفعت رأسها، ونظرت في اتجاه الشمس، وكلما نظرت أكثر، سالت الدموع من زوايا عينيها مجددا."أميرة، أشتاق إليك كثيرا.""أميرة… صغيرتي أميرة."كانت تعانق القلادة التي تحتوي على رماد أميرة بكلتا يديها، وجلست على الأرض وهي تبكي بصوت عال.رغم أنها حذرت نفسها مرارا وتكرارا، وأن أميرة كانت تتمنى لها أن تعيش بسعادة، إلا أنها لم تستطع الصمود، لم تكن بتلك القوة أبدا.بكت حتى فقدت قوتها، ثم وقفت بصعوبة من على الأرض، تمشي وكأنها جسد بلا روح، متجهة نحو البيت القديم لعائلتها.ذلك البيت كان الشيء الوحيد الذي تركه لها والداها قبل رحيلهما، شقة قديمة لا تتعدى الستين مترا، بل إنها لا تساوي حتى حجم حمام في منزل عائلة عباس، ومع ذلك، فهذا هو منزلها، منزلها الوحيد.وبعد عناء، وصلت ورد إلى هذا المكان الضيق، لكنها وجدت عند الباب زائرا غير مرغوب فيه، شخصا كانت ترفض رؤيته في هذ
Read more

الفصل 15

الآن، كانت ورد تشعر أن مجرد النظر إلى هذا الرجل يثير اشمئزازها، كل نظرة إليه هي إهانة لأميرة.وبينما كان الرجل صامتا، استغلت ورد الفرصة وفتحت باب المنزل ودخلت مباشرة، وللتعبير عن ضيقها، أغلقت الباب خلفها بعنف شديد!وفي اللحظة التي أغلقت فيها الباب واستدارت، رأت الصورة بالأبيض والأسود الموضوعة على الطاولة.في الصورة، كانت أميرة تبتسم بعينين منحنيتين، والفرح يشع من وجهها.كانت تلك الصورة قد التقطت لها في يوم الطفل، حيث شاركت في عرض بالروضة، وحصلت على مركز رائع، ففرحت كثيرا، وابتسامتها كانت مشرقة للغاية.حينها اختارت ورد هذه الصورة عمدا، أرادت أن تظل ابنتها دائما بهذه السعادة، بهذا الشكل المليء بالفرح."أميرة..."انزلقت ورد إلى الأرض مستندة إلى الباب، وأمسكت فمها بكلتا يديها، وانهمرت دموعها بصمت."ورد، لا يهمني ما هي الألاعيب التي تحاولين لعبها، أميرة ابنتي، ولا أسمح لك بإهانتها، ولا حتى بالدعاء عليها!""أما الحضانة، فأنصحك ألا تتمادي، أنت تعرفين جيدا ما هي قدرة الشؤون القانونية في مجموعة عائلة عباس."كان صوت سليم يأتي من خلف الباب، غاضبا وهو يضغط على أسنانه الخلفية.في السابق، كانت ورد س
Read more

الفصل 16

"ماذا قلت؟"تغيرت ملامح سليم إلى الكآبة، فهو لم ير أميرة منذ عدة أيام، وفي آخر مرة ذهب فيها إلى ورد، لم يجد أميرة أيضا.فكر بتلك المكالمة من دار الجنازة، وشعر بعدم راحة غامض، هو يعلم تماما أن هذه إحدى ألاعيب ورد، لكنه لم يستطع منع شعور التوتر."سليم، لا تقلق، الآنسة ورد كانت فقط غاضبة منك، لا أظن أنها ستؤذي أميرة.""أنا فقط لا أعلم… أين يمكن أن تكون قد وضعت أميرة؟ هل لديها أقارب آخرون؟"اقتربت جميلة بخطوة، وربتت على صدر سليم برفق، تهمس بكلمات مطمئنة.أقارب؟فكر سليم فورا بـحامد، وتذكر تذكرة الطائرة التي ألغيت!ذلك الرجل مقامر تافه، ومن أجل المال سيفعل أي شيء…وإذا كانت أميرة فعلا في يده، فذلك خطر حقيقي."سأذهب إلى المطار الآن."دفع سليم جميلة بعيدا عنه، واندفع بخطوات واسعة نحو الخارج.مهما كان، أميرة تحمل اسم عائلة عباس، إنها ابنته، ولن يسمح أبدا بأن يدنس دمه!نعم، هذا هو السبب.وفي اللحظة التي خرج فيها، كان سليم قد أقنع نفسه تماما: ما يهمه ليس الطفلة التي أنجبتها تلك المرأة، بل دمه، وكرامة عائلة عباس."آه… تؤلمني قدمي، سليم، لقد لويت كاحلي."جميلة اتكأت على الطاولة، تئن بصوت خافت.لكن
Read more

