Share

الفصل 3

Penulis: يه يه
وبعد الطعام، دعاني السيد والد طارق إلي مكتبه.

وبعيدًا عن أسلوبه الحازم في عالم الأعمال، تحدث معي هذه المرة بصبر ولطف، وسألني: "حبيبتي، لطالما كنتي تحبين طارق منذ طفولتك، هل ما زلتِ تحبينه الآن؟"

هززت رأسي بسرعة وبقوة، حتى بدأت وجنتاي تؤلمانني.

لقد أحببته لسبع سنوات، تحملت من أجله سبع سنوات، وعانيت من أجله سبع سنوات، ولكنني لم أتعلم نت أخطائي، لهذا السبب مررت بتجربة مؤلمة وجحيمية.

لم أعد أجرؤ علي حب طارق مرة اخري.

وعندما سمع جوابي علي سؤاله، صمت للحظات، ثم قال بأسف: "حسنًا، لا بأس، إن لم تقدري أن تصبحي زوجة لطارق، فستظلين دائمًا ابنة أسرتنا. حبيبتي، أنتِ فتاة رائعة وجميلة، وطارق هو من لا يستحقك."

ثم أخرج بطاقة مصرفية من درج مكتبه وقال:" هذه البطاقة تركها لكِ والداكي، وبها حوالي أربعة ملايين دولار، لقد طلبنا مني أن احتفظ لك بها، وأوصاني أن أعطيها لك عندما تكبرين، وها هي معك لتجهزي نفسك للزواج.

أربعة ملايين، أنها ذاتها قيمة الفدية.

خلال أيام اختطافي، شعرت بأنني أكره والديّ، لماذا لم يأخذاني معهما؟ لماذا تركاني أعاني هذا العذاب وحدي؟

لكن، اتضح أنهما قد خططا منذ زمن لضمان بقائي، لقد أحبانني كثيرًا.

وضعت إبهامي في فمي وأخذت أعضّه، محاولًة منع نفسي من البكاء.

" شكرًا لك ياعمي"

عندما خرجت من مكتبه، كانت الساعة قد أوشكت علي الثامنة، فتوجهت مباشرة إلي غرفتي، ولكن في الطريق قابلت طارق.

بدا أنه أدرك ما كنت سأفعله، فتحدث إليّ بنبرة غير متوقعة من اللطف: "الليلة، ستقيم أماني في غرفتك، يمكنكِ الانتقال إلي غرفة الضيوف المجاورة لغرفتي."

إذن، كل هذا من أجل أماني.

أومأت رأسي بالموافقة وغيرت اتجاهي،عندما انتقلت إلى منزل عائلة طارق لأول مرة، كان طارق يكرهني بشدة لدرجة أنه نقل إقامته إلى أبعد غرفة عني، واحدة في أقصى الشرق، وأخرى في أقصى الغرب

لكن غرفتي كانت قد صُممت بيد أشهر مصممي الديكور، ولا يمكن لغرفة الضيوف أن تضاهيها بأي حال.

لكن في النهاية كل شئ ملك لعائلة طارق، وأنه أفعل مايطلبونه مني.

وما إن مشيت خطوتين، حتي ناداني طارق وقال لي، " مروة، لم أنتي مطيعة هكذا؟"

التفتُّ إليه، فوجدت على وجهه مزيجًا من السخرية والقلق.

" أنا ... آسفة..." ترددت قليلًا قبل أن أنطقها، فلم يكن لدي ما أقوله له سوي الإعتذار.

" هذه هي المرة الثالثة التي تعتذرين لي فيها اليوم، ياله من أمر غريب." قال ذلك وهو يقترب مني، ثم مال للأمام ومدّ يده نحو جبهتي.

كأن تيارًا كهربائيًا صعقني، فابتعدتُ بسرعة، حتى كدت أفقد توازني فتمسكت بحافة الممر، وكانت قدماي ترتجفان، وبالكاد أستطيع الوقوف.

فبدا عليه الضيق لمّا رأي تلك التصرفات مني.

حاولت أن اسيطر علي أرتجاف صوتي، وقلت" أنا.... أنا سوف انتقل من المنزل غدًا، لقد تناقشت في هذا الأمر مع والدك"

كنت أظن أن سماع هذا الخبر سيجعله مرتاحًا، ولكنه على العكس، بدا غاضبًا جدًا.

" تنتقلين؟ لماذا؟ .... أنا فقط جعلت أماني تبيت في غرفتك لليلة فقط، فهي ضيفتنا، فما المشكلة في هذا؟"

فقلت له بسرعة" لا ، ليس لهذا السبب"

لكن وجهه ازداد عبوسًا، وخطا نحوي بخطوات ثقيلة، ثم أمسك بمعصمي بقوة وسحبني إلي أقصي غرفة في شرق المنزل.

