All Chapters of عزوبيتي أشعلت نادي الثريّات: Chapter 51 - Chapter 60

70 Chapters

الفصل51

كانت لذلك لا تزال تتعامل مع فارس ببعض الترفّع.كمدرّب قيادة يبقى دائمًا متعاليًا على المتدرّب. وأيضًا، فارس الوافد الجديد الذي خطف الأضواء سريعًا، لم تكن سجى ترتاح إليه، ومرافقة زينة له اليوم إلى لقاء عميل كان بترتيبٍ منها فلم تستطع رفضه. ومع ذلك أقسمت زينة في سرّها: إن أمكن إفساد الصفقة فلن تدعها تُبرَم. شدّت زينة تنورتها البيضاء الطويلة، ورفعت مظلّة شمسية، وبدت غير راغبة. سار الاثنان نحو موقف السيارات. عند سيارة كاديلاك بيضاء، ضغط فارس مفتاح التشغيل وقال: "زينة، تفضّلي اركبي." قالت متفاجئة: "أهذه سيارتك؟" فمثل فارس، وهو خرّيج حديث، غالبًا لا يقدر على شراء سيارة، وإن ساعدته عائلته فبسيارة متواضعة. وحتى أبناء الطبقة المتوسطة في مدينة الرونق يكتفون عادة بسيارة بين عشرين وثلاثين ألف دولار. لكن سيارة فارس تقترب قيمتها من نحو خمسين ألف دولار، وتبدو جديدة لا مستعملة. قالت وقد لان موقفها: "لم أتوقّع أنك ميسور هكذا." ابتسم فارس في نفسه: حقًا السيارة واجهة الرجل. وما إن همّ بالكلام حتى لمح ظلًّا يقترب مسرعًا. إنها رنا، صديقته السابقة. نادته بلهفة: "فارس!" قال: "ليس مناسبًا الآن،
Read more

الفصل52

كان فارس في تلك اللحظة عاجزًا عن الكلام... متى أصبحت هذه المرأة بهذا القدر من الوقاحة؟"أريد أن أهديك كلمة واحدة!" قال فارس: "اغربي!" ثم صعد السيارة برشاقة من غير أن يلقي على رنا ولو نظرة، وضغط على دواسة الوقود وانطلق. لم يشأ أن يضيّع ثانية أخرى في الكلام معها. "يا فارس، يبدو أنك محبوب عند الفتيات!" قالت زينة نوار: "تلك الفتاة من قسم الشؤون الإدارية، أظن؟ وقد جاء حبيبها إلى شركتنا من قبل!" لم يرغب فارس في الخوض بهذا الموضوع فقال: "زينة، اليوم سنزور ذلك العميل... اتركيني أتولى الحديث، وإن أخطأت في شيء أو بدَت عليّ قلّة خبرة فسدّي الثغرة لو تكرّمتِ." "حاضر!" قالت زينة: "هو عميلك أصلًا، ومن الطبيعي أن تكون المتحدّث الرئيسي." وصل الاثنان سريعًا إلى جهة العميل، واسمها مستشفى الرونق الأهلي. وكما قالت لورا سمارة، فهي فعلًا مستشفى صغيرة؛ مساحتها نحو ألف متر مربع، ولا تضمّ سوى أربعة طوابق. وبحسب الموعد المسبق صعد فارس إلى مكتب مدير المستشفى في الطابق العلوي. وفي الطريق سمع صرخات كثيرة، ورأى من يدفعون نقالات يدخلون ويخرجون بالمصابين كأن حادث سير قد وقع... الدماء غزيرة. ما لبثا أن دخلا
Read more

الفصل53

في الظروف الطبيعية، ما إن يبلغ حجم مشتريات وسيم قانع ضعفي إلى ثلاثة أضعاف حجمه الحالي، حتى يمكن التوريد له بانتظام، وإذا وصل إلى خمسة أضعاف فيمكن منحه خصمًا بنسبة تتراوح بين 20% و30%.لكن زينة نوار فتحت فم الأسد عمدًا، فلم تترك للطرف الآخر منفذًا. قطّب وسيم قانع جبينه وقال: "هيبة مجموعة إي-بي-إس الدوائية عالية جدًا! ألسنا نحن العملاء الصغار عملاء عندكم؟" ولمّا بدا أنه غضب قليلًا، لم تُعره زينة اهتمامًا، ورفعت حاجبها صامتة. كانت بهذا ترمي بالمأزق إلى فارس الدالي، لترى كيف سيُغلق الموقف. سارع فارس قائلًا: "يا دكتور وسيم، ليس الأمر كذلك. نحن نعامل جميع العملاء على قدم المساواة، لكن أصحاب الحجم الأكبر يستفيدون فعلًا من خصومات أدنى، وهذا أمرٌ تجاري مألوف." قالت زينة: "لذلك فطلب الدكتور وسيم لا نستطيع تلبيته مؤقتًا!" اشتدّ تقطيب وسيم، وكاد طبعه يثور. وفي هذه اللحظة سُمع طرق على الباب من الخارج: "يا دكتور وسيم، على النقالة رقم 13 مصابٌ طُعن في شريان الساق، ربطناه برباط ضاغط لكن النزف لا يتوقف، تعال بسرعة!" "حسنًا!" ارتدى وسيم بسرعة المعطف الأبيض واندفع إلى الخارج. قال فارس فجأة: "إذ
Read more

