Share

الفصل 4

Author: ضياء الجمال
لم تتوقع أن تسير الأمور بهذه السلاسة، استمرت أمل في التفكير في أمر واحد حتى بعد عودتها إلى المكتب!

كيف لشخص مثل فارس، الراقي واللطيف، أن يكون من المؤيدين لعدم الزواج؟

بل كان موقفه حازمًا صارمًا، لدرجة أن عائلته اضطرت للبحث عن طريقة لضمان استمرار نسله.

بالنسبة لها، الأجدر بذلك هو عماد، ذو الشخصية الصلبة والقاسية كالصخر!

زمّت شفتيها، وانحنت مسرعةً لإنهاء عملها.

لقد أضاعت الكثير من الوقت بذهابها شخصيًا إلى قسم المشاريع.

وإذا لم تنجز العمل في موعده، سينزعج عماد مرة أخرى.

رن جرس الخط الداخلي: " تعالي إلى مكتبي!"

فأجابت: "حسنًا، سيد عماد."

وضعت أمل آخر مستند في الأرشيف، تنفست الصعداء، وخرجت بخطى سريعة.

قال لها: "لقد رفضت المستندات التي قدمها الفريق الثالث للمشروعات، لأن عقد نقل ملكية الأرض غير مؤكد الصلاحية، وتم توجيه جهة التمويل لإصدار مستند ملكية جديد للأرض على نحوٍ سريع."

عندما رأته عابسًا، أوضحت له على الفور سبب اختفاء نسخة من عقد المشروع الجديد.

فبعد العمل معه لمدة ستة أشهر، أصبحت تفهمه إلى حدٍ كبيرٍ.

وبعدما سمع تفسيرها، لم ينطق ببنت شفة، وكان هذا أفضل رد!

رجحت أمل أنه لا بد أن العمل المتبقي لا يحتوي على أية مشكلة، لذلك همت بالوقوف وتجولت بفكرها في خطتها التالية.

حتى سمعت صوتًا آخر خفيضًا عميقًا إلى أذنيها: "القهوة!"

ردت: "حسنًا، سأحضرها حالًا!"

لقد أدركت أمل ما يفضله عماد، حتى وصلت لقمة الإتقان والإبداع.

بل إنه كان في السابق يشرب أنواعًا أخرى من القهوة، أما الآن فلا يشرب إلا التي تحضرها أمل.

لفت وغادرت المكتب، وتوجهت مباشرة إلى ركن المشروبات.

هذا الركن أقامته الشركة خصيصًا، وهو مفتوح طوال أيام العمل، يقدم مشروبات متنوعة مجانًا مثل الكولا، والقهوة المعلبة، ومشروبات منعشة.

حتى موظفو النظافة جميعهم يمكنهم الشرب أيضًا.

عندما رأى مسئول ركن المشروبات أمل قادمة، فتح على الفور باب صغير جانبي، وقال مبتسمًا: "لا بد أنه فنجان القهوة اليومي للمدير عماد!"

فردت أمل: "نعم، ليس من السهل أن تكون رئيسًا."

دخلت حيث توجد آلة طحن القهوة يدويًا المعدة خصيصًا لعماد البدراوي.

بينما كانت منحنية تحضر القهوة، سمعت صوتًا مألوفًا في الخارج.

"أي نوع من القهوة ألذ؟"

إنه فارس!

لم تتردد أمل للحظة، وخرجت فورًا قائلةً: "سيد فارس، أنا أحضر قهوة مطحونة يدويًا الآن، هل ترغب أن تتذوقها؟"

أجاب فارس، متقدمًا نحوها بخطوات واسعة: "يا لها من صدفة! آنسة أمل!"

لقد حان وقت التباهي بنفسها، فإن أمل تحضر كوب القهوة خصيصًا بكل إتقان وبراعة.

رشف فارس رشفةً، وأومأ برأسه قائلًا: "نكهة غنية ورائعة، شكرًا لكِ يا آنسة أمل!"

فقالت: "تحضير فنجان القهوة ليس شيئًا يُذكَر، إذا أعجبك، في المرة القادمة التي ترغب فيها بالقهوة، ما عليك سوى إرسال رسالة لي."

فابتسم ورد قائلًا: "حسنًا، ولكن لا أود أن أتعبك."

فأجابت: "لا تهتم! على الرحب والسعة."

بسبب هذه الحادثة الجانبية، تأخرت أمل قليلًا في العودة إلى مكتب الإدارة العام.

