All Chapters of عزوبيتي أشعلت نادي الثريّات: Chapter 21 - Chapter 30

70 Chapters

الفصل21  

"لهذا السبب خطرت لي الفكرة، وليس بلا دليل. إن كان سهيل، ابن يارا قد استطاع إدخال رنا إلى المقرّ، فأختي يارا لا شكّ أقدر منه؛ فإيصال فارس إلى مقرّ مجموعة إي-بي-إس أسهل بكثير. وفوق ذلك، لم تُبدِ يارا أي دهشة حين سمعت بانتقالي إلى المقرّ، بل بدت كأنها كانت تعرف مسبقًا. هذا كلّه عزّز ظنّي." قال فارس: "أختي يارا، أسألكِ أمرًا!" قالت: "اسأل." قال: "هل توسّطتِ…" وقبل أن يُتمّ كلامه، دقّ جرس الباب. قالت: "لحظة!" نهضت يارا وفتحت الإنترفون المرئي، ثم تنهدت متضايقة: "سهيل جاء!" سأل فارس: "أأتنحّى؟" قالت: "ليس بيننا ما يُستحى منه، لِمَ تتنحّى؟ اجلس هنا." وضعت يدها برفق على كتفه حتى يجلس على الأريكة، وربّتت كتفه مطمئنة، ثم مضت لتفتح الباب واثقة. قال سهيل وهو يدخل حاملًا أكياسًا: "أمي! عرفتُ أنكِ انتقلتِ إلى هنا!" وكانت رنا خلفه. وفي اللحظة التالية، تجمّد كلاهما. كان فارس جالسًا على الأريكة كأنه ربُّ هذا البيت، فيما بدا سهيل ورنا كزائرين. قال سهيل محتدًّا: "ماذا تفعل هنا؟" ومنذ آخر مرة رآه في بيت أمّه، طفَت إلى صدره الإهانة والغضب. وبدا على رنا الذهول. كانت قد سمعت من سهيل أنّ أم
Read more

الفصل22

"أنا أقول هذا لمصلحتك!" قالت يارا. "النساء أعرف بالنساء. إن لم تُعجب حبيبة من طراز فارس، فاعلمي أن وجودها معك ليس لأجلك أنت." قال سهيل: "لا يهمّني هذا. على أي حال، فارس مجرد محتال، ولا يعرف العلاج أصلًا!" تجاهل موضوع رنا مؤقتًا خوفًا من أن تجرّه أمّه إلى زاويةٍ لا يريدها. قالت رنا: "خالة، قضينا أربع سنوات في الجامعة معًا، وفارس لا يعرف الطب." قال فارس وهو يزمّ شفتيه: "ذلك لأنكِ لم تفهميني حقًا!" قهقهت رنا بسخرية: "فارس، أعرف شغفك بأن تبرز. لكن أن تفعلها بالخداع، فهذا بلا حياء!" قال سهيل: "أمي، سمعتِ؟ حبيبته لسنوات تشهد الآن. ومع ذلك تصدّقينه؟" ثم انفجر غضبًا: "يا فارس، أيها المحتال، اخرج من هنا حالًا!" واندفع يضربه بقبضته إلى وجهه. في المرة الماضية في الشقة المستأجَرة ضرب سهيل فارس بمقعدٍ حتى سال دمه، وكانت غلبةً كاملة. فظن الآن أنه سيطحنه ثانية. لم تتوقع يارا أن يمد سهيل يده حقًا. حاولت منعه، ولكن الوقت فات. وصلت القبضة إلى وجه فارس، لكن فارس بدا ثابتًا هذه المرة. انحنى كالقطّ ليتفادى الضربة، وجمع السبابة والوسطى، ووخز بهما أسفل بطن سهيل. "آه!" صرخ سهيل من الألم وتراجع،
Read more

