Share

الفصل498

Author: زهرة الورداني
لم تُرِد روان أن تُطيل الحديث، فقالت: "لا تذكريه، إنه يجلب النحس."

نظرت شمس إليها وقالت: "هل أنتِ بخير يا أخت روان؟"

ارتسمت على وجه روان مسحة من الكآبة، واكتفت بقولها إنها بخير.

تبادلت جود وشمس نظرة سريعة، واتفقتا بصمت على عدم الاسترسال في السؤال.

أمسكت جود بذراع روان وهزّتها بدلال قائلة: "روان، قبل قليل غنّيت أغنية، لكن شمس قالت إنني خرجتُ عن اللحن. أنا غير مقتنعة! سأغنيها مرة أخرى، وأنتِ احكمي… هل كنتُ فعلًا خارج النغم؟"

كانت جود تتعمّد تغيير الموضوع لتُبعد روان عن التفكير بما حدث قبل قليل.

استعادت روان هدوءها، وابتسمت ابتسامة خفيفة: "حسنًا، غنّي لأسمع."

قالت جود بحماس: "حاضر!"

ولأجل أن تُضحكَ روان، تعمّدت جود أن تُغنّي بنبرة خارجة تمامًا عن اللحن، حتى تحوّلت الأغنية الجميلة إلى ما يشبه إلقاء شعر في الصفوف الابتدائية.

فهمت روان قصد جود، فشعرت بالدفء في صدرها، وضحكت بصوت عالٍ متجاوبة معها.

وبعد أن ضحكتا قليلًا، تبدّل مزاج روان وهدأت نفسيتها، بل وشربت كأسين من النبيذ الخفيف بعدما شجّعتها جود.

انتهى الحفل، وخرج الجميع معًا.

في الموقف الخارجي أمام النادي، اقترب رفيع بخطوات يملؤها القلق.

Continue to read this book for free
Scan code to download App
Locked Chapter

Latest chapter

  • بعد عودة حبيبة اللعوب القديمة، كشفت الوريثة المدللة عن وجهها الحقيقي   الفصل498

    لم تُرِد روان أن تُطيل الحديث، فقالت: "لا تذكريه، إنه يجلب النحس."نظرت شمس إليها وقالت: "هل أنتِ بخير يا أخت روان؟"ارتسمت على وجه روان مسحة من الكآبة، واكتفت بقولها إنها بخير.تبادلت جود وشمس نظرة سريعة، واتفقتا بصمت على عدم الاسترسال في السؤال.أمسكت جود بذراع روان وهزّتها بدلال قائلة: "روان، قبل قليل غنّيت أغنية، لكن شمس قالت إنني خرجتُ عن اللحن. أنا غير مقتنعة! سأغنيها مرة أخرى، وأنتِ احكمي… هل كنتُ فعلًا خارج النغم؟"كانت جود تتعمّد تغيير الموضوع لتُبعد روان عن التفكير بما حدث قبل قليل.استعادت روان هدوءها، وابتسمت ابتسامة خفيفة: "حسنًا، غنّي لأسمع."قالت جود بحماس: "حاضر!"ولأجل أن تُضحكَ روان، تعمّدت جود أن تُغنّي بنبرة خارجة تمامًا عن اللحن، حتى تحوّلت الأغنية الجميلة إلى ما يشبه إلقاء شعر في الصفوف الابتدائية.فهمت روان قصد جود، فشعرت بالدفء في صدرها، وضحكت بصوت عالٍ متجاوبة معها.وبعد أن ضحكتا قليلًا، تبدّل مزاج روان وهدأت نفسيتها، بل وشربت كأسين من النبيذ الخفيف بعدما شجّعتها جود.انتهى الحفل، وخرج الجميع معًا.في الموقف الخارجي أمام النادي، اقترب رفيع بخطوات يملؤها القلق.

