هل القوانين الصفية تحسّن سلوك الطلاب خلال الحصة؟

أذكر موقفًا حدث لي في مدرسة كان الصف فيه فوضويًا حتى وضعنا لائحة قصيرة من القواعد المرئية ووصلت النتائج سريعًا. القاعدة لم تكن طويلة: الاستماع عندما يتحدث الآخر، رفع اليد لصياغة سؤال، العودة إلى المهمة بعد الاستراحة. المهم كان أن القواعد صيغت بصورة إيجابية ومُعلنة في لوحة كبيرة، ومع ذلك لم تكن وحدها كافية.

التغيير الحقيقي حصل عندما طُبقت القواعد بثبات وكانت مصحوبة بشرح لسبب كل قاعدة ونتيجة منطقية إن لم تُحترم. كذلك لاحظت أن تشجيع السلوك الجيد أعطى دفعة أكبر من العقاب في كثير من الأحيان — كلمة تقدير بسيطة أمام الزملاء أو نظام نقاط صغير أعاد تركيز المجموعة بدون إحراج أحد. خلاصة التجربة أن القوانين فعّالة، لكن بشرط أن تكون معقولة، واضحة، ومصممة لبناء مهارات وليس لإثبات سلطة فحسب. هذا ما جعل الصف يعود لطبيعته ويُصبح مكانًا يمكن فيه التركيز على التعلم بدلاً من السيطرة.

الهدوء في الصف لا يأتي صدفةً، بل هو نتيجة مزيج من توقعات واضحة وطريقة تعامل الناس مع بعضها.

كنت أراقب فصولًا مختلفة لسنوات، ورأيت أن القوانين الصفية عندما تُصاغ ببساطة وتُعلّم بوضوح تُحدث فرقًا كبيرًا في تسيير الحصة. القاعدة الأساسية بالنسبة لي ليست عدد القواعد، بل وضوحها: ما الذي يتوقعه المعلم عند دخول الطلاب؟ كيف نطلب الانتباه؟ ماذا نفعل إذا احتجنا إلى مغادرة الصف؟ هذه الأشياء الصغيرة تقلل من الاحتكاك وتمنح الجميع إطارًا للعمل. عندما يعرف الطلاب النتائج المنطقية لسلوك معين — وليست مجرد تهديدات غامضة — فإنهم يميلون إلى اتباعها أكثر.

مع ذلك، لا أؤمن بقوانين قاسية تُفرض من أعلى دون مشاركة. أكبر المشاكل التي رأيتها هي قواعد تُعاقب ولا تُعلّم؛ قوانين تركز على العقوبة بدلًا من بناء مهارات التعاطي مع السلوك. هنا تفشل القواعد لأنها تُشعر الطلاب بأنهم مجرد أطراف يجب التحكم بها. أفضل ما جربته هو إشراك الطلاب في وضع بعض الاتفاقيات: يسمح لهم ذلك بفهم السبب وراء القاعدة ويزيد من إحساسهم بالملكية والالتزام. أيضًا، الاتساق مهم جدًا — قاعدة جيدة بلا تطبيق ثابت تصبح مجرد ورقة ملقاة.

في الخلاصة، القوانين الصفية تحسّن السلوك بشرط أن تكون قليلة ومحددة، مُعلَّمة صراحة، ومُطبّقة بعدل، ومعززة بمحادثات تستهدف بناء مهارات (مثل إدارة الوقت والاحترام المتبادل). عندما تُدمج هذه القواعد مع علاقة مبنية على الاحترام والإنصاف، تبدو الحصة أكثر انسيابية والطلاب أكثر قدرة على التركيز والتعلّم. هذا ما لاحظته مرارًا، ومن تجربتي أفضّل قواعد تُشعر الجميع بأنهم شركاء في خلق بيئة مناسبة للدرس.