الفصل 25

ألن تذهب إلى الغرفة الأخرى؟هيا أسرع.

قالتها هند وهي تلتقط المنشفة بسرعة، تحاول تغطية جسدها بارتباك.

كانت هند مندهشة.

كان وجهه الوسيم يقترب منها ببطء، وانتشر نفسه الدافيء على وجهها.

لم تستطع إلا أن تغمض عينيها.

حتى وإن كنت مغمض العينين، يمكنك الشعور بالضوء أمامك.

لكن لم تأتِ تلك القبلة قط.

فتحت هند عينيها.

تراجع طارق بضع خطوات للخلف، وقال: “آسف، سأذهب للنوم في الغرفة الأخرى، استريحي"

وقف خلف الباب، أغمض عينيه محاولًا أن يتناسى المشهد في ذهنه .

كاد أن يقبلها.

لقد جن حقًا.

هو وهند علي وشك الانفصال ويمكنه أن يكون مع خلود قريبًا،كيف يمكنني أن أكون مع هند ....

كان يحاول أن يبرر لنفسه ويواسيها، أي رجل طبيعي كان سوف يثيره هذا الموقف، إن هذا رد فعل طبيعي.

فرك طارق جبينه.

......

تخدرت هند عند سماعها لصوت إغلاق الباب وتوقفت في مكانها.

كانت برودة الغرفة تغزو جسدها العاري.

سحبت الغطاء وغطت جسدها، وانكمشت إلى زاوية السرير، ودفنت رأسها فيه.

لكنها لم تستطع كبح الدموع التي انسابت بلا توقف، حتى تبلل الغطاء.

كان شكلها وهو يغادر ببرود كالصفعة على وجهها.

أظهر لها القليل من الحنان، وكانت غارقة فيه.

أرأيتِ؟ حتى وإن كنتِ تحت قدميه، فهو لا يريدكِ.

إنه مخلص حقًا لخلود.

أهانت نفسها مرة أخرى.

لابد وأنه يشعر كم هي رخيصة.

كما أنه لم يعتبرها زوجته على الإطلاق، بل اعتبرها مجرد لعبة يمكن الاستغناء عنها، ولم يكن يمانع في تدليلها عندما كان سعيدًا، ويسحقها عندما يكون غير سعيد.

مقارنًة مع خلود، فهي لن تحصل عليه أبدًا.

تذكري يا هند، لا تفكري مرة أخرى فيما هو ليس ملككِ.

ليتم الطلاق بسرعة.

هي لا تريد البقاء هنا، هي تريد الرحيل، تفتقد والدها.

أرادت أن تستقيل، أرادت الذهاب إلى مكان مليء بالجبال والأنهار، حيث يمكنها أن تلد طفلها بهدوء وتربيه حتى يكبر.

دوى صوت الرعد!

كان هناك رعد في الخارج.

استيقظت هند فجأة من حلمها، وكان قلبها ينبض بشدة.

نظرت بصمت إلى الظلام أمامها، وأخذت بعض الأنفاس، ومدت يدها لتمسح العرق عن جبينها.

ومضت أمام عينيها نار ودم ومشاهد لحظية، وكان عقلها مليئًا بمشاهد دامية لم تستطع التخلص منها.

وما إن تغمض عينيها حتى تسمع صوت الفرامل الحاد في أذنيها، وترى الدم يقطر من جسد والدها وعظامه مكشوفة.

صوت الرعد يدوي--

صرت هند على أسنانها، وهي ترتجف في كل مكان، وتشكل المزيد والمزيد من العرق على جبينها.

أصبح تنفسها أسرع فأسرع، وأصبحت الصورة أمامها ضبابية تدريجيًا.

ليس جيدًا.

أجبرت هند نفسها على النهوض من السرير وفتشت في الخزانات، وأخيرًا أخرجت دواءها في الظلام، وفكت زجاجة الدواء، وأخذت حبة دواء.

وبينما كانت على وشك أن تضعه في فمها، تذكرت فجأة أنها حامل بالفعل ولم تعد قادرة على تناول هذا الدواء.

وضعت هند الدواء مكانه، واستلقت على السرير، وتكورت مكانها.

سيكون الأمر على ما يرام. فقط انتظري وسيكون الأمر على ما يرام.

كان الرعد يدوي في الخارج، وكان البرق يضرب من وقت لآخر، وهو ما كان مخيفًا بشكل خاص في الليل الصامت.

وفجأة سمعت صوت الضغط على مقبض الباب في الغرفة.

كان الصوت ضعيفًا، لكنه واضح بشكل استثنائي في الغرفة الصامتة.

كان جسد هند كله مثل قطة تعرضت للصعق بالكهرباء، وأصبح جسدها كله يرتعش، ونظرت إلى الباب بحذر، وانكمشت في اللحاف، وكشفت إحدى عينيها ونظرت إلى الباب، وحبست أنفاسها، ولم تجرؤ على التحرك.

تم فتح باب الغرفة.

سار شخص طويل القامة نحو السرير الكبير.