  • بعد عودة حبيبة اللعوب القديمة، كشفت الوريثة المدللة عن وجهها الحقيقي   الفصل497

    ضحك وليد قليلًا وقال: "واضح… من ردّة فعلك أستطيع القول بإنك لم تكسبها."ألقى رفيع ورقة طرنيب بلا أي تعبير على وجهه وقال ببرود: "وأنت؟ متى تنوي العودة لخزامى ومصالحتها؟"وما إن خرجت الكلمات من فمه حتى تجمّدت الابتسامة على وجه وليد.قال بضجر: "يا رجل… لماذا تفتح هذت الموضوع المزعج؟"ابتسم رفيع ابتسامة لا يمكن خرقها، وقال: "لقد تعلّمت منك."كانت خزامى المحامية المتدرّبة التي أشرف عليها وليد سابقًا، كما كانت صديقته السابقة. استمرّت علاقتهما أكثر من ستة أشهر، ثم حصلت خزامى على رخصة مزاولة المهنة وانتقلت للعمل في مكتب آخر. كان كلٌّ منهما غارقًا في عمله، لا وقت للخروج ولا للقاء، ومع الوقت أصبحت العلاقة تذبل تدريجيًا.كان الانفصال بطلب من خزامى… أمّا وليد فكان الطرف المتعلّق الذي لم يستطع تجاوز الأمر بسهولة.ومع ذلك، ومنذ الانفصال وهو يحاول العودة إليها… لكن دون جدوى.لذا حين سأله رفيع، اختار وليد أن يصمت بدلًا من الإجابة....كانت جود وشمس تسيطران على غرفة الكاريوكي، تغنّيان دون توقف.جلست روان قليلًا تستمع إليهما، ثم نهضت لتتجه إلى دورة المياه داخل الجناح.لكن لم تكن محظوظة؛ فدورة مياه النسا

  • بعد عودة حبيبة اللعوب القديمة، كشفت الوريثة المدللة عن وجهها الحقيقي   الفصل496

    هه، وما الذي تتباهين به؟ سيأتي يوم يرميك فيه السيد حمدي كما تُرمى النفايات.بعد رحيل باسكال، التقط حمدي على الفور تغيّر ملامح روان.سألها بصوت منخفض: "ما بالكِ يا روان؟"أجابت وهي تشيح بنظرها قليلًا: "المرأة تلك كانت تحمل عداءً غريبًا تجاهي."قطّب حمدي حاجبيه: "لماذا تقولين ذلك؟"فهو لم يلتفت إلى باسكال إلا قليلًا، ولم يرَ اللمعة الساخرة التي مرّت في عينيها، أما روان فقد رأتها بوضوح.قالت بنبرة هادئة: "نظرتها لي لم تكن لطيفة أبدًا."ثم التفتت إليه بابتسامة باهتة: "واحدة أخرى من معجباتك؟"ارتبك حمدي: "ماذا تقصدين؟"قالت: "كانت تنظر إليك بطريقة واضحة… هي معجبة بك."عندها شدّ حمدي بين حاجبيه قليلًا وقال موضحًا: "هي نُقلت حديثًا من الفرع الآخر، وبيني وبينها لا يوجد أي شيء خارج إطار العمل."لكن روان لم تُعلّق، واكتفت بالقول: "دعنا نأكل."بعد أيام قليلة، عُقدت الجلسة الثانية في قضية سلوى، وكما هو متوقّع، صدر الحكم بتأييد الحكم الأول:سنة سجن نافذة.وبذلك أُودعت سلوى رسميًا في سجن النساء.وفي تلك الليلة، خرجت روان مع بعض زملائها من المكتب إلى أحد النوادي الترفيهية للاسترخاء، وهناك حدث ما لم ت

  • بعد عودة حبيبة اللعوب القديمة، كشفت الوريثة المدللة عن وجهها الحقيقي   الفصل495

    بعد أن وافق محمود أخيرًا، أصبح بوسع روان وحمدي أن يكونا معًا علنًا.وفي عصر يوم الجمعة، خرج الاثنان لتناول العشاء في أحد المطاعم الغربية القريبة من مكتب المحاماة، وهو المكان الذي أوصت به جود، إذ قالت إن الطعام فيه لذيذ جدًا. فاقترحت روان أن يجرّباه.كان المطعم مُزيَّنًا بشكل جميل، يقع داخل أحد المراكز التجارية، وكان مكتظًا بالزبائن نظرًا لكونه يوم الجمعة.وما إن دخلا حتى تقدّم نحوهما أحد الموظفين قائلاً: "مرحبًا بكما، طاولة لشخصين؟"أومأت روان: "نعم."فأشار الموظف بيده: "تفضّلا من هنا."سألت روان: "هل لديكم غرفة خاصة؟"أجاب الموظف: "عذرًا سيدتي، لا توجد لدينا غرف خاصة."فقالت: "حسنًا."قادهم الموظف إلى مقعد قرب النافذة."ما رأيكما بالجلوس هنا؟"قالت روان: "لا بأس."ثم أردف الموظف: "يمكنكما المسح على رمز الاستجابة السريع لعرض القائمة والطلب."أخرجت روان هاتفها وبدأت في استعراض القائمة. الأسعار كانت معقولة جدًا، وأغلى طبق لا يتجاوز عشرة دولارات.ولأن المطعم بلا غرف خاصة، جلسا في القاعة الرئيسية. كان المكان مزدحمًا وصاخبًا للغاية.رفعت روان عينيها نحو الرجل الجالس أمامها: "الجو صاخب بعض ا