ولحسن الحظ كان عماد منهمكًا في العمل، فلم يكترث لتأخيرها.

وما إن رأت أنه بمجرد إنجازه الفحص والتصحيح ينهي عمله لهذا اليوم، حتى تنفست الصعداء في سرها.

أغلق عماد الملف، ومدت أمل يديها مستعدةً لأخذه، لكي تعود إلى مكتبها لإنهاء عملها، وبغتةً سألها عماد: "هل لديكِ شيء بعد انتهاء العمل؟"

فأجابت: "لا، هل لدى سيادتك عمل يتطلب ساعات إضافية؟"

هي لا تستهجن من العمل الإضافي، فعلى كل حال، مكافآت العمل الإضافي في شركة البدراوي شديدة السخاء.

فأينما عملت، ألا يجب أن تكسب المال؟

نسلم جدلًا أنها أنهت المهمة، وغادرت مع أخيها تاركةً مدينة الركائز، فالحياة تتطلب المال أيضًا.

فأجاب: "لا." وظهرت نادرًا علامات الاضطراب على وجهه الوسيم، طابقًا شفتيه الرقيقتين.

ثم قال بنبرة فاترة: "لقد قلتِ لي مسبقًا أن مطعمًا إيطاليًا اُفتتح في مدينة الركائز، وكنتي ترغبين في الذهاب."

عندما سمعت هذا، بدأت تتذكر!

عندئذٍ كانت تسعى لتقريب علاقتها بعماد، وعلمت أنه يحب الطعام الإيطالي، فاقترحت عليه أن تدعوه إلى العشاء، لكنه رفض رفضًا قاطعًا.

ولكن الآن...

"سيد عماد ، لقد ذهبتُ إلى هناك بالفعل، لكن الطعام ليس جيدًا."

"…"

"إذا أردت سيادتك مقابلة ضيف مهم، هل تحتاج أن أزكي لسيادتك بعض المطاعم الأخرى؟"

فأجاب عماد قاطبًا حاجبيه: "لا داعي."

فردت: "حسنًا، إذا لا يوجد شيء تريده مني، فلن أزعج سيادتك."

ثم بدأت في التراجع للخلف عدة خطوات، ثم لفت وجهها، وغادرت مسرعةً.

لم تعد كما كانت في السابق، تحاول البحث عن أعذار تافهة فقط لتبقى في مكتبه فترة أطول!

رفع يديه وفرك ما بين حاجبيه.

أضاءت شاشة الهاتف الموضوع بجانبه.

كانت رسالة من ياسين الرفاعي: "بخصوص أمر صديقك الذي قلته لي، خطر في فكري احتمال آخر، ربما هذه الفتاة غيرت خطتها، وتريد أن تلعب معه لعبة القط والفأر!"

لعبة القط والفأر!

رمق عماد بعينيه السوداوين الاتجاه الذي غادرت منه أمل للتو.

في الواقع هذان الاحتمالان لا يُمكن استبعادهما.

بعد انتهاء العمل، أول شيء فعلته أمل هو الذهاب إلى المستشفى لترى أخاها.

وبسبب انتهاء وقت الزيارة، لم تستطع سوى النظر إليه من خارج الزجاج.

كانت ياسمين تعمل في هذا المستشفى، وعلمت بمجيء أمل، فطلبت إذنًا خصيصًا، لكي تطيب خاطر أمل.

وقالت لها: "آه يا أمل! إن مبلغ مليون دولار لا يستطيع الكثيرون كسبه طوال حياتهم، فمن الطبيعي وجود بعض المصاعب والمعرقلات، أليس كذلك؟ ثم إننا نعد محظوظون بين المصائب، فقد حصلنا على العربون في الوقت المناسب، ولم تتعطل الاستعدادات قبل التبرع!"

أومأت أمل برأسها وقالت: "أجل."

لم يعد بوسعها الآن سوى التفكير بشكل إيجابي، وإلا سيدفعها الواقع إلى الانتحار!

رفعت بصرها إلى أخيها الضعيف، وهي تعتصر من الألم في أحشائها ولا يشعر بها أحد.

التحقت أمل بالجامعة في هذه السنة، وقد حصلت على منحة للدراسة بالخارج، قال لها والداها إن المال لا يمثل مشكلة، فلم تفكر كثيرًا، وسافرت إلى الخارج لدراسة المالية.

لكنها لم تتخيل أن ذلك المال قد تنازل عنه أخوها، بعد أن ترك دراسته طوعًا، وخرج للعمل!