" تعالي معي، لدي ما أقوله لك"

غمرني شعور بالخوف الشديد، وبدأت أرتجف وأخرجت البطاقة البنكية التي أعطاني إياها العم في الغرفة، وقلت له وصوتي يرتجف من البكاء:"

آسفة، خذ المال، ولا تضربني"

" خذ المال، ولا تضربني"

فالتفت إلي وهو مصدوم، بينما أنا كنت منهارة علي الأرض، ويداي مرفوعة يمسكها بيده.

" مروة، ما الذي تقولينه؟"

وكانت شفتاي قد أزرقتا من شدة العض في تلك اللحظة، وعيناي تحدقان في وجه طارق الذي اقترب مني، وكأن الذكريات بدأت تتدفق في ذهني مجددًا أصوت الخاطفين وإهاناتهم القاسية لي: "كلبة عائلة طارق، التي تحلم بالتقرب منهم"

" أخي طارق، لا ، بل سيد طارق، لن أتقرب منك، لن أجرؤ علي التقرب منك مرة اخري."

فادرك طارق أخيرًا أنني أعاني من ضغوطات نفسية، فتغيرت حركته وأصبح اكثر لطفًا مما كان، فمدّ يده ليحيطني بذراعيه، ورفعني من علي الأرض.

شعرت بفقدان توازني، فتمسكت بعنقه دون أن أشعر، بينما ظهر على وجهه أخيرًا بعض التراخي وسط صرامته المعتادة.

" مروة، أنا لا أمانع أن تتقربي مني، أنا فقط.."

وقبل أن يكمل كلامه، فتح الباب وخرجت أماني من الغرفة، كان الضوء في الداخل ساطعًا،

غطت فمها بيدها، متظاهرة بالمفاجأة: "السيد طارق، والآنسة مروة"

فنظر إليها طارق وقال: " لقد أخذت الغرفة، هل هناك أمر آخر؟"

فبدا عليها بعض الحرج وردت قائلة:" هناك اجتماع الآن عبر الفديو مع فرع الشركة بأمريكا، ولابد من أن تحضر الاجتماع بنفسك الآن."

فنظر طارق إلي، وعيناه تحملان شيئًا من التردد، لكنه في النهاية أطلقني من بين ذراعيه ووضعني برفق على الأرض بينما كنت متصلبة لا أستطيع الكلام.

" انتظريني في غرفتي"

قال لي تلك الجملة، ثم دخل الغرفة مع أماني، وأغلق الباب.

انطفأ الضوء الساطع خلفهما، تاركًا الممر في عتمة خافتة، شعرت وكأنني نجوت من الموت، لكن ظهري كان مبللًا بالعرق.

لن يعود طارق، لأنني أعرف حيل أماني جيدًا، لا يحصى عدد المرات التي اختارت فيها لحظاتي الخاصة لأخذه بعيدًا عني، كعيد ميلادي، وحفل تخرجي، كل مرة كان يُستدعى بهذه الطريقة، أو ربما كان يختار الرحيل بالفعل.

وأنا أيضًا أريد الرحيل، أريد الذهاب إلي مكان لا أري فيه طارق، لأنني أخشى أن أي لقاء آخر بيننا، سيقودني إلى انهيار عقلي كامل أو وربما إلى الجنون.

Lanjutkan membaca buku ini secara gratis
Pindai kode untuk mengunduh Aplikasi

Bab terbaru

  • سبع سنوات من الفراق   الفصل 12

    في يوم استلام شهادة الزواج، أخبرت والدَي طارق عن الأمر بشكل خاص. وفي المساء، اصطحبت طارق معي ومعنا خطاب التنازل، وذهبنا إلى منزل طارق لتناول العشاء.وحتي الآن، ما زلتُ لا أستطيع تناول الكثير من الطعام، فكيف لي أن آكل بحرية بينما خالد الذي أصبح الآن زوجي رسميًا يراقبني بصرامة هكذا؟أمسكت والدة طارق بيدي، وابتسمت وهي وسألتني:" حبيبتي ، متى تخططين لإقامة حفل الزفاف؟ أخبريني مسبقًا حتى أستعد لذلك باكرًا."أما والد طارق، فأخرج قلادتين من اليشم، كان واضحًا أنهما ثمينتان جدًا، ثم قال: "هذه القلادة صنعتها لكِ عمتك عندما بلغتِ الثامنة عشرة، كنا ننتظر هذا اليوم تحديدًا."فأخذتها، وشكرته جدًا.أما طارق، فلم يظهر طوال الوقت. وعندما غادرنا، شعرت فجأة بنظرات تراقبني من الخلف. استدرت لأرى من هناك، لكنني لم أجد أحدًا، فقد كان المكان فارغًا تمامًا.فسألني خالد:" ما الخطب؟"فأجبته:" لا شئ."في تلك اللحظات، كان طارق واقفًا في الظلام، محتضنًا صورة بين يديه، وعيناه ممتلئتان بالدموع. كانت تلك الصورة تجمعه بفتاة شابة، مشرقة ومفعمة بالحياة، فتاة مدللة، كانت عيناها تبرقان فقط لأجله، ولكن تلك الفتاة، لم

