All Chapters of حبي الذي لن يعود: Chapter 1 - Chapter 10

30 Chapters

الفصل 1

زوجتي متعبدة بوذية، وأكثر ما تتحفظ منه هو الانغماس في الشهوات.ولا يسمح بعلاقتنا الزوجية إلا في اليوم السادس عشر من كل شهر.وكانت تتحكم بدقة في وقت الجماع ووضعياته وإيقاعه وحتى تعابير وجهي.ومتى فقدت السيطرة أو أظهرت نشوة زائدة، كانت توقف كل شيء بلا تردد وتغادر ببرود.خمس سنوات من الزواج، ورغم امتعاضي، كنت أتنازل دائما بدافع حبي لها.حتى ولو كانت الزاهدة بلا مشاعر، لكن ظننت أنها تبادلني الحب على الأقل.حتى اليوم الذي ذهبت فيه مع الفرقة لإنقاذ المدنيين من فندق يحترق، عرفت كم كنت مخطئا حينها.عندما وجدتها، كانت زوجتي تستند في حضن رجل آخر وهي غير مرتبة الملابس، وبينهما طفل صغير.لم أر ياسمين الفارسي بتلك الملامح الرقيقة أبدا.ورغم ارتجافها خوفا، كانت تلتصق به وتهدئ الطفل بصوت منخفض.في تلك اللحظة تجمدت في مكاني، لا أعرف ماذا أفعل.ورغم الحرارة الخانقة حولي، شعرت ببرودة تمزق جسدي وكأن خنجرا انغرس في قلبي."عادل! لا تقف هكذا! دع هذه العائلة لي واذهب للغرفة التالية فورا!”أعادني القائد إلى وعيي واندفع للداخل دون تردد.نظرت ياسمين إلي بصدمة.عادل الكريمي، زوجها الشرعي.عرفت أنها تعرفت علي رغ
Read more

الفصل 2

كانت ياسمين تتخذ من كونها متعبدة بوذية سببا لطلب الهدوء بعد الزواج، فلم تكن تسمح لي بالمبيت في غرفتها.وكنت أغادر وحدي بعد أن أرتب لها السرير عندما ينتهي الأمر بيننا حتى في اليوم السادس عشر من كل شهر.واكتشفت اليوم أن كل قواعد ياسمين الصارمة كانت موجهة ضدي وحدي.وشعرت بالألم يخنق صوتي وبالخدر يصعد في أطرافي في تلك اللحظة حتى فقد جسدي الإحساس ولم يبق إلا وخز حاد يمزق قلبي كأن آلاف الإبر اخترقته.ولم تظهر ياسمين أي نية للتفسير بل ازداد وجهها برودة."من سمح لك بالدخول دون أن تطرق الباب؟""أين القواعد؟ اخرج!"أشرت إلى نفسي ثم نظرت إلى رامي وشعرت بسخرية شديدة.زوجتي تسمح لرجل غريب أن يبيت هنا وتدعوه ليجفف شعرها وهي ملفوفة بمنشفة فقط…وبينما تصل علاقتهما إلى هذه الدرجة، أحتاج أنا زوجها الشرعي أن أطرق الباب قبل الدخول؟ياسمين، لم تهتمي بي ولا بزواجنا أصلا.وفقدت الأمل فيها تماما."ياسمين، لنطلق."وخلال خمس سنوات من الزواج، كنت أوافق على كل ما طلبته مني مهما كان غير معقول أو قاسيا.واعتدت على معاملتها بلطف طوال تلك السنوات.وهذه كانت المرة الأولى التي أخاطبها فيها ببرود."الطلاق؟""بسبب هذا؟"
Read more

