All Chapters of عزوبيتي أشعلت نادي الثريّات: Chapter 31 - Chapter 40

70 Chapters

الفصل31

حلَّ الليل وأضاءت الأنوار. ذهبا أوّلًا إلى سوق الخضار واشترَيا ما تجيده لبنى من أطباق، ثم قادا السيارة عائدَيْن إلى المجمع السكني. ولأن بيت لبنى مؤجَّر ولا موقف فيه، أوقفا السيارة خارج المجمع. بعد أن ترجّلا حملا الأغراض عائدَيْن. قالت لبنى: "قلتُ لك سلفًا… طبخي ليس مميّزًا." قال فارس ضاحكًا: "لا بأس… الأكل خارج البيت غير مضمون النظافة." كان فارس يدرك أنّ تقرّب لبنى سببه الأساس الأرق، وأنها تريد علاجًا سريعًا. كان المجمع حديثًا وخضرته وافرة. وما إن دخلا حتى شعر بظلالٍ تتبعهما. في البداية لم يُعرها انتباهًا، ثم رأى أصحابها يقتربون أكثر فأكثر فاستشعر الخطر. ناول الأكياس إلى لبنى وقال: "لبنى… اصعدي أنتِ أولًا." قالت متعجّبة: "ولِمَ لا تصعد معي؟" قال: "سأتّصل اتصالًا سريعًا." قالت: "حسنًا… أنهِ اتصالك واصعد. 301." ولمّا صعدت، ثبّت فارس قدميه ونادى نحو الحزام الأخضر الجانبي: "ماذا تريدون؟" خرج ثلاثة رجال من بين الشجيرات وأحاطوا به. قال أحدهم: "نريدك أنت." قال فارس متحفّزًا: "لا أعرفكم." قال المتقدّمهم: "يكفي أننا نعرفك." ثم لوّح بيده: "هيا." اندفع الثلاثة. لم يتهاون فارس. اشتبك
Read more

الفصل32

قال سامي بارتباك: "فارس، لا تتسرّع... سأأتيك الآن." وأغلق المكالمة على عجل.كان قريبًا من المكان، فوصل بسيارته سريعًا. وحين رأى المشهد عضّ على أسنانه وقال: "أحسنت يا فارس... واحدٌ ضد ثلاثة." قال فارس: "وأنت تستأجر من يضربني... ما رأيك إن رفعتُ الأمر إلى الشركة؟ كيف سيراك الزملاء... وكيف ستراك الإدارة؟" سأل سامي: "وماذا تريد؟" قال فارس بابتسامة باردة: "وماذا أريد؟ طبعًا... العين بالعين." ثم اندفع بخطوةٍ سريعة وركله في أسفل بطنه. سقط سامي على ركبتيه دون أن يتوقعها. قال فارس: "تجرؤ على ضربي... فأنا أردّها مضاعفة." ثم صفعه صفعةً مدوّية. انتفخت نصف وجه سامي في لحظتها ونزف طرف فمه. قال فارس: "ألم تُرِد أن تكون أستاذي؟ سأجعلك أستاذي..." ثم جاءت صفعة ثانية على الجانب الآخر. لم يستطع سامي الدفاع عن نفسه، وكان تحت رحمة فارس فلا يجرؤ على المقاومة. وبضع لطمات لاحقة جعلت ملامحه تتورّم. قال سامي مسترحمًا: "ارفق بي... لن أكررها بعد الآن." انفتح شباك في الطابق الثالث، ونادت لبنى: "فارس... يكفي." كانت قد رأت ما حدث. خشي فارس أن يفزعها فقال لسامي: "إن حاولت اللعب من وراء الستار ثانية... فالعاقب
Read more

