وقفتُ مباشرة، بينما ظلّ وائل جالسًا.هذا في الأصل لا مشكلة فيه؛ فقد ساعدني وهو أكبر منّي سنًا، ولا ضرورة لقيامه.لكنّه قال لي بنبرة المُعلِّم: "يا سهيل، حين ترفع نخبًا لأحدٍ املأ الكأس تمامًا؛ كأسك غيرُ ممتلئٍ وهذا غير لائق."ازددتُ كرهًا له في الحال.ابتسمت هناء تُفسِّر: "سهيل ما زال جديدًا في المجتمع ولا خبرة له؛ يحتاج إلى توجيهك."وقالت وهي تتكلّم، فملأت لي الكأس.قلتُ لوائل على مضض: "كان الخطأ منّي قبل قليل. أعتذر."قال: "لا مسألة صواب ولا خطأ؛ إنّما أُنبّهك فحسب. اجلس."أنهيتُ كأس الشراب صامتًا.قال وائل: "أخوك وهناء طلبا منّي أن أرتّب لك العمل أولًا، وقد وفيتُ بوعدي. متى تُنجزون ما وعدتموني به؟"قالت هناء: "تقدّم سهيل كثيرًا؛ على الأغلب سينتهي قريبًا."قال: "ليتكم تُسرعون؛ قد لا أستطيع الانتظار أكثر."لم يكن وائل باردًا معي فقط، بل مع هناء أيضًا.ومنطقيًّا، ما دام صديقًا لأخي، أفلا يُظهر احترامًا لزوجة أخي هناء؟ولماذا كنتُ أراه يزلق بنظره إلى صدر هناء بين حينٍ وآخر؟لحسن الحظ لم يطل مكوث وائل؛ تلقّى مكالمةً في الوسط وغادر.وأخيرًا لم أعُد مضطرًّا للتصنّع.قلتُ لـهناء بلا مواربة:
Baca selengkapnya