  • بعد عودة حبيبة اللعوب القديمة، كشفت الوريثة المدللة عن وجهها الحقيقي   الفصل494

    قالت روان لنيرمين: "نيرمين، عبّاس لديه العزم على أن يكمل الطريق معك… فماذا عنكِ؟ ما الذي تفكرين فيه أنتِ؟"أجابت نيرمين بملامح جادّة وعينيها مليئتين بالإصرار: "قضيتُ الليل كله أفكر… والآن اتخذتُ قراري. سأمضي معه بثبات."وصودف أن عبّاس كان قد عاد في تلك اللحظة، فسمع كلامها الأخير.فقال بعاطفة جليّة: "نيرمين… يكفيني سماع هذه الجملة منك. كل ما فعلته لأجلك يستحق."وبعد قليل وصلت ريم أيضًا.وقضت روان وريم فترة الظهيرة كلّها مع نيرمين في منزل عبّاس، ثم تناولن العشاء هناك قبل أن تغادرا.في اليوم التالي، اصطحب حمدي روان لزيارة عائلة الشمري.ولمّا رأى محمود حمدي، اسودّ وجهه قليلًا، وكأنه لا يطيق رؤيته.لكن حين طلب حمدي التحدّث إليه على انفراد، وافق محمود في النهاية.دخل الاثنان غرفة الشاي.أُغلِق الباب، ولا أحد يعرف ما دار بينهما.لكن الحديث طال… من بعد الثانية ظهرًا حتى وقت العشاء، قبل أن يُفتَح الباب أخيرًا.كانت الدقائق تمرّ على روان ببطء شديد، وكأن كل دقيقة ساعة.خرج حمدي من الغرفة بملامح هادئة كما دخل، إلا أن محمود بدا أكثر لينًا وارتياحًا—وهو أمر مبشّر.يبدو أن الحديث بينهما سار على نحو ج

  • بعد عودة حبيبة اللعوب القديمة، كشفت الوريثة المدللة عن وجهها الحقيقي   الفصل493

    قالت ذكرى: "بعد أن نشرت رويدا بيان الاعتذار، بدأ عدد متابعيها ينهار بشكل جنوني، من ثمانمائة ألف إلى ما يقارب مئة ألف فقط، وأظنّ حتى هذا العدد فيه الكثير من الحسابات الوهمية التي اشترتها."ثم تابعت: "وبعدها خرج الكثير من الناس يفضحونها الواحد تلو الآخر. قالوا إن شخصيتها التي تبنيها أمام الجمهور كانت مزيفة، وإنها ليست بتاتًا تلك الغريبة الثرية المتعلمة في الخارج، بل مجرد امرأة تعتمد على عمليات التجميل وتقتات على مصاحبة الأثرياء. كما كُشف عن عدّة حوادث كانت فيها تتنمّر وتستغل نفوذ من يقف خلفها. ولا أعرف إن كان السيّد حمدي هو الذي دفع لترويج الأمر، لكنها بقيت ثلاثة أيام كاملة في قائمة الأكثر تداولًا."ارتشفت ذكرى جرعة من الشاي الأحمر وقالت بنبرة هادئة: "رأيت صباح اليوم أن حسابها أُغلق نهائيًا. أظن أنها لن تستطيع كسب رزقها من الإنترنت بعد الآن."لم يظهر على وجه روان أي انفعال، وقالت: "كل ما حدث لها هو نتيجة أفعالها."أومأت ذكرى برأسها: "صحيح، تستحق ما حدث لها. اعتادت على استغلال نفوذ غيرها وظنّت أنها لن تصطدم يومًا بمن هو أقوى منها."وفي أثناء حديثهن رنّ هاتف روان.كانت المتصلة نيرمين.ردّت

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status