Share

الفصل 2

Penulis: يه يه
بعد عودتنا للمنزل، أمر طارق الخادمات بأخذي للاستحمام، فرفضت مساعدتهن، وطلبت منهن فقط أن يحضرن لي فستان طويل ولا يتجاوز طوله الكاحل من دولابي القديم.

بحثن طويلًا حتي وجدن أخيرًا فستانًا بأكمام طويلة أشبه بزي الطالبات.

لا أحد يحدد ما الذي ترتديه الطالبات، ولكن ما إن رأيت نفسي في المرآة، شعرت وأنني طالبة أكثر مما كنت عليه أيام المدرسة.

كنت قد تلقيت خطاب قبول في كلية للتصميم من أحد الجامعات المرموقة في الخارج قبل اختطافي، أما الآن فقد مر علي التسجيل بالفعل ثلاثة أشهر.

" شكرًا لكن"

صدمت الخادمات بعدما سمعن هذه الكلمة مني، فلم يكنّ يتخيلن أن يسمعنها مني.

ولكن بعد هذه الحادثة، أتضح كل شئ، فأنا وهن سواء، فهن خادمات يعملن بالأجرة في بيت طارق، وأنا أيضًا مجرد فتاة مستأجرة هنا.

خرجت من الغرفة، فوجدت طارق ينتظرني علي السلم، وكان متكئًا علي سوار السلم، يرمقني بنظرة متكاسلة قبل أن يطلق ضحكة ساخرة مني.

" مروة، هل تمزحين؟ لماذا ترتدين هذا ؟"

هل أنتي ريفية ؟ اعتقد طارق أنني أحاول لفت انتباهه بهذه الطريقة الساذجة، ولكنني فقط كنت أريد إخفاء الندوب على جسدي.

ثم تبعته إلي غرفة الطعام، كان الصمت هناك قاتم، حتي أشار لي طارق فرأيت والدا طارق يجلسان علي الطاولة بوجه ملئية بالقلق.

بمجرد أن رأتني والدته، قفزت من مقعدها وهرولت نحوي، حتي أنها كادت أن تتعثر، فأسرعت امرأة أخرى إلى الإمساك بها لمساعدتها.

" سيدتي والدة طارق، علي مهلك، الآنسة مروة عادت إليك سالمة غانمة، آنسة مروة، لقد أبيض شعر السيدة قلقًا عليكِ"

أنا أعرف تلك الفتاة، إنها سكرتيرة طارق.

كانت أماني ذات شعر أسود منسدل طبيعي، وترتدي سترة صوفية ذات رقبة عالية مع سروال جينز بسيط، لكن عقد الذهب الوردي الذي يزين عنقها كان ملفتًا للنظر.

أنا " سالمة غانمة!" علي النقيض من ذلك، أبيض شعر السيدة من القلق علي، وبمجرد أن فتحت فمها، حتي تحولت من كوني ضحية إلي ابنة عاقة لعائلة طارق.

أمسكت بيدي وهي تبكي، بينما كانت أماني تواسيها، لكنني لم أستطع البكاء. فنظر إلي طارق، فوجدت في عينيه نظرة تعني أنني بلا قلب.

وأخيرًا، تدخل والد طارق، وقال بحزم، أتركي يد مروة، ودعيها تأتي بسرعة لتناول الطعام.

مسحت دموعها وقالت،" لا عليك، فاللوم يقع علي أنا، فمروة لم تأكل من عدة أيام، هيا ياحبيبتي فقد أعددت لك حساء السمك الذي تحبينه!"

اجلستني السيدة بينها وبين زوجها والد طارق، وجلس طارق في مقابلي، وجلست أماني بجواره.

كم نحن أشبه بعائلة واحدة!

نظرت إلي الطعام في الأطباق، كم هو شهي ولذيذ، حتي أنني كنت قد نسيت كيف هو شكل الطعام الطبيعي، كنت أرغب في ترك الملعقة، والأكل بيدي بسرعة، فأنا لا أتحمل.

كنت كلما اقتربت من الطريق السريع بالقرب من المدينة، كانت إجراءات الصحة والنظافة أكثر حزمًا، فكنت حتي لا أجد أكوام قمامة لآكل منها، فبقيت جائعة لثلاثة أيام تقريبًا، ولم أتناول سوى أوراق الأشجار لسد الرمق.

وأمام الجميع، أمسكت بوعاء الأرز وبدأت ألتقط الطعام بالملعقة، رغم ذلك، لاحظت نظرة السخرية في عيني أماني، التي كانت تتناول الطعام ببطء وبأناقة مبالغ فيها.

