Share

الفصل417

Author: شاهيندا بدوي
شعرت عائشة بالظلم، فقالت: "لكنك لست مضطرةً لتحمّل كل هذا الذلّ. لكن لا حيلة لنا أيضًا، فأميرة طُرقها كثيرة، لكن ما دامت بهذه القدرة، لِمَ لم تلجأ إلى غيرك ليوصلها إلى سمير، بدلًا من أن تُزعجكِ هكذا؟"

أجابت نور: "لم ترد إلا أن تُريني قوَّتها، لتعلّمني أنه لا يقوى أحدٌ على عصيانها في هذا القسم!"

سألتها عائشة بفضول: "نور، ما قلتِه قبل قليل… أنكِ زوجة سمير، أهو صحيح؟"

بدأت تصدّق كلمات نور.

ترددت نور لحظة، أغلقت هاتفها وقالت: "نعم، لكن لن أكون كذلك قريبًا".

"هيا بنا، علينا العودة."

تركت عائشة في ذهول، ووقفت تحمل حقيبتها.

كان عليها أن تفكِّر في حلٍ يُرضي جميع الأطراف.

لم تفهم عائشة، قالت نور نعم ثم نفت الأمر، ولم تُدرِك السبب.

لم تُزِدْ نور في الشرح، فلم تَكثر عائشة في السؤال.

عادتا إلى المكتب.

فوجدتا أميرة وتابعاتها قد بدأن الاحتفال مبكرًا.

قالت إحداهن بحماس: "هل حقًّا حجزتِ موعدًا مع سمير يا أخت أميرة؟ كنتُ واثقة من أنكِ ستنجحين!"

وقالت أخرى في لهفة: "ومتى اللقاء؟ وماذا علي أن أجهِّز؟ لم ألتقِ مثل هذه الشخصيات من قبل، هل أستطيع أن أقف إلى جانبكِ أثناء المقابلة؟"

أجابت أميرة بتكبُّر: "ستك
Continue to read this book for free
Scan code to download App
Locked Chapter

Latest chapter

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل438

    "سميـ..."اقتربت نور بخطوات هادئة، وهمّت أن تناديه، لكن سمير استدار وهو ممسك بهاتفه، لم يلحظ وجودها، وتابع طريقه قائلًا: "أغلقوا كل الأخبار، لا تدعوا أحدًا يعرف بحالة شهد الصحية، فسيكون لهذا تبعات سلبية..."مرّ بجانب نور وكأنها هواء، وتعمّق في حديثه.وفي تلك اللحظة، شعرت نور بوخز في قلبها.كانت قلقة على دعاء، لكن يبدو أن قلب سمير كله منشغل بشهد.يخشى أن تتأثر مسيرتها الفنية.حاولت طرد تلك الأفكار، لكنها رأت كل شيءٍ بأم عينيها، وترك ذلك بذرة صغيرة في أعماقها.رأت انشغال سمير البالغ بشهد، لا بد أنه قلقٌ للغاية، فلم تجد أنه من اللائق أن تسأله، لذا اتجهت إلى المكتب.هناك ستسمع الحقيقة دون زيادة أو نقصان.وحين سألت الطبيب عن حالة شهد، أخبرها أنها مصابة بفقدان سمع كامل في كلتا أذنيها، لا تسمع شيئًا.كانت نور تعرف أن شهد فقدت صوتها من قبل، ولم تعد قادرةً على الغناء.وأن إحدى أذنيها أيضًا ضعيفة.لكن كيف تفاقم الأمر إلى كلتا الأذنين؟قال الطبيب: "إن أذنيها كان من الممكن شفاؤهما تمامًا، فقد استدعى سمير أفضل الأطباء لعلاجها." وكانوا واثقين من أنها ستُشفى بنسبة مئة بالمئة.حتى لو لم تستعد حبالها