الفصل23 

"أخذت يارا نفسًا عميقًا، وضبطت مزاجها، وسكبت لك ولها كأسين من الشراب." قالت مبتسمة: "لا بد أنك جائع. ابدأ بلقمة." نهضت تلتقط له بعض الطعام. قال فارس: "اتركيه لي." قالت: "لا تتكلف معي." انحنت تلتقط الطعام، وتدلّت قلادة اللؤلؤ من أسفل الترقوة حتى حافة الطاولة تهتز أمام عينيه. وفي اللحظة التالية وضعت في طبقه قطعةً من كبد الإوز المحمّر. قالت: "جرّب معه صلصةً مزجتُها بنبيذ بورت." سكبت قليلًا من الصلصة على السطح. قال فارس: "يا له من اهتمام." التقط قطعة الكبد وتذوّق بحذر، ثم رفع إبهامه: "لذيذ." قالت: "استدعيتُ طاهيًا بخمس نجوم. طبيعي أن يكون لذيذًا." وارتشفت من النبيذ، وبقي أثرٌ خفيف لشفتها على حافة الكأس. قالت: "شريحة اللحم مع الكمأة السوداء هي الأطيب." بدأت تقطع له قطعة. خَطّ طرف السكين على الصحن الخزفي همسةً رفيعة، فقطعت لقمةً صغيرة، غمستها بالملح وقدّمتها له بالشوكة: "تفضّل، ذُق." قال فارس: "أفعلها بنفسي." قالت: "لا تتكلم… كُل." وأدخلت الشوكة إلى فمه. ابتلعها فارس في لقمة واحدة وكاد يبتلع الشوكة معها. قال: "طرية." أسندت يارا خدّيها إلى كفّيها وحدّقت به؛ فكلمة "لذيذ" م
Read more

الفصل24

قال فارس: "في ذلك الوقت تلقيتُ سرًّا مهمةً من جهةٍ عليا، يطلبون مني أن… أحسّن علاقتي بكِ." قالت يارا وقد ازداد حَيرها قليلًا: "لكن علاقتك بي يومها كانت طيبة." قال فارس: "ليست علاقة عميلةٍ ومندوب… بل علاقة حميمية." ابتسمت يارا: "كلامك يثير اهتمامي… تابع." قال فارس وهو يشهق بخجل: "ثم… أن أمارس الحب معكِ، وأن يُصوَّر كلّ ما يحدث سرًا." انعقد حاجبا يارا: "إذًا رفضت، فدفعوك إلى الاستقالة… أليس كذلك؟" قال: "نعم." قالت: "أفلا أوافق ذائقتك؟" قال فارس على عجل: "ليس هذا… أنتِ عميلتي، ولكِ أسرة، وما كنتُ لأؤذيكِ. ثم إنني أعرف قدري… كيف ستنظرين إليّ أصلًا؟" عدلت يارا عن هذا الخيط وسألت: "من الذين كلّفوك؟ من سلّمك المهمة؟" قال: "زوجك… حازم." قالت بهدوء الواثق: "خمّنتُ ذلك." سأل فارس وقد أطلق لسانه قليلًا بعد رشفة: "لا أفهم… لِمَ يفعل حازم هذا؟" ابتسمت يارا ابتسامةً قصيرة وقالت: "لم تكن بيني وبينه عاطفة قط. تزوّجنا منذ سنين وعشنا متباعدين. تأخّر الطلاق لأن تقسيم ما بعد الزواج معقّد. حازم جشِع، يريد كلّ شيء، وأنا لا أقبل. لذلك دبّر من يُغويني ويُسجّل لي مقطعًا فاضحًا، ليصنع إثباتًا على خي
Read more

الفصل25

كانت الإضاءة رخيمة كسديم لطيف، وارتسمت على وجه يارا ابتسامة دافئة وفيها لمحة دلال. قالت: "أتريد حقًا أن تنام معي؟" كاد فارس، بفعل دفء الشراب، أن يقول نعم... لكنه تمالك نفسه. يارا امرأة ذات زوج، وإن خلا قلبها من العاطفة لزوجها، فالدخول معها إلى الفراش يخرّب أسرة قائمة، وهذا ما لا يفعله. ثم إن حازم يتربّص بخيانتها أصلًا، ومن العبث أن تقع يارا في الفخ. فهم فارس أنّ سؤالها اختبار لنيّته. وإن قال لا فسيُغالط نفسه، فالجمال أمامه آسر. مع أنها شابّة متزوّجة، فإن قوامها وملامحها لا تقلّ عن فتاةٍ عزباء، ولم تُنجب أصلًا؛ فابنها سهيل جاء عبر طريق التلقيح الصناعي وبأمٍّ بديلة. جمالٌ أنيق يميل إلى طبقة البورجوازية الصغيرة… من ذا لا يودّ تجربته؟ تردّد لحظة ثم آثر تحويل الحديث. قال: "يا يارا، أخبريني خطتك وسأساندك بكل ما أستطيع." قالت: "اليوم نؤجل هذه الأمور. الليلة نحتفل ببيتنا الجديد... هيا، لنشرب." "حسنًا." تبادل الاثنان الكؤوس والحديث حتى ساعة متأخرة. وكان واضحًا أنّ يارا ذات قدرة على الشرب، ولولا حيل فارس الصغيرة لما استطاع مجاراتها. ثم نهضت لتؤدي رقصة، وما لبثت أن ترنّحت وسقطت في حضنه. قال
Read more

