Share

الفصل 348

Author: خوا مينغ
ظهرت الدهشة على وجه نانسي، بينما خيمت سحابة من الحزن في عينيها، "يحتاج كل هذا الوقت؟ كنت أريد أن أسعد الصغار."

أمسكت يارا بيدها بلطف: "نعم، سيستغرق وقتًا طويلًا، فلنذهب للراحة الآن، حسنًا؟"

كان عليها أن تصحب العمة نانسي إلى الشركة غدًا، فلا ينبغي أن تسهرا كثيرًا.

تطلعت نانسي إليها بنظرة تملؤها الرجاء: "يا يارا، الطبيبة هاندا قد رحلت، لا أريد أن أنام وحدي."

ابتسمت يارا: "حسنًا، يمكنكِ النوم معي."

في الحال، أشرق وجه نانسي بابتسامة عريضة بينما أمسكت بيد يارا بحماس: "رائع! فلنصعد الآن!"

العاشرة مساءً في المقهى.

جلست سارة بنظاراتها الشمسية مع الصحفي في غرفة خاصة.

ارتشفَت قهوتها ببرود: "الأمر ببساطة كما أخبرتك."

انهمك الصحفي في كتابة الملاحظات على حاسوبه: "آنسة سارة، دعيني أراجع المعلومات معكِ مرة أخرى، والدة رئيس شركة م. ك السيد طارق كانت تعمل في السلك الدبلوماسي، وبعد زواجها من السيد أنور، حاولت إغواء الابن الأكبر.

مما أجبره على ابتلاع الإهانة والهجرة للخارج لأكثر من عشر سنوات."

وضعت سارة فنجان القهوة بعصبية وقالت: "أين الجزء الجوهري الذي أغفلته؟"

قال الصحفي وهو يبتسم: "آنسة سارة، لا داعي
Continue to read this book for free
Scan code to download App
Locked Chapter

Latest chapter

  • استقلت، فبحث عني في كل مكان   الفصل 380

    التفتت سارة بغضب، وكانت على وشك أن تسأل عن هوية القادم، عندما انفتح الباب فجأة.ظهرت ليلى في المدخل، عابسة الجبين: "كم أنت متمرسة في التظاهر بعدم السماع! الجد ناداكِ عدة مرات!"تحولت تعابير وجه سارة فورًا، وارتدت قناع اللطف: "آسفة، كنت على الهاتف ولم أسمع. هل يريد الجد رؤيتي؟""ألا يجوز له ذلك؟" قالت ليلى باستنكار.تقدّمت سارة مبتسمة: "بالطبع، لنذهب إليه الآن.""لا حاجة!"عقدت ليلى ذراعيها بوقاحة، وحاصرت الممر: "علينا أن نتحدث أولًا."أدركت سارة التحدي، فكتمت غيظها: "هل تريدين التحدث معي؟""أجل!" أشارت ليلى للأريكة: "ألا تدعيني للجلوس؟"تنحّت سارة جانبًا: "تفضلي."دخلت ليلى بتبختر، وجلست متربعةً كالملكة.لمعت نظرة ازدراء خاطفة في عيني سارة قبل أن تزيّن وجهها بابتسامة زائفة: "تحدثي.""لماذا خدعتِ طارق؟" سألت ليلى بصراحة جارحة.ارتجفت سارة للحظة: "كيف خدعته؟"سخرت ليلى: "ألا تعرفين؟ المشاعر والأطفال! لا تظني أننا لا نعرف الحقيقة!""آه هذا..." حاولت التبرير، "كنتُ أحبه كثيرًا فغلبتني مشاعري.""استحققتِ ما حدث!" همست ليلى بكلام غير مسموع."ماذا؟" لم تسمع سارة بوضوح."لا شيء!" قالت ليلى، "ب

