Share

الفصل 118

Author: شاهيندا بدوي
كانت فاطمة تستمتع بالتقليل من شأن نور، لتشبع إحساسها بالتفوق.

كانت نور حزينة ومكسورة القلب، وهذا زاد من رغبتها في الانتقام بشكل كبير.

حين رأت تعابير وجه نور الباهتة وشحوب ملامحها، ارتسمت على شفتيها ابتسامة انتصار، وتغيرت نظرتها ولم تعد تزعجها.

تكرار الكلام لن يضيف شيء، فهو مجرد مضيعة للوقت.

كان كلام فاطمة منطقيًّا.

فالفيلا تسكنها امرأة أخرى الآن.

لكن سمير الذي تعرفه نور، رجل يعرف حدوده، ولا يغازل النساء بسهولة في الخارج.

لقد رفض ديما بسرعة، لكنه لم يرفض روزالين، بل جعلها تسكن في الفيلا، ألا يجعله هذا يبدو هذا كمن يخفي عشيقته في قصره؟

سمير متأكد أن روزالين هي المرأة التي قابلها تلك الليلة، بالإضافة إلى أن تلك كانت مرَّتها الأول، فكانت ضعيفة للغاية، وتحتاج للحماية، وهذا يجعله يحمل مشاعر مختلفة تجاهها.

وربما يشعر أنها تختلف عن باقي النساء.

هل لم يعد إلى المنزل منذ أيام بسبب وجوده عند روزالين؟

لم تكن نور تفكر بهذا الشكل في السابق.

لكن كلام فاطمة أثار فوضى في عقلها.

ظلت في داخلها عقدة لم تُحل بعد، فطالما لم تفسر لسمير أنها ليست من جلب روزالين، فلن تتوقف عن التفكير في مقابلته.

أرادت نور أن
Continue to read this book for free
Scan code to download App
Locked Chapter

Latest chapter

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل893

    هزّت نور رأسها، وقالت: "كيف تأخذني للخروج، وأنت لديك أمورك الخاصة لتديرها. لا أستطيع أن أؤثر عليك سلبًا أكثر من ذلك".كانت حرية سمير محجوزة بسببها، لذلك رغبت نور في أن يبقى في صفوف الجيش، أما هما، بالأيام أمامها كثيرة."يا غبية، كيف يمكن أن تؤثري عليّ؟ بل هذا بسببي… آسف. ربما لم أكن قويًا بما فيه الكفاية، ربما كنت غافلًا، لم أحمكِ كما ينبغي، ولذلك أصابك الأذى".عبرت لمعة من الحزن في عينيه، وكان صوته أكثر خفوتًا وخشونة.شعرت نور بالألم، لم تتوقع أن يعتذر لها سمير مرة أخرى.وضعت يدها على شفتيه، وقالت: "لا تكرر هذه الكلمات. سمير، أنا أعلم كل شيء. سأصحب لاشين وعزة للعودة أولًا".ولكن من كان يتوقع، أن لاشين وعزة كلاهما لا يرغبان في العودة.عزة هنا كجندية، وكانت تستمتع بحياتها الحالية، ولاشين… على الرغم من أن تواصله مع نور قليل، إلا أنه شعر بالسكينة والهدوء بوجودها.وبطبيعة الحال، يجب احترام رغبتهما في البقاء.لكن بالنسبة للاشين، شعرت نور أن من الضروري محاولة إقناعه، فذهبت تبحث عنه لتشرح له."لا أعلم لماذا لا تريد العودة، لكن لديك عائلتك في الدرعية. وقد اشتاقوا لك كثيرًا عندما رحلت".كانت فك

