All Chapters of عزوبيتي أشعلت نادي الثريّات: Chapter 61 - Chapter 70

70 Chapters

الفصل61

لمّا ارتبك أولئك الرجال وظهر منهم كثيرٌ من الثغرات، استغلّ فارس توزيع المكان في النادي، وأدارهم حول أنفسهم، وفي اللحظة المناسبة سدّد ضربة خاطفة إلى نقاط ضغطٍ ومفاصل بعينها.كان بوسعهم أن يوجّهوا لفارس ضربات كثيرة، أمّا هو فتكفيه ضربة واحدة ليحطّم قدرتهم على القتال.وخلال لحظات لم يبقَ من خصومه واقفًا إلا اثنان.هذا المشهد أقلق سامي لهبان وسهيل بشدّة.كانا قد استدعيا ستّة أصدقاء، وظنّا أنّ بوسعهما الاعتماد عليهم لإسقاط فارس بسهولة.لكن حتى هذه اللحظة، أُصيب أربعةٌ منهم، ويبدو أنّ الاثنين الباقيين عاجزان أيضًا أمام فارس.حتى فراس دبّاس الواقف جانبًا لم يملك سوى الإعجاب.فحتى لو دخل هو نفسه، فالأغلب أنّه لن يُسقط سوى واحد؛ قوّة فارس القتالية مُدهشة حقًّا."اللعنة، أخرجوا الأسلحة!" صرخ سهيل، "إن قُتل أحدٌ فالحساب عليّ."كان يضغط بيده على جُرحه النازف وهو يصرخ غاضبًا.لكن في تلك اللحظة دوّى ضجيجٌ في الممرّ، وفُتح باب الغرفة الخاصة فجأة، واقتحمها فريقٌ من الرجال."من يُثير الشغب هنا؟" صرخ المتقدّمهم، رجلٌ نحيلٌ طويل القامة.كان مشرفَ الحراسة في المكان؛ بلغَه قبل قليلٍ من أحد النُدُل أنّ شجار
Read more

الفصل62

حاول سهيل أن ينهض، لكنه لمَح عند خصر مشرف الحراسة النحيل سكينًا نابضًا، فارتبك وتراجع.فهو، على رغم تَجبّره، لم يكن سوى مدلّل يستند إلى مال عائلته.أمّا هؤلاء الذين يعاشرون عالم الشارع حقًا فشيءٌ آخر؛ إن غضبوا شهروا السكاكين فعلًا.وفي تلك اللحظة، ارتعب أصدقاؤه المشاغبون أيضًا.فكل من اختلط بعالم هذه المنطقة سمع بلقب صقر البدري.حتى فراس دبّاس سمع به.وأتباع صقر ليسوا ممّن يُستفَزّون بسهولة.فكيف وهم يثيرون الشغب في مكانٍ تحت رعاية صقر؛ لا مبرّر يمكن أن يقبله أحد.ارتخى سهيل فورًا وقال: "يا أخي، تمهّل علينا، تفضّل بسيجارة!"وتبسّم بتزلّف وأخرج من جيبه علبة سجائر الياقوت الفاخرة وناول الرجل النحيل."اخسأ!" وصفع الرجلُ النحيل يده فأسقط السجائر وهو يهدر: "ألم تكن متغطرسًا قبل قليل؟"قال سهيل: "كنتُ منفعِلًا لا أكثر، يا طيّب، قل لي كيف أعوّضكم، أدفع ما تريدون!""ومن اللعين أخوك؟"ولمّا لانَ سهيل هدّأ الرجلُ النحيل من حدّته وقال: "الأشياء التي حطّمتموها تُعوَّض بسعرها.""لا مشكلة." قال سهيل.طاف الرجلُ النحيل ببصره وقال بعد أن دارت عيناه: "صخبكم شوّه سمعة النادي، وهذا خسارة أيضًا. وأنا مقصّ
Read more