  • استقلت، فبحث عني في كل مكان   الفصل 379

    تحرّكت شفاه يارا، وكادت أن تتفوّه بعبارة بل تكرهك جدًا، لكنها في اللحظة الأخيرة استبدلتها بقولها: "نحن شخصان غريبان، لا مجال للحديث عن كراهية من عدمها.""أوه؟" بدا كمال مندهشًا، "هل يمكنني افتراض أنكِ لا تصدقين ما يُقال على الإنترنت؟""وما الفارق إن صدّقتُ أم لا؟" ردّت يارا، "لكنني حقًا أكره عائلتك."تغيّرت تعابير وجهه، "كيف ذلك؟"فتحت يارا عينيها ببطء محدّقَةً فيه، "ألا ترى جروحي؟ كلها هدية من والدك!"لم يكن كمال على علم بالأمر، فتجعد جبينه، "هل يمكنكِ إخباري بما حدث؟"بعد تردد قصير، شرحت له يارا كيف أساء والدُه فهمها.عبّر عن أسفه، "أعتذر، والدي في سنّ متقدمة، وأفكاره قد تكون متطرّفة."لم تردّ يارا.بعد صمت قصير، تابع، "ألم يزركِ أخي الأصغر؟ على حد علمي، كانت بينكما علاقة مميزة.""حتى لو جاء، سنتشاجر فقط. لا داعي لذلك.""لكنكما في الماضي...""قلتَها بنفسك، في الماضي!" قطعته بحدّة، "إن تكرر ذكرُه، سننهي هذه المحادثة.""أعتذر، لم يكن ينبغي لي ذكر ذلك." خفض كمال نظره، "ففي النهاية، أنا هكذا بسببه أيضًا."ألقَت يارا عليه نظرة متفحصة: "ألا تكرهه؟"ابتسم بمرارة: "الخطأ أصلًا كان خطئي. يمكن

  • استقلت، فبحث عني في كل مكان   الفصل 378

    "هيا بنا!"أمسك سامر بكم طارق، وقال بشفتين مضغوطتين: "لنرحل من هنا!"عندما رأى هذا المشهد، أظلم وجه طارق تمامًا.وكأنه كان مخطئًا منذ البداية في اتهامه ليارا بقتل والدته!هل هي حقًا بهذه البراعة في التمثيل؟!تمثيلها يجعل حتى الأطفال يصدقون أنها كانت تقدم كل ما لديها لوالدته؟!إذن لماذا تركتها تركب العجلة الدوارة وحدها؟!سحب طارق نظره ببرودة، وترك الفيلا بوجهٍ كالغيوم السوداء.داخل السيارة.نظر سامر إلى والده بنظرة مليئة بخيبة الأمل."أمي لم تصعد مع الجدة لأني أخاف من المرتفعات! لو لم يكن لدي هذا الخوف، لكنّا جميعًا سقطنا ومتنا!"تقلصت حدقتا طارق فجأة.تخيل المشهد الذي وصفه ابنه في ذهنه.لكنه رفض التصديق!منذ أن نشرت وسائل الإعلام حقيقة تعرّض والدته للإهانة، فقد ثقته في يارا تمامًا!بعد يومين.تلقت يارا خبر نقل سامر إلى مدرسة أخرى.أما عن مكانه الجديد، فلم تكن تعلم شيئًا.لحسن الحظ، كان الصبي ذكيًا بما يكفي للتواصل معها عبر الهاتف.بعد يومين من الراحة، استعادت يارا بعض عافيتها وأصبحت قادرة على المشي.كانت ممتنة لأن الضرب لم يكسر أي عظام في جسدها.واقتصرت الإصابات على جروح من السوط حتى ت

  • استقلت، فبحث عني في كل مكان   الفصل 377

    في تلك اللحظة، كان الأطفال الثلاثة على وشك الذهاب إلى المدرسة بعد تناول وجبة الإفطار، عندما ظهر طارق فجأة أمامهم.تجمد الجميع في أماكنهم، حتى شريفة رمشت بعينيها في ذهول."السيد طارق..." نادته شريفة بصوت خافت.تجاهل طارق وجودها، وأومأ برأسه إيماءة خفيفة قبل أن يحوّل نظره إلى سامر. قال بصوت غائر: "سامر، تعال معي."تشبث الصغير بحقيبة ظهره، وضغط على شفتيه الصغيرتين رافضًا الحركة، بل وحتى حوّل نظره بعيدًا.تقاطبت حاجبا طارق، غير قادر على فهم تردد الصغير. في الماضي، كان يطيع على الفور، فما الذي تغير خلال هذه الأيام القليلة حتى أصبح عنيدًا هكذا؟"سامر!"انخفضت درجة حرارة صوته بشكل ملحوظ، بينما غطى السخط ملامحه الوسيمة."توقف عن الصراخ!" صاحت رهف بعينين محمرتين تحدقان في طارق، "في كل مرة تظهر تأخذ أخي بعيدًا، مع أنه ابن أمي أيضًا!"أغلق طارق عينيه قليلًا، "وماذا في ذلك؟ حضانته بحوزتي، ولي الحرية في تحديد مكانه!"ارتجفت رهف، لم تفهم تمامًا معنى كلماته، لكنها استشعرت بوضوح حدة ونبرة الرفض القاسية في صوته.قبضت أصابع رهف الصغيرة على طرف ثوبها، فقد تذكرت فجأة ما رأته في كاميرات المراقبة بالأمس، وك