ولما رأى طارق ذلك، اشمئز أكثر مني، لكنه اضطر إلى وضع قطعة من اللحم في طبقي بعد أن أشارت إليه والدته.

كنت أظن أنني قادرة على ابتلاع أي شيء، حتى الأرز الأبيض والخبز الذي كان يصعب عليّ تناوله في الماضي. لكن عندما نظرت إلى اللحم الشهية، وتذكرت أن طارق هو من قدمها لي، شعرت بغثيان في معدتي.

"حبيبتي، كلي، طارق يعرف أنك تحبين هذا النوع من اللحم، فطلب المزيد لك.

هراء، طارق أصلًا لا يعرف الأشياء التي أحبها، علي العكس مني، فأنا أعرف ماذا يحب ، كاللون الوردي، وأكثر مايحبه اللون الذهبي الوردي.

لاحظ والده ترددني وأنا أمسك الملعقة فقال، " مابك يابنتي، هل تشاجرت مع طارق في الطريق؟ اطمئني، سوف أوبخه بعد الطعام"

فقال طارق: " أبي!، ربما لأنه شعر بالحرج من ذلك أمام أماني.

لم أنطق بكلمة، فقط هززت رأسي بصمت، متجاهلة الغثيان الذي اجتاحني، وحاولت التغلب عليه بينما حاولت أن أضع قطعة اللحم في فمي.

ولكنني تقيأت فورًا بمجرد أن حاولت أن ابتعلها.

فاندهش طارق لما رأي، ولكنني انتفضت من الكرسي، وأمسكت رأسي واخبئت في زاوية الغرفة.

" آسفة آسفة، سآكلها، لا تضربوني!"

انصدم الجميع لهذا، فانهمرت السيدة بالبكاء وقامت إلي واحتضنتني وقالت:" هل أساء إليك أولئك الخاطفون لهذه الدرجة، أليس كذلك ياحبيبتي؟"

فقام إلي طارق ووالده وقد بدت عليهم ملامح الحزن والأسي لما وصل إليه حالي.

أما طارق، فقد عقد حاجبيه ولم يقل أي كلمة، وازداد وجهه قتامة.

مامعني هذا؟ ألم يهدد الخاطفون عائلة طارق، أنهم إن لم يدفعوا الفدية، فسوف يجعلون ابنتهم تذوق مرارة التعذيب؟

فلماذا يسألوني الآن إن كنت قد تعرضت للإساءة أم لا ؟

في الحقيقة، إعطائي خبزًا جافًا أو وعاءً من الأرز الفاسد لا يُعتبر تعذيبًا، فقد كنت لاحقًا أتناول ما هو أسوأ من ذلك، أشياء لا تختلف عن مياه الصرف الصحي.

لكنني كنت خائفة جدًا، خائفة من أن تكون حياتي بين يدي طارق.

فقد كان بالفعل تفاوض معهم، ولكنه تقرر التخلي عني. إنه يكرهني لهذا الحد.

أعتقد أن هذا هو السبب الحقيقي وراء إحساسي بالغثيان.

Lanjutkan membaca buku ini secara gratis
Pindai kode untuk mengunduh Aplikasi

Bab terbaru

  • سبع سنوات من الفراق   الفصل 12

    في يوم استلام شهادة الزواج، أخبرت والدَي طارق عن الأمر بشكل خاص. وفي المساء، اصطحبت طارق معي ومعنا خطاب التنازل، وذهبنا إلى منزل طارق لتناول العشاء.وحتي الآن، ما زلتُ لا أستطيع تناول الكثير من الطعام، فكيف لي أن آكل بحرية بينما خالد الذي أصبح الآن زوجي رسميًا يراقبني بصرامة هكذا؟أمسكت والدة طارق بيدي، وابتسمت وهي وسألتني:" حبيبتي ، متى تخططين لإقامة حفل الزفاف؟ أخبريني مسبقًا حتى أستعد لذلك باكرًا."أما والد طارق، فأخرج قلادتين من اليشم، كان واضحًا أنهما ثمينتان جدًا، ثم قال: "هذه القلادة صنعتها لكِ عمتك عندما بلغتِ الثامنة عشرة، كنا ننتظر هذا اليوم تحديدًا."فأخذتها، وشكرته جدًا.أما طارق، فلم يظهر طوال الوقت. وعندما غادرنا، شعرت فجأة بنظرات تراقبني من الخلف. استدرت لأرى من هناك، لكنني لم أجد أحدًا، فقد كان المكان فارغًا تمامًا.فسألني خالد:" ما الخطب؟"فأجبته:" لا شئ."في تلك اللحظات، كان طارق واقفًا في الظلام، محتضنًا صورة بين يديه، وعيناه ممتلئتان بالدموع. كانت تلك الصورة تجمعه بفتاة شابة، مشرقة ومفعمة بالحياة، فتاة مدللة، كانت عيناها تبرقان فقط لأجله، ولكن تلك الفتاة، لم