الفصل 3

"ألو يا قائد."”عادل، هناك خبر سيئ، اندلع حريق في الجبال الغربية البارحة، لقد استنزفت قوة ثلاث فرق كاملة ولا يزال الأمر خارج السيطرة، فحان دورنا.""لا مشكلة، أنا جاهز في أي وقت."وتشنجت أعصابي فورا، وخرجت دون أي تفكير بحزني في قلبي، ولقد هممت بطلب سيارة لأذهب إلى الفريق استعدادا للطوارئ.وكان الحريق الجبلي خارج السيطرة مخيفا جدا.وإن تمدد، فلن نعرف كم بيتا سيلتهم.ومقارنة بما يحدث، لم يعد لما حدث بيني وبين ياسمين أي أهمية."لا تتعجل بالمجيء، فهذه المرة… تعرف الوضع، سأمنحك يوما لتودع عائلتك.""خصوصا زوجتك، أذكر أنك متزوج؟"وتوقفت خطواتي وشعرت بمشاعر مختلطة.وكان الجميع في الفريق يعرف أني متزوج، لكن ياسمين لم تزُرني يوما في العمل واعتذرت مرات لا تُحصى بحجة انشغالها عن عدم حضورها لتجمع عائلي في الفريق.حتى إن قائدي وزملائي كادوا ينسون أنها موجودة."فهمت يا قائد."وأطلقت تنهيدة طويلة بعد إنهاء المكالمة.وبعد خمس سنوات من الزواج، عرفت طباع ياسمين جيدا.فالزاهدة منشغلة بتعبدها ولا تضع شؤوني في بالها أبدا.وكلما علمت بخروجي لمهمة، كانت تكتفي بكلمات بسيطة من الاهتمام الشكلي.ومع مرور السنوات،
Read more

الفصل 4

ولم أر ياسمين مضطربة هكذا من قبل، كانت على وشك البكاء.وكانت تبكي لأجلي.وشعرت بالارتباك كأنها لا تزال تحبني.لكن في اللحظة التالية، جاء صوت بكاء داني قائلا: ”يا أمي، أبي ينزف أيضا، أنا خائف…"والتفتت ياسمين، فرأت رامي يضغط على ذراعه التي تنزف ويبدو متألما جدا.فقد تطاير الزجاج قبل قليل، وجرح ذراعه بجرحين صغيرين.”رامي، سآخذك إلى المستشفى."وتركتني ياسمين دون تردد، وأمسكت بيدي رامي لتغادر معه."ياسمين، خذي عادل معنا، فإصابته أخطر."وجاء كلام رامي مع صوت بكاء داني."لا يا أبي، أخاف من الدم، لا أريده!"ونظر داني إلي بملامح مليئة بالرفض.فتراجع رامي عن الإصرار ونظر إلى ياسمين.خلال ثوان قليلة، اتخذت ياسمين قرارها."لا، لن يذهب معنا، داني يغمى عليه عند رؤية الدم، دع عادل هنا، فهو رجل إطفاء ويعرف الإسعاف وسيهتم بنفسه.""هيا بنا!"وحملت ياسمين داني بين ذراعها وأمسكت بيد رامي، ثم غادرت دون أن تلتفت.وشوش الدم عيني.وامتزجت دموعي بدمائي على وجهي.وفي النهاية، أرسل صاحب المطعم أحد العاملين ليوصلني إلى المستشفى.ولحسن الحظ، لم تكن الإصابات خطيرة، بل مجرد جروح سطحية وعُولجت بالضمادات.لكن ألم جسد
Read more

الفصل 5

كادت غريزتي تدفعني للاتصال بياسمين فورا لأواجهها.لكنني شعرت أن لا معنى لذلك.فالحقيقة أصبحت واضحة تماما.وحتى ولو رفضت الطلاق، فأنا راحل ولا أعلم إن كنت سأعود حيا.كفى.وضعت هاتفي جانبا.ولا أريد أن أزيد همومي قبل الرحيل.وكنت على وشك إغلاق الحاسوب وأخذ حقيبتي ثم أغادر، لكن جاءت رسالة جديدة من رامي.وكان فيديو هذه المرة.وتظهر صورة الغلاف أنه وياسمين واقفان على المنصة والسعادة تكاد تفيض من الشاشة.هل تم التصوير قبل قليل؟وارتجف قلبي لكنني شغلت الفيديو.وكان المعلم يقف على المنصة ويدعو والدي داني ليتحدثا عن قصة حبهما.وصعدت ياسمين وهي تمسك بيد رامي.والزاهدة المنضبطة بلا رغبة بدت خجولة في تلك اللحظة.وقالت: "رامي هو حبي الأول ورفيق طفولتي، كنا في نفس الفصل منذ الابتدائية ولم تصارحني بالحب حتى في الجامعة…""وبعد التخرج، دخلنا قاعة الزواج المقدسة بسعادة، وكانت أكبر نعمة في حياتي أن أجد رجلا مثاليا يحبني مثله."واتسعت عيناي في لحظة.رامي هو حب ياسمين الأول؟ولكن قالت إنني أول رجل في حياتها عندما كانت في علاقة الحب معي.وقالت إنها صفحة بيضاء وتريد أن أحرص عليها.فوافقت وكنت أطيعها في كل شي
Read more

