حلَّ الليل وأضاءت الأنوار. ذهبا أوّلًا إلى سوق الخضار واشترَيا ما تجيده لبنى من أطباق، ثم قادا السيارة عائدَيْن إلى المجمع السكني. ولأن بيت لبنى مؤجَّر ولا موقف فيه، أوقفا السيارة خارج المجمع. بعد أن ترجّلا حملا الأغراض عائدَيْن. قالت لبنى: "قلتُ لك سلفًا… طبخي ليس مميّزًا." قال فارس ضاحكًا: "لا بأس… الأكل خارج البيت غير مضمون النظافة." كان فارس يدرك أنّ تقرّب لبنى سببه الأساس الأرق، وأنها تريد علاجًا سريعًا. كان المجمع حديثًا وخضرته وافرة. وما إن دخلا حتى شعر بظلالٍ تتبعهما. في البداية لم يُعرها انتباهًا، ثم رأى أصحابها يقتربون أكثر فأكثر فاستشعر الخطر. ناول الأكياس إلى لبنى وقال: "لبنى… اصعدي أنتِ أولًا." قالت متعجّبة: "ولِمَ لا تصعد معي؟" قال: "سأتّصل اتصالًا سريعًا." قالت: "حسنًا… أنهِ اتصالك واصعد. 301." ولمّا صعدت، ثبّت فارس قدميه ونادى نحو الحزام الأخضر الجانبي: "ماذا تريدون؟" خرج ثلاثة رجال من بين الشجيرات وأحاطوا به. قال أحدهم: "نريدك أنت." قال فارس متحفّزًا: "لا أعرفكم." قال المتقدّمهم: "يكفي أننا نعرفك." ثم لوّح بيده: "هيا." اندفع الثلاثة. لم يتهاون فارس. اشتبك
Read more