  • سبع سنوات من الفراق   الفصل 11

    شارك خالد في هذه القضية بعد تقاعده كمواطن يقوم بعمل بطولي، وبعد الانتهاء من تسجيل المحضر، حصل علي لقب تكريمي.كان يشعر ببعض الإحراج، لأنه في الحقيقة لم يكن دافعه نقيًا تمامًا، بل كان فيه بعض المصالح الشخصية." ما الذي يجعلك تشعر بالإحراج؟ لقد قمت بعمل عظيم، يجب أن نضيف اسمك إلى سجل عائلتنا."كان خالد يمسك المظلة ليحميني من المطر بينما كنا عائدين إلى المنزل بعد شراء بعض الخضروات." هل لدي عائلتم سجل؟"" نعم لدينا سجل!"" حسنًا إذن، عليك أن تكتب عن إنجازي هذا هناك... أو ربما من الأفضل أن أذهب الليلة وأوقد أعواد البخور لعمي وعمتي، فالكتابة ستأخذ وقتًا طويلًا."أنا:"....."وبعد أن عاد خالد، ظل يقنعني لبعض الوقت، خاصة بعد أن علمت أنه عندما استُدعي فجأة لتلك للمهمة، وخرج مسرعًا دون أن يوقظني، مرتديًا ملابسه بسرعة وغادر فورًا.وقال أنه لحسن الحظ كان هناك طعام في الثلاجة يكفيني لأسبوع، وكان يخطط للعودة خلال ذلك الوقت، لكنه لم يكن يتوقع أنني سأخرج للبحث عنه، ثم أُختطف وأعود لمنزل طارق.وقبل تناول العشاء، كنت جالسة علي الأريكة، في إحدي يدي بطاقتي الشخصية وفي الأخري الهاتف.وكان خالد ف

  • سبع سنوات من الفراق   الفصل 10

    وبعد خروجي من المشفي، أخذني خالد إلي قسم الشرطة، وبفضل مساعدته، تم القبض علي الخاطفين وإلقائهم في السجن."سمعت أن السيد خالد، بعد تقاعده أصبح حارسًا شخصيًا لعائلة ثرية، فكيف عاد إلى عمله السابق؟" هه، ألم تسمعي الخبر؟ السيد خالد أعجبت به ابنة العائلة الثرية، لكنها تعرضت للاختطاف، فاضطر للعودة من أجل الحب والانتقام لها."جلستُ في الممر خارج المكتب، أتناول الكعكة التي اشتراه لي خالد، بينما أستمع إلى هذه الشائعات عني." يا آنسة، لم تجلسين وحدك هنا؟ أين أسرتك؟"فأشرت بأصبعي نحو الغرفة.فخرج خالد من الغرفة بوجهم متجهم.فوقف الشرطيان علي الفور في وضع الانتباه وأدّيا له التحية." القائد خالد!"" أنتما الاثنان، توقفا عن الثرثرة ونشر الإشاعات." ثم أمسكني خالد وسحبني من علي الكرسي.اتسعت عينا الشرطيين وهما يريان كيف تحولت "الآنسة" إلى "زوجة القائد!"" ولم لا ننشرها؟ اعتقد أنها قصة رائعة."خالد:"......."الشرطي:"......."

  • سبع سنوات من الفراق   الفصل 9

    كانت رائحة المطهر في المشفي كريهة للغاية، استيقظت من شدة الصداع، وكنت أشعر أن عظامي تحطمت بالكامل.تعالت أصوات الجدال خارج الغرفة، فتسللت إلي أذني." لا عجب أن مروة لم تعد قريبة منا بعد أن عادت، ولا بد أنها تعتقد أننا تخلينا عنها""طارق، كيف أنجبت طفلًا مثلك! كيف سأواجه عمك وعمتك من عائلة مروة!""أبي، أمي، لم أتوقع أن يصل الأمر لهذه الدرجة، كنت أريد أن أؤدبها فقط"ثم جاء صوت صفع علي الوجهوبعده صوت تأوهات خافتة لطارق.اعتقد أن والده هو من صفعه، حتي سمعت صراخ والدته." المساعد خالد!"خالد! أردت الخروج من الغرفة، فتعثرت وسقطت من السرير، لأن قدمي هي التي كانت مكسورة، غرفتي في منزل طارق في الطابق الثاني فقط، والقفز منها لن يكون قاتلًا بالتأكيد.سمع خالد ضجة سقوطي، فركض إلي الغرفة بسرعة، كان يبدو متعبًا وعليه أثر السفر، ولحيته تبدو وكأنه لم يحلقها منذ أيام." خالد."التقطت فاكهة من الطاولة بجانبي ورميته بها، ولكن لم يغضب إطلاقًا، وأسرع بحملي ووضعني علي السرير.فنادت والدة طارق الطبيب.وبعد أن أجري الطبيب الفحص قال:" ينبغي عليك أن تلزمي الفراش خمس عشر يومًا علي الأقل، ركبتك ب