الفصل 6

ودعت زواجي الذي استمر خمس سنوات برسالة واحدة.لم أعد أشعر بالحنين، ولن أنظر إلى الوراء.من الآن فصاعدا، سواء في الحياة أو الموت، الغنى أو الفقر، لن يكون لي أي علاقة بالرئيسة التنفيذية ياسمين من مجموعة الفارسي.لكن بمجرد أن وضعت قدمي خارج الباب، شممت رائحة غريبة."يبدو أن شيئا ما يحترق؟"كوني رجل إطفاء، شعرت بالانتباه فورا.تتبعت الرائحة للتحقق، ورأيت الدخان يتصاعد من شق باب إحدى الغرف بالفعل."هذا سيء! هناك حريق!"تغير لون وجهي بحدة حالا، حملت طفاية الحريق بجانبي وبدأت أكسر الباب بعنف.بان!بان بان!ركلة واحدة، ركلة ثانية...بعد خمس ركلات متتالية، تمكنت أخيرا من فتح الباب.اجتاحني رائحة الاحتراق القوية والحادة في لحظة.كانت ألسنة اللهب تتلألأ داخل الغرفة، الحريق لم يكن كبيرا، لكن لو ترك الأمر بدون التدخل فيه، سيكون خارج السيطرة بالتأكيد!لم أتردد لحظة، أزلت فتيلة طفاية الحريق باحتراف، واندفعت داخل الغرفة لإخماد الحريق.كان السرير الكبير داخل الغرفة هو الذي يحترق.عندما دخلت، رأيت امرأة فاتنة بجمالها، عيناها نصف مغلقة من السكر، جسدها الأبيض ممشوق وتغطيه روب حمام فقط، كانت جالسة على السر
Read more

الفصل 7

عندما رأيت نظرة الخوف في عيني ندى، علمت أنها لا تجرؤ على الموت اليوم بالتأكيد م، فشعرت براحة في قلبي.لكن من يدري أن هذه المرأة ما زالت عنيدة وقالت: "إذا ذهبت، سأقفز من هنا وأموت."أجبت عنها رافعا حاجبي بلا تردد: "إذا كنت تريدين القفز، فافعلي. لكنني لا أتحمل المسؤولية. ومع أن هذا الارتفاع ليس كافيا، إذا لم تموتي من السقوط، ماذا لو أصبحت مشلولة بالكامل؟""أوصيك أن تشتري حقيبة بلاستيكية أولا، ثم اذهبي إلى السطح، وضعي الحقيبة على رأسك بإحكام، ثم اقفزي لتتأكدي من أنك ستموتين تماما.”"أنت!"غضبت ندى بشدة، وحدقت في بغضب، لكنها لم تستطع إلا أن تسأل: "لماذا يجب أن أضع الحقيبة على رأسي؟””كيلا تسببي التعب لعمال النظافة، فتسقطين على الأرض وتتبعثر أجزاء جسمك، وسيضطرون لتنظيفك.""عادل، أنت بلا إنسانية تماما!”عندما تخيلت ندى هذا المشهد، أغلقت عينيها على الفور خوفا، وبدأت تسبني بشدة.رؤية رد فعلها هذا جعلني أكثر يقينا بأنها لا تجرؤ على الموت، فاطمأنت نفسي تماما."حسنا، أعطيني بطاقتي، يجب علي أن أذهب الآن، حضري نفسك للقفز."مددت يدي نحو ندى.لكنها رفضت وهزت رأسها قائلة: "لن أعطيك إياها، لماذا يجب أن
Read more