  • سبع سنوات من الفراق   الفصل 11

    شارك خالد في هذه القضية بعد تقاعده كمواطن يقوم بعمل بطولي، وبعد الانتهاء من تسجيل المحضر، حصل علي لقب تكريمي.كان يشعر ببعض الإحراج، لأنه في الحقيقة لم يكن دافعه نقيًا تمامًا، بل كان فيه بعض المصالح الشخصية." ما الذي يجعلك تشعر بالإحراج؟ لقد قمت بعمل عظيم، يجب أن نضيف اسمك إلى سجل عائلتنا."كان خالد يمسك المظلة ليحميني من المطر بينما كنا عائدين إلى المنزل بعد شراء بعض الخضروات." هل لدي عائلتم سجل؟"" نعم لدينا سجل!"" حسنًا إذن، عليك أن تكتب عن إنجازي هذا هناك... أو ربما من الأفضل أن أذهب الليلة وأوقد أعواد البخور لعمي وعمتي، فالكتابة ستأخذ وقتًا طويلًا."أنا:"....."وبعد أن عاد خالد، ظل يقنعني لبعض الوقت، خاصة بعد أن علمت أنه عندما استُدعي فجأة لتلك للمهمة، وخرج مسرعًا دون أن يوقظني، مرتديًا ملابسه بسرعة وغادر فورًا.وقال أنه لحسن الحظ كان هناك طعام في الثلاجة يكفيني لأسبوع، وكان يخطط للعودة خلال ذلك الوقت، لكنه لم يكن يتوقع أنني سأخرج للبحث عنه، ثم أُختطف وأعود لمنزل طارق.وقبل تناول العشاء، كنت جالسة علي الأريكة، في إحدي يدي بطاقتي الشخصية وفي الأخري الهاتف.وكان خالد ف

  • سبع سنوات من الفراق   الفصل 10

    وبعد خروجي من المشفي، أخذني خالد إلي قسم الشرطة، وبفضل مساعدته، تم القبض علي الخاطفين وإلقائهم في السجن."سمعت أن السيد خالد، بعد تقاعده أصبح حارسًا شخصيًا لعائلة ثرية، فكيف عاد إلى عمله السابق؟" هه، ألم تسمعي الخبر؟ السيد خالد أعجبت به ابنة العائلة الثرية، لكنها تعرضت للاختطاف، فاضطر للعودة من أجل الحب والانتقام لها."جلستُ في الممر خارج المكتب، أتناول الكعكة التي اشتراه لي خالد، بينما أستمع إلى هذه الشائعات عني." يا آنسة، لم تجلسين وحدك هنا؟ أين أسرتك؟"فأشرت بأصبعي نحو الغرفة.فخرج خالد من الغرفة بوجهم متجهم.فوقف الشرطيان علي الفور في وضع الانتباه وأدّيا له التحية." القائد خالد!"" أنتما الاثنان، توقفا عن الثرثرة ونشر الإشاعات." ثم أمسكني خالد وسحبني من علي الكرسي.اتسعت عينا الشرطيين وهما يريان كيف تحولت "الآنسة" إلى "زوجة القائد!"" ولم لا ننشرها؟ اعتقد أنها قصة رائعة."خالد:"......."الشرطي:"......."

  • سبع سنوات من الفراق   الفصل 9

    كانت رائحة المطهر في المشفي كريهة للغاية، استيقظت من شدة الصداع، وكنت أشعر أن عظامي تحطمت بالكامل.تعالت أصوات الجدال خارج الغرفة، فتسللت إلي أذني." لا عجب أن مروة لم تعد قريبة منا بعد أن عادت، ولا بد أنها تعتقد أننا تخلينا عنها""طارق، كيف أنجبت طفلًا مثلك! كيف سأواجه عمك وعمتك من عائلة مروة!""أبي، أمي، لم أتوقع أن يصل الأمر لهذه الدرجة، كنت أريد أن أؤدبها فقط"ثم جاء صوت صفع علي الوجهوبعده صوت تأوهات خافتة لطارق.اعتقد أن والده هو من صفعه، حتي سمعت صراخ والدته." المساعد خالد!"خالد! أردت الخروج من الغرفة، فتعثرت وسقطت من السرير، لأن قدمي هي التي كانت مكسورة، غرفتي في منزل طارق في الطابق الثاني فقط، والقفز منها لن يكون قاتلًا بالتأكيد.سمع خالد ضجة سقوطي، فركض إلي الغرفة بسرعة، كان يبدو متعبًا وعليه أثر السفر، ولحيته تبدو وكأنه لم يحلقها منذ أيام." خالد."التقطت فاكهة من الطاولة بجانبي ورميته بها، ولكن لم يغضب إطلاقًا، وأسرع بحملي ووضعني علي السرير.فنادت والدة طارق الطبيب.وبعد أن أجري الطبيب الفحص قال:" ينبغي عليك أن تلزمي الفراش خمس عشر يومًا علي الأقل، ركبتك ب