الفصل54

استُدعي فارس الدالي على عجل إلى غرفة العمليات، فعقّم سريعًا وارتدى زيّ الجراحة.ثم اقتيد إلى طاولة العمليات. "يا أستاذ فارس، موضع الطعنة بالغ الحساسية والدم لا يتوقف إطلاقًا. إن لم ينفع شيء فلنجرّب طريقتك!" قال وسيم قانع. "يمكن طبعًا!" قال فارس الدالي، "سأعطي التعليمات وأنتم تُنفّذون!" كان أسلاف فارس قد أوصوه بألا يزاول الطب؛ وما فعله سابقًا مع يارا ولبنى قمر لم يجاوز نصائح دوائية وإرشادًا لفك انسداد المسارات، بلا أجر ولا تحمّل لمسؤولية، إقناعًا لنفسه بأنه لا يطبّب أحدًا. لكن الآن، وبما أنه أمام طاولة العمليات، فإن باشر بيده فذلك مزاولة للطب حقًا. لذا اكتفى فارس بالإرشاد وترك التنفيذ لهم. وكان ذلك في نظر وسيم قانع تفاديًا لتحمّل المسؤولية. فالمكان مستشفاهم؛ ولو باشر فارس بنفسه ووقع خلل لتحمّلوا التبعات، لذا لزم أن ينفّذوا هم. غير أنه لا حلّ راهنًا سوى ذلك. "حسنًا، أرشدنا ونحن نتعاون معك!" قال وسيم قانع. وبحسب إرشادات الحرشف الذهبي بيّن فارس لوسيم مسارات الطاقة والنقاط اللازمة، وحدّد مواضع الشدّ بالرباط وكيفيات الضغط والتحفيز. وبعد ثلاث دقائق فقط توقّف النزف على نحوٍ أشبه بال
Read more

الفصل55

رفع وسيم حاجبيه مبتسمًا: "زميلتك عصبية المزاج، أليس كذلك؟"قال فارس: "أنا موظف جديد في القسم، والجميع يتطاول علي كما يشاؤون!" قال وسيم قانع: "إن احتجتَ يا أستاذ فارس، عندي رجال يمكنهم أن يجعلوا هؤلاء يحترمونك أشدّ الاحترام!" قال فارس: "لا، لا داعي!" كان يعرف جيدًا من يقصد وسيم بهؤلاء الرجال. قال فارس: "دكتور وسيم، عقد التعاون أحضرته اليوم. أستطيع توقيعه الآن!" ثم أخرج نسختين من العقد: "وبعد أن أستكمل الإجراءات في المقرّ الرئيسي يدخل حيّز النفاذ، ونباشر التعاون." قال وسيم بإعجاب: "تُنجز أمورك بحزم وسرعة يا أستاذ فارس؛ أعجبتني حقًا!" فقد خَبِر عالم الشارع والطب معًا، ورأى كثيرًا من المواقف الكبيرة والشباب الأكفاء. وشبابٌ كفارس، جريءٌ كفءٌ لا يماطل، يُعدّون فرصًا ذهبية، وسيبرزون لا محالة. راودته فكرة استمالة فارس للعمل معه، لكنه خشي أن يرفض، فكتم الأمر مؤجّلًا الحديث إلى فرصة لاحقة. خرج فارس من المستشفى واتصل بزينة نوار؛ لم تُجب وكانت قد غادرت بسيارة أجرة. أدرك فارس أنها على الأرجح عادت لتشتكيه لدى سُجى البكري. لأنها ستزعم أنه فاوض بلا ضوابط وخرق قواعد قسم المبيعات وأحرجها، ولن
Read more