  • سبع سنوات من الفراق   الفصل 8

    لثلاثة أيام متتالية، كنت أتناول الطعام الذي تركه لي خالد في الثلاجة، فقد كان أعد لي مسبقًا ثلاث وجبات لكل يوم، ولكن كان الطعام بلا أي طعم.لقد اشتقت لخالد كثيرًا، ولكن لا أعرف أين ذهب. لم أجد أي مكالمة فائته علي هاتفي، بل على العكس، كان ممتلئًا بأرقام مألوفة كنت أحفظها جميعًا.فقررت أن أخرج للبحث عنه، أو اذهب لإبلاغ الشرطة، ولكن الشرطة أساسًا لم تستطع الوصول إلي أولئك الخاطفين، فكيف لي أن أثق بهم مرة أخري؟خرجت من المنزل وأنا في حالة من الضياع، وما إن وصلت إلى مدخل الزقاق سحبني شخص ما فجأة إلى سيارة، وعندما استعدت وعيي، وجدت نفسي علي سريري في غرفتي.وبشكل أدق، غرفتي التي في منزل طارق.كان الغرفة معتمة، ولم يكن سوي هناك سوء ضوء القمر الذي يتسلل من النافذة، وكان هناك شخص ما جالس في الظلام يحدق بي.فصرخت من الفزع، واختبأت تحت اللحاف، ولكن قام هذا الشخص بسرعة واشعل المصباح، وجاء إلي ليهدأني." مروة، كنت فقط أريدك أن نامي جيدًا وترتاحي، أنا آسف، لقد أفزعتك."كان صوته وكأنه لعنة تطاردني، ترددتُ قليلًا قبل أن أسحب الغطاء ببطء، وأنا أرتجف وأقول:" طارق.. السيد طارق.."فسحب طارق الغطا

  • سبع سنوات من الفراق   الفصل 7

    بعد أن أحدثت أماني تلك الفوضي، قررت التعزيل من المنزل، كانت نيتي الأساسيةهي الانتقال إلي مكان لا يستطيع طارق الوصول إليه، ولكن يبدو أنه كان يراقب كل تحركاتي.خالد كان مستعدًا لتلبية جميع رغباتي، لكنه لم يجد منزلًا مناسبًا بسرعة." ما رأيك أن ..... ننتقل من المنزل؟"خاف خالد أن يأتي طارق ويأخذني أثناء غيابه عن المنزل، وحيث أن طارق قد عرف مكان المنزل.فسألته:" منزلك؟"احمرّ وجهه خالد قليلًا كالعادة، لكنه أحرز بعض التقدم، فقد بات بإمكانه النظر إليّ مباشرة حتى في مثل هذه اللحظة:" نعم... لا تفكري كثيرًا، لديّ غرفتان، ستكون كافية لأن نعيش فيهما..""لكن، لا يمكن أن نعيش في غرفتين للأبد"كنتُ في منزل ذي غرفتين هنا، والآن سأكون في منزل ذي غرفتين هناك، متى سيتحقق ما قالته أماني ونعيش معًا؟اتسعت عيني خالد وكأنني قلت شئ لا يصح، ولكنني لم أخجل، ولم ينبض قلبي بسرعة، كان من السهل عليّ أن أضايقه." مروة.."أخرجتُ البطاقة المصرفية التي تركها لي والداي، ونظرتُ إليه بجدية وقلت لخالد": أنت تعرف أنني ابنة بالتبني لعائلة طارق، مجرد لعبة يمكنهم التخلي عنها في أي لحظة، لكنني أملك قلبًا حقيقيًا. ر

Bab Lainnya
Jelajahi dan baca novel bagus secara gratis
Akses gratis ke berbagai novel bagus di aplikasi GoodNovel. Unduh buku yang kamu suka dan baca di mana saja & kapan saja.
Baca buku gratis di Aplikasi
Pindai kode untuk membaca di Aplikasi
DMCA.com Protection Status