  • استقلت، فبحث عني في كل مكان   الفصل 376

    ضحكت يارا بسخرية باردة: "طارق، فقط لأنني كنت بجانب أمك تشك أنني من فعل هذا؟أي نفع سأجنيه من هذا؟ مجرد متعة انتقامية عابرة؟!""أليس هذا صحيحا؟" رد طارق باستنكار."أنا لست غبية!" صرخت يارا: "بقدرتك الهائلة، ألا تستطيع كشف الفاعل الحقيقي؟ لماذا أخاطر باستعدائك لفعل شيء كهذا؟!"حدق فيها طارق بعينين كالصقر، يختبر ملامحها بحثًا عن أي أثر للكذب.لكنه لم يجد سوى البراءة.بصوت منهك، أكملت يارا: "لا سبب لي لأنتقم منك، فأنت لم تخطئ بحقي.""حتى عندما تخلّيت عني بسبب سارة قبل خمس سنوات، لم أحقد عليك.""كل ما أردته هو الابتعاد عنك، بلا أي تواصل!"اخترق كلماتها قلبه كسكين."حسنًا، حتى لو لم تكوني أنتِ المخططة، فلماذا تركتِ أمي تركب العجلة الدوارة وحدها؟!"خبا بريق عينيها، وهمست بصوت خافت مليء بالندم: "آسفة.""هل اعتذاركِ يمحو خطأكِ؟!" اندلعت النيران في عينيه: "وأنتِ تعلمين مرضها النفسي!""حاولت منعها! لكن العمة نانسي أصرت!""بينما كنتُ أبحث عن المسؤولين، كانت قد ركبت بالفعل...""أتظنين أني أصدق هذا الكلام؟!" قاطعها غاضبًا: "الميت لا يشهد، ألا تعلمين؟!"أمسكت يارا بملاءة السرير حتى ابيضت مفاصلها، ووا

  • استقلت، فبحث عني في كل مكان   الفصل 375

    دخل شادي غرفة الاستراحة المليئة بدخان السجائر، وجلس على الأريكة بجوار طارق.كان على وشك أن يسأل عن الأخبار، عندما لاحظ الكدمة على شفة طارق وعينيه المحمرتين من التعب.سكت شادي للحظة، ثم فتح زجاجة الخمر وسكبها في كأسه: "الشرب وحيدًا ممل جدًا، سأشرب معك."ورفع كأسه ليصطدم بكأس طارق الذي كان يمسكه بقوة.شرب كأسه دفعة واحدة، ثم سكب المزيد بصمت.راقبه طارق لبرهة قبل أن يسأل: "أتيت لتسأل عن يارا، أليس كذلك؟"نظر إليه شادي باستياء: "هل أبدو لك كشخص يهتم بالآخرين ويتجاهل معاناة صديقه؟"ابتسم طارق ابتسامة ساخرة: "بالطبع لا، لكنك ما زلت تشعر بالفضول.""طارق!" قال شادي وهو يعبس، "أعلم أن مزاجك سيء، لكن كلماتك القاسية تؤلمني!"وضع طارق الكأس على الطاولة، محدقًا في الفراغ بنظرة باردة: "لا أستطيع أن أسامحها على ما فعلته.""ما زلت تعتقد أن يارا هي من نشر ذلك الخبر عن العمة نانسي؟"مرر طارق أصابعه الطويلة على حافة الكأس: "نعم، ولا أفهم لماذا تركت أمي تركب العجلة الدوارة وحدها."صاح شادي: "حادث العجلة كان حادثا عرضيا بحتا! لا يمكنك أن تلومها على ذلك!"ألقى عليه طارق نظرة حادة: "لست أحمق إلى هذه الدرجة!"

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status