الفصل56

في مساء اليوم التالي، عند فندق السموّ الدولي. لبّى فارس دعوة لبنى وشارك في لقاء زملاء الدفعة. كان الحضور تسعة أشخاص في المجموع، وكلّهم من دائرة لبنى القريبة؛ ست فتيات وفتَيان. والفتَيان متباينان تمامًا في الأسلوب؛ أحدهما يُدعى بينهنّ فراس دبّاس، طالب رياضة يقارب طوله المترَ وتسعين، قوي البنية لكن ملامحه غير جذابة، وربما ترى الفتيات في مرافَقته شعورًا بالأمان. أمّا الآخر فقصير القامة بنحو مترٍ وستين، نحيل الجسد، بشرته بيضاء ناعمة، وشعره مجعّد بموجات. ولولا أن لبنى أوضحت لظنّ فارس أنه فتاة. اسمه هاني شوقي، وتعامله لبنى وصديقاتها كأنه إحدى الأخوات. أمّا الفتيات الست الأخريات، عدا لبنى، فثلاثٌ منهنّ جميلات القوام والملامح، واثنتان في دور المُكمّلات. ومع ذلك كنّ جميعًا يرتدين ملابس خفيفة، وسيقانٌ بيضاء لامعة تعكس أضواء الثريا وتخطف الأبصار. وفوق ذلك كانت بينهم شابة ممتلئة قليلًا على الطراز الغربي ترتدي فتحة صدر منخفضة، جلست قبالة فارس، وكلّما انحنت لالتقاط الطعام تمكّن من التمتّع بالمشهد. كان الجميع ودودين، ما عدا فراس دبّاس الذي لم يبدُ معجبًا بفارس. وكان يطلق التعليقات الساخرة
Read more

الفصل57

أمضى الأربعة وقتهم في النادي الخاص يشربون ويمرحون، وكانت فتاتان تتمايلان بدلال، بينما كان سهيل وسامي يتبادلان الحديث بين حين وآخر.قال سهيل: "ذلك الوغد فارس الدالي، سأقضي عليه عاجلًا أم آجلًا!" قال سامي لهبان: "فارس الآن نجم قسم التسويق عندنا، والأقسام الأخرى كلها سمعت أنه عقد صفقة حجمها يراوح بين 100 و190 مليون دولار، اللعنة، وذلك العميل أنا من عرّفته بهم! أخي سهيل، إن لم نحطّم ذلك الصعلوك فلن تهدأ نفسي." وقد جمعتهما عداوة مشتركة، لهذا جلسا معًا. وكان سبب صلة سهيل بسامي أنّ صديقة سهيل الجديدة هي زينة نوار من قسم التسويق. يدير سهيل شركة موارد بشرية، وبما أنّ والده حازم مدير عام الموارد البشرية في مجموعة إي-بي-إس، فقد أطلق مشروعًا يمدّ فيه المجموعة بالكوادر. وبكلام أوضح كان يعتمد على حازم في تمرير التوظيف سرًّا، فيُدخل أشخاصًا إلى مقر إي-بي-إس مقابل مبالغ مرتفعة. ومن ثم تعرّف سهيل إلى كثير من العاملين داخل المجموعة، وصار معروفًا بلقب "سمسار إي-بي-إس"، لكن ما دام حازم يغطّيه فلم يجرؤ أحد على الخوض في الأمر. ولذلك كان سهيل مشهورًا داخل إي-بي-إس، وأمس حين رأت زينة رنا لطفي تأتي لتقا
Read more

الفصل58

سهيل واجه فارس من قبل ويعرف مدى قوّته.ولضمان ألا يترك مجالًا للخطأ هذه المرة، كان لا بدّ أن يستدعي كل رفاقه للمساعدة.بعد خمسة اتصالات متتالية، رفع سهيل كأسه بثقة وقال: "انتظروا ساعة واحدة، حتى يصل إخوتي، وسأجعل فارس لا يجد أين يولي وجهه!""أنت لها يا سهيل!"...في الغرفة المجاورة الخاصة بفارس.فتحوا زجاجات الشراب، وشرعوا يشربون ويمرحون ببهجة.روابط زملاء الجامعة هي الأنقى؛ فعلى الرغم من تخرجهم منذ أكثر من عام، فإن اجتماعهم أعادهم إلى أجواء تلك الأيام.جلس فارس إلى جوار لبنى قمر يصغي لغنائها؛ ولم تخِب سمعتها كنجمة جامعة الرونق، فصوتها عذب كزقزقة البلبل، شجيّ يبعث على الطرب.وبينما كان مستغرقًا في السماع، رنّ هاتفه فجأة.تبيّن أنه اتصال من وسيم قانع.وقد قاربت الساعة العاشرة ليلًا، فما الذي دعا وسيم للاتصال فجأة؟نهض فارس وخرج ليرد على المكالمة.قال فارس: "دكتور وسيم، ما زلت مستيقظًا في هذا الوقت؟"قال وسيم: "أنا لا أنام إلا بعد منتصف الليل!" ثم أردف: "أستاذ فارس، المصاب الذي ساعدتنا في إنقاذه البارحة استيقظ للتو، ويصرّ على رؤيتك. طلبتُ منه أن يستريح، لكنه أبى إلا أن يكلّمك.""حقًا؟"ت
Read more