الفصل33

قالت لبنى بدهشة: "آه؟"كانت لا ترتدي سوى قميصٍ قطني، ولو خلعته لما بقي عليها إلا ما تحت الثياب. ولما لاحظ فارسُ حرجَها قال: "إن لم يناسبك... ارتدي ثوبًا رقيقًا جدًا، وأفحص فوقه." فقبلت. عادت إلى غرفة النوم وبدّلت إلى ثوبٍ خفيف بارد من حريرٍ ناعم، ثم خرجت مترددة. لم يكن لومُها على ترددها مستغربًا... فالثوب يكاد يكون كعدمه؛ ينساب على الجسد ويُظهر استدارة القوام بوضوح، وتحت الإضاءة يشفّ فتبدو الظلال على نحوٍ فاتن. قالت وهي تقف أمامه: "أهكذا يكفي؟" قال: "يكفي." أن يجلس فارسُ على هذا القُرب من حسناءِ جامعة الرونق... وفي هيئةٍ كهذه... أمرٌ لم يكن ليحلم به من قبل. قال: "استلقي على الأريكة." قالت: "حسنًا." اعتمد فارس على ما في الحرشف الذهبي، وأخذ يتحسّس المسارات ونقاطَ الضغط على ظهر لبنى وكتفيها وجانبيها. ظلّت تعضّ شفتها خجلًا ووجنتاها تحمران... حتى انتهى. قال: "المشكلة بسيطة. سأضع علاماتٍ بالقلم على المواضع... ثمّ اشتري جهازَ تدليك ومرّريه كلَّ يومٍ على النقاط المعلّمة. ومع الوصفة التي كتبتُها، خلال شهرٍ سترين أثرًا واضحًا." قالت وهي تجلس، وما زالت وجنتاها محمرّتين: "شكرًا لك... أطباء
Read more

الفصل34

حملت ندى حاتم وفارس الدالي بعض الهدايا ووضعاها على الطاولة الجانبية.ابتسم فارس وهو ينظر إلى سامي لهبان وقال: "أستاذي، جئت أطمئن عليك أنا أيضًا… يا رجل، كيف كنت غيرَ حذرٍ إلى هذا الحد؟" ولمّا وقع بصر سامي على فارس بدا كأنه رأى كابوسًا، واسودّ وجهه. قالت سجى البكري: "سامي، ارتَحْ في البيت وتابع العلاج. عملاؤك المحتملون ستتولّاهم ندى مؤقتًا، وأمّا فارس فسأرتّب مَن يرافقه." قال سامي: "عندي بعد الظهر عميل مهم. دُفعة الدواء الجديد طُرِحت في السوق، وهذا العميل كبير. إن أتممنا الصفقة معه فبوسعها وحدها أن تُنجز هدف هذا الربع لقسمنا." سألت سجى: "أي جهة؟" قال: "شركة الشفاء للصناعات الدوائية." ثم أردف: "لكنني بعد الظهر لا أستطيع الذهاب بهذا الشكل." وبمثل هذا الوجه المنتفخ لو ذهب لمقابلة عميل لأضحك الناس. قالت سجى: "لا تقلق، سأجعل ندى وفارس يستقبلانه بالنيابة عنك." كانت ندى قد حازت قبل عملها مساعِدةً لقبَ بطلة المبيعات، وخبرتها في البيع وافية. أمّا سامي فابتسم في سرّه؛ كان يعلم أكثر من غيره أنّ "الشفاء" لن تتعاون مع الشركة. قال ذلك ليبدو قادرًا، ثم ليرمي الكرة في ملعب غيره: يعتذر بالمرض،
Read more

الفصل35

ارتبك الحاضرون وتبادلوا النظرات في دهشة.قالت سجى بسرعة محاولة تلطيف الموقف: "عذرًا أستاذ رامز... لا بدّ أن ثمة سوء فهم. منتجاتنا سليمة". ثم لمحت لندى بعينيها. شدّت ندى على ذراع فارس وهمست: "فارس... أحدهم يطلبك خارج القاعة". فهم أن المطلوب إخراجه من المشهد، فتنهّد في عجز ونهض إلى الباب. كان صامتًا في زاوية القاعة لأنه كان يراجع تركيبة الدواء الجديد بدقة. اكتشف أن هذه التركيبة تكاد تطابق وصفة في "الحرشف الذهبي"، وأن تلك الوصفة عُدّلت قديمًا بحذف عشبٍ واحد، لأن ذاك العشب يتفاعل مع مكونات أخرى فيُحدث آثارًا جانبية عند كثير من ضعاف البنية. هذا استنتاج خبرةٍ تراكمت عبر أجيال من المعالجة... أما النظرة الدوائية البحتة فلا تُظهر الخلل بسهولة. لذلك أي طرح شامل للدواء في السوق سيجرّ مشاكل، وعندئذ سيعود العملاء يطلبون الإرجاع. ناداه خبير الفريق الفني من طرف الشفاء: "يا هذا... أتفهم التقنية أيضًا؟" قال فارس بتواضع: "أعرف شيئًا من الطب التقليدي". أومأ الخبير وانصرف دون زيادة. انتهت المفاوضات بلا نتيجة، ولم تُبرَم شراكة. عادت سجى إلى مكتبها ووجهها قاتم. قالت بحدّة: "فارس... قلت لك اليوم ترافق
Read more