الفصل63

شدّ سهيل عزمه وقال في نفسه: اللعنة، النساء كثيرات، ولا يستحق الأمر أن أعادي هؤلاء الأشقياء من عالم الشارع.وبهذا الخاطر، أفلت يد زينة نوار."سهيل، ماذا تفعل؟" حدّقت زينة نوار فيه غير مصدّقة: "لا تتركني!"قبض سهيل على أسنانه، ثم أدار وجهه ولم يعد ينظر إلى زينة نوار.ارتبكت زينة تمامًا، وأخرجت هاتفها لتتصل بالشرطة، لكن الرجل النحيل خطفه من يدها بلمحة.أغلق اتصال الطوارئ، وجعل يضرب خدّ زينة بالهاتف وهو يقول: "يا صبيّة، لا تفكّري بالخدع. حتى لو بلّغتِ وأدخلتِني الحبس، حين أخرجُ ستكون مصيبتك أكبر. فهمتِ؟"وهذا هو الجانب الأكثر رعبًا في هؤلاء الأشقياء.لا يخافون قسم الشرطة، وأساليبهم ماكرة ولا سقف لوضاعةٍ عندهم.والناس العاديون لا يملكون طاقة لمجاراة أمثالهم.وبمجرد ذلك ضحك بعض الأتباع وأخذوا يمدّون أيديهم نحو الفتيات من حولهم.ولا سيّما لبنى قمر؛ إذ اندفع نحوها ثلاثة رجال معًا.في تلك اللحظة، نكص سهيل، ونكص سامي لهبان، وحتى فراس دبّاس تقهقر.ولم يجرؤ أحد على النطق، وتجهّزوا للانسحاب خجلين ذليلين.فجأة، دوّى صوت فارس الدالي: "في وضح النهار! ألا يوجد قانون؟ أبعدوا أيديكم فورًا؛ من يجرؤ على لم
Read more

الفصل64

في هذه اللحظة، داخل الغرفة الخاصة.كان ضوء الثريا الكريستال يخترق الغبار المتطاير ويغمر كل زاوية في الغرفة.أطباق الفاكهة المقلوبة والأنابيب الفولاذية المكسورة والمناديل المبتلة بسائل الخمر؛ فوضى تملأ الأرض.بلع الرجل النحيل ريقه وشعر لا إراديًا بشيء من الخشية.لقد تمرّس لسنوات في عالم الشارع، تشاجر كثيرًا ورأى رجالًا أشدّاء، وبخبرته فإن القوة التي أظهرها فارس الدالي اليوم تجعل ثلاثة الأتباع الباقين بقربه عاجزين عن مقارعته ولو هجموا معًا.لم يخطر له أن في هذا المكان خبيرًا كهذا.لكن الرجل النحيل حريص على كرامته، فقال لفارس: "أأسقطت بضعةً من رجالي فظننت نفسك شيئًا خطيرًا؟ أنا من رجال صقر البدري..."غير أنه قبل أن يتم كلامه التقط فارس منفضة سجائر من الأرض ورماها مباشرة نحو الرجل النحيل."تبًا!"قفز الرجل النحيل متفاديًا وهو يصيح: "أيها الصغير، أتبحث عن حتفك!""أهكذا؟" قال فارس بشراسة: "فلنرَ إذًا من الذي يسقط أولًا!"على أي حال، كان قد فعّل طاقته، فلا بأس ببذل مزيد من الجهد.التقط عصا بيسبول كانت مطروحة على الأرض وتقدّم نحو الرجل النحيل وثلاثة أتباعه.جرّ عصا البيسبول على الأرض فاحتكّت ب
Read more

الفصل65

حين يدافع أحدهم عن صديقته، يتحوّلون إلى مثيري فتنٍ يحرّضون ويفرّقون بين الناس ويكيدون لمن تصدّى لهم.يجسّدون الدهاء والأنانية والمكر والجبن بأقصى ما يكون.نظر صقر البدري إلى فارس الدالي بعينين باردتين، وكانت مهابةُ زعيم الشارع التي تفوح منه كفيلةً بسحق كل شيء في لحظة."هل تعرف ما عاقبةُ إثارة الشغب في ساحتي؟"قال فارس: "أولًا، لستُ أنا مَن بدأ الشغب، بل هذان الاثنان؛ جاءا من الغرفة المجاورة لإثارة المشاكل عندنا، وعندها فقط مددتُ يدي وضربتهما.""ثانيًا، لماذا ضربتُ رجالك؟ يمكنك أن تسألهم بنفسك."لمّا سمع صقر ذلك بدا أن في الأمر ملعوبًا، فرمق الرجلَ النحيل بنظرة حادّة وقال: "تكلّم لنسمع!""صـ... صقر، هم الذين أثاروا الشغب، جئتُ لأصلح بينهم، فلم يرضخْ هو فبادَر إلى الضرب!" دافع الرجل النحيل."أنت تكذب؛ لو كان الأمر هكذا فقط، فكيف كنتُ لأمدّ يدي!" قال فارس: "أنتم تستقوون بالعدد وتُهدّدون بإبقاء كل الفتيات وإخراج الرجال، ومن العجيب أنّ في عصرنا هذا ما زال يقع إذلالُ الرجال والاستقواءُ على النساء!""إذًا أنت مَن بدأ الضرب؟" عقد صقر حاجبيه."نعم!"عضّ صقر على أسنانه ولوّح بيده فجأة.فهوَت صفع
Read more