  • سبع سنوات من الفراق   الفصل 8

    لثلاثة أيام متتالية، كنت أتناول الطعام الذي تركه لي خالد في الثلاجة، فقد كان أعد لي مسبقًا ثلاث وجبات لكل يوم، ولكن كان الطعام بلا أي طعم.لقد اشتقت لخالد كثيرًا، ولكن لا أعرف أين ذهب. لم أجد أي مكالمة فائته علي هاتفي، بل على العكس، كان ممتلئًا بأرقام مألوفة كنت أحفظها جميعًا.فقررت أن أخرج للبحث عنه، أو اذهب لإبلاغ الشرطة، ولكن الشرطة أساسًا لم تستطع الوصول إلي أولئك الخاطفين، فكيف لي أن أثق بهم مرة أخري؟خرجت من المنزل وأنا في حالة من الضياع، وما إن وصلت إلى مدخل الزقاق سحبني شخص ما فجأة إلى سيارة، وعندما استعدت وعيي، وجدت نفسي علي سريري في غرفتي.وبشكل أدق، غرفتي التي في منزل طارق.كان الغرفة معتمة، ولم يكن سوي هناك سوء ضوء القمر الذي يتسلل من النافذة، وكان هناك شخص ما جالس في الظلام يحدق بي.فصرخت من الفزع، واختبأت تحت اللحاف، ولكن قام هذا الشخص بسرعة واشعل المصباح، وجاء إلي ليهدأني." مروة، كنت فقط أريدك أن نامي جيدًا وترتاحي، أنا آسف، لقد أفزعتك."كان صوته وكأنه لعنة تطاردني، ترددتُ قليلًا قبل أن أسحب الغطاء ببطء، وأنا أرتجف وأقول:" طارق.. السيد طارق.."فسحب طارق الغطا

  • سبع سنوات من الفراق   الفصل 7

    بعد أن أحدثت أماني تلك الفوضي، قررت التعزيل من المنزل، كانت نيتي الأساسيةهي الانتقال إلي مكان لا يستطيع طارق الوصول إليه، ولكن يبدو أنه كان يراقب كل تحركاتي.خالد كان مستعدًا لتلبية جميع رغباتي، لكنه لم يجد منزلًا مناسبًا بسرعة." ما رأيك أن ..... ننتقل من المنزل؟"خاف خالد أن يأتي طارق ويأخذني أثناء غيابه عن المنزل، وحيث أن طارق قد عرف مكان المنزل.فسألته:" منزلك؟"احمرّ وجهه خالد قليلًا كالعادة، لكنه أحرز بعض التقدم، فقد بات بإمكانه النظر إليّ مباشرة حتى في مثل هذه اللحظة:" نعم... لا تفكري كثيرًا، لديّ غرفتان، ستكون كافية لأن نعيش فيهما..""لكن، لا يمكن أن نعيش في غرفتين للأبد"كنتُ في منزل ذي غرفتين هنا، والآن سأكون في منزل ذي غرفتين هناك، متى سيتحقق ما قالته أماني ونعيش معًا؟اتسعت عيني خالد وكأنني قلت شئ لا يصح، ولكنني لم أخجل، ولم ينبض قلبي بسرعة، كان من السهل عليّ أن أضايقه." مروة.."أخرجتُ البطاقة المصرفية التي تركها لي والداي، ونظرتُ إليه بجدية وقلت لخالد": أنت تعرف أنني ابنة بالتبني لعائلة طارق، مجرد لعبة يمكنهم التخلي عنها في أي لحظة، لكنني أملك قلبًا حقيقيًا. ر

Bab Lainnya
Jelajahi dan baca novel bagus secara gratis
Akses gratis ke berbagai novel bagus di aplikasi GoodNovel. Unduh buku yang kamu suka dan baca di mana saja & kapan saja.
Baca buku gratis di Aplikasi
Pindai kode untuk membaca di Aplikasi
DMCA.com Protection Status