الفصل36

ارتبك الحاضرون وتبادلوا النظرات في دهشة.طوال هذه السنين لم تواجه أدوية إي-بي-إس الجديدة مشكلات تُذكر، فحازت ثقة الوكلاء والمستهلكين. لكنّ الاطمئنان الطويل أفقد فريق البحث والتطوير شيئًا من يقظته، فصار إطلاق الأدوية أسرع فأسرع، فيما تنامت المخاطر الخفية. وهذه المرّة انكشف الخلل أخيرًا. قالت سجى: "متى وصلكم الخبر؟" قالت ندى: "حوالي العاشرة صباحًا اليوم!" قالت سجى: "استدعوا فورًا جميع أفراد القسم. ومن هم خارجًا في زيارة العملاء ليفتحوا تيمز ويدخلوا الاجتماع مرئيًا إلى قاعة الاجتماعات." "حاضر، أستاذة سجى!" ما لبث أن عُقد اجتماع طارئ لقسم التسويق، وتولّت سجى إدارته بنفسها. قالت سجى: "دفعتنا الأخيرة من الأدوية ظهرت بها مشكلة، وقد تسرّبت إلى السوق. من لدى عملائه وكلاء لهذه الأدوية فليذهب فورًا لتهدئتهم. وعلى فريق التسويق إنجاز دراسة سوقية عاجلة لمعرفة حجم الأثر، ومتابعة تحركات المنافسين على مدار الساعة لئلا يستغلّوا الأمر لمباغتتنا." "نعم!" انطلق الجميع بأقصى طاقتهم. وحده فارس جلس واجمًا. فهو وافد جديد، لا يحمل بعدُ عملاء يحتاجون صيانة العلاقة، كما أن شؤون السوق ليست من اختصاصه.
Read more

الفصل37

هذه الجملة أسعدت سجى كثيرًا.هذا يعني أن الطرف الآخر قد اعترف بقيمة فارس نفسه، وعندها تصير الأمور أسهل بكثير. وما زاد دهشتها أن الرجل المسنّ الذي حضر اللقاء السابق اتضح أنه رئيس مجلس إدارة الشفاء. كان ذلك نتيجة خطأ معلوماتي من سامي لهبان. فالمعلومات التي قدّمها قالت إن الزائرين ثلاثة: مدير عام وسكرتيرة وخبير تقني. ولأن الخبير في المرة الماضية كان شديد التواضع ولم يقدّم نفسه بإسهاب، فقد ظنّ الجميع أنه خبير تقني. عندها رمقت سجى سامي بنظرة حادّة. رئيس مجلس الإدارة بنفسه يحضر، ثم تقول عنه خبير تقني، أليس في هذا إساءة لمقامه! قالت سجى: "أستاذة سجى، هذا بالطبع ممكن. فارس متاح في أي وقت لزيارة شركتكم والحديث في العمل". قال باسل نديم: "أستاذة سجى، لا بد أن أقول إن شابكم فارس يعرف كيف يتصرّف. عاد رئيس مجلس إدارتنا يثني عليه بلا انقطاع، وها نحن هذا الصباح رأينا أنّ مشكلتكم مع الدفعة الجديدة وقعت فعلًا، وقد أصاب فارس في توقّعه. فحثّني الرئيس أن أتواصل مع فارس فورًا، وما إن أنهيت ما بيدي حتى تلقيت اتصالكم". وبسماع ذلك، فهم كل من يعمل في المبيعات أنّ ثمة صفقة كبيرة على الطاولة. وكان سامي
Read more