الفصل66

كان السيّد الذي أوكل إليه الكبير جواد ضرغام مهمة تحيّة السيد الدالي، هو نفسُ الشاب الواقف أمامه الآنويجب أن يُعلَم أنّ جواد ضرغام ينظر إلى من أنقذ حياته كإلهٍ يُحمَل على الرأس.وفوق ذلك قال المدير وسيم قانع إنّ هذا الشاب ذا بأسٍ وحزم، ولولاه لما حصلت المستشفى بسهولة على أدوية إي-بي-إس الأساسية.ومكانة وسيم قانع بين رجال الشارع رفيعة.والمستشفى التي يديرها، مستشفى الرونق الأهلي، هي الملاذ الآمن لهم لحفظ الأرواح.ففي أيّ ساعة كانت، إذا جُرح أحدهم وصل إلى هناك فنال العلاج فورًا.وبما أنّ فارس الدالي أعان وسيم قانع على توفير أدويةٍ عالية الجودة، فبالمعنى الأعمّ لقد أعانهم جميعًا.ومتى اجتمعت هذه الروابط، صارت منزلة فارس في قلبي وسيم قانع وجواد ضرغام واضحة لا تحتاج قولًا.وأدهم نمر ليس إلا تابعًا عند جواد ضرغام.ومن يُجِلّه جواد إلى هذا الحد، كيف يتجرّأ تابعه على تهديده وتخويفه؟أليس هذا انقلابًا للموازين؟تماسك أدهمُ قليلًا وسأل على استحياء: "أأنت فارس الدالي؟ أنت الذي ساعد المدير وسيم على توقيع العقد؟""نعم، أنا هو، ما الأمر؟""السيد فارس، إذًا أنت حقًا هو."كان وجه أدهم قبل لحظات مكفهرً
Read more

الفصل67

وفي هذه اللحظة، كان المشهد صفعةً قاسية على وجهه."رؤوسهم تنزف!" قالت لبنى قمر وهي تشير إلى أحد الأتباع، مرتجفة.كان ذلك التابع صريحًا أيضًا؛ إذ كانت شظايا الزجاج على الأرض وهو يسجد على جبينه، فانسكب الدم على ياقة قميصه فبدت الصورة دامية."حسنًا، كفى!" أوقف فارس الموقف في الوقت المناسب.قال أدهم نمر: "يا سيد فارس، لقد وصلت لتوي ولا أدري ما الذي جرى حقًا! قبل قليل سمعتك تقول إنهم اقتحموا غرفتك الخاصة لإثارة الشغب؟ ما القصة؟"أشار فارس إلى سهيل وسامي لهبان ومن معهم.قال فارس: "كنّا نلهو بسلام، فركلوا الباب ودخلوا يعربدون واعتدوا على صديقاتي، وقتها فقط رددت. وأنا أعترف أني تسرّعت، ولا ينبغي أن يحدث شجار في مكان الأخ صقر."الجملة الأخيرة خرجت بنبرة دبلوماسية مُتصنّعة.وما إن سمع أدهم ذلك حتى استشاط غضبًا.قال أدهم وهو يشير إلى سهيل: "ألا تبصرون؟ أتجرؤون على الفوضى هنا؟ كلكم تعالوا إلى هنا."جاء سهيل ومن معه مذعورين أمام أدهم.لوّح أدهم بيده: "اضربوا!"فانقضّ الأتباع من خلفه وأحاطوا سهيلًا وساميًا ومن معهم، لكمات كالبرق وركلات متتابعة.وتعالت صرخات الألم والاستجداء.وارتجفت زينة نوار وميرا ذ
Read more