علمًا بأن أنس في ذلك الوقت كان اسمه في طليعة الناجحين، حتى إن المدرسة كانت تعقد آمالًا على التحاقه بجامعة الصفوة أو جامعة الريادة.

بعد تركه المدرسة، قامت المدرسة عدة مرات بمحاولة إقناعه بالعودة، لكنه ظل يرفض.

هذا الدين، لن تستطيع أمل أن تسدده حتى بعد مماتها!

عندما رأت ياسمين صديقتها المقربة بهذه الحالة، أدركت أنها بالتأكيد تفكر في الماضي.

تنهدت، وأعطتها منديلًا، وقالت لها: "امسحي دموعكِ، مهما كان الطريق صعبًا علينا أن نسير به، أليس كذلك؟"

أدركت أمل وقتها أنها تبكي.

مسحت وجهها بسرعة، وابتسمت قائلةً: "القدر لا يغلق بابًا في وجه أحدٍ، وتمكني من الحصول على هذا الرقم الفلكي، - المليون دولار- أمرٌ يجعلني راضيةً بقسمتي ونصيبي، ياسمين! أنا بخير، فلا حاجة لأن تطيبي خاطري."

فردت: "إذا بدأتي تفكري هكذا، فهذا جيد! هل يوجد شيء آخر تحتاجين فيه إلى مساعدتي؟"

في البداية أرادت أمل أن تقول لا، لكنها تذكرت فجأة شيئًا.

وقالت: "أريدك أن تعدي لي عدة جرعات من دواء المعدة الخاص بعماد، حتى لو لم يصبح هو هدفي، لكن من أجل استمراري في العمل في مجموعة البدراوي، لأتقرب من فارس، لذلك لا يمكنني الإساءة إليه."

أومأت ياسمين قائلة: "لكن والدي ذهب إلى عمتي، ولن يعود حتى الأسبوع القادم، وأنا أيضًا لا أعرف ما مكونات الدواء."

فردت أمل: "لا بأس، أعطني إياه الأسبوع القادم! فلا يزال لدي جرعة واحدة."
Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • سكرتيرة تغوي الرجل الخطأ، والعم وابن الأخ يتنافسان للظفر بها   الفصل 30

    "سيد… سيد عماد؟""هل أنتِ موافقة على النقل؟"في تلك اللحظة، شعرت أمل وكأن عقلها توقف عن العمل تمامًا!توقف الكلام في حلقها، ولم تعرف هل تهز رأسها بالموافقة أم بالرفض.كانت عينا عماد السوداوان كالهاوية، تحدق فيها دون أن تنطق بكلمة واحدة…وبعد دقيقة تقريبًا، تحدث أخيرا: "اخرجي."…بدأ الخصام الصامت بين أمل وعماد.بالمعنى الدقيق، هو يمارس الصمت العقابي، وهي في حيرة تامة.منذ حدوث الأمر المتعلق بالنقل الوظيفي بعد الظهر، لم يتحدث عماد مع أمل كلمة واحدة، وحتى في اجتماع المساهمين، كان يرسل مساعد المشروع لإحضار المستندات بدلًا من أن يكلّفها هي بذلك.بعد عناء طويل حتى انتهاء الدوام، فكرت أمل أن تنتظر حتى تصل إلى المنزل لتعرف منه ما يجري، لكنها عند خروجها من الشركة وركوبها المترو عائدةً إلى الفيلا، وما إن فتحت الباب، اكتشفت أن عماد قد حضّر العشاء مسبقًا ووضعه على طاولة السفرة.ولا تدري إن كان قد تناول طعامه أم لا، فالأهم أنه ذهب إلى مكتبه!وبما أن أمل شعرت بالذنب بسبب ما حدث اليوم، كانت مشاعرها متقلبة للغاية.تسللت خلسة إلى باب المكتب لتستمع… يبدو أن عماد يعقد اجتماعًا عبر الفيديو.ونظرًا لفارق