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل892

    ما لم تستطع نور قوله، كان سمير قادرًا على فهمه.أمسك وجنتيها برفق، قبَل شفتيها بشدة، كأنه يريد أن يدمجها بداخله.لكن في اللحظة الحرجة، أطلقها برفق."استرخي هنا لبضعة أيام، سأرتب كل شيء قبل أن تذهبي.""حسنًا."تنفست نور بعمق، وهي تراقب سمير وهو يغادر الخيمة.كان عليه القيام بترتيبات إضافية، لكنه أرسل قوات من أجلها، وبالرغم من أن هذا التصرف جعل قبيلة العزبي تطيع الأوامر، لكنه تلقى عقوبة.تم إيقافه مؤقتًا وحجز حريته لثلاثة أيام.لم يكن باستطاعته شرح ذلك لنور، فكان عليه أن يرسل طارق ليشرح لها الموقف.كانت نور قادرة على فهم سمير.لكنها لم ترَ بعد عزة."أين عزة؟" سألت نور بلا وعي.أجاب طارق بصدق: "عزة في خيمة أخرى، هي الآن بخير، ولا تقلقي. سمير جعلها من الجنود، لتتمرن بينهم، ومن خلال الذاكرة العضلية تسترجع بعض الأمور.""خذني لأراها.""حسنًا."قادها طارق لتذهب وتراها.بعد دقائق، رأت نور عزة، وهي في ساحة عشبية واسعة، تحمل المجرفة وتزرع الأرض."عزة!" ناداها طارق، فوضعت عزة المجرفة على الأرض وركضت نحوه.رغم أن عزة لا تتذكر أي شيء عن ماضيها، وكان ذهنها فارغًا تمامًا، إلا أنها شعرت باهتمام الغير م

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل891

    "نادني بنور."في السابق، كان آيلين مجرد لقب، ولم تكن قد تكلَّمت كثيرًا مع حازم ، ولم تكن تعرف أن آيلين هو اسم ابنة فرعون.لكن الآن، بعدما عرفت، شعرت بغصة قوية من العجز تتسلل إلى قلبها.قال حازم بهدوء وهو ينظر إليها: "لقد كنت دائمًا أناديكِ آيلين. منذ أن تعرفت عليكِ، كنتِ آيلين، ورغم أنك الآن تُسمين نور، إلا أن ماضيكِ لا يمكن لأحد تغييره. نحن البشر، هناك الكثير من الأمور التي لا نملك اختيارها، لكن علينا أن نعرف كل شيء عنها بشكل كامل".نعرف كل شيء عنها بشكل كامل؟حاولت نور أن تبتسم، لكنها لم تستطع."أعرف فرعون، وأعرف أتباعه، وما يفعلونه من القتل والحرق والنهب، وكيف جعلك على هذه الحال! كل ذلك من أجل رغباته الخاصة!"عادت مشاهد الماضي لتظهر في ذهن نور، كل مشهد يمر أمام عينيها كفيلم سينمائي.لم تستطع تصور كيف عاشت آيلين، أي هي نفسها سابقًا، داخل قبيلة العزبي. شعرت بالإرهاق."حازم، أشعر بالتعب قليلًا، أريد النوم. أيقظني عندما يعود سمير." أخبرته، ثم استلقت مرة أخرى على سرير المعسكر.ظل حازم صامتًا بجانبها، حتى كان يقوم بتحريك المروحة عليها بخفة، حرصًا على راحتها....بعد ساعة، عاد سمير مسرعًا

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل890

    كانت نور أول من رأى ذلك الظل.وقف عند فتحة الخيمة، يغمره ضوء الغروب، وكأن جسده كله محاط بهالة ذهبية جميلة.لاشين!دفعت نور تلقائيًا حازم جانبًا، ونهضت، محاولةً السير نحو لاشين، لكن قدماها كانتا وكأنهما مثقلتان بالرصاص."لاشين..." همست نور بصوت خافت، بينما ظل حازم بجانبها، خوفًا من أن تتعثر أو تقع.لاحظ لاشين نور أيضًا، فقد سمع آخر مكالمة أُجريت مع سمير، والتي ذُكر فيها اسم نور، فتتبع أثرها حتى وجدها.كما في ذاكرته، كانت نور فتاة فائقة الجمال.مرّت في ذهنه لمحات سريعة من ذكريات لم يستطع الإمساك بها أو تفسيرها.لاحظت نور في عيني لاشين وضوحًا وهدوءًا، ولم تنس المشهد الذي كانت تبحث فيه عنه في معسكر العبيد سابقًا.لاشين قد نسي الماضي.التفتت نور نحو حازم وهي تمسك به: "حازم، هل هناك طريقة لمساعدته على تذكر ذكرياته السابقة؟"إن نسيان الشخص لماضيه يعني أن حياته كلها تصبح صفحة بيضاء.شعرت نور أن نسيان لاشين لها يمكن أن يُغتفر، لكن نسيانه لعائلته وكل تجاربه السابقة أمر قاسٍ جدًا عليه."سأنظر في أمره."كان ذلك طلب نور، وكان حازم مستعدًا لتنفيذه.أما لاشين، فلم يرحل، لأنه وجد نور، وشعر أنه حتى لو