الفصل 17

"سليم، أنت... ماذا تفعل؟"ركضت جميلة نحوه بسرعة، وأمسكت سليم مانعة إياه من التقدم أكثر، ونظرت إليه بنظرة لوم واضحة."بغض النظر عن كل شيء، الآنسة ورد تبقى امرأة، كيف لك أن تتصرف هكذا؟"ثم التفتت، وانحنت محاولة مساعدة ورد على النهوض من الأرض.أميرة، قبل وفاتها، لم تكن تريد سوى أن يقضي والدها بعض الأيام معها، لكن هذه المرأة استمرت في احتكار سليم، بل وحتى في ليلة إقامة أميرة بالمستشفى، سحبته معها ليحتفلا بذكرى سنويتهما.كلما رأت ورد هذه المرأة، تذكرت حزن أميرة، وظلمها، وتذكرت تلك الليلة التي ماتت فيها، حين أطلقت ستين ألف دولار من الألعاب النارية… لأجل امرأة واحدة فقط!"لا تلمسيني!""قذرة!"دفعت ورد يدها بعيدا بكل ما بقي لديها من قوة، ونهضت من على الأرض.نظرت إلى جميلة بعين باردة، وكأنها تنظر إلى قمامة.في الماضي، لم تكن ورد تلوم جميلة على شيء، كانت تعتقد دوما أن اللوم يقع على سليم وحده، لكن الآن… لم تعد قادرة على كبح نفسها من كراهية جميلة أيضا.لو لم تكن تتعمد، فكيف لها أن تسرق سليم من جانب أميرة مرة بعد مرة!"آه!"سقطت جميلة على الأرض مستجيبة لقوة الدفع، تألمت، وامتلأت عيناها بالدموع على
Read more

الفصل 18

بغض النظر عن كل شيء، لن يسمح سليم أبدا لابنته أن تعيش مع امرأة مثل هذه!"أميرة ماتت!""ماتت… بينما كنت تتغزل مع هذه المرأة، بينما كنت تطلق الألعاب النارية في سماء المدينة من أجلها، ماتت أميرة، ابنتنا، ابنتك الحقيقية! ماتت لأنها لم تجد مالا لإجراء العملية! ماتت!"بدأت ورد تقاوم بشراسة، الدموع تنهمر من عينيها، كل كلمة كانت مليئة بالاتهام والانهيار، كانت يأس أم، غضب أم، وأيضا عجز أم لا تجد وسيلة أخرى.بكل قوتها دفعت سليم بعيدا، وانحنت لالتقاط الصورة من الأرض، لكن زجاجا حادا اخترق كفها، والدم سال بغزارة… لكن ورد لم تهتم.مسحت الدم عن يدها على ملابسها، ثم بحذر شديد، التقطت الصورة المجعدة، وبدأت تمسح عنها الأوساخ بعناية."أنت…"شعر سليم بانهيار في قلبه، وكأن شيئا عظيما داخله… انهار فجأة."الآنسة ورد، أعلم أنك تحبين سليم من كل قلبك، وأعلم أنك كنت تأملين دائما أن يحبك هو أيضا… لكن لا يصح أن تفعلي هذا، أنت أم، لا يجوز أن تلعني ابنتك بهذا الشكل، لو عرفت أميرة، ستشعر بالحزن."تقدمت جميلة بخطوات، تحدثها بنبرة موعظة، ثم جلست بجانب ورد، تتنهد وهي تنظر إليها."صحيح أن سليم يهتم بي أكثر هذه الأيام، لك
Read more