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل437

    رأى سمير الفوضى تشتد، فجذب دعاء محاولًا كبح اندفاعها: "ماذا تفعلين يا عمتي؟ دعيها فورًا!"لكن دعاء أبعدت يده بعنف: "لن أدعها! سأمزق قناعها اليوم، لأريكم حقيقتها جميعًا، هذه المرأة تكذب، لم تفقد سمعها قط!"صرخت شهد بأعلى صوتها: "آآآه". "كلكم تتمنون موتي! حسنًا، سأموت الآن!" وبينما كانت الأيدي تتشابك، دفعت الجميع. واندفعت مباشرةً نحو الجدار.ارتطم رأسها فورًا بعنف، حتى سال الدم، ثم هوَت أرضًا فاقدة الوعي.اتسعت عينا نور، شحب وجهها من الفزع، وتراجعت خطوة إلى الوراء.تجمدت دعاء في مكانها، لم تتوقع أن تقدم شهد على فعل ذلك.ساد الصمت لحظات. لم يدرك أحد ما جرى.صرخت المساعدة مفزوعة: "أخت شهد! أنتم جميعًا جلاّدون! أنتم من دمّرها!"لم ينطق سمير بكلمة، بل أسرع وحملها بين ذراعيه: "أسرعوا، نادوا الطبيب!"اندفعت المساعدة تركض في الممر طالبةً النجدة.وصل الأطباء على عجل، وأسرعوا بنقلها إلى غرفة الطوارئ.استعاد المكان هدوءه بعد دقائق من الفوضى.وقف الجميع في الخارج ينتظرون.لم تتوقَّف المساعدة عن البكاء.بينما ظل وجه سمير غارقًا في الكآبة وهو يجري اتصالاته.جلست دعاء وقد برد غضبها، تحدّق عبر الزجاج

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل436

    مال رأس شهد، وسقطت من السرير أرضًا.كان سقوطها عنيفًا، لدرجة سماع صوت ارتطام عظامها بالأرض، وبدت في هيئة مزرية وهي ملقاةٌ على الأرض.كان سمير ينوي دفعها بعيدًا، لكن دعاء سبقته، ولطمتها على وجهها.وحين رأى وجود دعاء، قال بصوت عميق: "عمتي، ماذا تفعلين هنا؟"لم يهبّ لمساعدة شهد سوى مساعدتها، إذ هرعت ترفعها.أجابت دعاء ببرود: "ماذا أفعل؟ أصفع عشيقتك، ألا ترى؟"دمعت عينا شهد بغزارة، ظلت ساكنة لا تتحرك، واهنة كأنها عاجزة عن الحياة.قطّب سمير جبينه، ثم جذبها من على الأرض وقال: "إنها مريضة، جئت لأطمئن عليها فحسب".ردّت دعاء بعدم اقتناع: "ومن تكون لها حتى تأتي لزيارتها؟ إنها تتصنّع المرض لتستدرّ شفقك، وأنتَ تنخدع!"قال سمير: "أنا مديرها، وحتى لو كانت تتصنّع، وجب عليّ الحضور". لم يرَ في ذلك أي شيء مخل، لكنه اعتبر تصرّف دعاء متعجرفًا.صرخت دعاء: "لا أصدق أنها مريضة! تصاب بالمرض كلما صادف وجودك في المستشفى؟ هذه المرأة تجيد التمثيل، ألم تفز بجوائز عليه؟ أسهل شيءٍ يمكنها أن تقوم به هو أن تمثِّل عليك!"ثم وقفت متشابكة الذراعين، وحين وقعت عيناها على شهد، عاد الغضب يتأجج فيها.قالت المساعدة تدافع عن شه

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل435

    ارتجف بصر شهد قليلًا، ثم ابتسمت ابتسامة متكلّفة: "سمير، ما الذي تقوله؟ لا تكن باردًا هكذا، أرجوك. أنا خائفة، خائفة جدًا بالفعل!"وارتجفت يداها هي الأخرى.لكن سمير حرّر نفسه منها، وانطلقت من عينيه سهام باردة: "لو لم تكوني أنتِ من تعذبين نفسك، لما تأثّر سمعك. ادعاؤكِ الحرص على سمعتكِ يبدو كذبًا، فأنتِ لا تريدين مهنتكِ، بل تسعين فقط لتعذيب نفسك"."لو كان الوسط الفني سهلًا لهذه الدرجة، لأمكن للجميع أن يصلوا إلى مكانتك، بما أنكِ لا تثمّنينها، فلا بدّ أن أبحث عمّن يقدّر نفسه ليحلّ مكانكِ!" تابع سمير بكلمات قاسية، سواء سمعت أم لم تسمع، فقد أوصل ما يريد قوله، ولا يستطيع أن يهدر كل طاقته عليها.هو من رفعها إلى القمة.وهو قادر أن يُسقطها من على عرشها.أنهى كلماته وهمّ بالمغادرة بعزم.رأت شهد بروده، لم تعد في عينيه تلك النظرة الحانية كما في الماضي، فزاد فزعها، وأسرعت تعانقه من الخلف: "سمير، لا تذهب!"وفي الخارج، كانت نور تسير مع دعاء في الطابق الحادي عشر متجهتين في اتجاههما.مسحت دعاء أنفها بمنديل وقالت: "قلت لكِ ألا ترافقيني، لكنك لم تسمعي الكلام ونهضتِ من السرير."ابتسمت نور وهي تتشبث بذراعها:

