كانت لذلك لا تزال تتعامل مع فارس ببعض الترفّع.كمدرّب قيادة يبقى دائمًا متعاليًا على المتدرّب. وأيضًا، فارس الوافد الجديد الذي خطف الأضواء سريعًا، لم تكن سجى ترتاح إليه، ومرافقة زينة له اليوم إلى لقاء عميل كان بترتيبٍ منها فلم تستطع رفضه. ومع ذلك أقسمت زينة في سرّها: إن أمكن إفساد الصفقة فلن تدعها تُبرَم. شدّت زينة تنورتها البيضاء الطويلة، ورفعت مظلّة شمسية، وبدت غير راغبة. سار الاثنان نحو موقف السيارات. عند سيارة كاديلاك بيضاء، ضغط فارس مفتاح التشغيل وقال: "زينة، تفضّلي اركبي." قالت متفاجئة: "أهذه سيارتك؟" فمثل فارس، وهو خرّيج حديث، غالبًا لا يقدر على شراء سيارة، وإن ساعدته عائلته فبسيارة متواضعة. وحتى أبناء الطبقة المتوسطة في مدينة الرونق يكتفون عادة بسيارة بين عشرين وثلاثين ألف دولار. لكن سيارة فارس تقترب قيمتها من نحو خمسين ألف دولار، وتبدو جديدة لا مستعملة. قالت وقد لان موقفها: "لم أتوقّع أنك ميسور هكذا." ابتسم فارس في نفسه: حقًا السيارة واجهة الرجل. وما إن همّ بالكلام حتى لمح ظلًّا يقترب مسرعًا. إنها رنا، صديقته السابقة. نادته بلهفة: "فارس!" قال: "ليس مناسبًا الآن،
Read more