الفصل 19

كانت مقاومة ورد السابقة قد استنزفت كل طاقتها، ولذا، حتى وإن كان في قلبها ألف اعتراض، لم تعد قادرة على المقاومة، فاكتفت بأن تترك خالد يرفعها من على الأرض ويضعها داخل السيارة.لم تبدر منها أي مقاومة، لم تظهر أي رد فعل، كانت فقط تحتضن الصورة المجعدة بكل قوة، دون أن تتركها.كانت هذه أميرة… طفلتها المسكينة، في الوقت القليل الذي قضته في هذا العالم، لم تنل ذرة من حب والدها، ولا حتى حضنا واحدا… والآن، بعدما ماتت، ما زالوا يهينونها، فمن هو الذي لا يستحق أن يدعى إنسانا!المستشفى"سليم، أنا بخير حقا، مجرد خدش بسيط، ارجع إلى المنزل، أعتقد أن حالة الآنسة ورد النفسية غير مستقرة، وأنا قلقة على أميرة.""أخطاء الكبار لا يجب أن يدفع الأطفال ثمنها، أميرة ابنتك أيضا."تنهدت جميلة، وأخفضت نظرها، وفي وجهها لمحة مظلومة يصعب تفسيرها.كلما تذكرت أن لـ سليم طفلة من امرأة أخرى، كانت الكراهية تشتعل داخلها دون أن تستطيع السيطرة عليها!لماذا تلك الحقيرة المسماة ورد؟! بأي حق؟لكن أمام سليم، لم يكن لها إلا أن تظهر الحزن والتفهم، الضعف والتسامح، هكذا فقط تستطيع البقاء."سأستعيد الطفلة."قالها سليم بوجه خال من أي تعبير
Read more

الفصل 20

لكن الآن، بعدما أصبحت على هذا الحال، شعر سليم بألم خانق في صدره."الآنسة ورد، لا تقولي هذا، علاقتي بـ سليم ليست كما تتخيلين"، قالت جميلة وقد احمرت عيناها، واختبأت لا إراديا خلف سليم: "نحن... نحن لسنا قذرين"."أنا وجميلة كنا نحب بعضنا من البداية، وأنت من استخدمت كل حيلة لتنجي بطفل لربطي بي، أما الآن فأنت لا تعرفين كيف تكونين زوجة ولا حتى كيف تكونين أما"."أين أميرة؟ أعطيني الطفلة، لا تجعليني أغضب".كان سليم يقف بوجه جامد، يغطي بجسده معظم مساحة جميلة وكأنه يخشى أن تصاب بأذى.وهذا التصرف التلقائي لا يمكن تزويره، فالردود التياعية دائما ما تفضح الحقيقة، ولهذا أدركت ورد أنه حقا يحبها، وأدركت أيضا أنه لا يحبها هي.ولأنه لا يحبها، أصبحت أميرة بدورها ضحية بريئة في هذه القصة."هي ماتت".أجفلت ورد عينيها وقالت الحقيقة مجددا بهدوء.أميرة ماتت، لن تعود أبدا، لن تعود أبدا."سليم، أميرة ماتت، ونحن مطلقان، ومن الآن فصاعدا، لا صلة بيننا".وقفت ورد من على الأريكة، جرح ركبتها كان حادا، لكن ألمه لم يصل لمقدار ما في صدرها.أميرة ماتت، وهذا الرجل الذي أحبته لسنوات، لم تعد تريده بعد الآن.الآن، كل ما تتمناه
Read more
PREV
123456
...
10
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status