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل434

    رأت سمير، فارتسمت الدهشة في عينيها، وانهمرت الدموع من عينيها قائلة: "سيد سمير، أخيرًا رأيتك".رفع سمير رأسه، فرأى المساعدة بوجهٍ تعلوه الكآبة، وعرف أنها مساعدة شهد، فأطفأ سيجارته وألقاها في سلة المهملات قائلًا: "ألم يعد هناك أحد في الشركة؟"أنشأ شركةً ترفيهية وهو المسؤول عنها، لكن كان هناك مديرٌ تنفيذيٌ أيضًا. كل الأمور هناك لها من يتولاها.قالت المساعدة: "مهما كثر الناس في الشركة، لا تحتاج الأخت شهد سواك، وأنت لا تردُّ على اتصالاتنا أبدًا".لم يشأ سمير أن يسمع المزيد من الكلام، فزمّ جبينه وقال: "هل هناك أمرٌ آخر؟"مسحت المساعدة دموعها، لكن الدموع انهمرت دون توقف: "الأخت شهد عاودها المرض القديم، كان لديها بالأمس إعلان، لكنها ألغته لأنها لم تعد تسمع. أهي ستصاب بالصمم؟ إن لم تَعُد تسمع، كيف ستمثل؟ عجزت قبلًا عن الغناء، والآن حتى التمثيل لن تعود قادرة عليه! ألن تنتهي حياتها المهنية هكذا؟ كيف ستتحمَّل مثل هذه الصدمة؟".سمع سمير ذلك، فرفع رأسه مجددًا، وازداد وجهه صرامة وهو يقول: "فقدت سمعها بالكامل؟"أومأت المساعدة برأسها.أحضر لها سمير أمهر الأطباء ليعالجوا سمعها. وقالوا له إنها إن أحسنت

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل433

    وُضعت الوجبات في علب حرارية. فيما كانت وجبة الحوامل التي جلبها سمير من إعداد طهاة فندق خمس نجوم.لكن دعاء لم تُعرها أي اهتمام، بل دفعتها جانبًا، وفتحت علبها قائلةً: "حساء الشبوط جيد للحوامل، وهذا عصيدة كبد البقر لتقوية الدم، أما هذا فخُطاف الغنم مع فول الصويا..."أخذت تُعدّد الأصناف بصوتٍ مسموع، وكأنها تريد للجميع أن يسمعها، ثم التفتت إلى سمير وقالت: "هذه أول مرة تُصبح أبًا، عليك أن تتعلم كيف تعتني بالحامل، فلاحقًا سيكون عليك العناية بالطفل أيضًا. تجنّب تمامًا إعطاءها الأطعمة المنشطة للدورة الدموية، فهي قد تؤدي إلى الإجهاض..."استمرت دعاء في حديثها، فقطعها سمير قائلًا: "هي زوجتي، وأعرف كيف أعتني بها".ردّت دعاء بغير تصديق: "أنت لا تعرف شيئًا! كيف تترك زوجتك ترهق نفسها بالعمل هكذا؟ أي عنايةٍ هذه؟ نور الآن في وضعٍ يستوجب الراحة التامة، ولا يجب أن تعود إلى العمل، أفهمت؟ ليس لديك أدنى خبرة في هذه الأمور!"ألقى سمير نظرة على نور، ثم على بطنها، وقال بصوتٍ هادئ: "يمكنها ألا تعمل بعد الآن".خشيت نور أن يتحول الأمر إلى مشادة بينهما بسببها، فبادرت تقول بلطف: "عمتي، اجلسي من فضلكِ، أشعر بالجوع و

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status