الفصل68

"كبيرك؟" سأل فارس."جواد!" قال أدهم: "هو نفسه المريض الذي نزف بشدة في مستشفى الرونق الأهلي.""أوه أوه!" أخيرًا فهم فارس المقصود.قبل قليل اتصل به المدير وسيم قانع وأخبره أن جواد يريد شكره وجهًا لوجه.ولما تعذر الشكر حضورًا، أرسل تابعه لينقل الامتنان.لا عجب إذن أن يكون الأخ أدهم بهذه المودة."يا سيد فارس، هذه هدية من كبيري جواد ضرغام، نرجو أن تتقبلها." أشار أدهم إلى رجاله فقدموا علبة صغيرة أنيقة.كانت علبة مصوغة بعناية.فتحها أدهم فإذا ببطاقة تتلألأ بالذهب."يا سيد فارس، هذه بطاقة اسمية من الذهب الخالص، منقوش عليها شعار شركة كبيري ومعلومات الاتصال." قال أدهم: "لم يصنع كبيري إلا ثلاث بطاقات مثلها، وهذه الأخيرة لك، وأتشرف بتسليمها نيابة عنه.""هذا كثير عليّ!" سارع فارس بالرفض.البطاقة سميكة ثقيلة، وقيمتها بالذهب مبلغ كبير.وخلفه كانت عينا زينة نوار ومن معها تلمعان.لكن هذه الهدية الثمينة رأى فارس أنه لا يصح قبولها."أخ أدهم، وصلتني مشاعرك، فلتعدها من فضلك." قال فارس."يا سيد فارس، هذا يحرجني." قال أدهم: "جئت مكلفًا من كبيري، وإن لم تستلمها يُعَدّ عملي تقصيرًا وسأعاقَب عند عودتي."قطّب فا
Read more

الفصل69

"اخرج!""يا لها من جريئة!" صاح فراس ضاحكًا وهو يسبّ.ثم اقترب متحسّبًا من فارس وقال: "الأخ فارس، ما كان باين إنك تُخفي الكثير!"شرب فارس رشفةً من المشروب ولم يُجبه."الأخ فارس، أشرب معك نخبًا!" قال فراس دبّاس مُتزلفًا ثم جرع كأسًا. "من اليوم أنا معك، ومن لا يحترمك أؤدّبه!""أنت، اهدأ قليلًا." لوّح فارس بيده وذهب إلى جهاز اختيار الأغاني.سألت ميرا فخري زينة: "أختي، هل السيد فارس زميلك؟""همم." تمتمت زينة نوار، وكانت منشغلة تفكر كيف تقترب من فارس فلم تُعر سؤالها اهتمامًا.قالت ميرا فخري: "سأنتقل الأسبوع القادم إلى قسمكم كأخصائية دعم المبيعات. هكذا سأرى السيد فارس كل يوم!"زينة: "..."من حيث لا تدري، ظهر منافس جديد.وكلما حدث ذلك ازداد إعجاب زينة بفارس.باتت تراه أكثر وسامة، وفارس يقود سيارة تقارب قيمتها خمسين ألف دولار، وفاز بعميل تزيد قيمة عقده على مئة مليون دولار، أي أنّ دخله السنوي سيكون معتبرًا.إنه حقًا فارس أحلام الموظفات.يبدو أنها فوّتت الفرصة من قبل.تذكّرت لقائها مع فارس عند العميل؛ يا لها من فرصة ذهبية! لو أغرته يومها لممارسة الحب داخل السيارة وبذلت كل حيلها لربما كسبته.ولا ت
Read more

الفصل70

"يارا، أنتِ تمزحين معي، أليس كذلك؟" قال فارس.لم تؤكّد يارا ولم تنفِ وقالت: "أنت شاب ونارك متّقدة، تلك الليلة في الحمّام عندما كنت تستمني رأيتك بعيني."في الحال شعر فارس الدالي بحرجٍ بالغ.كان صحيحًا أنّه في يومٍ ما انتابه المزاج، فأفرغ وحده في الحمّام.وصادف أن عادت يارا فوقع نظرها عليه.وكان يذكر أنّ الباب كان موصدًا، فهل لم يُحكم إغلاقه فرأته يارا من خلال الشق؟لكن لا بأس الآن؛ علاقتهما تزداد حرارة، وكثير من الأسرار بات مكشوفًا بينهما.وباتت يارا بلا قيود أسرةٍ وزواج، أكثر حرية.وفارس لم يعد يرزح تحت عبء الحرج الأخلاقي.لذلك، أيًّا يكن ما يحدث، فلن يشعر أي منهما بثقلٍ على كتفيه.قالت يارا: "حسنًا، اليوم عطلة؛ فلنخرج إلى عشاء فاخر!"قال: "حاضر!"بدّلا ملابسهما وخرجا.انقضى الأحد سريعًا، وفي صباح الاثنين وصل فارس إلى الشركة، وما إن دخل حتى رأى زينة نوار تتهادى بكعبٍ عالٍ مقبلةً نحوه.قالت: "مبارك يا فارس، ستنال ترقية!"قال مستغربًا: "ها؟" ولم يفهم قصدها.قالت زينة: "بعد قليل ستعرف!"وبسرعة بدأ اجتماع الصباح.وقفت سُجَى البكري بزيّ مكتبي رسمي أمام الجميع، واستهلّت بخبرٍ من العيار الثقي
Read more
PREV
1234567
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status