الفصل59

رغم هذا الكلام، استدعى سهيل أولئك الشبان المشاغبين؛ وكلٌّ منهم كأنه شيطان غاضب. دخلوا الصالة الخاصة مباشرة، جلسوا على الأرائك، وراحوا يمدّون أيديهم إلى الفتيات الجالسات بجانبهم."ما الذي تفعلونه؟"صرخ فراس دبّاس غاضبًا."هاه؟ ماذا؟ أتريد المشاكل؟" نظر سهيل إلى فراس دبّاس وقال: "أقول لك، نحن اليوم جئنا لنلعب بفارس الدالي، والآخرون لا يتدخلون، وإلا أصفعه!"جلس سهيل متبخترًا على الأريكة وقال للبنى قمر الجالسة بجانبه: "اسكبي الشراب!"ومدّ بقية المشاغبين أيديهم ليعانقوا الفتيات بجوارهم، فارتاعت الفتيات وصرخن وتهيأن للهرب خارج الصالة.لكن سامي لهبان سدّ الباب ومنع أحدًا من الخروج."هاهاها!" ضحك سهيل بوقاحة وقال لزينة نوار بجانبه: "أترين كيف ارتعبوا؟ وهل يستحق الأمر كل هذا؟ هاهاها!""سهيل، كل ذنب له صاحبه. إن جئتم فتعالوا إليّ أنا، ولا تؤذوا الآخرين." قالها فارس الدالي وملامحه يكسوها الغضب."وهل ضايقتُهم؟" ابتسم سهيل ابتسامة مستفزّة وقال: "بأي عين رأيتني أضيّق عليهن؟""هذه صالتنا الخاصة؛ إن أردتم الشرب والغناء فارجعوا إلى صالتكم!" زأر فراس دبّاس.كان دائمًا يلعب دور مظلّة الحماية لهذه المجموع
Read more

الفصل60

"فارس، ماذا تنوي أن تفعل؟" رأت لبنى أن الأمور تتجه للأسوأ، فبادرت ووقفت أمام فارس، ثم قالت لسهيل: "إذا كان هناك كلام فقوله بهدوء!"ثم التفتت إلى سامي لهبان قائلة: "كلّنا زملاء، إن تصرّفت هكذا فكيف سنعمل معًا لاحقًا؟ أسرع وتحدّث مع صديقك ليهدأ!"ابتسم سامي لهبان بسخرية وتقدّم إلى لبنى، ورفع بظهر إصبعه ذقنها المصقول قائلًا: "أستطيع أن أتحدث مع صديقي، بل وأسامح فارس أيضًا!"ثم همس عند أذنها: "لكن عليك أن تصيري حبيبتي، وتأتين معي الليلة إلى بيتي.""سامي، ألا تستحي؟" احمرّ وجه لبنى غضبًا.استدار سامي نحو سهيل وبسط كفّيه: "يا سهيل، هؤلاء جميعًا متكبّرون!"لوّح سهيل بيده، وأشار إلى لبنى قائلًا: "متعالية؟ تعالي إذن، يا جميلة، اركعي أمامي، ولعقي قدمي. إن شعرتُ بالراحة فسنعتبر ما حدث اليوم صفحة مطوية."كان يعلم أن لبنى لن تقبل، وقوله هذا لم يكن إلا ليجعل فارسًا في غاية الحرج."سأهين رفيقتك بلا حدود، وكل هذا بسببك أنت."لكن في اللحظة التالية انطلقت زجاجة خمر تطير نحو سهيل.طاخ!بسبب مباغتة الموقف لم يسع سهيل إلى التراجع، فاصطدمت الزجاجة برأسه وانفجر الدم يسيل فورًا.لم يعد فارس قادرًا على كبح غضب
Read more
PREV
1234567
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status