الفصل 8

"هل تقول أنه جاء مرة واحدة فقط؟”"نعم، السيدة ياسمين.""أعطني بطاقة الغرفة الاحتياطية، سأصعد لأرى."بدون أن تقول شيئا، أخذت ياسمين بطاقة الغرفة الاحتياطية واتجهت إلى الغرفة مباشرة.صدرت صوت "دي" عند فتح الباب.فتحت الباب.كانت تريد أن ترى ما الذي يفعله عادل هذه المرة.بعد دخولها، نظرت ياسمين حول الغرفة، لكنها اكتشفت أن أدوات الحمام وملاءات السرير لم تستخدم أبدا.لم يكن هناك أي أثر لوجود شخص هنا.وهذا يثبت أن عادل لم يمكث سوى لحظة ثم غادر.إذا لماذا جاء هنا خصيصا؟هل جاء لأخذ حقيبته فقط؟بالطبع، لاحظت ياسمين أنه لا توجد أمتعة لعادل في الغرفة، لكنها اكتشفت اللاب توب الخاص بها على الطاولة."ها هو هنا.""وهذه رسالة أيضا؟"تقدمت ياسمين وأخذت الرسالة التي كانت ملقاة بهدوء فوق لابتوب.كان مكتوبا على غلاف الرسالة كلمتان "رسالة وداع".في هذه اللحظة، فهمت ياسمين فورا ما كان يفكر فيه عادل."عادل، لم تواصل معي لمدة أيام، وهاتفك مغلق، وتركت رسالة وداع ثم اختفيت، هل هذه هي خطتك الجديدة؟""ممل."عبست ياسمين وابتسمت بسخرية.لم تقم حتى بقراءة الرسالة التي تركها عادل، وألقتها في سلة المهملات.إن أردت ا
Read more

الفصل 9

بعد نصف ساعة، تلقت ياسمين رسالة من مساعدها."سيدة ياسمين، تم التحقيق، لم تحدث أي حرائق في المدينة خلال الأيام الماضية، لكن وقع حريق كبير في المنطقة الجبلية الغربية في وقت سابق.""كان الحريق خطيرا للغاية، ويقال إن فرق الإطفاء من القرى المجاورة قد استنفدت، وكانت الفرقة الثانية التي ينضم السيد عادل إليها قد ذهبت لدعم إطفاء الحريق منذ أيام."عند قراءة هذه الرسالة، تغير لون وجه ياسمين فجأة، وقامت من جانب السرير دون سيطرة على جسدها، وارتجفت خفيفا."هل تمت السيطرة على الحريق الآن؟ هل كانت هناك إصابات في الفرقة الثانية؟"كتبت ياسمين هذه الجملة بإصبع مرتجف، وضغطت على زر الإرسال.في هذه اللحظة، لم تكن ياسمين تعرف شعورها، لكن كان هناك شعور خانق يملأ قلبها."الحالة في الموقع غير واضحة بعد.""ومع ذلك، تمت السيطرة على الحريق في الأيام الأخيرة.""سيدة ياسمين، السيد عادل محظوظ، لا بد أنه سيكون بخير."نظرت ياسمين إلى رد المساعد، ثم أغمضت عينيها غير قادر على فعل شيء.كانت تعرف أن عادل اختفى منذ عدة أيام، وكان هاتفه مغلقا منذ ذلك الحين.كانت آخر جملة في رسالة عادل تخيفها أكثر، إنه كان في حالة نفسية سيئة،
Read more

الفصل 10

"عادل! يا وغد!""بأي حق تتركني هكذا وترحل؟"بعد ركوبها السيارة، لم تستطع ياسمين كبح مشاعرها المنهارة أخيرا، وانهمرت دموعها فجأة وكان قلبها مليئا بالظلم الشديد.عندما رأيت الأشخاص الذين يرتدون زي الإطفاء وهم مستلقون تحت الأغطية البيضاء بلا حركة قبل قليل، كانت تشعر بالخوف حقا.كانت تخاف من عدم العثور على عادل.وكانت تخاف من أن ترفع الغطاء وتجد عادل مستلقيا هناك أكثر.في تلك اللحظة، لم تستطع ياسمين الحفاظ على هدوئها، وكان قلبها يؤلمها كما لو كان مثقوما بالإبر.هل حقا مات عادل؟لم تكن تعرف، ولم تجرؤ على الاستمرار في النظر.كانت تظن أن سنوات من الاعتباد البوذي قد جعلت قلبها قويا بما فيه الكفاية.لكن في هذه اللحظة، انهارت ياسمين بلا استثناء.انخرطت في البكاء مثل طفل، وهي منحنية على عجلة القيادة.في تلك اللحظة، رن هاتفها في جيبها.قامت ياسمين بسرعة، وأخرجت الهاتف في غاية الحماسة."هل هو عادل؟"قد فكرت ياسمين بالفعل في تفسيرات لعادل.ربما كان اختفاؤه طوال هذه الأيام بسبب انشغاله في إطفاء الحريق، ولم يكن لديه وقت لإخبارها.وكان هاتفه مغلقا، ربما لأن البطارية نفدت في الجبال خلال الأيام الماضية.
Read more
PREV
123
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status