الفصل26

"اقترب فارس يتفحّص وقال: "لا شيء يا يارا... المكان جاف." قالت: "وهذه المرة؟" وأدارت مرشّ الدوش. اندفعت مياه دافئة كالمطر الغزير لتبللهما معًا تحتها. قال فارس: "يا يارا... ما الذي تفعلينه؟" قالت وهي تضحك: "أستحم... هاها." قال: "يا لكِ من لعوب!" قالت: "المرأة إن لم تكن مشاغبة لم يُحِبّها الرجل... هاها!" أسندت ظهرها إلى الجدار وجلست تحت الرذاذ، رفعت وجهها وتركت الماء يغمرها. بدت في تلك اللحظة كزهرة خرجت لتوّها من الماء. كان ثوبها الرقيق قد ابتلّ والتصق بجسدها، فأبرز قوامها على نحوٍ فاتن. اشتعل الدم في عروق فارس، وبرغم الماء ظلّ يشعر بجفاف فمه. التفتت إليه وهي ثملة بحمرةٍ على وجنتيها وفي عينيها ألفُ دلالة. قال مذهولًا: "لماذا تنظرين إليّ هكذا؟" واندفعت نحوه تعانقه، واختطفت شفتيه قبلة. بعد حين خرج فارس مبلّلًا من الحمّام. وجاءه صوت يارا من الداخل: "آسفة يا فارس... تفهّم موقفي... لا أستطيع أن..." قال متنهّدًا: "أعرف... لك أسرة... وأنا اندفعتُ." قالت: "أنا من أوقدت نارك... ولم أطفئها." قال: "أكملي حمّامك." غادر دون مزيد. في الصباح استيقظ فارس كأن ما جرى حلم. ولمّا وجد يار
Read more

الفصل27

كان الرجل في أواخر العشرينات، يرتدي قميصًا أبيض ضيّق القصّة وسروالًا رماديًا داكنًا، ونظّارة بإطارٍ أسود تمنحه مظهرًا مهذّبًا. غير أنّ العينين الضيّقتين خلف العدستين حملتا قسوةً كامنة؛ ونظرةٌ واحدةٌ منه تورث نفورًا لا يُخفى.قال مبتسمًا: "لبنى، يا لها من مصادفة. أيمكنني الجلوس هنا؟" ثم جلس من غير انتظارٍ للإذن إلى جوارها. لمعت في عيني لبنى لمحةُ امتعاض، وتجاهلته. التفتت إلى فارس وابتسمت: "شبعت. نلتقي مساءً." قال فارس: "نلتقي مساءً." وأدار ظهره للرجل وأكمل إفطاره. قال الغريب: "أأنت فارس؟ كيف تعرّفت إلى لبنى؟ وعلى الهامش: ما لقاؤكما هذا المساء؟" قطّب فارس حاجبيه. هذا الرجل لا يعرف الحدود. قال بهدوء: "عذرًا. هذا شأنٌ بيننا ولا يَحسُن أن أحدثك عنه." تمتم ساخراً: "غير مستغربٍ هذه الثقة… ما دام خلفك من يسندك." رفع فارس نظره: "أيُّ سند؟ ماذا تقصد؟" أخرج الرجل بطاقة العمل وثبّتها على صدره الأيسر: "قسم التسويق، ممثّل مبيعات، سامي." تفاجأ فارس أنّه من القسم نفسه؛ لم يره بالأمس، وممثّلو المبيعات كثيرًا ما يكونون خارج المكتب لزيارة العملاء. ولأنه زميلٌ في الدائرة، لانَت نبرته قليلًا: "ق
Read more