  • سكرتيرة تغوي الرجل الخطأ، والعم وابن الأخ يتنافسان للظفر بها   الفصل 29

    "إذن، هل إذا وافقت، ستسمح لي بأن أكون سكرتيرتك؟" تلاعبت ليان قليلًا بمفهوم السؤال، محاولةً أن تمنح نفسها فرصة!إقناع عماد ليس بالأمر السهل، لكن إقناع سكرتيرته، ربما لن يكون صعبًا إلى هذا الحد. كل ما في الأمر أن تدفع قليلًا من المال.لقد فكرت مسبقًا أن أي امرأة بجانب عماد لا بد أن تكن مولعة به! لكنها على الأرجح سرعان ما ستدرك أن عماد، بخلاف عمله، لا يقيم أي علاقة معهن.والآن، لو تمكنت من الحصول على مبلغ من المال، ثم تنسحب، فربما تقتنع بذلك.بينما كان عماد على وشك الرد، سُمِع طرق على باب المكتب فجأة..."سيد عماد، إنه أنا."وتمامًا كما يُقال، ما إن ذُكر، حتى حضر.كانت أمل قد أنهت قيلولتها القصيرة، وأتت لتسليم بعض الملفات."تفضلي بالدخول."وعند سماع صوت رئيسها، فتحت الباب، وبدأت على نحو اعتيادي بالتقرير مباشرة:"سيد عماد، لقد وجدت جميع مستندات التدقيق التي طلبتها…"توقفت أمل فجأة، إذ لاحظت وجود شخص آخر في مكتب المدير.امرأة.لا يمكن لومها على شعورها بالمفاجأة، فالواقع أن عماد لا يحيط به عادة أي إناث!وبطبيعة الحال، انتبهت ليان لوجود أمل أيضًا.ولم تنتظر حتى يتكلم عماد، بل بادرت بالقول: "أ

  • سكرتيرة تغوي الرجل الخطأ، والعم وابن الأخ يتنافسان للظفر بها   الفصل 28

    قال ياسين بنبرة ممتلئة بالاستياء: "عذر! بالتأكيد مجرد عذر!"عض ياسين شفتيه ببعض الإحباط وقال: "عماد، انظر إلى ليان جيّدًا! أؤكّد لك، لن تجد في هذا العالم كثيراتٍ يفُقنها جمالًا، أنت واثق أنك لا تريدها؟"سكت عماد.وتراجع خطوة إلى الخلف ليضع مسافة بينه وبين ياسين، ثم قال بفتور: "أرى أن فراغك جعلك تلعب دور الخاطبة، أظنني سأضطر للاتصال بالعم قيس الرفاعي."وما إن سمع ياسين ذلك حتى ارتجف قليلًا وهزّ رأسه بسرعة: "لا لا! دعنا من هذا! كنت أمزح، وأنت تأخذ الأمر بمحمل الجد!"كيف يجرؤ على الاستمرار في الحديث؟لم يبقَ له سوى سحب عماد للخلف بسرعة، ثم قال مبتسمًا لليان: "يجب أن يكون لديكما أمور عمل للحديث عنها، سأغادر الآن! هناك أصدقاء يدعونني للشرب معًا!"فأومأت ليان برأسها وقالت بهدوء: "حسنًا، لكن تذكّر، إن شربتَ، فلا تقد السيارة."ابتسم ياسين بثقة وقال:"اطمئني، أنا أكثر الناس التزامًا بقواعد المرور."ابتسمت ليان مستسلمة، لكن عيناها سرعان ما اتجهتا نحو عماد مرة أخرى.حقًا، هو الرجل الذي لم تستطع نسيانه طوال السنوات الماضية…فما إن ظهر، حتى أصبح معدل ضربات قلبها خارج السيطرة!فتح عماد باب مكتبه، وص

  • سكرتيرة تغوي الرجل الخطأ، والعم وابن الأخ يتنافسان للظفر بها   الفصل 27

    قامت أمل بحمل كرسي بنفسها وجلست أمام الطاولة، مواجهةً فارس، ورفعت يدها قائلة: "لكل شخص طريقته في الحياة، وعدم الزواج ليس بالأمر السيئ.""وماذا عنكِ؟"مدّ لها فارس ملعقة الطعام بشكل طبيعي.أمسكت أمل بالملعقة وابتسمت قائلة: "لا تسخر مني، فأنا الآن أريد فقط أن أركز على عملي، ولم أفكر في أي شيء آخر. لكن، إذا كان عليّ التكهن بناءً على وضعي الحالي، فأنا على الأرجح لن أتزوج أيضًا."كانت كلماتها صادقة.لم تقلها لإرضائه.فحتى لو خضع شقيقها لزراعة نخاع العظم، فقد أكد الطبيب أن احتمال الانتكاس موجود دائمًا.سواء كان العلاج تقليديًا أو الاستمرار في البحث عن متبرع جديد، فإن التكلفة ستكون كبيرة جدًا.فكرت أمل في نفسها: "كم من الرجال العاديين سيكونون مستعدين لمساعدة حبيباتهم في إعالة إخوتهن؟ عندها، سيعتبرها الناس بالتأكيد "امرأة مهووسة بدعم أخيها."لم ترغب أمل في إلزام أي شخص، لكنها أيضًا لا تستطيع التخلي عن شقيقها، لذلك كل ما يخص الحب أو الزواج بالنسبة لها أمور بعيدة المنال.الواقع وكثرة الضغوط لم تترك لها مجالًا للتفكير في شيء آخر.قال فارس بصدق: "هل تواجهين صعوبات شخصية؟ يمكنكِ إخباري بها، وإذا اس