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل889

    "جسدك الآن ضعيف جدًا، ولا أعلم أي نوع من العقاقير استخدمه إيهاب عليك. أنت قضيت أعوامًا في المختبر، فاهتمّ بجسدك بنفسك."ترك همام هذه الكلمات، وكان على وشك المغادرة.لكنه لم يجب فرعون بعد، ولم يخبره عن مكان نور.كان شعور الثقل في قلب فرعون قويًّا، وتساءل: "هل حدث لها مكروه؟"وفي تلك اللحظة، بدأ القلق ينساب في أعماقه."هل ما زلت تتذكر حازم؟" كان همام على وشك المغادرة، لكن كلمات الفرعون أوقفته، فأدار رأسه ونظر إليه.نظر الفرعون بثقل في وجهه، وقال: "هو أعظم أعمالي، بالطبع أتذكره".لقد تم تحويل حازم إلى إنسانٍ دوائي، ومع أنه هرب، ظلّ الفرعون يبحث عنه، لكن بسبب الحروب الطويلة لقبيلة العزبي، استطاع إرسال جزءٍ صغير من قواته فقط للبحث عنه.ارتسم التجهم على جبين الفرعون، وقال: "هل حوّل حازم انتباهه الآن إلى آيلين؟ وماذا عن المرأة التي انتحلت شخصية آيلين؟""ينبغي أن تشكر آيلين مختلفة عنك لأنها مختلفة عنك، فهي أنقذت حياتها الآن. عندما أشعل إيهاب التمرد، أخذ حازم آيلين وهرب بها."كان الآن واضحًا أن نور هي آيلين، ولذلك تغيرت طريقة مناداته لها. خصوصًا أمام فرعون!قال فرعون، بصوتٍ خافت فيه غصة: "أرسل

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل888

    لم يرد سمير على الفور، وبعد ثوانٍ قليلة، بدأ يتحدث ببطء: "القرار يعود لنور في هذه المسألة".لم يعر همام أي اهتمام أكثر لسمير.واتجه نحو فرعون. استغل همام فقدان فرعون لوعيه، وخلع القناع عن وجهه، فرأى على وجهه ندبة طويلة.هذه الندبة، لم يرها همام إلا مرة واحدة في طفولته، ومنذ ذلك الحين، كان فرعون يظهر دائمًا بالقناع.جمع همام جميع الأدوية التابعة لقبلية العزبي، وكل من في المختبر، وكان لديه فكرة واحدة فقط: أن يجعل فرعون يستيقظ بسرعة.بعد ثلاث ساعات، استعاد فرعون وعيه أخيرًا.كان معتادًا على ارتداء القناع لفترات طويلة، فكان يستطيع الاحساس بوجود أو عدم وجود القناع على وجهه.صاح بغضب: "أين إيهاب؟"وثق به تمامًا، لكنه خان الثقة. بل وخلع قناعه!همس همام بسخرية: "ما زلت تريد رؤيته؟ أليس هناك أحد آخر بجانبك؟"توجه فرعون نحو الصوت، فرأى همام سالمًا، فتنفس الصعداء قليلًا، وقال: "وأين آيلين؟"لم ينسَ ابنته.ابتسم همام بسخرية: "هل تقصد ابنة إيهاب، أم ابنتك الحقيقية؟"لم يكن فرعون غبيًا، فهم على الفور؛ لقد استبدل إيهاب ابنته الحقيقية بآيلين.ظهرت طبقة من الضباب في عيني فرعون: "أتعرف أين آيلين؟"أشار

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status