الفصل28

كانت سجى تملك وجهًا ملائكيًا وقوامًا فاتنًا، والأندر أنها جمعت بين فتنة الصبا ونضج الأنوثة في آنٍ معًا، وفوق ذلك كلّه هالةُ سيطرةٍ تمسك بالخيوط بلا ارتباك. امرأة من طرازٍ نادر… تكاد تقترب من الكمال.وقفت تحمل قلم ليزري، وفتحت عرض الشرائح وقالت ببرود: "أرقام المبيعات في الربع الثاني متدنية جدًا. لا أدري ماذا كنتم تفعلون طوال الأشهر الثلاثة." شدّت شفتيها خطًا مستقيمًا، وأخذت تمشي أمام الصفوف، وكان نقر كعبيها على الأرض يرنّ في آذانهم كناقوس خطر مهني. طأطأ جميع مندوبي المبيعات رؤوسهم، لا يتجرأ أحدٌ على النظر في عينيها. قالت سجى: "يبدو أنّ علينا إعادة تشغيل سلاح قسم التسويق." ثم نقرت على الشريحة التالية: "نظام الاستبعاد للمتذيلين." "آه" ساد الوجوهَ ذعرٌ واضح. هذا النظام يعني ببساطة أنّ الأقل إنجازًا يُستبعد من الدائرة. قالت: "لزرع إحساس الخطر سنفعّل النظام. خلال شهرٍ من الآن سيُستبعد إجباريًا من يحقق أدنى إضافةٍ في المبيعات. فليستعد الجميع!" "فارس" نادته فجأة، فارتجف قليلًا. قال: "أنا هنا يا مديرة." قالت: "صحيح أنك جديد في الدائرة… لكن التوقيت لا يحابي أحدًا. يشملك النظام." انته
Read more

الفصل29

تفاجأت سجى بجرأة الموظف الجديد. هذه اليد لا يلمسها الرجال عادةً إلا في مصافحة العمل، لكن ضعفها الآن ألزمها السكوت، فتركت فارس يمسك كفّها ويدلّك الوهدة بين الإبهام والسبابة برفق.في لحظة شعرت بحرارةٍ لاذعة في الموضع. قالت: "آه." ثم كتمت أنينها واستعادت صرامتها. دلّك فارس نحو دقيقتين أو ثلاثًا، ثم انحنى قليلًا وتوقّف بصره عند ساقيها. قالت ببرود وهي تحدّق فيه: "ماذا تفعل؟" ابتسم: "ألا تلاحظين أنّ صوتك أقوى مما كان قبل قليل؟" كانت متوترة فلم تنتبه، وحين نبّهها أدركت أنّ الألم خفّ بعض الشيء. قال: "هذا يعني أنّ طريقتي نافعة. نُكمل النقطة الثانية. هذه تُسمّى ملتقى الينّ الثلاثة، وتكون عند محيط الكاحل." انحنى وأخذ كاحلها برفق. كان ناصعًا ناعمَ الجلد، وعلى الجهة الخارجية للكاحل الأيمن وشمُ وردةٍ حمراء يضفي مسحة دلال. لم يتوقع فارس هذا الجانب من سجى. ثم حدّد الموضع وبدأ التدليك. عندها جاء طَرقٌ على الباب. قال الصوت: "مديرتي سجى." كان سامي. سألت: "ما الأمر؟" قال: "موضوع الصباح بخصوصي وبخصوص فارس." اشتدّ ضغط فارس قليلًا فسرت موجةُ ألمٍ لاذعة في كاحلها، فغطّت فمها بكفّها وكتمت الصرخة.
Read more

الفصل30

قالت سجى على مضض وفي صوتها حرج: "تعال."قال فارس: "حاضر." قالت: "دلّني على موضعي النقطتين." قطّب فارس جبهته جادًّا، ثم لمس بأنملة إصبعه موضعين على أسفل بطنها وقال: "هنا… وهنا." احمرّ وجه سجى كالشفق. قالت مسرعة: "حسنًا، فهمت." ثم اعتدلت في جلستها وغيّرت الحديث: "ما الذي جاء بك إلى مكتبي؟" قال فارس: "أردت أن أقول إن آلية الإقصاء غير عادلة بالنسبة لي. لقد التحقت للتوّ، وما زلت لا أعرف الكثير." قالت: "سيكون هناك من يرافقك، وستتعلّم بسرعة." ثم رفعت الهاتف واتصلت بسامي: "تعال إلى مكتبي الآن." بعد قليل دخل سامي. قالت سجى: "تعرّف إلى سامي. بطلُ المبيعات عندنا." قال سامي مبتسمًا ومدّ يده بانحناءة خفيفة: "تشرفنا يا فارس." كان فارس يودّ لو صفعه. ما هذا التمثيل. قالت سجى: "لدينا تقليدٌ في خطّ المبيعات اسمه ‘القديم مع الجديد’. كلّ ممثّلٍ جديد يرافقه بائعٌ مخضرم خطوةً بخطوة، ويصطحبه إلى لقاءات العملاء. الطريقة فعّالة في صقل المبيعات. صباح اليوم جاءني سامي وطلب بنفسه أن يتولّى تدريبك، لأنّه يرى فيك قابلية." ثم حدّقت في فارس: "وبوجود بطل المبيعات أستاذًا لك… أما زلت بلا ثقة؟" ضيّق فارس عيني
Read more
PREV
1234567
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status