  • سكرتيرة تغوي الرجل الخطأ، والعم وابن الأخ يتنافسان للظفر بها   الفصل 26

    "رئيس الفريق الخاص بالمشاريع– فارس: "لا تقلقي، ما دمتُ لن أخبر عمي، فلن يحدث شيء، أليس كذلك؟"لم يخطر ببال أمل أنها ستحصل على هذا العائد غير المتوقع!فإن رفضت الآن… ألا يعني ذلك إضاعة فرصة ثمينة ساقها القدر إليها؟وبدون أي تفكير، أرسلت لفارس علامة الموافقة.وبعد انتهاء الاجتماع الصباحي، خرج عماد مع بعض المساهمين لبحث شؤون الفرع الخارجي.أكملت أمل المهام الموكلة إليها، ثم اتصلت بـياسمين."كيف حال أنس الآن؟ هل مررتِ عليه اليوم؟"أجابت ياسمين: "اطمئني، في أيام عملك أنا أذهب كل يوم! وسألتُ طبيبه المسؤول بخصوص زراعة النخاع!حتى الآن، أسرة خالكِ متعاونة جدًا."ثم قالت ياسمين بتنهيدة: "من الواضح… بعد أن أخذوا المال، تغيّر موقفهم تمامًا!"شدت أمل شفتيها، وقد فقدت الرغبة في الحديث عن أسرة خالها وقالت: "كل ما أرجوه هو أن يتحسن أنس."تنهدت ياسمين وقالت: "بالمناسبة، هل هناك تقدم في مهمتكِ؟ هل أتيحت لكِ فرصة للتقرب من فارس؟"مبلغ التعويض الضخم— عشرون مليون دولار— جعلها تشعر بالقلق على صديقتها!قالت أمل: "نحن الآن أصدقاء نوعًا ما، و... فترة التبويض لهذا الشهر قد انتهت، حتى لو كررت الحيلة الآن لن تنف

  • سكرتيرة تغوي الرجل الخطأ، والعم وابن الأخ يتنافسان للظفر بها   الفصل25

    نتيجة ليلة الانغماس العاطفي كانت واضحة…عندما جاءت أمل إلى العمل في اليوم التالي، بدت وكأن طاقتها كلها قد استنزفت!كان ظهرها متألمًا، ساقاها متعبتين، وصوتها خافت ومبحوح.أما عماد، في الاجتماع الصباحي، فكان يبدو كامل الرضا، حتى صوته أصبح أعمق وأكثر قوة.وبعد أن استمع إلى تقارير المدراء التنفيذيين، لمح أمل بعينيه السوداوين بشكل عابر، ثم أرسل لها رسالة عبر برنامج الشركة الداخلي على حاسوبه المحمول: "الرئيس التنفيذي– عماد البدراوي: إذا كنتِ متعبة جدًا، يمكنكِ أخذ قسط من الراحة في غرفة استراحتي."سرعان ما ظهرت على شاشة كمبيوتر أمل رسالة جديدة.بشكل غريزي، نظرت حولها بسرعة، ولاحظت أنه لا أحد ينتبه إليها، عندها فتحت الرسالة للرد"سكرتيرة الرئيس التنفيذي– أمل: لا داعي، سيد عماد، هذا ليس مناسبًا."رغم أن غرفة استراحة عماد تقع داخل المكتب الداخلي للرئيس التنفيذي، ولن يتمكن أحد من الدخول دون موافقته.لكن…الخوف يكمن في أن عماد يرى فارس كابن أخيه، وليس كشخص غريب!لو نامت قليلًا واستيقظت لتخرج من غرفة استراحة الرئيس الخاصة، وفجأة وجدت فارس بالخارج، سيكون ذلك بمثابة كارثة حقيقية… لم تعد تعرف كيف ستخت

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status