الفصل38

كانت كلمات باسل صريحة وحادّة، بلا أي مجاملة لسامي.وطبيعيّ أن يصدر ذلك عن مدير عام شركة كبيرة؛ فسامي مهما كان بطل مبيعات في قسم إي-بي-إس، فهو في نظره مجرد موظف مبيعات. إن لم يرق له أسلوبه جاز له أن يوبّخه مباشرة، وما قاله الآن يُعدّ لطيفًا نسبيًا. أما فارس فقد نال ثقة رئيس مجلس إدارة الشفاء، وكان قد أسدى لهم خدمة حين حذّر من الدفعة الجديدة؛ ولولا ذلك لتعرّضت الشفاء لشيء من التبعات مع تفجّر المشكلة. لذلك كان طبيعيًا أن يقف باسل في صفّه. قال باسل: "فارس لا يسلك دروب الخِدع ولا يتذاكى، بل يفكّر من زاوية العميل. أنا معجب بأخلاقه. إن كان ثمة مشروع تعاون، فحين يكون بين يديه نطمئن أنا والرئيس معًا. فإن تيسّر لفارس وقت، فليأتِ إلى شركتنا غدًا بعد الظهر لنتقابل." قالت سجى البكري: "شكرًا أستاذ باسل على ملاحظاتك الحادّة حول أساليب البيع عندنا. سأولي جانب السلوك المهني عناية أكبر من الآن فصاعدًا." بعد أن أُغلق الخطّ، اسودّ وجه سامي لهبان. قال محتجًا: "مديرتي سجى، هذا باسل يتكلّم بفظاظة... بأي شيء أغضبته؟" قاطعته سجى: "اترك هذا العميل جانبًا من الآن." ثم التفتت إلى فارس بنبرة جادّة: "غدًا بعد
Read more

الفصل39

قالت يارا: "الآن لستُ مهيأة... في المساء تعال إلى غرفتي."قال فارس: "حاضر." فهم فارس ما تعنيه، فلم يكثر من الأسئلة. قالت يارا: "وبالمناسبة شكرًا لك. الليلة سآخذك إلى العشاء." قال فارس: "لا داعي لأن تتكلفي وتُنفقي." ابتسمت يارا برقة: "أنت ساعدتني كثيرًا. هذا أقل ما أفعل." في المساء تناولا عشاءً رومانسيًا في مطعم غربي. عادت يارا مخمورة، فسندها فارس في الطريق. وحين وصلا إلى البيت، اغتسلت يارا وارتدت ثيابًا خفيفة ثم رجعت إلى غرفة النوم. قرابة التاسعة ليلًا، أنهى فارس ما بيده من عمل، وتوجّه إلى غرفة يارا. أغلق الباب، ونظرت إليه بعينين نصف مغمضتين ينساب منهما الدلال: "لنبدأ." …… بعد أسبوع، وصل إلى منزل يارا إخطار بالمثول أمام المحكمة. رفع حازم مراد دعوى طلاق ضد يارا، مطالبًا بتطليقها وحرمانها من أي حقوق زوجية، مع إلزامها بتعويضه تعويضًا عن الضرر المعنوي. وذكر في دعواه أنّ يارا غير وفيّة للزواج، وأنها خلال الزواج خانته مع شاب، بما ألحق به أذى نفسيًا جسيمًا. وعليه، استدعت المحكمة يارا، وحدّدت بعد نصف شهر موعد الجلسة. في اليوم الذي وصل فيه الإخطار، جاء سهيل إلى البيت يتحدث مع يار
Read more

الفصل40

في قاعة المحكمة سرد حازم ببطء حكاية ألمه.قال: "ظللت أعمل بإخلاص وأبذل كل ما أستطيع من أجل الشركة ومن أجل البيت، لكن زوجتي يارا لهَت وتلهّت، وتعرفت إلى فتى للهو، ولم تكتفِ بذلك، بل سكنت علنًا مع ذاك المدعو فارس الدالي ثم..." مسح دموعه متصنّعًا وقال إنه لا يقدر على مواصلة الكلام. وقف محاميه وقال: "سيادة القاضي، عذرًا، موكّلي متأثّر ولا يقوى على الاسترسال، هل لي أن أتابع بدلًا منه؟" قال القاضي: "تفضل." قال المحامي: "المدعى عليها يارا تخلّت عن الحياء، إذ خانت زوجها وهي في عصمة زواج، فأضرّت بالأسرة وبعلاقة الزوجين. هذا السلوك مرفوض أخلاقيًا وقانونيًا." ثم نهض وحمل رزمة من المستندات وذاكرة يو إس بي وقال: "سيادة القاضي، أدلة خيانة المدعى عليها موجودة هنا." سلّم ما بيده إلى القاضي وأكمل: "المدعى عليها لم تؤدِّ واجبها في هذه الزيجة، فتصدّعت رابطة الزواج بسببها. لذا تتحمل المسؤولية كاملة. يطلب موكّلي السيد حازم فسخ الزواج دون قيد ولا شرط، وأن تخرج يارا بلا حقوق، مع تعويض موكّلي تعويضًا عن الضرر المعنوي." ثم قال: "سيادة القاضي، انتهى عرضي." سأل القاضي: "هل لدى جهة الدفاع اعتراض؟" ففي ق
Read more
PREV
1234567
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status